أشهرالشتاء بسوريا(أربعينية.خمسينية)إلى أربعة سعود ثم سبعة أخمسة.م.جورج فارس رباحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أشهرالشتاء بسوريا(أربعينية.خمسينية)إلى أربعة سعود ثم سبعة أخمسة.م.جورج فارس رباحية

    أشهر الشتاء بسوريا ( أربعينية - خمسينية )
    إلى أربعة سعود ثم سبعة أخمسة ( الخمسانات )
    المهندس جورج فارس رباحية


    خميس الحلاوات وخميس المشايخ في حمص


    كثرت حتى أصبحت لا تخفي على كل من يمر في أسواق حمص اليوم قواميع الحلاوة الخبزية بألوانها الحمراء والبيضاء وتهافت الناس على شراء البعض منها فقد حول بعض التجار حوانيتهم بالكامل لبيع هذا الصنف فقط من الحلاوات وتجاوزوا حدود الدكان فوصلوا إلى نصف الطريق بمعروضاتهم وبقولهم المعتاد ( الله يرحم الأموات كانوا يحبو الحلاوات ) .. لما لا فهو الموسم المنتظر وهو المؤشر بأن الخميس الذي يليه هو خميس المشايخ الذي يحتفل فيه اخوتنا المسلمون بطقوس خاصة ويكون المسيحيون الشرقيون يحتفلون في نفس الوقت بخميس الجسد



    … واليوم في 2 / 4 / 2002 الذي يصادف خميس الجسد وخميس المشايخ رأينا من المفيد تسليط الضوء على هذا العيد الشهير الذي تنفرد بالاحتفال به وممارسة طقوسه مدينتي حمص والقدس وبشكل بسيط قرية برزة قرب دمشق كما يقول السيدان المؤرخان محمود سباعي ونعيم زهراوي في كتابهما حمص دراسة وثائقية .
    ماذا عن خميس المشايخ
    هو أحد الخميسات أو( الخمسانات ) السبعة التي يحتفل فيها الاخوة المسلمون في حمص . وتوقيت أولها مرتبط حكماً ( باثنين الراهب ) أي ببدء الصوم الكبير عند المسيحيين الشرقيين بحيث يكون آخرها وأعظمها بهجة وإثارة خميس المشايخ بنفس توقيت خميس الآلام العظيم عند المسيحيين أي خميس ما قبل عيد الفصح. لكن وكما هو معروف فإن توقيت عيد الفصح الشرقي متحول يتغير من سنة إلى سنة فهو محدد كنسياً بقاعدة أقرها مجمع المقدس بأنة يتم في الأحد الأول بعد أول قمر بدر بعد الاعتدال الربيعي الشرقي أي 21 آذار شرقي وقد اتبع اخوتنا المسلمين في حمص والقدس نفس القاعدة لتحديد موعد الخمسانات السبعة المواكبة للصوم وتحديد يوم البداية أي الخميس الذي يلي (اثنين الراهب).
    وعلى سبيل الطرفة نذكر أنه حدث مرةً عندما كان الحوار محتدماً بين فريقين من المسيحيين الشرقيين والغربيين حول توحيد العيدين، قال أحد الشرقيين : دعونا نتشاور مع اخوتنا المسلمين لعلهم لا يريدون تعديل توقيت خميس المشايخ فقد يصبح للحوار شروط أخرى ...!
    أما (الخمسانات) السبع كما يسميها الحمصيون فهي :
    خميس التايه (الضايع) –خميس الشعنونة – خميس المجنونة – خميس القطاط ( القطط ) – خميس النبات – خميس الأموات ( الحلاوات ) – خميس المشايخ أو خميس البيض .
    قبل القرن التاسع عشر كانت العادة أن تقام حلقات الذكر وصلوات خميس المشايخ في جامع الفضايل لكن دون مسير أو تظاهر أما مع بدايات القرن التاسع عشر فقد بدء بتنظيم مسيرة خميس المشايخ المشهورة فكانت تنطلق من جامع بيت طليمات (الفضايل ) المقابل لمدخل كنيسة الأربعين الغربي ( المدخل الجنوبي للكنيسة لم يحدث إلا في عام 1920 ) حيث يتجمع المشايخ وينطلقون بالموكب إلى مقام (العبريني ) شرق حي الزهراء على طريق زيدل أما في الربع الأخير من القرن التاسع عشر فقد بقي المسير من نفس المنطلق لكنه تحول إلى قرية بابا عمرو إلى مقام (عمرو بن معد يكرب الزبيدي ) الموجود في القرية التي تحمل اسمه .. ولكن وبعد فترة ونتيجة لبعض الخلافات بين منظمي الموكب أصبح الانطلاق يتم من عدة مواقع في البلدة فكل شيخ أصبح ينطلق بموكبه من زاويته الخاصة مع أتباعه ومريديه باتجاه بابا عمرو ثم أضيف يوم الجمعة إلى الاحتفال ليصبح مهرجان كبير مدته يومين يؤم خلاله حمص أكثر من ضعف عدد سكانها قادمين من الريف والمدن السورية واللبنانية فتزداد الحركة التجارية ويستفيد التجار والباعة ويتمتع الأهلون بالمهرجان ودام الحال على هذا المنوال إلى عام 1948 حين اتفق الشيخ سعد الدين الجيباوي والشيخ عبدالله جندل على عدم الخروج بذلك الموسم لأسباب ليس لنا أن نذكرها هنا وخرجا في نزهة خارج البلد منعاً للإحراج وبدأ المهرجان _ بامتناعهما عن رعايته_ بالضعف والتناقص حتى عام 1954 فلم يخرج فيه في ذلك العام إلا بعض خلفاء المشايخ وبشكل بسيط محدود ولم يعودوا إليها بعد ذلك أبداً وبذلك تكون حمص قد أسدلت الستار على أعظم مهرجان شعبي وموسم اقتصادي خاص بها




