اورنغ زيب
Orengh Zib - Orengh Zib
أورنغ زيب
(1027 ـ 1118هـ/ 1617 ـ 1707م)
أبو المظفر محيي الدين محمد أورنغ زيب (وهو مركّب من لفظين فارسيين، أورنغ: العرش، وزيب: زينة معناه زينة العرش) بهادور عالم كير (آخذ العالم).حفيد تيمور لنك[ر] من الدرجة التاسعة ، والحاكم السادس من السلاطين التيموريين في الهند ، وآخر الأقوياء فيهم ثالث إخوته الأربعة من أبيهم السلطان «شاه جيهان» وأمهم «أرجمند بانو» الشهيرة بـ «ممتاز محل». مولده في إحدى مدن الكجرات. حُمل طفلاً إلى بلاط جده جهانكير رهينة على ولاء والده عقب إخفاق ثورته (1032هـ/1622م)، وبقي هناك حتى وفاة جده عام 1037هـ/1627م. ربي تربية دينية، وتبحر في علوم القرآن والفقه والسنة، فنشأ ذا نزعة صوفية متحمساً للمذهب السُّني. وعُرف بالجرأة والشجاعة منذ صغره، مال إلى الموسيقى والإيقاع منذ فتوته، وأتقن الفارسية والهندية، وكان على معرفة بالعربية والتركية.
رافق أورنغ زيب والده في حملة إلى الدكن عام 1046هـ/1636م، لتوطيد نفوذ الدولة فيها. وتركه أبوه هناك نائباً عنه، إلى أن عُزل عام 1055هـ/1644م، بتحريض من أخيه الأكبر «دارا»، ثم رضي عنه والده فعينه حاكماً للكجرات في العامين التاليين. وقاد بعد ذلك حملة لقتال الأوزبك في بلْخ وبَذَخشان وانتصر عليهم وأرغمهم على قبول الصلح. شارك أورنغ زيب سنة 1059هـ/1649م الجيوش الزاحفة لاسترجاع قندهار من الفرس دون جدوى ،ثم أعيد إلى حكم الدكن عام 1063هـ/1653م، بعد أن ساءت أحوال الإدارة فيها. وانفصل بعض حكامها عن السلطة المركزية، فأعاد الأمور إلى نصابها.
اعتلى أورنغ زيب عرش السلطنة في أثناء حروب جرت بينه وبين إخوته الثلاثة الطامعين بالحكم، عرفت بحروب الوراثة. بدأت المرحلة الأولى منها عند اشتداد المرض على السلطان الوالد وانتشار نبأ وفاته عام 1068هـ/1657م، ومحاولة دارا المقيم بالعاصمة قريباً من والده، الاستيلاء على العرش. واكتفى أورنغ زيب المقيم بالدكن، أول الأمر بمراقبة الصراع الذي نشب بين شقيقيه دارا وشجاع حاكم البنغال في ربيع الثاني 1068هـ /كانون الثاني 1658م. حتى إذا هُزم شجاع وفر أخذ دارا يتحرش بشقيقه الأصغر مراد حاكم الكجرات. مما دفع هذا إلى التحالف مع أورنغ زيب عليه وهزمت جيوشهما قوات دارا في «دارمات» Dharmat (رجب 1068هـ/نيسان 1658م)، ثم في «ساموغَرة» Samugarh (شعبان 1068هـ/أيار 1658م) وأجبرته على الفرار إلى دهلي فالبنجاب، وأرسل الوالد المريض من أغره إلى ابنه المنتصر سيفاً مذهباً ولقب «عالم كير». ولكن أورنغ زيب دخل المدينة وحجر على والده في أحد الحصون. ولما تقدم إلى دهلي أحسّ بتغير أخيه وحليفه مراد عليه فاعتقله وأرسله مخفوراً إلى الكجرات، حيث حوكم وأعدم فيما بعد (1072هـ/1661م) بتهمة قتل أحد الرعايا.
