القطن
يعدُّ نبات القطن plant cotton من أهم محاصيل الألياف البذرية النباتية في العالم. وهو معمر، لكنه يزرع كمحصول حولي. يستفاد صناعياً من الألياف السللوزية المتكونة على سطح بذوره تمييزاً من محاصيل الألياف اللحائية (القنب، الكتان وغيرها)، ومحاصيل الألياف الورقية (السيزال، الصبار وغيرها).
لمحة تاريخية
عَرفت الحضارة الهندية القطن في القرن الخامس عشر ق. م، ثم نُقل إلى جزيرة تيلوس في الخليج العربي عام 23ـ79 بعد الميلاد، وزرعه العرب في حدود دولتهم وأدخلوه إلى أوربا في القرن التاسع الميلادي.ووجد الرحالة ماجلان Magellan عند اكتشافه لبرازيل عام 1519م أن الأهالي يستخدمون قطن النباتات البرية. وقد استوردت الولايات المتحدة الأمريكية بذور أصناف مختلفة منذ سنين عديدة وحدث تهجين طبيعي فيما بينها، إضافة إلى أعمال الاصطفاء والتربية، مما ساعد على إنتاج الأقطان الأمريكية.
الموطن الأصلي، الانتشار والأنواع
تعد المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في آسيا وإفريقيا وأستراليا والأمريكيتين موطناً أصلياً للقطن. يتبع القطن الفصيلة الخبازية Malvaceae والجنس Gossypium الذي يضم أنواعاً عدة، قسمها زايتسڤ Zaitsev عام 1926حسب الصبغة الوراثية إلى أنواع ثنائية الصبغة (n = 13)، وأنواع رباعية الصبغة (n = 26). وقسم ساندرس Sanders عام 1961 أنواع القطن إلى مجموعات بحسب درجة القرابة بينها وأطلق على التراكيب الصبغية المتشابهة اسم جينوم genome وهي الجينومات AD ¨ E ¨ D ¨ C ¨ B ¨ A. وهذه الأنواع كالاتي:
1ـ الأنواع الثنائية diploid عددها 35نوعاً، تحتوي على 13زوجاً من الصبغيات، ويزرع منها نوعان هما:
ـ القطن الإفريقي G. herbaceum L. يحوي الجينوم A1، قصيـر التيلة (13ـ25مم). موطنه الأصلي إفريقيا. ينتشر على شواطئ الأطلسي غرباً وفي شمالي إفريقيا وولايات الصين. يزرع حالياً في شمال غربي الهند وتركيا وإيران والعراق وجنوبي أوربا، ويشكل نحو2ـ3% من المساحة العالمية المزروعة بالأقطان.
ـ القطن الآسيوي أو الهنديG. arboreum L. : يحوي الجينوم A2، قصير التيلة (13ـ25مم)، موطنه الأصلي آسيا، يزرع في الهند وأفغانستان وباكستان وبنغلادش وبورما وفيتنام والصين وكوريا واليابان وتايلاند والفيليبين، ويشكل نحو 3ـ4% من المساحة العالمية للقطن.
ـ أما الأنواع البرية: التي تحتوي على الجينوم B فتنتشر في جنوبي وغربي إفريقيا، وعلى الجينوم C في أستراليا، وعلى الجينوم E في الجزيرة العربية واليمن وأريتريا والصومال، وعلى الجينوم D في الأمريكيتين.
2ـ الأنواع الرباعية tetraploid: عددها 5 أنواع وتحتوي على 26زوجاً من الصبغيات، يزرع منها ثلاثة أنواع هي:
ـ القطن الأمريكي G. hirsutum L.: يحتوي على الجينوم AD1، متوسط طول التيلة (25ـ35مم). موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية (المكسيك ويوكاتا).يزرع حالياً في الولايات المتحدة وبلدان أخرى عديدة. ويشكل نحو 88ـ90% من المساحة العالمية المزروعة بالقطن.
ـ القطن المصريG.barbadense L.: يحتوي على الجينوم AD2 طويل التيلة (35ـ60مم)، موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية ويزرع في مصر وبلدان أخرى عدة، مشكلاً نحو 5% من المساحة العالمية المزروعة بالقطن.
ـ القطن ذو الأوراق الثلاثية الفصوص G.tricospedateum: يحتوي على الجينوم AD، يزرع على مساحات محدودة في منطقة خط الاستواء. تضاف إليها الأنواع البرية التي تحتوي على الجينوم AD3 وAD4 وتنتشر في الأمريكيتين.
الوصف النباتي وأهم الخصائص الحيوية
الجذر وتدي متعمق حتى 1ـ2م في التربة، تتفرع منه جذور جانبية كثيفة ينحصر تجمعها الاعظمي بين صفر و40سم من سطح التربة.
الساق قائمة، مصمتة، قطرها 0.5ـ2سم، طولها 70ـ150سم في الأصناف الحولية، لونها أخضر أو أحمر مخضر، وتحمل نوعين من النموات: نموات خضرية تنمو من البراعم الأبطية، ونموات ثمرية تنمو من البراعم الجانبية. الأوراق: بسيطة مفصصة، موزعة على الساق حلزونياً، تصل مساحة الورقة الواحدة أحياناً إلى 20سم2.
الزهرة فردية خماسية منتظمة غير متماثلة، خنثى قطرها 2ـ8 سم، ألوانها مختلفة تتألف من الكأس والتويج وأعضاء التذكير والتأنيث.
