أفلام مختارة
فيلم "مسؤول الأزياء - The Dresser
يعرّف البعض الممثل الجيد بأنه شخص يتلون كالحرباء يمكنه تقمص أي شخصية غير شخصيته وأن يكون قادرا على إيصال فكرة ومشاعر لا يملكها أصلا بل يستعيرها ليستخدمها وينقلها إلى آخرين ثم ما يلبث أن يتخلى عنها ليتقمص أخرى.
وهذا هو بالتحديد ما يكتشفه المشاهد عند متابعة هذا الفيلم الذي تدور أحداثه أيام الحرب العالمية الثانية وموجة القصف التي تعرضت لها لندن في عامي 1940 و 1941.
القصة عن ممثل كلاسيكي شهير ومعروف طالما أطرى الناس على أدائه وعبروا عن إعجابهم به ولكنه الآن كهل ومتعب يكاد لا يقوى على الوقوف على ساقيه باعتدال بل ويعاني أيضا من فقدان الذاكرة بسبب العمر حتى أنه يردد جملا من مسرحية عطيل وهو يؤدي مسرحية الملك لير.
ولكن القصة لا تقتصر على هذا الممثل الجميل الذي يؤدي دوره أنتوني هوبكنز، فبطلها الأصلي والحقيقي هو نورمان، مسؤول الملابس والأزياء في الفرقة المسرحية وهو شخص لا يقبل التراجع أمام أي نوع من الصعوبات ويرفض أن يعترف بأثقال العمر ولا يرى في المرض أو في تعرض المدينة إلى القصف سببا يدفع إلى تأجيل العرض أو إلغائه. نورمان كهل ومسن هو الآخر إذ عمل في هذه الفرقة المسرحية منذ أكثر من ثلاثين عاما ولا يمكنه تخيل نفسه يتخلى عنها أو عن الممثل الرئيسي فيها الذي ينادونه باسم "السير".
قصة الفيلم مأخوذة أصلا عن مسرحية كتبها رونالد هاروود الذي عمل لفترة في حياته مسؤولا عن الملابس والأزياء مع الممثل البريطاني الشكسبيري المسرحي المعروف دونالد وولفت (1902-1968) الذي كانت لديه فرقة مسرحية جوالة خلال الحرب العالمية الثانية كما في الفيلم تماما. الفرق أن هاروود كان شابا في ذلك الوقت وليس مسنا مثل نورمان في القصة.
عُرضت المسرحية لأول مرة في عام 1980 على مسرح برودواي ثم ما لبث أن حولها هاروود إلى فيلم تلفزيوني في عام 1983 أخرجها بيتر ييتس وأدى الأدوار الرئيسية فيها البرت فيني وتوم كورني.
ثم تحولت مرة أخرى إلى فيلم تلفزيوني آخر في عام 2015 وهو الذي أتحدث عنه هنا واقترح عليكم مشاهدته وقد تعاون في كتابة نصه كل من هاروود ورتشارد آير الذي أخرجه وأدى الأدوار الرئيسية فيه انتوني هوبكنز وإيان ماكيلين والممثلة القديرة أيميلي واتسن إلى جانب سارة لانكشاير وفانيسا كيربي. وتكفي هذه الأسماء كلها لإقناع أي متابع وفيّ لعالم السينما والمسرح بمشاهدة هذا العمل.
قصة الفيلم عن التقدم في السن والإحساس بنوع من الندم على ما فات والخوف مما سيأتي والحيرة في كيفية التعامل مع أيام جديدة تتغير فيها حركات الجسد وشكله وحتى صفاء الذهن.
تدور الأحداث كلها تقريبا في كواليس المسرح وليس على خشبته عدا بعض المشاهد القصيرة التي يظهر فيها هوبكنز في شخصية الملك لير. ويتفق نقاد على أن هوبكنز وماكيلين بلغا في أدائهما هنا قمة من النادر أن يبلغها أحد. ماكيلين ينطق بلسانه وبعينيه بطريقة من الصعب تجاوزها وقد أبدع في كل لحظة. نلاحظ أيضا أن التمثيل في قصة مثل هذه حيث المكان والمساحات محدودة تماما يجعل الأداء أصعب بالنسبة للممثلين. وهذه القصة تكشف في النهاية عن كل ما يواجهه المسرحيون في عالم لا يراه أحد غيرهم ولا يعرف تفاصيله أحد سواهم.
إيان ماكيلين هو الذي أدى دور غاندالف في ثلاثية سيد الخواتم.
