مهرجان المفرق الشعري ملتقى المحافظات والمدارس والأجيال
الدورة الثامنة من المهرجان تواصل رسالته في خدمة الثقافة واللغة العربيتين.
الأربعاء 2023/10/11
شراكة ثقافية فاعلة
على امتداد دوراته التي وصلت اليوم إلى الدورة الثامنة، قدم "مهرجان المفرق للشعر العربي" بعمان العديد من الأسماء الشعرية سواء منها التي احتفت بعمق تجاربها أو الأسماء الجديدة، وها هو اليوم يواصل فعالياته وسط إشادة بالتعاون الذي يمثله بين الأردن والإمارات.
عمان - انطلقت مساء الاثنين فعاليات الدورة الثامنة من “مهرجان المفرق للشعر العربي” في دائرة المكتبة الوطنية بعمان، والتي تستمر حتى الثاني عشر من الشهر الحالي، تحت شعار “الشعر ديوان العرب”. ويأتي تنظيم المهرجان بالتعاون بين “بيت الشعر” بالمفرق ودائرة الثقافة في إمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة 21 شاعرا سيلقون قصائدهم في مدن أردنية مختلفة.
قال مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الأردنية نضال العياصرة، ضمن كلمته التي ألقاها في حفل الافتتاح، إن هذا المهرجان يعد إضافة نوعية للمشهد الثقافي العربي، خاصة في ظل التوأمة بين “بيت الشعر” بالمفرق ودائرة الثقافة في إمارة الشارقة. وبيّن العياصرة أن المهرجان يشمل العديد من الفقرات الثقافية والفنية المتنوعة من إشهار دواوين ولقاءات شعرية وفقرات فنية.
من جهته أشار رئيس الدائرة الثقافية في إمارة الشارقة عبدالله العويس إلى أهمية التعاون الوثيق بين وزارة الثقافة الأردنية ودائرة الثقافة في الشارقة، والذي نتج عنه شراكة مثمرة لخدمة الثقافة العربية، ومنها تأسيس “بيت الشعر في المفرق”. وقال “نحتفي اليوم بالدورة الثامنة من مهرجان المفرق الشعري، الذي يعكس استمراره على نشاطه الفاعل في الأردن، والجهود المخلصة التي تسعى لخدمة الثقافة العربية”.
مبادرة بيوت الشعر
نضال العياصرة: المهرجان يعد إضافة نوعية للمشهد الثقافي العربي
وأضاف العويس “نسعد اليوم بانعقاد الدورة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي متوجا الأنشطة الثقافية والأمسيات الشعرية التي ينظمها بيت الشعر على مدار العام الذي عرف تنقله بين مدن ومحافظات المملكة، محتفيا بالشعر والشعراء الأردنيين والعرب ومكتشفا المواهب الشعرية الشابة ومقدرا القامات الشعرية التي أسهمت في رفد الساحة الثقافية العربية بالجمال والإبداع”.
وقال الشاعر والأكاديمي راشد عيسى في الكلمة الافتتاحية للمهرجان إن هذا الحدث يأتي ليدعو مجموعة من الشعراء من مناطق مختلفة في الأردن، وفدوا إلى العاصمة من سائر المدن البعيدة مثل العقبة ومعان، وهذه ميزة تحسب للمهرجان بأنه يدعو الشعراء من جميع المناطق، وميزة أخرى أيضا تحسب لهذا الحدث الشعري المهم بأنه جمع ستة شعراء من أجيال مختلفة بداية من جيل السبعينات الذي يمثّله الشاعر محمد سمحان وانتهاء بجيل الألفين والذي تمثّله الشاعرة مريم أبونواس.
بدورها أكدت هيفاء النجار وزيرة الثقافة الأردنية أن إمارة الشارقة أصبحت مركزاً ثقافياً عربياً لما تقوم به من مجهودات مكثّفة تؤسس لوعيٍ ثقافيٍ واسعٍ، مشيرة إلى أن اللغة العربية تستعيد ألقها وتوهجها.
