القلم qalam ، Pen لغةً اليراعة (القصبة) إذا بُرِيَت، وأداة الكتابة وجمعه أقلام وقِلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القلم qalam ، Pen لغةً اليراعة (القصبة) إذا بُرِيَت، وأداة الكتابة وجمعه أقلام وقِلام

    القلم

    القلم qalam لغةً اليراعة (القصبة) إذا بُرِيَت، وأداة الكتابة وجمعه أقلام وقِلام. والقلم كذلك واحد الأزلام وواحد المقراضين (المقص)، والسهم يجال بين القوم في القمار. والقلم في الإدارة شعبة أو فرع تابع لدائرة مثل قلم المحاسبة أو قلم المراسلات. والقلم في اصطلاح الكتّاب الخط، كقلم النسخ أو الثُّلُث. وأصحاب القلم العاملون في الإدارة من الكتاب والأدباء والفقهاء و المعممين من غير أصحاب السيف. وقد أقسم الله تعالى بالقلم في كتابه العزيز فقال ]ن، وَالقَلَمِ وَما يَسْطُرُوْن[(القلم 1).
    لمحة تاريخية
    الشكل (1 ـ أ) نماذج أقلام الخط العربي الشكل (2 ـ ب) طريقة قط القلم العربي وبريه
    استخدم الإنسان القديم ما يقع تحت يده من حجارة أو أغصان ليرسم علامات أو أشكالاً على الصخر أو التراب يعبر بها عما في خاطره، ثم طورها إلى رموز يخاطب بها الآخرين فصارت لغة الكتابة.
    والكتابة المسمارية أقدم أشكال الكتابة، وأقلامها قضبان مثلثة الشكل أو مربعة، يضغط الكاتب بحوافها على لوح من طين ناعم (رقيم) ليرسم الرموز التي يريد، ثم يشويه فيحصل على نص دائم. غير أن تطوراً أكثر أهمية طرأ على أدوات الكتابة هو استخدام الفرشاة والصباغ والشمع، وكذلك المطرقة والإزميل. وتبين الفخاريات والمنحوتات الأثرية تنوع الأدوات التي استخدمت في هذا المجال. فكانت الكتابة السريعة الزوال تتم بأداة حادة دقيقة الرأس على لوح خشبي طلي بالشمع، أما الكتابة التي تبقى زمناً فكانت على أوراق البردي بوساطة قصبة يُبرى طرفها و تُغمس في مداد صبغي، وكان سطح ورق البردي الخشن مناسباً لمثل هذه الأداة. أما الفرشاة المسطحة واليراعة المبرية فكانت أفضل للسطوح الناعمة وخاصة جلود الحيوانات المدبوغة (الرق) والجص والجدران الملساء، أما النقش فكان يتم بالمطرقة والإزميل.
    قلم الخط العربي
    الشكل (2) نموذج الطغراء بقلم الخط العربي
    الشكل (3) ريشة الكتابة القديمة مع المحبرة
    الشكل (4) ريشة قلم حبر حديثة
    الشكل (5) قلم الحبر السيال
    الشكل (6) نماذج أقلام حبر ناشف كروية الرأس
    الشكل (7) قلم رصاص
    كان قلم الخط العربي وما يزال الأداة الأساسية التي يستعملها الخطاطون في الكتابة الفنية. يُتخذ القلم المعد للكتابة من أعواد الخيزران أو القصب أو الريش، ولكل نوع من الخطوط العربية قلم خاص. وللعرب فيه آداب و تقاليد في قطعه و بريه وطريقة مسكه. تنتخب اليراعة وهي القصبة قبل بريها من جذع القصب بين عقدتين لاستقامة أليافها، وتكون بثخانة الإصبع، ويراوح طولها بين 20و25سم. تنقع اليراعة في الماء مدة ثم تجفف في الشمس، ثم يُبرى طرفها ويُستدق ويقطع ليصير كالسن، ثم يحدث فيه شقب (شق صغير) لينسال فيه الحبر. وتختلف سن القلم وشكلها وعرضها وسمكها وزاوية ميلها وموضع الشق فيها باختلاف نوع الخط (الشكلان 1ـ أ و1ـ ب)، (الشكل 2).