الجوزة هي مبيض الزهرة المخصب وتتألف من 3ـ5حجرات، يراوح وزن القطن فيها بين 3و8 غ.
بذرة القطن كمثرية الشكل، لونها بني مائل للاسوداد، تحمل على سطحها الخارجي شعر القطن والزغب، وتحوي البذور زيتاً بنسبة 20ـ30%، يدخل في تركيبه الغوسيبول gossypol بنسبة 0.4ـ2 %، وهو مادة سامة.
تيلة القطن هي ليفة ناتجة من نمو خلية واحدة من خلايا بشرة قصرة البذرة، أما الألياف النباتية الأخرى فتتكون ليفتها من خلايا عدة متصلة بعضها مع بعض. وتصنف الأقطان في ثلاث مجموعات: أقطان قصيرة التيلة طولها 13ـ25 مم، ومتوسطة التيلة طولها 25ـ34مم، وطويلة التيلة طولها 35ـ60مم.
الزغب نموات قصيرة تبقى على البذور بعد الحلج طولها 4 ـ10مم.
الغدد المفرزة وهي نوعان داخلية وخارجية، تفرز سائلاً حلواً يجذب النحل ويسهم في زيادة الإنتاجية بنحو 10ـ12%.
ويمر نبات القطن بمراحل النمو والتطور الآتية:
مرحلة الإنبات وتستغرق 7ـ14يوماً، ومرحلة التبرعم وتستغرق 20ـ25يوماً، ومرحلة الإزهار وتستغرق 25ـ35 يوماً، ومرحلة النضج وتستغرق 50ـ65يوماً.
المتطلبات البيئية
درجة الحرارة المثلى لنمو النبات وتطوره 25ـ35مْ. تبطىء الدرجة الأقل نموه، وتسبب درجة36مْ تسخين الأنسجة النباتية، والدرجة 40مْ ضعف حيوية حبوب اللقاح فينخفض الإخصاب، ويزداد التساقط، وينخفض عدد البذور التامة النضج، وتؤدي إلى تكوين شعيرات قطن قصيرة وغير متينة.
يعد القطن من نباتات النهار القصير التي تحتاج إلى 10ـ12ساعة إضاءة يومياً، ويؤدي حجب الضوء إلى تباطؤ النمو وتساقط البراعم الزهرية، ويتأخر الإزهار والنضج في شروط الإضاءة الكاملة بسبب زيادة ارتفاع مكان النموات الثمرية الأولى.
القطن محب للماء، وتحدد كفاءته في استعمال الماء من خلال تقدير معامل النتح للنبات الذي يراوح بين 700و1200 ويتأثر معامل نتحه بنوع القطن وخصوبة التربة وموعد الزراعة ومرحلة نمو النبات والتقنيات الزراعية، وغيرها.
تعد الترب الطينية الرملية اللومية التي تحتوي على نسبة متوسطة من المواد العضوية ومن عناصر الآزوت والفسفور والبوتاسيوم (N¨P¨K) أفضل الأراضي لزراعة القطن. لا تناسبه الأراضي الحامضية، ويتحمل الملوحة الأرضية الخفيفة حتى 0.2%، ويمكن زراعته في درجة ملوحة 0.4 % وذلك بتطبيق دورات زراعية مناسبة وأساليب ري حديثة، وقنوات للصرف المائي. تسهم الأراضي الثقيلة في تشجيع النمو الخضري وتأخير الإزهار والنضج، وتؤدي زراعته في الأراضي الخصبة إلى إزهار مبكر يستمر مدة أطول، ومن ثم زيادة في عدد الأزهار والإنتاجية. وتعطي الأراضي الحمراء في حمص وحماة(سورية) إنتاجاً مبكراً ومرتفعاً بمعدل حلجه.
تقنيات زراعة القطن
الدورة الزراعية: تتبع دورات عدة كما يأتي:دورة ثنائية: يشكل القطن فيها 50%، ودورة ثلاثية: يشكل القطن فيها 33%، ويتبادل فيها القطن مع الحبوب والبقول والشوندر، ودورات معمرة: يشكل القطن فيها 60ـ70% ويتبادل فيها مع الفصة.
تجرى الحراثة الخريفية لعمق 28ـ30سم لإضافة الأسمدة العضوية والفوسفاتية والبوتاسية وطمرها مع مخلفات الزراعة السابقة للدورة الزراعية على عمق انتشار الجذور. وفي سورية تزرع البذور بين 23آذار/مارس وحتى 25نيسان/إبريل حسب العوامل المناخية، وتعد الزراعة المبكرة أفضل لأنها تعطي النباتات الوقت الكافي للإزهار والنضج، والاستفادة من الأسمدة المضافة، وتفادي موجات الحر، وأمطار الخريف المبكرة. ويزرع القطن في خطوط بالأبعاد 60ـ75 سم × 20ـ15سم، باستخدام البذارات الآلية على الأعماق المناسبة، ولتسهيل عمليات الخدمة، وغيرها.
تضاف الأسمدة المعدنية اعتماداً على تحليل التربة، وتختلف حاجة النبات لهذه العناصر تبعاً لمراحل النمو.