جاء ذلك خلال لقاء جمعها بعبدالله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة إيذاناً بانطلاق فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان المفرق للشعر العربي.
وأكّدت النجار في سياق حديثها عمق العلاقات التاريخية بين الإمارات والأردن القائمة على التعاون في الملفات كافة، ومنها التعاون الثقافي المشهود له بالتميز مع دائرة الثقافة في الشارقة والذي نتج عنه بيت شعر المفرق وغيره من الفعاليات الثقافية المتواصلة على مدار العام.
وأضافت أن بيت الشعر ومهرجان المفرق للشعر العربي ثمرة عمل كبير يعني لنا الكثير “لأن هذه المبادرة (بيوت الشعر) التي انطلقت من الشارقة في 2015 كان الأردن من أوائل الدول استجابة لها، وتعني المبادرة بمفهومها الشمولي جوهر اللغة العربية، وهذا المشروع النبيل الذي تقدّمه الشارقة للعالم العربي رؤيوي من أجل حماية اللغة وحماية الجانب الجمالي منها”.
وشارك في أولى أمسيات المهرجان، التي أدارها الشاعر والأكاديمي راشد عيسى، الشعراء محمد سمحان وحكمت النوايسة وإيمان عبدالهادي ومحمد خضير ومريم أبونواس ووصفي المزايدة.
أمسيات شعرية
◙ قراءات الشعراء بين محطات وجدانية وإنسانية ووطنية
تنقّلت قراءات الشعراء بين محطات وجدانية وإنسانية ووطنية مستلهمة مجازاتها الساحرة من مشهديات وصور الماضي واتكأت على مفردات الحنين والأمل والحب، حيث أظهرت القصائد دواخل الشعراء وما يكتنفهم من حب وعاطفة تنطلق منها أجمل العبارات الشعرية.
وتضمن الافتتاح معرضا لمنشورات دائرة الثقافة في إمارة الشارقة، وفقرة موسيقية لموسيقات القوات المسلحة، فضلا عن توقيع دواوين شعرية للشعراء حكمت النوايسة وإيمان عبدالهادي وماجد العبلي. واختتم الحفل بفقرة غنائية للفنانة كارولين ماضي، قدمت فيها مزيجا من الغناء الصوفي وبعضا من أغاني الطرب الأصيل.
◙ المهرجان يعكس من خلال استمراره نشاطه الفاعل في الأردن والجهود المخلصة التي تسعى لخدمة الثقافة العربية
وتواصلت فعاليات المهرجان مساء الثلاثاء في دائرة المكتبة الوطنية، بأمسية أدارتها الكاتبة عنان محروس، وشارك فيها الشعراء غازي الذيبة ومحمود التل وأميمية يوسف ورشاد رداد وعطالله الحجايا. وسبق الأمسية توقيع دواوين شعرية للشعراء أميمة يوسف ومحمد الدلكي وحسام شديفات.
وتنتقل فعاليات اليوم الثالث من المهرجان، التي تقام مساء الأربعاء، إلى "مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي" في مدينة الزرقاء، حيث يتم تنظيم أمسية شعرية يديرها الكاتب محمد المشايخ، ويشارك فيها الشعراء سعيد يعقوب ووردة سعيد وشفيق العطاونة وعبدالرحمن العموش ولين حماد. وتلي الأمسية فقرة فنية تقدمها فرقة شابات السلط، فيما يوقع الشاعر محمد خلف العنزي ديوانه.
وستختتم فعاليات المهرجان مساء الخميس في مركز إربد الثقافي بأمسية شعرية يديرها الشاعر عمر أبوالهيجاء، ويشارك فيها الشعراء حربي المصري وعمر العامري وعبدالكريم أبوالشيخ وعلي هصيص وأحمد طناش الشطناوي، وتليها فقرة فنية للفنان نزار عيسى.