نصب أورنغ زيب نفسه سلطاناً في دهلي (18 ذي القعدة 1068هـ/21 تموز 1658م) ولما خرج ليتابع ملاحقة دارا الفار إلى البنجاب تحرك شجاع من الشرق يريد العرش لنفسه، فترك أورنغ زيب ملاحقة دارا وعاد ليتصدى لشجاع في جنوب أغره، (ربيع الأول 1069هـ/كانون الثاني 1659م). فأجبره على الفرار ثانية إلى البنغال. وكلّف السلطان من تولّى ملاحقته حتى قتل.
عاد أورنغ زيب غرباً إلى البنجاب ليتابع قتال دارا الذي أعد جيشاً من عشرين ألف مقاتل، ولكنه انهزم أمام قوات السلطان. ولما حاول الفرار إلى إيران اعتقله حاكم بلوجستان وأرسله إلى دهلي في ذي الحجة 1069هـ/آب 1659م حيث حوكم وأعدم أيضاً. وأقام أورنغ زيب احتفالاً كبيراً لتسلمه العرش بعد تغلبه على منافسيه في 24 ذي الحجة 1069هـ/5 حزيران 1659م. وبعد نحو العام من جلوسه الفعلي، اتخذ دهلي عاصمة له.
فسحت حروب الوراثة في المجال لبعض حكام الأطراف للانفصال والإغارة على أملاك الدولة. ولما استقر الأمر للسلطان بدأ بالشرق وأجبر حكام كوشبهار وآسام الثائرين على العودة إلى الطاعة (1072هـ/1661م) وبلغت قواته حدود الصين. وحالت الأمطار الغزيرة دون التوغل في هذه البلاد، وأعلنت قبائل الأفغان العصيان في منطقة كابل. وهزمت جيوشاً أرسلها السلطان إليها. مما اضطره إلى الحضور بنفسه (1084هـ/1674م) فوطد الأمن والاستقرار معتمداً على القوة حيناً والسياسة والمال حيناً آخر. وأما في الشمال فقد استطاع ولاة أورنغ زيب في كشمير بسط نفوذ الدولة على جزء من الْتبَّت المتاخمة لهم عام 1075هـ/1665م. وكانت أهم حروب السلطان في الدكن، حيث أخذ المهرات بالإغارة على أملاك الدولة بمساعدة الإمارتين المستقلتين «غولكندة» Gulkunda و«بيجابور» وأرسل السلطان أولاً ابنه «أعظم» عام 1096هـ/1685م، ثم لحق به في العام التالي على رأس جيش آخر، وانتهى الأمر بإلحاق الإمارتين بالدولة التي بلغت بذلك أقصى اتساع لها.
اتصف عهد أورنغ زيب بالهدوء وقلة الثورات نسبياً، فوجه السلطان اهتمامه لصبغ الدولة بالطابع الإسلامي رداً على سياسة السلطان أكبر، فأمر بتطبيق الشريعة الإسلامية وتدوين أحكامها، فجمعت له الفتاوى المشهورة في كتاب واحد دُعي «الفتاوى الهندية أو العالمكيرية» التي جمعت أحكام الفقه الحنفي من المصادر المعتمدة، فكانت بذلك أول موسوعة فقهية. وألغى التقويم الشمسي وعاد إلى التقويم القمري العربي. ومنع الاحتفال بيوم نيروز (1082هـ/1372م) لأنه عادة فارسية. وطالب المسلمين بدفع الزكاة. وأعاد فرض الجزية على غير المسلمين، وإن كانت ضئيلة القيمة، مقابل حماية الدولة لهم وإعفائهم من الخدمة العسكرية وتركهم أحراراً في ممارسة شعائرهم. وأُعفي من الجزية موظفو الدولة والنساء والأطفال والعاجزون. وكانت قد ألغيت من نحو قرن في أيام أكبر. وألغى أورنغ زيب في الوقت نفسه ثمانين نوعاً من الضرائب لا تتفق مع الشريعة. وخفف بعض الضرائب الأخرى على المسلمين والهندوس، وأصلح الجهاز الإداري للدولة. وأحدث إدارة خاصة دعاها «مصلحة مكافحة البدع» وأبطل عادة السجود للسلطان وتقبيل الأرض. وكان من نتائج إصلاحاته المالية، أن زادت مساحة الأراضي المزروعة وكثرت الغلات، وعمّت الرفاهية وزاد دخل الدولة.