عمليات الخدمة بعد الزراعة
وهي أساسية، تبدأ بعد الانتهاء من الزراعة وتستمر حتى النضج، وتشتمل على ترقيع الأماكن الخالية من البادرات، والتفريد بإزالة البادرات الضعيفة النمو للوصول إلى الكثافة المطلوبة، وتنفذ عند ظهور الورقة الحقيقية الثالثة (أو بعد35يوماً من الزراعة)، والعزيق لإزالة الأعشاب وتحسين التهوية، ولتحضين النباتات والحفاظ على الرطوبة الأرضية. إضافة إلى التسميد وفقاً للبرامج الخاصة به. ويحتاج القطن وسطياً إلى 8800 م3 من مياه الري موزعة على 10ـ20 ريّة حسب الاحتياجات المائية ومرحلة النمو والعوامل البيئية، والفترة الحرجة للري هي مرحلة الإزهار وعقد الثمار. ولا بد من قطف القمة النامية للساق الرئيسية وللفروع الخضرية في أواخر شهر آب/أغسطس، إذ يؤدي ذلك إلى الإسراع في تفتح الجوزات وزيادة الإنتاجية وتحسين نوعية الألياف. وتفطم النباتات في النصف الثاني من آب/أغسطس أو عند تفتح 25% من الجوزات، وذلك لإيقاف النمو الخضري وتشجيع تفتح الجوزات المتبقية.
وأما القطاف فيجري بطريقتين هما:
ـ القطاف اليدوي: ينفذ عند تفتح 60% من الجوزات، وذلك على 2 ـ 3 دفعات، ويتميز بنظافة القطن والرتبة العالية والسعر الجيد. ويقطف العامل نحو60كغ يومياً.
ـ القطاف الآلي: وينفذ مرة واحدة باستخدام آلات القطاف بالتجريد stripping type، ومرتين باستخدام آلات القطاف المغزلية picker- type، الأولى عند تفتح أكثر من 50ـ60% من الجوزات، والثانية عند تفتح نحو 80ـ90 % من الجوزات المتبقية. ويعود السبب في إجراء القطاف الآلي إلى زراعة مساحات واسعة وقلة الأيدي العاملة وارتفاع أجورها، والخوف من أمطار الخريف.وقد يترتب على القطاف الآلي نفقات إضافية كاستخدام مسقطات الأوراق defoliation material أو مجففات الأوراق leaf dessiccants لزيادة كفاءة الآلة. يكون القطن الناتج من هذا القطاف كثير الشوائب ومنخفض الرتبة والسعر.
حلج القطن
هو مجموعة عمليات حرارية وهوائية وميكانيكية، تفصل بوساطتها شعيرات القطن عن البذور مع المحافظة على خصائصهما التقنية، ويتأثر معدل الحليج بعوامل عدة، هي: نوع القطن وخصوبة التربة وطريقة الحلج ويراوح بين20و25% للأقطان الآسيوية والإفريقية وبين 35و41% للأقطان الأمريكية وبين 29 و34% للأقطان المصرية. ويحسب معدل الحلج بالمعادلة الآتية:
ويحلج القطن بإحدى طريقتين هما:
ـ الحلج الأسطواني roller gin: تحلج به الأقطان المصرية الطويلة التيلة للمحافظة على شعيرات القطن من التقطع، ويتميز الجهاز بصغر حجمه وبساطته وسهولة التعامل معه من حيث تشغيله وفكه وتركيبه وكشف أعطاله، والأقطان المحلوجة الناتجة منه تكاد تكون طبيعية من حيث الطول والمتانة وغيرها من المواصفات.
ـ الحلج المنشاري saw gin: وتحلج به الأقطان قصيرة التيلة، والأقطان متوسطة طول التيلة،
ويتميز الجهاز بكثرة أجزائه وتعددها والتي تعمل مع بعضها كوحدة متكاملة وعطل أي وحدة منها يترتب عليه توقف عمل الجهاز بكامله، والأقطان المحلوجة الناتجة منه أعلى رتبة نتيجة تعدد أجهزة التنظيف والمراحل التي يمر بها القطن المحبوب قبل وصوله إلى أقراص الحلج المنشارية وخروجه منها مكبوساً في بالات يراوح وزنها بين 200و220كغ.
في سورية تتركز صناعة الحلج في محافظة حلب، وتنتج محافظات الحسكة والرقة ودير الزور أكثر من 50% من القطن السوري.
تسويق القطن المحبوب
هو مجمل المراحل التي يمر بها القطن منذ قطافه حتى وصوله إلى مصانع الغزل. وفي سورية تتولى المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان عمليات شراء القطن المحبوب من المنتجين بأسعار مجزية ضماناً لاستمرار زراعة القطن ونموها، وتدير وتطور المحالج في سورية لتوفير احتياجات مصانع الغزل وتصدر الفائض إلى الأسواق الخارجية، أما البذور الناتجة من الحلج فتباع إلى شركات إنتاج الزيوت.
يُحدد سعر القطن المباع بناءً على قوى العرض والطلب والإنتاج العالمي والاستهلاك والمخزون الاحتياطي والعوامل الاقتصادية والمالية وتوجد بورصتان للقطن هما:
ـ بورصة ليفربول في بريطانيا وهي المؤشر الفعلي للقطن السوري، ويحدد سعره بالاعتماد عليها.
ـ بورصة نيويورك في أمريكا ويتم البيع فيها بالأجل، و تساعد مؤشرات الطلب على القطن السوري الدولة على رسم سياستها في تحديد الأسعار استناداً إلى سعر الأساس.
وإعطاء الفرصة لغزل الأقطان المحلوجة لدى القطاعات (العام والخاص والمشترك) هو تجسيد للتعددية الاقتصادية، وأسلوب ناجع لرفع القيمة المضافة بنسب مضاعفة؛ مما يشكل دافعاً وتحريضاً للقطاع العام للارتقاء والتقدم في ظل المنافسة المشروعة. وتظهر بيانات الجدول (1) الأهمية الاقتصادية لتصدير القطن مصنعاً.