فيلم "مسؤول الأزياء - The Dresser
يعرّف البعض الممثل الجيد بأنه شخص يتلون كالحرباء يمكنه تقمص أي شخصية غير شخصيته وأن يكون قادرا على إيصال فكرة ومشاعر لا يملكها أصلا بل يستعيرها ليستخدمها وينقلها إلى آخرين ثم ما يلبث أن يتخلى عنها ليتقمص أخرى.
وهذا هو بالتحديد ما يكتشفه المشاهد عند متابعة هذا الفيلم الذي تدور أحداثه أيام الحرب العالمية الثانية وموجة القصف التي تعرضت لها لندن في عامي 1940 و 1941.
القصة عن ممثل كلاسيكي شهير ومعروف طالما أطرى الناس على أدائه وعبروا عن إعجابهم به ولكنه الآن كهل ومتعب يكاد لا يقوى على الوقوف على ساقيه باعتدال بل ويعاني أيضا من فقدان الذاكرة بسبب العمر حتى أنه يردد جملا من مسرحية عطيل وهو يؤدي مسرحية الملك لير.
ولكن القصة لا تقتصر على هذا الممثل الجميل الذي يؤدي دوره أنتوني هوبكنز، فبطلها الأصلي والحقيقي هو نورمان، مسؤول الملابس والأزياء في الفرقة المسرحية وهو شخص لا يقبل التراجع أمام أي نوع من الصعوبات ويرفض أن يعترف بأثقال العمر ولا يرى في المرض أو في تعرض المدينة إلى القصف سببا يدفع إلى تأجيل العرض أو إلغائه. نورمان كهل ومسن هو الآخر إذ عمل في هذه الفرقة المسرحية منذ أكثر من ثلاثين عاما ولا يمكنه تخيل نفسه يتخلى عنها أو عن الممثل الرئيسي فيها الذي ينادونه باسم "السير".
قصة الفيلم مأخوذة أصلا عن مسرحية كتبها رونالد هاروود الذي عمل لفترة في حياته مسؤولا عن الملابس والأزياء مع الممثل البريطاني الشكسبيري المسرحي المعروف دونالد وولفت (1902-1968) الذي كانت لديه فرقة مسرحية جوالة خلال الحرب العالمية الثانية كما في الفيلم تماما. الفرق أن هاروود كان شابا في ذلك الوقت وليس مسنا مثل نورمان في القصة.
عُرضت المسرحية لأول مرة في عام 1980 على مسرح برودواي ثم ما لبث أن حولها هاروود إلى فيلم تلفزيوني في عام 1983 أخرجها بيتر ييتس وأدى الأدوار الرئيسية فيها البرت فيني وتوم كورني.
ثم تحولت مرة أخرى إلى فيلم تلفزيوني آخر في عام 2015 وهو الذي أتحدث عنه هنا واقترح عليكم مشاهدته وقد تعاون في كتابة نصه كل من هاروود ورتشارد آير الذي أخرجه وأدى الأدوار الرئيسية فيه انتوني هوبكنز وإيان ماكيلين والممثلة القديرة أيميلي واتسن إلى جانب سارة لانكشاير وفانيسا كيربي. وتكفي هذه الأسماء كلها لإقناع أي متابع وفيّ لعالم السينما والمسرح بمشاهدة هذا العمل.
قصة الفيلم عن التقدم في السن والإحساس بنوع من الندم على ما فات والخوف مما سيأتي والحيرة في كيفية التعامل مع أيام جديدة تتغير فيها حركات الجسد وشكله وحتى صفاء الذهن.
تدور الأحداث كلها تقريبا في كواليس المسرح وليس على خشبته عدا بعض المشاهد القصيرة التي يظهر فيها هوبكنز في شخصية الملك لير. ويتفق نقاد على أن هوبكنز وماكيلين بلغا في أدائهما هنا قمة من النادر أن يبلغها أحد. ماكيلين ينطق بلسانه وبعينيه بطريقة من الصعب تجاوزها وقد أبدع في كل لحظة. نلاحظ أيضا أن التمثيل في قصة مثل هذه حيث المكان والمساحات محدودة تماما يجعل الأداء أصعب بالنسبة للممثلين. وهذه القصة تكشف في النهاية عن كل ما يواجهه المسرحيون في عالم لا يراه أحد غيرهم ولا يعرف تفاصيله أحد سواهم.
إيان ماكيلين هو الذي أدى دور غاندالف في ثلاثية سيد الخواتم.