وانسجاماً مع سياسته العامة الإسلامية فقد حرم الخمر والميسر. وأكثر من بناء المدارس والمساجد وإصلاح الخرب منها. وعين لها الأئمة والوعاظ والمدرسين. وحض الناس على ارتياد حلقات العلم فيها.
استطاعت قوات السلطان تأديب البرتغاليين الذين أقاموا لهم في سواحل البنغال الشرقية والشمالية مراكز للقرصنة، يتخطفون الأهالي عليها، ليبيعوهم رقيقاً للأوربيين. فأغارت قوات الدولة على مراكزهم بأسطول ضخم (1075- 1067هـ/1665- 1666م) فانتصرت عليهم وحررت آلافاً من السكان، واستعادت للدولة مساحات كبيرة من الأراضي. أما الإنكليز فقد نجحوا في توطيد نفوذهم التجاري في الهند منذ عهد شاه جهان على حساب البرتغاليين. واستمروا على ذلك في عهد أورنغ زيب، بسبب ما كانت الدولة تستفيد من أعمالهم من رسوم كثيرة. وكانت حكومة السلطان تقف لهم بالمرصاد، كلما حاولوا الخروج على أنظمتها وتجبرهم قواتها على إطاعتها.
يعدّ أورنغ زيب مثال الحاكم الزاهد المتمسك بالشريعة وآدابها، والعامل على إحيائها. وضع بنفسه كتاباً في الحديث ضم أربعين حديثاً شرحها بقلمه. حفظ القرآن بعد توليه الحكم. وكان معجباً بآراء الغزالي. لا يعرف الهدوء والسكينة لتحقيق أهدافه ولم يمنعه المرض أو تقدم السن من الاستمرار في تحقيق هذه الأهداف، حتى وافته المنية. وصفه رحالة فرنسي عاش في بلاطه بأنه «ذو عبقرية قادرة تؤهله ليكون رجل دولة ممتازاً وملكاً عظيماً». وشُبه بعمر بن عبد العزيز. فقد عاش غير مترفع عن عامة الناس في اللباس والمأكل. عاش مما يكسبه من عمل يده من صناعة الطواقي ونسخ القرآن. يعده أكثر المؤرخين أعظم السلاطين التيموريين. ويرون أن عهده أهم عهود التاريخ الهندي.
نقش على نقوده ألقابه الكثيرة وهو الذي سمى نفسه محيي الدين.
مظهر شهاب
Orengh Zib - Orengh Zib
أورنغ زيب
(1027 ـ 1118هـ/ 1617 ـ 1707م)
أبو المظفر محيي الدين محمد أورنغ زيب (وهو مركّب من لفظين فارسيين، أورنغ: العرش، وزيب: زينة معناه زينة العرش) بهادور عالم كير (آخذ العالم).حفيد تيمور لنك[ر] من الدرجة التاسعة ، والحاكم السادس من السلاطين التيموريين في الهند ، وآخر الأقوياء فيهم ثالث إخوته الأربعة من أبيهم السلطان «شاه جيهان» وأمهم «أرجمند بانو» الشهيرة بـ «ممتاز محل». مولده في إحدى مدن الكجرات. حُمل طفلاً إلى بلاط جده جهانكير رهينة على ولاء والده عقب إخفاق ثورته (1032هـ/1622م)، وبقي هناك حتى وفاة جده عام 1037هـ/1627م. ربي تربية دينية، وتبحر في علوم القرآن والفقه والسنة، فنشأ ذا نزعة صوفية متحمساً للمذهب السُّني. وعُرف بالجرأة والشجاعة منذ صغره، مال إلى الموسيقى والإيقاع منذ فتوته، وأتقن الفارسية والهندية، وكان على معرفة بالعربية والتركية.