ويبين الجدول (1) أهمية استغلال هذه الثروة القطنية للحصول على أضعاف قيمة تصدير القطن محلوجاً، وما يرافق ذلك من توفير فرص العمل لعمال الزراعة والإنتاج والحلج والنقل والخزن والغزل والترويج والتسويق، وغيرها.
يواجه التسويق الخارجي للقطن السوري منافسة الأقطان الأجنبية المشابهة للقطن السوري مثل القطن الأمريكي واليوناني والتركي، إضافة إلى تدخل بعض الدول المنتجة الكبيرة كالولايات المتحدة في خفض سعر القطن بزيادة الكميات المعروضة وتغيير قيمة النقد (الدولار والجنيه الإسترليني).
آفات القطن
ـ الأمراض الفطرية وأهمها: خناق البادرات والذبول الفيرتيسليومي والتبقع الزاوي.
ـ الحشرات وأهمها: مَّنْ القطن والتربس والحفار والذبابة البيضاء والدودة القارضة والدودة الخضراءودودة ورق القطن ونطاط القطن وديدان الجوزات(القرنفلية والشوكية والأمريكية) والعنكبوت الأحمر.
ومن الآفات الأخرى فأر الحقل وأعشاب ضارة عديدة أهمها: الباذنجان البري والسعد والعليق والرزين (الحليان) والحلفا وعصا الراعي.
ومن الأمراض البيئية والفيزيولوجية: تساقط البراعم الزهرية والأزهار والعقد والشمرخة.
الأهمية الاقتصادية والصناعية والزراعية
1ـ الأهمية الاقتصادية: تحتل سورية المرتبة العاشرة عالمياً على صعيد الإنتاج، والمرتبة الأولى عالمياً وعربياً في إنتاجية وحدة المساحة (4015كغ/هـكتار)، ويشكل القطن السوري 1% من الإنتاج العالمي، وقد قُدر إنتاج القطر في عام2002نحو مليون طن من القطن المحبوب. ووفر هذا المحصول فرص عمل لنحو 20% من السكان في مختلف مراحل إنتاجه وتصنيعه، ويعد ثالث مادة تصديرية بعد البترول والقمح، والمصدر الرئيسي الثاني لتوفير النقد الأجنبي.
وتنتج خمس دول 70 % من الإنتاج العالمي وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً والصين والهند والبرازيل، وينتج كل من خمس دول أخرى نحو مليون طن من القطن المحبوب وهي الباكستان والمكسيك ومصر والسودان وسورية.
2ـ الأهمية الصناعية: تعد صناعة حلج القطن من الصناعات المحلية المهمة. ويحلج في المحالج السورية أكثر من 100ألف طن من القطن لتلبية حاجة 17مصنعاً للغزل. إضافة إلى صناعة حلاقة (تعرية) البذور لإزالة الزغب وتوفير مادة تصديرية جديدة، وقيام صناعتي الزيوت والصابون.وأثبتت الدراسات العالمية أن طناً واحداً من القطن المحبوب ينتج ما يأتي:
أنسجة قطنية 2420م2
زيت غذائي 86كغ
كسبة لتغذية الحيوانات 226كغ
صابون 15كغ
زغب (لنترز) 35كغ
بذور زراعية 80كغ
2ـ الأهمية الزراعية: يزرع القطن عالمياً على مساحة 35مليون هـكتار، موزعة على 81 دولة في القارات الخمس. توجد أكبر مساحة في الهند ثم في الولايات المتحدة والصين والاتحاد السوفييتي والبرازيل والباكستان والمكسيك ومصر والسودان وسورية، وتشكل مساحة القطن المزروعة في الأقطار العربية نحو 95% من المساحة المزروعة بمحاصيل الألياف في مصر والسودان وسورية والعراق والمغرب والجزائر وليبيا واليمن، وأدخلت زراعته إلى لبنان عام 1995، وتشكل زراعته في سورية نحو 4% من الأراضي الزراعية، و20ـ22% من الأراضي المروية.
وتقدر المساحة المزروعة بنحو 233ألف هكتار في عام 2004، ويتميز القطن السوري بمواصفاته التكنولوجية الجيدة نتيجة برامج التربية واستنباط أصناف جديدة وسلالات ملائمة للعوامل المناخية في سورية، فهناك محلياً ستة أصناف وهي: حلب40، حلب33/1، دير22، رقة5، حلب90، حلب 118 مكنت من زيادة المردود بنسبة تراوح بين 5ـ11.3%.
كما تتميز الأقطان السورية بنظافتها من المواد الكيمياوية والشوائب، نتيجة الاتجاه نحو استخدام المكافحة الحيوية لإنتاج القطن العضوي وقطفها يدوياً. وتحتفل سورية كل عام بعيد القطن في بداية موسم القطاف تشارك فيه جميع الفعاليات الاقتصادية والجهات العامة والخاصة المعنية بهذا المحصول، كما تشارك في المعارض الدولية منذ عام 1994 بنماذج من القطن السوري في معرض دمشق الدولي ومعرض إغريتكس ومعرض برلين.
