المؤرخ
أمس الساعة ١:١٨ ص ·
معركة حمص الثانية
(عودة المغول)
بعد فترة وجيزة من استتباب الأمر للسلطان قلاوون على سلطنة مصر و الشام جاء أول خطر خارجي فاليخانات فارس المغول أبناء هولاكو، قرروا إعادة الكرة على الشام و مصر و جمعوا لذلك ٥٠٠٠٠ مقاتل و تحالف معهم الارمن و الجوجريين ب٣٠٠٠٠ الف مقاتل و تحركوا تحت قيادة ملكهم ابغا خان و شقيقه منجوتيمور لعبور نهر الفرات في الطريق نحو الشام.
سرعان ما بدأ قلاوون في الاستعداد و جمع جيوشه فإنضم إليه الكثير من المصريين بالإضافة للمماليك و التركمان و الأعراب، كما أرسل لسنقر الأشقر في محبسه، يطلب الصلح لمواجهة الخطر القادم، فاستجاب سنقر و ذهب للشام يجمع مماليكه و الموالين له لينضموا لجيش السلطان، و ما أن جمع قلاوون جيوشه حتى بدأ في عقد معاهدات مع الإمارات الصليبية في الشام حتى يضمن عدم هجومهم على مؤخرة جيشه وقت المعركة، لكن فرسان الإسبتارية لم يقتنعوا بهذه المعاهدات و انضموا مع من إنضم لجيش المغول الجرار أملا في إسقاط المماليك.
تقدم المغول و عسكروا قرب حماه في سوريا و سرعان ما لحق بهم الجيش المصري ليلتقي الجمعان عند حمص، قسم السلطان قلاوون جيشه إلى ميسرة و ميمنة و وسط بالإضافة لقلب الجيش الذي يحوي نخبة فرسان المماليك تحت إمرة السلطان مباشرة لدعم الثلاث جبهات كما اتخذ لنفسه موقع على ربوة عاليه ليتابع سير المعركة، كذلك تقسم جيش المغول لكن في قلبه كان منجوتيمور نفسه شقيق ملكهم و قائد جيوشهم.
لتبدأ المعركة و تستطيع ميسرة جيش المغول المكونة أصلا من الارمن و الصليبيين الانتصار على ميمنة جيش المماليك التي كان يقودها سنقر الأشقر، و في هذه الاثناء كانت ميسرة جيش المماليك متقدمة على المغول أما القلب فثابت، سرعان ما أدرك قلاوون ما يحدث لميمنة جيشه، فأمر النبالين باستهداف حملة الرايات المغول خصيصا نظرا لأن الجيش المغولي كان يتم تنظيمه عن طريق الإشارة بالرايات، لكن هذا لم يفلح في إعادة الجيش المغولي المتقدم نحو حمص، و أدى سقوط الميمنة إلى خلل في الميسرة و القلب كاد أن يفتك بالجيش كله، و بدأ بالفعل الجيش بالتفكك و الهرب، لكن قلاوون و معه نخبته ثبت في موقعه و أمر بدق الطبول حتى بتجمع المنسحبين، و هو ما حدث ليتم تطويق الجيش المغولي، وسط هذا قام أحد أبطال المماليك و يدعى ازدمير الحاج إلى مهاجمة قلب الجيش المغولي مع مماليكه متجهًا مباشرة نحو منجوتيمور، اينجح بالفعل و يضرب الخان ضربة قوية ليسقط على اثرها و يفتك به المماليك، أدى ذلك السقوط إلى هرج و بلبلة الجيش المغولي المحاصر أصلا، لكن ازدمير الحاج و مماليكه استشهدوا جميعًا بعد أن قتلوا من صفوف المغول النفر الكثير، بعد هذا النصر و سقوط القائد هرب الجيش المغولي و أرسل قلاوون قواته لاقتفاء اثرهم، و في هذه الاثناء عادت ميمنة جيش المغول من حمص ظنًا منهم أنه قد تم حسم المعركة، فأمر قلاوون نخبة قواته بالوقوف و التريس، و ما أن وصلت القوات حتى وجدت موقع المعركة خالي من الجنود و يعج بجثث حلفائهم، و وسط الصدمة و الزهول أمر قلاوون قواته بالخروج من مخبئها و مهاجمة المغول، ما أدى إلى خلل في صفوفهم و تشتت جمعهم وسط هجمات فرسان المماليك الشجاعة، لتفر البقية الباقية من المغول و يبدأوا في الإختباء في مزارع القصب، ليامر السلطان قواته باحراق تلك المزارع فمات منهم النفر الكثير أما حرقًا او بالاختناق.
بعد هذه المعركة تحددت الحدود بين المغول و المسلمين بنهر الفرات و لم يمضي الوقت الطويل حتى مات ابقى خان و خلفه تكودور خان الذي اسلم و اصبح اسمه أحمد خان.
#ال_قلاوون
#المجتهد