اعتلى أورنغ زيب عرش السلطنة في أثناء حروب جرت بينه وبين إخوته الثلاثة الطامعين بالحكم، عرفت بحروب الوراثة. بدأت المرحلة الأولى منها عند اشتداد المرض على السلطان الوالد وانتشار نبأ وفاته عام 1068هـ/1657م، ومحاولة دارا المقيم بالعاصمة قريباً من والده، الاستيلاء على العرش. واكتفى أورنغ زيب المقيم بالدكن، أول الأمر بمراقبة الصراع الذي نشب بين شقيقيه دارا وشجاع حاكم البنغال في ربيع الثاني 1068هـ /كانون الثاني 1658م. حتى إذا هُزم شجاع وفر أخذ دارا يتحرش بشقيقه الأصغر مراد حاكم الكجرات. مما دفع هذا إلى التحالف مع أورنغ زيب عليه وهزمت جيوشهما قوات دارا في «دارمات» Dharmat (رجب 1068هـ/نيسان 1658م)، ثم في «ساموغَرة» Samugarh (شعبان 1068هـ/أيار 1658م) وأجبرته على الفرار إلى دهلي فالبنجاب، وأرسل الوالد المريض من أغره إلى ابنه المنتصر سيفاً مذهباً ولقب «عالم كير». ولكن أورنغ زيب دخل المدينة وحجر على والده في أحد الحصون. ولما تقدم إلى دهلي أحسّ بتغير أخيه وحليفه مراد عليه فاعتقله وأرسله مخفوراً إلى الكجرات، حيث حوكم وأعدم فيما بعد (1072هـ/1661م) بتهمة قتل أحد الرعايا.
نصب أورنغ زيب نفسه سلطاناً في دهلي (18 ذي القعدة 1068هـ/21 تموز 1658م) ولما خرج ليتابع ملاحقة دارا الفار إلى البنجاب تحرك شجاع من الشرق يريد العرش لنفسه، فترك أورنغ زيب ملاحقة دارا وعاد ليتصدى لشجاع في جنوب أغره، (ربيع الأول 1069هـ/كانون الثاني 1659م). فأجبره على الفرار ثانية إلى البنغال. وكلّف السلطان من تولّى ملاحقته حتى قتل.
عاد أورنغ زيب غرباً إلى البنجاب ليتابع قتال دارا الذي أعد جيشاً من عشرين ألف مقاتل، ولكنه انهزم أمام قوات السلطان. ولما حاول الفرار إلى إيران اعتقله حاكم بلوجستان وأرسله إلى دهلي في ذي الحجة 1069هـ/آب 1659م حيث حوكم وأعدم أيضاً. وأقام أورنغ زيب احتفالاً كبيراً لتسلمه العرش بعد تغلبه على منافسيه في 24 ذي الحجة 1069هـ/5 حزيران 1659م. وبعد نحو العام من جلوسه الفعلي، اتخذ دهلي عاصمة له.
فسحت حروب الوراثة في المجال لبعض حكام الأطراف للانفصال والإغارة على أملاك الدولة. ولما استقر الأمر للسلطان بدأ بالشرق وأجبر حكام كوشبهار وآسام الثائرين على العودة إلى الطاعة (1072هـ/1661م) وبلغت قواته حدود الصين. وحالت الأمطار الغزيرة دون التوغل في هذه البلاد، وأعلنت قبائل الأفغان العصيان في منطقة كابل. وهزمت جيوشاً أرسلها السلطان إليها. مما اضطره إلى الحضور بنفسه (1084هـ/1674م) فوطد الأمن والاستقرار معتمداً على القوة حيناً والسياسة والمال حيناً آخر. وأما في الشمال فقد استطاع ولاة أورنغ زيب في كشمير بسط نفوذ الدولة على جزء من الْتبَّت المتاخمة لهم عام 1075هـ/1665م. وكانت أهم حروب السلطان في الدكن، حيث أخذ المهرات بالإغارة على أملاك الدولة بمساعدة الإمارتين المستقلتين «غولكندة» Gulkunda و«بيجابور» وأرسل السلطان أولاً ابنه «أعظم» عام 1096هـ/1685م، ثم لحق به في العام التالي على رأس جيش آخر، وانتهى الأمر بإلحاق الإمارتين بالدولة التي بلغت بذلك أقصى اتساع لها.