ويبين الجدول (2) المساحة المزروعة قطناً لأهم الدول:
منتجات القطن واستعمالاتها
يستعمل القطن المحلوج في صناعة الغزل والنسيج، ويستخدم (اللنترز/ lenters) الناتج من عملية حلاقة البذور في صناعات تحويلية عديدة وهي: صناعة المفرقعات، (القنابل، الرصاص، والقذائف المضادة) وأقلام الرصاص وأشعة X واللدائن مثل صناديق أجهزة (التلفزيون والراديو والكمبيوتر) والأنابيب المرنة. وفي صناعة القطن الماص، والطبي، والشاش والجنوط، وبعض أنواع السجاد. ويستخدم القطن الكيمياوي في صناعة الورق عالي الجودة، وصناعة الألياف التحويلية (الفسكوز،الأستيت)، والمرشحات، وسيلوفان حفظ اللحوم، وصناعة البويات، وعوازل البطاريات والدارات الكهربائية.
يستخدم لب البذور في صناعة استخراج الزيت (للتغذية وصناعة الصابون والدهان)، والكسبة، وصناعة دقيق بذرة القطن لتحضير بعض أنواع الخبز والحلويات، وكبديل للكاكاو. وتستخدم القشرة مادة مالئة في علف الحيوان، ومادة عضوية للتربة، وفي رصف الطرق ومادة ناشرة للطعوم السامة، ويستخرج منها كيمياوياً الفورفورال واللجين والفانلين والتانينات والسللوز والكربوهيدرات. ويستخرج من الأوراق حمض الليمون وحمض التفاح، وتعد أزهار القطن مصدراً غذائياً جيداً للنحل حيث يقدر وزن العسل الذي يمكن الحصول عليه بنحو 400كغ/هكتار.
تستعمل قشور اللحاء طبياً في حالات النزف الرحمي وحالات عسر الطمث ومسرع للولادة ومرمم للجروح وقاطع النزف، وتستعمل مجموعته الخضرية علفاً للحيوانات في نهاية الموسم، والأحطاب للوقود والتدفئة، وكمخلفات نباتية للتسميد الأرضي.
محمد عبد العزيز
يعدُّ نبات القطن plant cotton من أهم محاصيل الألياف البذرية النباتية في العالم. وهو معمر، لكنه يزرع كمحصول حولي. يستفاد صناعياً من الألياف السللوزية المتكونة على سطح بذوره تمييزاً من محاصيل الألياف اللحائية (القنب، الكتان وغيرها)، ومحاصيل الألياف الورقية (السيزال، الصبار وغيرها).
لمحة تاريخية
عَرفت الحضارة الهندية القطن في القرن الخامس عشر ق. م، ثم نُقل إلى جزيرة تيلوس في الخليج العربي عام 23ـ79 بعد الميلاد، وزرعه العرب في حدود دولتهم وأدخلوه إلى أوربا في القرن التاسع الميلادي.ووجد الرحالة ماجلان Magellan عند اكتشافه لبرازيل عام 1519م أن الأهالي يستخدمون قطن النباتات البرية. وقد استوردت الولايات المتحدة الأمريكية بذور أصناف مختلفة منذ سنين عديدة وحدث تهجين طبيعي فيما بينها، إضافة إلى أعمال الاصطفاء والتربية، مما ساعد على إنتاج الأقطان الأمريكية.
الموطن الأصلي، الانتشار والأنواع
نبات القطن |
1ـ الأنواع الثنائية diploid عددها 35نوعاً، تحتوي على 13زوجاً من الصبغيات، ويزرع منها نوعان هما:
ـ القطن الإفريقي G. herbaceum L. يحوي الجينوم A1، قصيـر التيلة (13ـ25مم). موطنه الأصلي إفريقيا. ينتشر على شواطئ الأطلسي غرباً وفي شمالي إفريقيا وولايات الصين. يزرع حالياً في شمال غربي الهند وتركيا وإيران والعراق وجنوبي أوربا، ويشكل نحو2ـ3% من المساحة العالمية المزروعة بالأقطان.
حقل لزراعة القطن في سورية |
ـ أما الأنواع البرية: التي تحتوي على الجينوم B فتنتشر في جنوبي وغربي إفريقيا، وعلى الجينوم C في أستراليا، وعلى الجينوم E في الجزيرة العربية واليمن وأريتريا والصومال، وعلى الجينوم D في الأمريكيتين.
2ـ الأنواع الرباعية tetraploid: عددها 5 أنواع وتحتوي على 26زوجاً من الصبغيات، يزرع منها ثلاثة أنواع هي:
ـ القطن الأمريكي G. hirsutum L.: يحتوي على الجينوم AD1، متوسط طول التيلة (25ـ35مم). موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية (المكسيك ويوكاتا).يزرع حالياً في الولايات المتحدة وبلدان أخرى عديدة. ويشكل نحو 88ـ90% من المساحة العالمية المزروعة بالقطن.
ـ القطن المصريG.barbadense L.: يحتوي على الجينوم AD2 طويل التيلة (35ـ60مم)، موطنه الأصلي أمريكا الجنوبية ويزرع في مصر وبلدان أخرى عدة، مشكلاً نحو 5% من المساحة العالمية المزروعة بالقطن.
ـ القطن ذو الأوراق الثلاثية الفصوص G.tricospedateum: يحتوي على الجينوم AD، يزرع على مساحات محدودة في منطقة خط الاستواء. تضاف إليها الأنواع البرية التي تحتوي على الجينوم AD3 وAD4 وتنتشر في الأمريكيتين.