    (للمزيد راجع كتاب السباعي والزهراوي حمص دراسة وثائقية ج1 وكتاب أعياد الربيع في حمص لجان أيف جيلون ترجمة زياد خاشوق )

    الخُمســانات في حمص

    الخُمْســـانَاتْ في حمص
    المهندس جورج فارس رباحية

    قسّم السوريّون الشتاء بأشهره الثلاثة إلى قسمين :
    1 ـ أربعينية الشتاء : وسموّها المربعينية, مدتها أربعون يوماً من 21كانون الأول إلى 30 كانون الثاني .
    2 ـ خمسينية الشتاء : ومدتها خمسون يوماً من 31كانون الثــــاني إلى 21آذار . وتقسم الخمسينية إلى أربعة سعود : سعد دبح ( دابح ) – سعد بلع – سعد السعود – سعد الخبايا . وإنّ كل سعد مدّته 12 يوماً ونصف , مع المستقرضات 7 أيام، وتقع ضمن الخمسينية .
    بعد انتهاء أربعينية الشتاء وبدء الخمسينية مع السعود الأربعة يتخلّلهما سبعة أخمسة (الخمسانات كما يُسميّها أهل حمص ) وتلك الأخمسة التي يحتفل بها أهل حمص فقط وتقع في فترة الصوم الكبير لدى المسيحيين الشرقيين ، وهي :
    ـ خميس التايه ( الضائع ) .
    ـ خميس الشعنونة .
    ـ خميس المجنونة .
    ـ خميس القطاط ( القطط ) .
    هذه الأخمسة الأربعة ليس فيها مواسم أو مناسبات احتفالية لوقوعها في أواخر الشتاء بين شباط وآذار .
    ـ خميس النبات ( القلعة ) .
    ـ خميس الحلاوات ( الأموات ) .
    ـ خميس المشايخ ( البيض ) .
    هذه الأخمسة الثلاثة فيها مواسم واحتفالات :
    خميس النبات : أو خميس القلعة وهو يُصادف يوم الخميس الذي يسبق أحد الشعانين لدى المسيحيين الشرقيين واسمه مأخوذ من ( بئر ) كانت موجودة في قلعة حمص وكانت البئر عميقة وكان أهالي حمص ( ينبتون ) يُجرّبون حظهم في البئر بأن يُلقوا فيها حجراً ، فإن تركت دًوِيّاً وطنيناً معنى ذلك أن حظ صاحب الحجرة أو صاحبتها ( يفلق الصخر ) ، وإذا لم يصدر إي صوت دلّ ذلك على أن حظّه أو حظّها هامد ( خائب ) . والقلعة كانت مكان احتفال هذا الخميس فكان يتم بعد زوال الشمس وجنوح النهار إلى الأصيل بأن تتوافد على القلعة أفواج النسوان والصبايا والصبيان ، ويقبل عليها جموع الباعة وتتجمّع هذه الأفواج عند سفح القلعة الغربي والمجاور للطريق الذي يوصل للقلعة ، فيصعد من يريد الكشف عن حظّه إلى ظهر القلعة حيث البئر . ويمتاز خميس النبات بأن بعض الناس كانوا ينقعون بالماء بعض الأزاهير مساء الأربعاء وتبقى منقوعة حتى صباح الخميس إذ يغسلن بمائها وجوههم . بقيت هذه العادة حتى دخول الفرنسيين في الساعة العاشرة من يوم الأربعاء في 28 تمز 1920 .
    خميس ( الحلاوات ) : أو خميس الأموات : وهو خميس الحلاوة وتُصنع فيه الحلاوة على أنوعها المختلفة :
    البشمينة : تُصنع من الطحين المحمّص بالسمن العربي ( سمن غنم ) تحميصاً خفيفاً ويُعمَل منها عجنية يُشَكّل منها رقائق كبيرة تُفرَش على طاولة رخامية يتخلّل الرقائق القطر السميك مع رشّات خفيفة من الطحين ثم تُقَطّع بشكل مكعّبات .
    السمسميّة : تُصنَع من الناطف مع السمسم وتُشَكّل بشكل أصابع .
    الخبزيـّة : تُصنَع من رقائق العجين وتٌقلى بزيت السارج وتُصْبَغ بلونين أحمر وأبيض .
    الجوزيّـة : تُصنَع من الناطف مع الجوز .
    الشوشيّة : تُصْنَع من السكّر مع الطحينة .
    الهريسة : تُصْنَع من النشاء والسكّر .
    المسكيّة : تُصنَع بالصينية ومكوّنها القطر بشكل رئيسي وتُصبَغ بلون أبيض وأحمر ويُضاف
    لها العطر ( المسك ) ويُسميّها الأولاد ( المسكي ) .
    الرّاحـة : متنوّعة تكون بالفستق أو الجوز أو اللوز .
    يخرجن النساء بعد ظهر الخميس إلى التربة ( القبور ) لزيارة القبور وتوزيع ما حملن معهن من الحلاوة وتوزيعها على القُـرّاء والفقراء . وكان بائعو الحلاوة يُنادون : ( الله يرحم الأموات كانوا يحبّوا الحلاوات ) ، كما كان صانعوها ينشدون بين البسطاء من الناس : اللي ما بياكل من حلاوة الخميس بيصيبو الجَرَبْ ، لِحَثّهم على الشراء .
    خميس المشـايخ : وهو آخر الأخمسة ويُصادف يوم الخميس الذي يسبق أحد الفصح على التقويم الشرقي حيث يليه ( الجمعة العظيمة فسبت النور فعيد الفصح ). حيث بدء الاحتفال به بحمص دون سائر المدن منذ أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي (1) . فقد كانت تبرز قوة المشايخ ( أصحاب الطرق الدينية بالمحافظة ) من خلال مواكب خاصة لكل " شيخ طريقة " وتسير في الشوارع ويتقدّم كل موكب سنجق ( علم ) ثم تليه جوقة ( فرقة ) من المنشدين يضربون على الدفوف والمزاهر والطبلات والصنجات ينشدون نغمات دينية ، تواكبهم راية الشيخ المصنوعة من القماش اللاّمع والمزينة بكتابات دينية ( باسم الله ومحمد ( ص ) وأسماء الخلفاء الراشدين وبعض الآيات القرآنيـة )، تأخـذ هذه الراية شكل مثلّث قاعدته من 4 ـ 6 م وارتفاعه من 3 ـ 4 م وخلف الراية يحتشد الناس حول شيخهم وقد اعتلى حصاناً يليه خليفته معتلياً حصاناً آخر . كانت هذه المواكب تنطلق منفردة من منزل الشيخ أو من زاويته (2) نحو مسجد بابا عمرو ( حي في ضواحي حمص ) حيث يُصلّى صلاة الظهر ، وتعود بعدها المواكب بشكل استعراض باتجاه جامع خالد بن الوليد لصلاة العصر هناك بعدها ينتهي الاحتفال . وقد ألغي هذا الاحتفال رسمياً بعد الاستقلال . يترافق هذا الخميس مع احتفالات عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية ذات التقويم الشرقي حيث تعمل هذه الطوائف على سلق البيض ( كناية على استمرار الحياة ) وصبغه بألوان مختلفة وتزيينه برسوم وكلمات دينية والآن أخذت تحل محلّ بيض الدجاج بيض من الشوكولا يوزّع على الأطفال بعيد الفصح .

