الفنان ريان تابت يصور النجاة من خناق الصيغة الواحدة
فسيفساء تعيد تشكيل قضايا ثقافية وسياسية.
الأربعاء 2023/10/11
زخارف معمارية - تشكيلية
بين الواقع والغريب، الشخصي والعام، تتركز أعمال الفنان اللبناني ريّان تابت حول الفن المفهومي، مستحضرا الزمان والمكان، ليعيد إنتاج لوحات من الذاكرة البيروتية المشتركة وانطباعاته الذاتية التي تشترك مع انطباعات بني وطنه حول العديد من القضايا.
إعادة إنتاج الأثر هو أبرز ما تميز به الفنان اللبناني متعدد الوسائط ريّان تابت. وقد ثابر في هذا السياق منذ تكرس اسمه في عالم الفن المفهومي. معظم الفنانين لاسيما الذين ينتمون إلى الخطاب البصري المفهومي ينطلقون من قلب ذاكرتهم وانطباعاتهم الشخصية حول قضايا وأفكار محددة. ويذهب الفنان ريّان تابت إلى أبعد من ذلك إذ يدمج الشخصي بالعام في خلطة إضافية يتداخل فيها الغرائبي بالواقع.
لا يشكل معرضه الجديد حالة مختلفة عما قدمه سابقا في صالة “صفير زيملر” التي بالإمكان اعتبارها متخصصة بالتجارب الفنية المعاصرة ومن ضمنها بشكل خاص الفن المفهومي. والجدير بالذكر أن هذا المعرض هو أول معرض تقدمه الصالة لهذا الموسم الفني تحت عنوان “أرابيسك” في مركزها الجديد في وسط بيروت مع الحفاظ على مركزها الأول القائم في منطقة الكارانتينا.
أول ما تذكر كلمة “أرابيسك” يذهب خيال المرء إلى أجواء الفن الشرقي، وهذا ما حصل تماما عندما علمت بأمر المعرض. بناء على هذا لا أخفي أنني استغربت قليلا من أن يُعرض هكذا معرض في هذه الصالة المعروف عنها ميلها الشديد إلى الفن المفهومي ذي الصبغة الغربية، هذا إذا لم نذكر انغلاقها في عروضها حول جمهور نخبوي ضيق يتكرر حضوره عند كل افتتاح معرض جديد.
فنان يرسم أعمالا مفهومية
لكن من ناحية ثانية لم أستغرب ذلك لأن الصالة معروفة أيضا بنجاح كونها عرّابة الفن المفهومي في لبنان. إضافة إلى ذلك نشير إلى أن الصالة، في رغبتها في الخروج من المستطيل المغلق الذي ترزح فيه، أشارت في البيان الصحافي المرافق للمعرض إلى أن الهدف من افتتاح صالة ثانية في قلب بيروت هو “لتمتين وتدعيم حضورها في قلب العاصمة اللبنانية وبتوفير منصة فعّالة وحيوية تخدم المجتمع الفني والثقافي في بيروت”.
وفي العودة إلى الفنان ريّان تابت يشير القيمون على الصالة إلى أن “المعرض يتناول الاستحواذ الثقافي والسياقات الأصلية من منظار هذا النمط الزخرفي التزويقي والمؤسلب الحاضر في جميع أنواع الفنون. باللغة الإيطالية تعني كلمة ‘أرابيسك’ الأسلوب العربي. واليوم لايزال هذا المصطلح يشير إلى التصاميم الزخرفية المُشكلة من عدة خطوط متدفقة ومتشابكة. والمثير للاهتمام هو أن المصطلح غير موجود باللغة العربية”.
ويضيف البيان في معرض تقديمه لأعمال الفنان “تتشكل اللغة من تبلور القيم والثقافات والمجتمعات بهدف التعبير عن رؤى ووجهات نظر ذاتية. وعلى مرّ القرون تغيّرت وتبدلت اللغات وتمّ تطوير مصطلحات وتعابير لتسمية كل ما هو جديد أو أجنبي. وهكذا فإن مصطلح ‘أرابيسك’ يشير إلى مفهوم أوروبي بحت تمت صياغته لوصف التصاميم التي يُعتقد أنها شوهدت في بلدان العالم العربي. وعلى الرغم من ظهور هذه التصاميم في جوهر التعبير الفني – في منطقة كان الفن التشخيصي فيها محظورا – فقد أصبح ينظر إليها اليوم منذ ذلك الوقت على أنها حرف منقوشة”.
في سياق هذه الكلمات لا بد أن نشير إلى أن لفظة “أرابيسك” هي لفظة شمولية تعني جميع أنواع الزخارف الإسلامية. وفي الأصل أُطلقت هذه اللفظة على لون من ألوان الموسيقى التركية المشهورة في تركيا والبلقان والقوقاز والشرق الأوسط وشرق أوروبا. تأثرت ألحانه بالموسيقى العربية على وجه الخصوص والموسيقى البلقانية والإيرانية.