الوصف النباتي وأهم الخصائص الحيوية
جوزة القطن مع الأوراق |
الساق قائمة، مصمتة، قطرها 0.5ـ2سم، طولها 70ـ150سم في الأصناف الحولية، لونها أخضر أو أحمر مخضر، وتحمل نوعين من النموات: نموات خضرية تنمو من البراعم الأبطية، ونموات ثمرية تنمو من البراعم الجانبية. الأوراق: بسيطة مفصصة، موزعة على الساق حلزونياً، تصل مساحة الورقة الواحدة أحياناً إلى 20سم2.
الزهرة فردية خماسية منتظمة غير متماثلة، خنثى قطرها 2ـ8 سم، ألوانها مختلفة تتألف من الكأس والتويج وأعضاء التذكير والتأنيث.
الجوزة هي مبيض الزهرة المخصب وتتألف من 3ـ5حجرات، يراوح وزن القطن فيها بين 3و8 غ.
بذرة القطن كمثرية الشكل، لونها بني مائل للاسوداد، تحمل على سطحها الخارجي شعر القطن والزغب، وتحوي البذور زيتاً بنسبة 20ـ30%، يدخل في تركيبه الغوسيبول gossypol بنسبة 0.4ـ2 %، وهو مادة سامة.
تيلة القطن هي ليفة ناتجة من نمو خلية واحدة من خلايا بشرة قصرة البذرة، أما الألياف النباتية الأخرى فتتكون ليفتها من خلايا عدة متصلة بعضها مع بعض. وتصنف الأقطان في ثلاث مجموعات: أقطان قصيرة التيلة طولها 13ـ25 مم، ومتوسطة التيلة طولها 25ـ34مم، وطويلة التيلة طولها 35ـ60مم.
الزغب نموات قصيرة تبقى على البذور بعد الحلج طولها 4 ـ10مم.
الغدد المفرزة وهي نوعان داخلية وخارجية، تفرز سائلاً حلواً يجذب النحل ويسهم في زيادة الإنتاجية بنحو 10ـ12%.
ويمر نبات القطن بمراحل النمو والتطور الآتية:
مرحلة الإنبات وتستغرق 7ـ14يوماً، ومرحلة التبرعم وتستغرق 20ـ25يوماً، ومرحلة الإزهار وتستغرق 25ـ35 يوماً، ومرحلة النضج وتستغرق 50ـ65يوماً.
المتطلبات البيئية
درجة الحرارة المثلى لنمو النبات وتطوره 25ـ35مْ. تبطىء الدرجة الأقل نموه، وتسبب درجة36مْ تسخين الأنسجة النباتية، والدرجة 40مْ ضعف حيوية حبوب اللقاح فينخفض الإخصاب، ويزداد التساقط، وينخفض عدد البذور التامة النضج، وتؤدي إلى تكوين شعيرات قطن قصيرة وغير متينة.
يعد القطن من نباتات النهار القصير التي تحتاج إلى 10ـ12ساعة إضاءة يومياً، ويؤدي حجب الضوء إلى تباطؤ النمو وتساقط البراعم الزهرية، ويتأخر الإزهار والنضج في شروط الإضاءة الكاملة بسبب زيادة ارتفاع مكان النموات الثمرية الأولى.
القطن محب للماء، وتحدد كفاءته في استعمال الماء من خلال تقدير معامل النتح للنبات الذي يراوح بين 700و1200 ويتأثر معامل نتحه بنوع القطن وخصوبة التربة وموعد الزراعة ومرحلة نمو النبات والتقنيات الزراعية، وغيرها.
تعد الترب الطينية الرملية اللومية التي تحتوي على نسبة متوسطة من المواد العضوية ومن عناصر الآزوت والفسفور والبوتاسيوم (N¨P¨K) أفضل الأراضي لزراعة القطن. لا تناسبه الأراضي الحامضية، ويتحمل الملوحة الأرضية الخفيفة حتى 0.2%، ويمكن زراعته في درجة ملوحة 0.4 % وذلك بتطبيق دورات زراعية مناسبة وأساليب ري حديثة، وقنوات للصرف المائي. تسهم الأراضي الثقيلة في تشجيع النمو الخضري وتأخير الإزهار والنضج، وتؤدي زراعته في الأراضي الخصبة إلى إزهار مبكر يستمر مدة أطول، ومن ثم زيادة في عدد الأزهار والإنتاجية. وتعطي الأراضي الحمراء في حمص وحماة(سورية) إنتاجاً مبكراً ومرتفعاً بمعدل حلجه.
تقنيات زراعة القطن
الدورة الزراعية: تتبع دورات عدة كما يأتي:دورة ثنائية: يشكل القطن فيها 50%، ودورة ثلاثية: يشكل القطن فيها 33%، ويتبادل فيها القطن مع الحبوب والبقول والشوندر، ودورات معمرة: يشكل القطن فيها 60ـ70% ويتبادل فيها مع الفصة.
تجرى الحراثة الخريفية لعمق 28ـ30سم لإضافة الأسمدة العضوية والفوسفاتية والبوتاسية وطمرها مع مخلفات الزراعة السابقة للدورة الزراعية على عمق انتشار الجذور. وفي سورية تزرع البذور بين 23آذار/مارس وحتى 25نيسان/إبريل حسب العوامل المناخية، وتعد الزراعة المبكرة أفضل لأنها تعطي النباتات الوقت الكافي للإزهار والنضج، والاستفادة من الأسمدة المضافة، وتفادي موجات الحر، وأمطار الخريف المبكرة. ويزرع القطن في خطوط بالأبعاد 60ـ75 سم × 20ـ15سم، باستخدام البذارات الآلية على الأعماق المناسبة، ولتسهيل عمليات الخدمة، وغيرها.