    14/4/2011 المهندس جورج فارس رباحية

    المفــردات :
    (1) ـ صلاح الدين الأيوبي : (1138 ـ 1193 ) م وُلِدَ في تكريت بالعراق وتوفي فــي
    دمشق ، انتصر على الفرنجة في معركة حطين 1187 وفتح بيت المقدس ، ويُرجع
    الرواة أصل خميس المشايخ إلى أيامه عندما استرجع القدس وجعل موعده متزامنـاً
    مع عيد الفصح ، حيث كان الناس في القدس يخرجون بالمزاهر والطبول والأعلام
    وهم يُنشِدون الأناشيد الدينية والمدائح النبويّة .
    (2) ـ الزاوية : قد تكون غرفة واحدة في دار الشيخ يًخصّصها لإقامة الذكر( جمع أذكار )
    وفي القديم كانت مكاناً لإقامة بعض الصالحين للتعبّد بين جدرانها . وكان في حمص
    حوالي 12 زاوية .
    المًصــادر والمــراجع :
    ـ ربوع محافظة حمص : الدكتور عماد الدين الموصلي 1981
    ـ حمص دراسة وثائقية : السباعي والزهراوي الجزء 1 سنة 1992
    ـ على جناح الذكرى : رضا صافي 1984
    ـ مدينة حمص : محمد غازي حسين آغا 2005
    ـ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973
يعمل...
X