◙ الفنان ريّان تابت يذهب إلى أبعد من ذلك إذ يدمج الشخصي بالعام في خلطة إضافية يتداخل فيها الغرائبي بالواقع
إضافة إلى ذلك يُشهد للفن البديع والمشحون بالزخارف والموشّج بالأشكال الهندسية المتداخلة، والمعروف تاريخيا بشكل لا لبس فيه بأنه نشأ في البلدان العربية وتحاشى الفن التشخيصي لأنه كان محظورا عقائديا، على اعتبار أنه نوع من تمثل بفعل الخلق الخاص حصريا بالله عزّ وجلّ، أنه كان أبا للفن التجريدي العالمي ومحرضا على نشوء الفن المفهومي لاحقا.
ونذكر في هذا السياق فنانين كثرا تأثروا به وصاغوا عالمهم الفني على أسس التأثر به ونذكر بشكل خاص الفنان التشكيلي الفرنسي بول كلي. وعليه يمكن اعتبار الفن المشرقي الحجر الأول في مدماك الفن المفهومي الذي يعالج الأفكار والرؤى والروحانيات خارج إطار التشخيص وبعيدا عن الإشارات المباشرة. لأجل ذلك تعتبر الرسومات التي، على سبيل المثال، يظهر فيها حصان مشغول بالخطوط العربية أو الزخارف الإسلامية أنها رسومات تزينية “أرابيسكية” لا علاقة لها بما شكّله ولا يزال يشكله الفن الشرقي التجريدي بالفطرة.
ذكر البيان الصحفي المرافق للمعرض أن الفنان ريّان تابت يقدم “سلسلة من أعمال ‘الدكوباج’ وهي عبارة عن إفريز من النقوش التي تعود إلى مخطوطة أصلية وضعها في القرن التاسع عشر العالم الفرنسي بول بورغوان الذي سافر إلى مصر لدراسة الزخارف العمارية وقام بإنتاج رسومات توثيقية دقيقة عنها”. ويشير البيان إلى أن ريّان تابت “قام بقص صفحات فردية من تلك المنشورات وبإعادة تشكيلها وإعادة تركيبها في سعي منه إلى العثور على جيويميتريات (وحدات هندسية) محتملة، مخفية في ثنايا تلك الوثيقة”.
◙ الفنان أحضر مفهوم الزمن والمكان إلى مساحة أعماله من خلال فسيفساء أو ما يشبه خرائط تتضمن إيقاع الاختفاء والظهور
التأمل في أعمال الفنان يؤكد أنه، وكما أشرنا في بداية المقال، يتابع تقديم نصه البصري في قلب إعادة إنتاج الأثر وما ينتج عن ذلك من تداعيات ثقافية وسياسية، وقد أطلق على معرضه “أرابيسك” واهبا لهذه الكلمة بعدا إضافيا. فهو من ناحية بنى نصه على أساس الرسومات التوثيقية الدقيقة للعالم بول بورغوان والتي هي في مقام الأثر عن الأصل. ومن ناحية ثانية قام بالتدخل وخلط الصفحات والاسترسال الخيالي في التفكيك والقص وإعادة التركيب والتوليف دون أن يغفل السكب ما بينها مواقع فراغية تعمُق من معنى الأثر وتعيد النظر، بما يعني الزمن وما تعني المشاهد الزخرفية التي حولها الفنان إلى أمكنة مجازية وأعمال مفهومية يستطيع خياله من خلالها البحث عن معنى الأصل وماهية الأثر.
أحضر الفنان مفهوم الزمان والمكان إلى مساحة أعماله من خلال فسيفساء أو ما يشبه خرائط تتضمن إيقاع الاختفاء والظهور لحدود الخطوط والأشكال، ومن ناحية أخرى قدم المساحات الفارغة التي تخترق الهيئات على أنها أشبه بمادة نووية تحمل شبكة معلومات أثيرية عما يقبع فيها متخفيا وطالبا إخراجه إلى العلن بصيغ مبتكرة. ومن ناحية أخرى جعل بعض الأشكال الهندسية الزاخرة بالتفاصيل طاقات تفتح أفقيا تارة وعموديا تارة أخرى على الفراغ الأبيض بوصفه نقيضا للعدم وحمّالا للمعنى.
يُذكر أن الفنان التشكيلي ريّان تابت مولود في قرية عشقوت اللبنانية سنة 1983. حاصل على شهادة جامعية في الهندسة وعلى شهادة أخرى في الفنون الجميلة في الولايات المتحدة. له معارض فردية في طوكيو ودبي وفالينسيا وإسطنبول ولندن وباليرمو وفلورانس وأمستردام وبرلين.