تضاف الأسمدة المعدنية اعتماداً على تحليل التربة، وتختلف حاجة النبات لهذه العناصر تبعاً لمراحل النمو.
عمليات الخدمة بعد الزراعة
القطاف الآلي للقطن |
وأما القطاف فيجري بطريقتين هما:
ـ القطاف اليدوي: ينفذ عند تفتح 60% من الجوزات، وذلك على 2 ـ 3 دفعات، ويتميز بنظافة القطن والرتبة العالية والسعر الجيد. ويقطف العامل نحو60كغ يومياً.
ـ القطاف الآلي: وينفذ مرة واحدة باستخدام آلات القطاف بالتجريد stripping type، ومرتين باستخدام آلات القطاف المغزلية picker- type، الأولى عند تفتح أكثر من 50ـ60% من الجوزات، والثانية عند تفتح نحو 80ـ90 % من الجوزات المتبقية. ويعود السبب في إجراء القطاف الآلي إلى زراعة مساحات واسعة وقلة الأيدي العاملة وارتفاع أجورها، والخوف من أمطار الخريف.وقد يترتب على القطاف الآلي نفقات إضافية كاستخدام مسقطات الأوراق defoliation material أو مجففات الأوراق leaf dessiccants لزيادة كفاءة الآلة. يكون القطن الناتج من هذا القطاف كثير الشوائب ومنخفض الرتبة والسعر.
حلج القطن
حلج القطن |
ـ الحلج الأسطواني roller gin: تحلج به الأقطان المصرية الطويلة التيلة للمحافظة على شعيرات القطن من التقطع، ويتميز الجهاز بصغر حجمه وبساطته وسهولة التعامل معه من حيث تشغيله وفكه وتركيبه وكشف أعطاله، والأقطان المحلوجة الناتجة منه تكاد تكون طبيعية من حيث الطول والمتانة وغيرها من المواصفات.
ـ الحلج المنشاري saw gin: وتحلج به الأقطان قصيرة التيلة، والأقطان متوسطة طول التيلة،
ويتميز الجهاز بكثرة أجزائه وتعددها والتي تعمل مع بعضها كوحدة متكاملة وعطل أي وحدة منها يترتب عليه توقف عمل الجهاز بكامله، والأقطان المحلوجة الناتجة منه أعلى رتبة نتيجة تعدد أجهزة التنظيف والمراحل التي يمر بها القطن المحبوب قبل وصوله إلى أقراص الحلج المنشارية وخروجه منها مكبوساً في بالات يراوح وزنها بين 200و220كغ.
في سورية تتركز صناعة الحلج في محافظة حلب، وتنتج محافظات الحسكة والرقة ودير الزور أكثر من 50% من القطن السوري.
تسويق القطن المحبوب
عربة لجنة مهرجان القطن في أثناء العيد السنوي للقطن في مدينة حلب |
يُحدد سعر القطن المباع بناءً على قوى العرض والطلب والإنتاج العالمي والاستهلاك والمخزون الاحتياطي والعوامل الاقتصادية والمالية وتوجد بورصتان للقطن هما:
ـ بورصة ليفربول في بريطانيا وهي المؤشر الفعلي للقطن السوري، ويحدد سعره بالاعتماد عليها.
ـ بورصة نيويورك في أمريكا ويتم البيع فيها بالأجل، و تساعد مؤشرات الطلب على القطن السوري الدولة على رسم سياستها في تحديد الأسعار استناداً إلى سعر الأساس.
وإعطاء الفرصة لغزل الأقطان المحلوجة لدى القطاعات (العام والخاص والمشترك) هو تجسيد للتعددية الاقتصادية، وأسلوب ناجع لرفع القيمة المضافة بنسب مضاعفة؛ مما يشكل دافعاً وتحريضاً للقطاع العام للارتقاء والتقدم في ظل المنافسة المشروعة. وتظهر بيانات الجدول (1) الأهمية الاقتصادية لتصدير القطن مصنعاً.
|
يواجه التسويق الخارجي للقطن السوري منافسة الأقطان الأجنبية المشابهة للقطن السوري مثل القطن الأمريكي واليوناني والتركي، إضافة إلى تدخل بعض الدول المنتجة الكبيرة كالولايات المتحدة في خفض سعر القطن بزيادة الكميات المعروضة وتغيير قيمة النقد (الدولار والجنيه الإسترليني).
آفات القطن
ـ الأمراض الفطرية وأهمها: خناق البادرات والذبول الفيرتيسليومي والتبقع الزاوي.
ـ الحشرات وأهمها: مَّنْ القطن والتربس والحفار والذبابة البيضاء والدودة القارضة والدودة الخضراءودودة ورق القطن ونطاط القطن وديدان الجوزات(القرنفلية والشوكية والأمريكية) والعنكبوت الأحمر.
ومن الآفات الأخرى فأر الحقل وأعشاب ضارة عديدة أهمها: الباذنجان البري والسعد والعليق والرزين (الحليان) والحلفا وعصا الراعي.
ومن الأمراض البيئية والفيزيولوجية: تساقط البراعم الزهرية والأزهار والعقد والشمرخة.