    ريشة الكتابة
    مع تطور الكتابة وانتشارها وتحسن نوعية مواد الكتابة و سطوحها تضاءلت حجوم الحروف وغدت أكثر دقة، ورافق ذلك تطور أدوات الكتابة, ويعتقد أن الصينيين هم أول من استخدم الفرشاة في الكتابة في الألف الأولى قبل الميلاد. واستخدم المصريون القدماء قصبة رفيعة شبيهة بالريشة نحو سنة 300ق م. وهناك ما يشير إلى أن القديس إيزيدور Isidor الإشبيلي من القرن السابع للميلاد استخدم ريش الطيور plumes في الكتابة، ويرجح أن استخدام الريش من قوادم الطير أقدم بكثير من ذلك التاريخ، وقد استخدمه العرب المسلمون في المشرق والمغرب مع بدايات الفتح. فالريشة المأخوذة من قادمة جناح الطائر، وخاصة الإوز والتم swan والغراب وكذلك ديك الحبش، تعد من أفضل الأنواع (الشكل 3)، و ظلت أداة الكتابة الرئيسية في الغرب حتى أواخر القرن الرابع عشر. ولصنع ريشة الكتابة من ريش جناح الطائر، يجب أولاً تقسيتها بالتسخين ثم تركها لتجف تماماً، ويتم بعدها قطع حافتها الثخينة قطعاً عريضاً بميل معين وشقها بسكين خاصة، وعلى الكاتب أن يوالي بري رأس الريشة من آن إلى آخر ليبقي سنها حادة القطع. وقد تقلص عرض القطع وزاد طول شق الحبر في القرن الثامن عشر مع حلول الورق محل الرق، لتصبح السن أكثر مرونة، وصار في وسع الكاتب تنحيف الخط أو زيادة عرضه بتعديل شدة الضغط على الورق وليس تعديل زاوية القطع. وفي أثناء ذلك جرت محاولات لابتكار أداة كتابة لا تتطلب إعادة قَط سنها (تسوية رأس القلم)، فجُرب عظم السلحفاة، وجربت بعض أنواع الحجارة الثمينة. لكن الفولاذ كان المادة الأفضل لصنع رؤوس أدوات الكتابة التي احتفظت باسمها الأصلي. و مع أن الرومان استخدموا أقلاماً من البرونز، فقد ورد أول ذكر لريشة معدنية في أوربا سنة 1465، كما تضمن كتاب لأحد الخطاطين الإسبان سنة 1584 ذكر أقلام من نحاس للكتابة بحروف كبيرة يعتقد أنه اقتبسها من العرب الأندلسيين، غير أن استخدام الأقلام المعدنية لم ينتشر حتى القرن التاسع عشر، وأول ريشة قلم quil pen من الفولاذ مسجلة وثائقياً هي من ابتكار مهندس انكليزي اسمه بريان دونكن Bryan Donkin سنة 1803م. وفي عام 1884 اخترع لويس واترمان L.Waterman أول قلم سيال (مدّاد) fountain pen يحوي خزاناً للحبر، يسيل الحبر منه تلقائياً وبسلاسة إلى الريشة أو رأس الكتابة عبر قناة شعرية (الشكل 4). ومع حلول العشرينات من القرن العشرين صارت أقلام الحبر أداة الكتابة الرئيسية (الشكل 5)، وظلت تحتفظ بمكانتها حتى اختراع الأقلام الكروية الرؤوس.
    القلم الكروي الرأس
    صنعت الأقلام الكروية الرؤوس ball point pen تجارياً في أواخر القرن التاسع عشر، غير أن النموذج المقبول منها صنعه أخوان هنغاريان عاشا في الأرجنتين هما جورج و لاديسلاو بيرو Ladislao Biro George سنة 1938. وكان يتألف من قلم في رأسه كرة معدنية تتدحرج في محفظة مغمورة بحبر كثيف لزج يسيل إليها من خزان يعلوها وفي ذروته فتحة لمعادلة ضغط الهواء. تترك الكرة أثراً دقيقاً ومستمراً كلما لامست سطح الورقة. وفي عام 1973 أنتجت اليابان والولايات المتحدة أقلاماً لها سن كروية دقيقة من المعدن أو اللدائن تتغذى من صباغ أو حبر سائل (الشكل 6).