◙ فن شرقي تجريدي بالفطرة
ميموزا العراوي
فسيفساء تعيد تشكيل قضايا ثقافية وسياسية.
الأربعاء 2023/10/11
زخارف معمارية - تشكيلية
بين الواقع والغريب، الشخصي والعام، تتركز أعمال الفنان اللبناني ريّان تابت حول الفن المفهومي، مستحضرا الزمان والمكان، ليعيد إنتاج لوحات من الذاكرة البيروتية المشتركة وانطباعاته الذاتية التي تشترك مع انطباعات بني وطنه حول العديد من القضايا.
إعادة إنتاج الأثر هو أبرز ما تميز به الفنان اللبناني متعدد الوسائط ريّان تابت. وقد ثابر في هذا السياق منذ تكرس اسمه في عالم الفن المفهومي. معظم الفنانين لاسيما الذين ينتمون إلى الخطاب البصري المفهومي ينطلقون من قلب ذاكرتهم وانطباعاتهم الشخصية حول قضايا وأفكار محددة. ويذهب الفنان ريّان تابت إلى أبعد من ذلك إذ يدمج الشخصي بالعام في خلطة إضافية يتداخل فيها الغرائبي بالواقع.
لا يشكل معرضه الجديد حالة مختلفة عما قدمه سابقا في صالة “صفير زيملر” التي بالإمكان اعتبارها متخصصة بالتجارب الفنية المعاصرة ومن ضمنها بشكل خاص الفن المفهومي. والجدير بالذكر أن هذا المعرض هو أول معرض تقدمه الصالة لهذا الموسم الفني تحت عنوان “أرابيسك” في مركزها الجديد في وسط بيروت مع الحفاظ على مركزها الأول القائم في منطقة الكارانتينا.
أول ما تذكر كلمة “أرابيسك” يذهب خيال المرء إلى أجواء الفن الشرقي، وهذا ما حصل تماما عندما علمت بأمر المعرض. بناء على هذا لا أخفي أنني استغربت قليلا من أن يُعرض هكذا معرض في هذه الصالة المعروف عنها ميلها الشديد إلى الفن المفهومي ذي الصبغة الغربية، هذا إذا لم نذكر انغلاقها في عروضها حول جمهور نخبوي ضيق يتكرر حضوره عند كل افتتاح معرض جديد.
فنان يرسم أعمالا مفهومية
لكن من ناحية ثانية لم أستغرب ذلك لأن الصالة معروفة أيضا بنجاح كونها عرّابة الفن المفهومي في لبنان. إضافة إلى ذلك نشير إلى أن الصالة، في رغبتها في الخروج من المستطيل المغلق الذي ترزح فيه، أشارت في البيان الصحافي المرافق للمعرض إلى أن الهدف من افتتاح صالة ثانية في قلب بيروت هو “لتمتين وتدعيم حضورها في قلب العاصمة اللبنانية وبتوفير منصة فعّالة وحيوية تخدم المجتمع الفني والثقافي في بيروت”.
وفي العودة إلى الفنان ريّان تابت يشير القيمون على الصالة إلى أن “المعرض يتناول الاستحواذ الثقافي والسياقات الأصلية من منظار هذا النمط الزخرفي التزويقي والمؤسلب الحاضر في جميع أنواع الفنون. باللغة الإيطالية تعني كلمة ‘أرابيسك’ الأسلوب العربي. واليوم لايزال هذا المصطلح يشير إلى التصاميم الزخرفية المُشكلة من عدة خطوط متدفقة ومتشابكة. والمثير للاهتمام هو أن المصطلح غير موجود باللغة العربية”.
ويضيف البيان في معرض تقديمه لأعمال الفنان “تتشكل اللغة من تبلور القيم والثقافات والمجتمعات بهدف التعبير عن رؤى ووجهات نظر ذاتية. وعلى مرّ القرون تغيّرت وتبدلت اللغات وتمّ تطوير مصطلحات وتعابير لتسمية كل ما هو جديد أو أجنبي. وهكذا فإن مصطلح ‘أرابيسك’ يشير إلى مفهوم أوروبي بحت تمت صياغته لوصف التصاميم التي يُعتقد أنها شوهدت في بلدان العالم العربي. وعلى الرغم من ظهور هذه التصاميم في جوهر التعبير الفني – في منطقة كان الفن التشخيصي فيها محظورا – فقد أصبح ينظر إليها اليوم منذ ذلك الوقت على أنها حرف منقوشة”.
في سياق هذه الكلمات لا بد أن نشير إلى أن لفظة “أرابيسك” هي لفظة شمولية تعني جميع أنواع الزخارف الإسلامية. وفي الأصل أُطلقت هذه اللفظة على لون من ألوان الموسيقى التركية المشهورة في تركيا والبلقان والقوقاز والشرق الأوسط وشرق أوروبا. تأثرت ألحانه بالموسيقى العربية على وجه الخصوص والموسيقى البلقانية والإيرانية.
