«حتحور» تزور القاهرة المعاصرة وتنثر البهجة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «حتحور» تزور القاهرة المعاصرة وتنثر البهجة

    «حتحور» تزور القاهرة المعاصرة وتنثر البهجة

    يُجسّدها معرض تشكيلي يضمّ 25 لوحة للفنانة لينا أسامة



    لوحة «حلم حتحور» تتمتع بأجواء حالمة تجمع بين مصر القديمة والحديثة (الشرق الأوسط)
    نُشر: 15:20-6 أكتوبر 2023 م ـ 22 ربيع الأول 1445 هـ
    TT

    20تعود «حتحور» إلى مصر في رحلة أشبه بالحلم، تزور خلالها القاهرة المعاصرة، وتتّخذ شكل سيدات مصريات مختلفات لتنشر الأمل والحب. لكن ما تفاصيل رحلتها؟ وماذا ينتظرها في عاصمة وطنها «الجديدة»، وبمن ستلتقي؟ ذلك ما ترويه لوحات «سيدة القاهرة» للفنانة لينا أسامة في معرضها المُقام بغاليري «بيكاسو» بالزمالك.


    حُمِّلت مَشاهد بالخطوط الدرامية والشخوص الذين تربط بينهم مشاعر الحب (الشرق الأوسط)


    «حتحور» هي «إلهة السماء والجمال والأمومة والخصوبة»، وهي أيضاً أيقونة المعرض الذي استدعت فيه لينا أسامة عناصر ومفردات من الفن المصري القديم إلى معتقدات المصريين المعاصرين في بيئاتهم المختلفة؛ مواصلةً احتفاءها بكل ما يرتبط بالحضارة القديمة.

    تقول لـ«الشرق الأوسط»: «اخترتُ (حتحور) لأنها واحدة من أهم وأشهر المعبودات المصرية في عصور ما قبل التاريخ، بل ومن أوسعها انتشاراً على الإطلاق. استعنت بها رمزاً للمرأة المصرية عبر تنويعات ورؤى تخرج من الشكل الأنثوي المعتاد».


    الفنانة لينا أسامة أمام إحدى لوحاتها (الشرق الأوسط)


    تتابع الفنانة: «تجمع الأعمال، وعددها 25 لوحة، ما بين الرموز القديمة والفلكلور الشعبي والعناصر من البيئة المعاصرة والمؤثرات الدرامية التي تساعد على السرد داخل اللوحات». فلوحة «حلم حتحور» واحدة من أبرز أعمال المعرض؛ وعبر أجواء سوريالية حالمة، جمعت الفنانة على مسطحها بين مصر القديمة والحديثة فنرى «حتحور» بهيئة فتاة جالسة على ضفاف النيل بصحبة طائر «البا» الذي يتبعها ويُعدّ أنيسها، وهو رمز من مصر القديمة، بينما يقبع أمامهما طائر «الرخيت» المهاجر الجميل الذي استخدمه المصري القديم للدلالة إلى «جموع الشعب».


    الخطوط الطفولية طغت على بعض اللوحات (الشرق الأوسط)


    ترتدي «حتحور» في اللوحة ثوباً يزدان بـ42 شمساً، وهو عددها المقدّس في مصر القديمة، ويُعد ثوبها خليطاً بين الطراز المصري القديم ورؤيتها المعاصرة. ويضمّ العمل من الأطراف نباتات مجرَّدة من رسوم مصر القديمة، مثل البردي واللوتس والنخيل.

    تقول أسامة: «وضعتُ في الخلفية معالم القاهرة الحديثة، وهي فخر مصر لدورها الريادي الثقافي والاجتماعي، مثل (مبنى ماسبيرو)، أعرق مبنى للإذاعة والتلفزيون في الشرق الأوسط، فضلاً عن برج القاهرة، تعلوهما طائرة حديثة، ومراكب شمس طائرة في فضاء اللوحة. أما (حتحور)، فتمسك في يدها فرع شجرة تنبت عملات مصرية حديثة، تحرّكها الرياح، وتنبئ بمستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً عند التمسّك بالأصول والتاريخ العريق».


    لوحة «المحروسة» من معرض «سيدة القاهرة» (الشرق الأوسط)


    تستوقف زائر المعرض، أيضاً، لوحة «إيزيس وحورس وشجرة الجميز»، وهي تشخيصية تعبيرية رمزية، تحاكي قصة «إيزيس وحورس» الشهيرة، ثيمةً للتطلع نحو مستقبل أفضل على يد الأجيال القادمة. وتجمع ملامح الشخوص المرسومة، ووضعيتهم في العمل، بين مبادئ الفن المصري القديم والفن المعاصر.

    حُمِّلت العديد من المَشاهد بالخطوط الدرامية والشخوص الذين تربط بينهم مشاعر حب وودّ، ما جسّد مواقف مختلفة، كأنّ كل لوحة قصة مستقلة.


    «حتحور» تعود إلى مصر بصورة عصرية (الشرق الأوسط)


    استخدمت الفنانة في اللوحات الإكريليك والكولاج والطباعة وفق أسلوبها الذي تفضّله، فتشرح: «أنظر إلى الخامة بمثابة وسيط له دور وشخصية، وأرى أنّ الاستعانة بالخامات المختلطة (الميكس ميديا) تعكس روح القاهرة التي تضم زحماً وزخماً وتاريخاً وتراثاً غنياً ومتنوّعاً».

    سمات طفولية تفرض نفسها على الأعمال، انطلاقاً من اعتماد الفنانة على العفوية والفطرية في أسلوبها. ولعلّ حدّتها زادت في المعرض جراء ثيمته التي هيمنت على اللوحات، وهي الإلهة «حتحور» بما تجسده من أمومة تقابلها الطفولة. وما عزّز من التناول الطفولي طغيان الألوان المبهجة والزاهية كأنّ من اختار «البالتة» اللونية هو طفل يرسم عالمه الخاص.


    كأنّ لكل لوحة قصة مستقلّة في ذاتها (الشرق الأوسط)


    حصلت لينا أسامة على بكالوريوس التصوير من كلية الفنون الجميلة عام 2009، كما درست علم المصريات في أكاديميتَي سالزبورغ وتراونكيرشن بالنمسا، وشاركت في أكثر من 130 معرضاً في مصر والخارج، ولها أيضاً 10 معارض فردية.
يعمل...
X