اتصف عهد أورنغ زيب بالهدوء وقلة الثورات نسبياً، فوجه السلطان اهتمامه لصبغ الدولة بالطابع الإسلامي رداً على سياسة السلطان أكبر، فأمر بتطبيق الشريعة الإسلامية وتدوين أحكامها، فجمعت له الفتاوى المشهورة في كتاب واحد دُعي «الفتاوى الهندية أو العالمكيرية» التي جمعت أحكام الفقه الحنفي من المصادر المعتمدة، فكانت بذلك أول موسوعة فقهية. وألغى التقويم الشمسي وعاد إلى التقويم القمري العربي. ومنع الاحتفال بيوم نيروز (1082هـ/1372م) لأنه عادة فارسية. وطالب المسلمين بدفع الزكاة. وأعاد فرض الجزية على غير المسلمين، وإن كانت ضئيلة القيمة، مقابل حماية الدولة لهم وإعفائهم من الخدمة العسكرية وتركهم أحراراً في ممارسة شعائرهم. وأُعفي من الجزية موظفو الدولة والنساء والأطفال والعاجزون. وكانت قد ألغيت من نحو قرن في أيام أكبر. وألغى أورنغ زيب في الوقت نفسه ثمانين نوعاً من الضرائب لا تتفق مع الشريعة. وخفف بعض الضرائب الأخرى على المسلمين والهندوس، وأصلح الجهاز الإداري للدولة. وأحدث إدارة خاصة دعاها «مصلحة مكافحة البدع» وأبطل عادة السجود للسلطان وتقبيل الأرض. وكان من نتائج إصلاحاته المالية، أن زادت مساحة الأراضي المزروعة وكثرت الغلات، وعمّت الرفاهية وزاد دخل الدولة.
وانسجاماً مع سياسته العامة الإسلامية فقد حرم الخمر والميسر. وأكثر من بناء المدارس والمساجد وإصلاح الخرب منها. وعين لها الأئمة والوعاظ والمدرسين. وحض الناس على ارتياد حلقات العلم فيها.
استطاعت قوات السلطان تأديب البرتغاليين الذين أقاموا لهم في سواحل البنغال الشرقية والشمالية مراكز للقرصنة، يتخطفون الأهالي عليها، ليبيعوهم رقيقاً للأوربيين. فأغارت قوات الدولة على مراكزهم بأسطول ضخم (1075- 1067هـ/1665- 1666م) فانتصرت عليهم وحررت آلافاً من السكان، واستعادت للدولة مساحات كبيرة من الأراضي. أما الإنكليز فقد نجحوا في توطيد نفوذهم التجاري في الهند منذ عهد شاه جهان على حساب البرتغاليين. واستمروا على ذلك في عهد أورنغ زيب، بسبب ما كانت الدولة تستفيد من أعمالهم من رسوم كثيرة. وكانت حكومة السلطان تقف لهم بالمرصاد، كلما حاولوا الخروج على أنظمتها وتجبرهم قواتها على إطاعتها.
يعدّ أورنغ زيب مثال الحاكم الزاهد المتمسك بالشريعة وآدابها، والعامل على إحيائها. وضع بنفسه كتاباً في الحديث ضم أربعين حديثاً شرحها بقلمه. حفظ القرآن بعد توليه الحكم. وكان معجباً بآراء الغزالي. لا يعرف الهدوء والسكينة لتحقيق أهدافه ولم يمنعه المرض أو تقدم السن من الاستمرار في تحقيق هذه الأهداف، حتى وافته المنية. وصفه رحالة فرنسي عاش في بلاطه بأنه «ذو عبقرية قادرة تؤهله ليكون رجل دولة ممتازاً وملكاً عظيماً». وشُبه بعمر بن عبد العزيز. فقد عاش غير مترفع عن عامة الناس في اللباس والمأكل. عاش مما يكسبه من عمل يده من صناعة الطواقي ونسخ القرآن. يعده أكثر المؤرخين أعظم السلاطين التيموريين. ويرون أن عهده أهم عهود التاريخ الهندي.
نقش على نقوده ألقابه الكثيرة وهو الذي سمى نفسه محيي الدين.
مظهر شهاب