◙ الفنان ريّان تابت يذهب إلى أبعد من ذلك إذ يدمج الشخصي بالعام في خلطة إضافية يتداخل فيها الغرائبي بالواقع
إضافة إلى ذلك يُشهد للفن البديع والمشحون بالزخارف والموشّج بالأشكال الهندسية المتداخلة، والمعروف تاريخيا بشكل لا لبس فيه بأنه نشأ في البلدان العربية وتحاشى الفن التشخيصي لأنه كان محظورا عقائديا، على اعتبار أنه نوع من تمثل بفعل الخلق الخاص حصريا بالله عزّ وجلّ، أنه كان أبا للفن التجريدي العالمي ومحرضا على نشوء الفن المفهومي لاحقا.
ونذكر في هذا السياق فنانين كثرا تأثروا به وصاغوا عالمهم الفني على أسس التأثر به ونذكر بشكل خاص الفنان التشكيلي الفرنسي بول كلي. وعليه يمكن اعتبار الفن المشرقي الحجر الأول في مدماك الفن المفهومي الذي يعالج الأفكار والرؤى والروحانيات خارج إطار التشخيص وبعيدا عن الإشارات المباشرة. لأجل ذلك تعتبر الرسومات التي، على سبيل المثال، يظهر فيها حصان مشغول بالخطوط العربية أو الزخارف الإسلامية أنها رسومات تزينية “أرابيسكية” لا علاقة لها بما شكّله ولا يزال يشكله الفن الشرقي التجريدي بالفطرة.
ذكر البيان الصحفي المرافق للمعرض أن الفنان ريّان تابت يقدم “سلسلة من أعمال ‘الدكوباج’ وهي عبارة عن إفريز من النقوش التي تعود إلى مخطوطة أصلية وضعها في القرن التاسع عشر العالم الفرنسي بول بورغوان الذي سافر إلى مصر لدراسة الزخارف العمارية وقام بإنتاج رسومات توثيقية دقيقة عنها”. ويشير البيان إلى أن ريّان تابت “قام بقص صفحات فردية من تلك المنشورات وبإعادة تشكيلها وإعادة تركيبها في سعي منه إلى العثور على جيويميتريات (وحدات هندسية) محتملة، مخفية في ثنايا تلك الوثيقة”.
◙ الفنان أحضر مفهوم الزمن والمكان إلى مساحة أعماله من خلال فسيفساء أو ما يشبه خرائط تتضمن إيقاع الاختفاء والظهور
التأمل في أعمال الفنان يؤكد أنه، وكما أشرنا في بداية المقال، يتابع تقديم نصه البصري في قلب إعادة إنتاج الأثر وما ينتج عن ذلك من تداعيات ثقافية وسياسية، وقد أطلق على معرضه “أرابيسك” واهبا لهذه الكلمة بعدا إضافيا. فهو من ناحية بنى نصه على أساس الرسومات التوثيقية الدقيقة للعالم بول بورغوان والتي هي في مقام الأثر عن الأصل. ومن ناحية ثانية قام بالتدخل وخلط الصفحات والاسترسال الخيالي في التفكيك والقص وإعادة التركيب والتوليف دون أن يغفل السكب ما بينها مواقع فراغية تعمُق من معنى الأثر وتعيد النظر، بما يعني الزمن وما تعني المشاهد الزخرفية التي حولها الفنان إلى أمكنة مجازية وأعمال مفهومية يستطيع خياله من خلالها البحث عن معنى الأصل وماهية الأثر.
أحضر الفنان مفهوم الزمان والمكان إلى مساحة أعماله من خلال فسيفساء أو ما يشبه خرائط تتضمن إيقاع الاختفاء والظهور لحدود الخطوط والأشكال، ومن ناحية أخرى قدم المساحات الفارغة التي تخترق الهيئات على أنها أشبه بمادة نووية تحمل شبكة معلومات أثيرية عما يقبع فيها متخفيا وطالبا إخراجه إلى العلن بصيغ مبتكرة. ومن ناحية أخرى جعل بعض الأشكال الهندسية الزاخرة بالتفاصيل طاقات تفتح أفقيا تارة وعموديا تارة أخرى على الفراغ الأبيض بوصفه نقيضا للعدم وحمّالا للمعنى.
يُذكر أن الفنان التشكيلي ريّان تابت مولود في قرية عشقوت اللبنانية سنة 1983. حاصل على شهادة جامعية في الهندسة وعلى شهادة أخرى في الفنون الجميلة في الولايات المتحدة. له معارض فردية في طوكيو ودبي وفالينسيا وإسطنبول ولندن وباليرمو وفلورانس وأمستردام وبرلين.
◙ فن شرقي تجريدي بالفطرة
ميموزا العراوي