    القلم الليفي الرأس
    هو قلم حبر له سن ناعمة من مادة نفوذة أُنتج في الولايات المتحدة الأمريكية تجارياً عام 1963 وزاحم القلم الكروي الرأس، غير أن الابتكار يعود إلى ياباني اسمه يوكيو هوري Yukio Horie سنة 1962. يتكون القلم ذو الرأس الليفي fiber point pen من ألياف صنعية نفوذة ذات خاصة شعرية تتحكم بسيل الحبر من خزان في داخل القلم إلى سطح الكتابة. وتتنوع أسنان هذه الأقلام حيث يمكن إعطاؤها أي شكل أو حجم، وقد يصل عرض بعضها إلى 2سم أو أكثر. وهي تصلح لوضع علامات أوللكتابة العادية والفنية والتجارية والرسم، ويمكن استخدامها على أي سطح بما فيها الزجاج واللدائن.
    قلم الرصاص
    قلم الرصاص pencil عود أو قضيب من مادة تعليم صلبة، كالغرافيت graphit وغيره، في أسطوانة من خشب أو معدن أو لدائن، يستخدم أداة للكتابة أو الرسم أو التأشير، ويعد أكثر أدوات الكتابة انتشاراً. كان الاعتقاد السائد أن الغرافيت الموجود في الطبيعة نوع من الرصاص؛ وهذا هو سبب تسميته قلم الرصاص. غير أن عالم الطبيعة الألماني ـ السويسري كونراد غِسنر Conrad Gesner وصف الغرافيت سنة 1565 بأنه فلز مستقل بذاته، كما وصف أداة كتابة من الغرافيت محشورة داخل ماسك خشبي. وفي عام 1779 برهن الكيميائي السويدي كارل ڤيلهلم شيلِه Carl Wilhelm Scheele على أن الغرافيت نوع من الكربون، وأصل التسمية من اليونانية graphien ومعناها «كتابة». وقد أصبح قلم الرصاص الحديث متوافراً منذ اكتشفت مكامن غنية للغرافيت النقي سنة 1564 في بورودال من مقاطعة كمبرلند (إنكلترا) (الشكل 7).
    يتألف قلم الرصاص من حشوة على شكل قضيب رفيع من مزيج الغرافيت والصلصال. وقد تم في عام 1795 ابتكار طريقة لمزج ذرور الغرافيت مع الصلصال، ثم تقطيع الناتج إلى شرائح وطبخها. وتتوقف قساوة أقلام الرصاص على نسبة الغرافيت إلى الطين الذي يعد المادة الرابطة، وكلما ازدادت نسبة الغرافيت في المزيج تكون الكتابة أكثر نعومة وأشد سواداً. ويشار إلى هذه النسبة عادة من رقم 1 إلى رقم 4 ( الأشد قساوة). أما أقلام الرصاص المستعملة في الرسم فتراوح قساوتها بين 8B (الأكثر نعومة) وF (الأشد قساوة). وأما أقلام الرسم الصناعي فتراوح بين HB (الأكثر نعومة) و10H (الأشد قساوة). وأما درجة السواد في الأثر الذي يتركه قلم الرصاص فتعتمد على عدد جزيئات الغرافيت التي يتركها ذلك الأثر. إذ إن سواد الجزيئات واحد مهما كانت قساوة الرصاصة، لكن حجم الجزيئات وعددها هو الذي يعطي السواد الظاهري للأثر، ودرجة القساوة هي التي تحدد درجة مقاومة رصاصة القلم للحت الذي تسببه ألياف الورقة فيها.
    في عام 1812 اخترع الأمريكي وليم مونرو William Monroe طريقة صنع أقلام الرصاص بوضع مزيج الغرافيت والصلصال بين فلقتين من خشب الصنوبر. و ما تزال هذه الطريقة مطبقة إلى اليوم. وفي عام 1877 تم صنع قلم ميكانيكي يتألف من قطعة أسطوانية من رصاصة القلم على قضيب داخل أنبوبة معدنية أو لدائنية يمكن التحكم بحركته بالضغط أو التدوير كي يبرز جزء من الرصاصة، وقد طُور هذا القلم وحُسِّن أداؤه إلى أن تم التوصل إلى صنع قلم الرسم الميكانيكي عام 1976، والحاوي على 12رصاصة تخرج تلقائياً بالثقالة من أنبوبة معدنية لطيفة، ويتحكم نابض بالملقط الممسك بالرصاصة. وقد مكنت هذه الطريقة من استخدام رصاصات رفيعة جداً لايزيد قطر الواحدة منها على 0.3مم من دون أن تنكسر.
    محمد وليد الجلاد
يعمل...
X