الأهمية الاقتصادية والصناعية والزراعية
1ـ الأهمية الاقتصادية: تحتل سورية المرتبة العاشرة عالمياً على صعيد الإنتاج، والمرتبة الأولى عالمياً وعربياً في إنتاجية وحدة المساحة (4015كغ/هـكتار)، ويشكل القطن السوري 1% من الإنتاج العالمي، وقد قُدر إنتاج القطر في عام2002نحو مليون طن من القطن المحبوب. ووفر هذا المحصول فرص عمل لنحو 20% من السكان في مختلف مراحل إنتاجه وتصنيعه، ويعد ثالث مادة تصديرية بعد البترول والقمح، والمصدر الرئيسي الثاني لتوفير النقد الأجنبي.
وتنتج خمس دول 70 % من الإنتاج العالمي وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً والصين والهند والبرازيل، وينتج كل من خمس دول أخرى نحو مليون طن من القطن المحبوب وهي الباكستان والمكسيك ومصر والسودان وسورية.
2ـ الأهمية الصناعية: تعد صناعة حلج القطن من الصناعات المحلية المهمة. ويحلج في المحالج السورية أكثر من 100ألف طن من القطن لتلبية حاجة 17مصنعاً للغزل. إضافة إلى صناعة حلاقة (تعرية) البذور لإزالة الزغب وتوفير مادة تصديرية جديدة، وقيام صناعتي الزيوت والصابون.وأثبتت الدراسات العالمية أن طناً واحداً من القطن المحبوب ينتج ما يأتي:
|
زيت غذائي 86كغ
كسبة لتغذية الحيوانات 226كغ
صابون 15كغ
زغب (لنترز) 35كغ
بذور زراعية 80كغ
2ـ الأهمية الزراعية: يزرع القطن عالمياً على مساحة 35مليون هـكتار، موزعة على 81 دولة في القارات الخمس. توجد أكبر مساحة في الهند ثم في الولايات المتحدة والصين والاتحاد السوفييتي والبرازيل والباكستان والمكسيك ومصر والسودان وسورية، وتشكل مساحة القطن المزروعة في الأقطار العربية نحو 95% من المساحة المزروعة بمحاصيل الألياف في مصر والسودان وسورية والعراق والمغرب والجزائر وليبيا واليمن، وأدخلت زراعته إلى لبنان عام 1995، وتشكل زراعته في سورية نحو 4% من الأراضي الزراعية، و20ـ22% من الأراضي المروية.
وتقدر المساحة المزروعة بنحو 233ألف هكتار في عام 2004، ويتميز القطن السوري بمواصفاته التكنولوجية الجيدة نتيجة برامج التربية واستنباط أصناف جديدة وسلالات ملائمة للعوامل المناخية في سورية، فهناك محلياً ستة أصناف وهي: حلب40، حلب33/1، دير22، رقة5، حلب90، حلب 118 مكنت من زيادة المردود بنسبة تراوح بين 5ـ11.3%.
كما تتميز الأقطان السورية بنظافتها من المواد الكيمياوية والشوائب، نتيجة الاتجاه نحو استخدام المكافحة الحيوية لإنتاج القطن العضوي وقطفها يدوياً. وتحتفل سورية كل عام بعيد القطن في بداية موسم القطاف تشارك فيه جميع الفعاليات الاقتصادية والجهات العامة والخاصة المعنية بهذا المحصول، كما تشارك في المعارض الدولية منذ عام 1994 بنماذج من القطن السوري في معرض دمشق الدولي ومعرض إغريتكس ومعرض برلين.
ويبين الجدول (2) المساحة المزروعة قطناً لأهم الدول:
منتجات القطن واستعمالاتها
يستعمل القطن المحلوج في صناعة الغزل والنسيج، ويستخدم (اللنترز/ lenters) الناتج من عملية حلاقة البذور في صناعات تحويلية عديدة وهي: صناعة المفرقعات، (القنابل، الرصاص، والقذائف المضادة) وأقلام الرصاص وأشعة X واللدائن مثل صناديق أجهزة (التلفزيون والراديو والكمبيوتر) والأنابيب المرنة. وفي صناعة القطن الماص، والطبي، والشاش والجنوط، وبعض أنواع السجاد. ويستخدم القطن الكيمياوي في صناعة الورق عالي الجودة، وصناعة الألياف التحويلية (الفسكوز،الأستيت)، والمرشحات، وسيلوفان حفظ اللحوم، وصناعة البويات، وعوازل البطاريات والدارات الكهربائية.
يستخدم لب البذور في صناعة استخراج الزيت (للتغذية وصناعة الصابون والدهان)، والكسبة، وصناعة دقيق بذرة القطن لتحضير بعض أنواع الخبز والحلويات، وكبديل للكاكاو. وتستخدم القشرة مادة مالئة في علف الحيوان، ومادة عضوية للتربة، وفي رصف الطرق ومادة ناشرة للطعوم السامة، ويستخرج منها كيمياوياً الفورفورال واللجين والفانلين والتانينات والسللوز والكربوهيدرات. ويستخرج من الأوراق حمض الليمون وحمض التفاح، وتعد أزهار القطن مصدراً غذائياً جيداً للنحل حيث يقدر وزن العسل الذي يمكن الحصول عليه بنحو 400كغ/هكتار.
تستعمل قشور اللحاء طبياً في حالات النزف الرحمي وحالات عسر الطمث ومسرع للولادة ومرمم للجروح وقاطع النزف، وتستعمل مجموعته الخضرية علفاً للحيوانات في نهاية الموسم، والأحطاب للوقود والتدفئة، وكمخلفات نباتية للتسميد الأرضي.
محمد عبد العزيز