أسطورة الإلهة إنانا
برز عن طريق العمل الأدبي للشاعرة الأكادية والكاهنة العظمى «إنخيدوانا»، ابنة « سرجون الأكادي»، تحوّل إنانا من مجرد إلهة محلية للطبيعة، والحياة، والخصوبة، إلى ملكة السماء. فكانت الإلهة الأكثر شعبيةً في جميع بلاد ما بين النهرين، وعُرفت باسم عشتار.
تظهر إنانا في العديد من الأساطير والقصص القديمة لبلاد ما بين النهرين، أبرز هذه القصص هي أسطورة «إنانا وشجرة الهولوبو» التي تحكي أسطورة أول الخلق، وأسطورة «إنانا وإله الحكمة»، التي تحكي عن إنانا التي جلبت المعرفة، والثقافة إلى مدينة «أوروك» بعد تلقيها الهدايا من إله الحكمة «إنكي» وهو مخمور، وأسطورة «مغازلة إنانا وتموز» التي تحكي قصة زواج إنانا من إله الطبيعة والحياة. كانت أشهر هذه الأساطير هي قصيدة «نزول إنانا» والتي تعود إلى نحو 1900-1600 ق.م، إذ صوّرت القصيدة رحلة ملكة السماء إنانا إلى العالم السفلي.
تُعرّف إنانا، إلى جانب هذه الأعمال والترانيم القصيرة، عن طريق ترانيم أطول وأكثر تعقيدًا، التي كتبتها إنخيدوانا تكريمًا لإلهتها الشخصية، وراعية أوروك. كان من بين هذه الأعمال «العشيقة عظيمة القلب Inninsagurra»، و«تمجيد إنانا Ninmesarra»، و«إلهة القوى المُهابة Inninmehusa»، أثّرت جميع هذه الترانيم الثلاث القوية على أجيال من بلاد ما بين النهرين في فهمهم للقوة الإلهية العليا.
تظهر مساعي إنانا في العديد من القصص، ففي قصة «إنانا وشجرة الهولوبو»، تتلاعب إنانا بجلجامش، فعندما لم تستطع التعامل مع الآفات أصابت الشجرة، وفشلت في العثور على مساعدة من شقيقها شمش، جذبت انتباه جلجامش الذي يعالج الموقف بدلًا عنها.
ومع ذلك فإن نواياها المعلنة في هذه القصة صادقة، فهي تريد أن تزرع الشجرة من أجل الحصول على الخشب، لكنها لم تستطع التعامل مع الآفات الخطيرة، والمهددة التي تتخذ من الشجر موطنًا لها.
تظهر إنانا في القصيدة السومرية البابلية الشهيرة «ملحمة جلجامش» (حوالي 2700 – 1400 ق.م) باسم عشتار، وفي الأساطير الفينيقية باسم «أستارت». بالإضافة إلى ذلك ارتبطت الإلهة أفروديت بإنانا لجمالها العظيم وشهوانيتها. إذ تُصوَّر إنانا دائمًا على أنها امرأة شابة، تدرك تمامًا قوتها الأنثوية، وتواجه الحياة بجرأة دون خوف من نظرة الآخرين إليها، وخاصة الرجال.
تصوّر إنانا في ملحمة جلجامش، على أنها تمتلك علاقات جنسية عابرة، وعلى أنها غيورة، وحاقدة. عندما تحاول إغواء جلجامش يذكر لها العديد من عشاقها الآخرين الذين لقوا جميعًا نهايات سيئة لقصصهم على يديها. غضبت إنانا من رفض جلجامش لها، فأرسلت زوج أختها «غوغولانا» (ثور السماء) لتدمير مملكة جلجامش. قتل إنكيدو غوغولانا، الذي كان أفضل صديق لجلجامش، فحكمت إنانا عليه بالموت. يُعتبر موت إنكيدو حافزًا لمسعى جلجامش الشهير لاكتشاف معنى الحياة، ما يؤكد دور إنانا الرئيسي في أحداث واحدة من أعظم الملاحم الشعرية القديمة.
صور إنانا المتعددة
غالبًا ما تظهر إنانا بصحبة أسد للإشارة إلى شجاعتها، وأحيانًا تظهر وهي تمتطي الأسد للدلالة على علو سلطتها فوق ملك الوحوش. صوِّرت أيضًا بمثابة إلهة الحرب في درع ذكوري، وفي ثوب المعركة، وتظهر في تماثيلها غالبًا مسلحةً بجعبة وقوس الأمر الذي ربط بينها وبين إلهة الحرب اليونانية «أثينا نايكي».
ارتبطت أيضًا بإلهة الخصوبة «ديميتر»، وبـِ «بيرسيفوني» بمثابة رمز إلهي للحياة والموت. مما لا شك فيه هو ابتعادها عن تجسيدها الأصلي بمثابة إلهة ريفية للزراعة.
لم يُنظر إلى إنانا على أنها الإلهة الأم على عكس الآلهة الأخرى مثل «ننهورساج»، على الرغم من أن بعض الكُتّاب قد ادعوا خلاف ذلك.
صوِّرت إنانا عوضًا عن ذلك، بهيئة امرأة مستقلة تفعل ما تشاء دون اكتراث للعواقب. تتلاعب، وتهدد، وتحاول إغواء الآخرين لإصلاح العقبات الناجمة عن سلوكها. ولا تصوّر في أي قصائد، أو حكايات، أو أساطير بدور الإلهة الأم.
تختلف أصول إنانا في بلاد ما بين النهرين، باختلاف عصر الأسطورة والحكاية. فتارةً هي ابنة الإله الأعلى «أنو» وتارةً هي ابنة إله القمر «نانا» وقرينته «نينغال». فيما بعد أصبحت ابنة إله الحكمة «إنكي»، وأخت «إريشكيجال»، والأخت التوأم لإله الشمس «شمش»، وأخت «إشكور» أو «هدد» إله العواصف، ويشار إليها أحيانًا بأنها ابنة الإله الأعلى «إنليل».
يعاني زوجها «تموز» في قصيدة «نزول إنانا»، بسبب قراراتها المتهورة. يتحول تموز بمرور الوقت إلى إله الحياة والموت. يحتفل الناس سنويًا في الاعتدال الخريفي بطقوس الزواج المقدسة بين إنانا وتموز، عندما عاد من العالم السفلي للتزاوج معها مرة أخرى، وإعادة الحياة على الأرض.
يعتبر الزواج المقدس لإنانا وتموز، عاملًا مهمًا لخصوبة الأرض. أُعيد تمثيل هذا الزواج في المهرجانات المهمة مثل مهرجان «أكيتو» في بابل، إذ يتزاوج فيه الملك والكاهنة، أو ينفذ ذلك رمزيًا بشكل تمثيل إيمائي.
عبادة إنانا وطقوسها
يمثل معبدها في مدينة «أوروك» مكانًا رئيسيًا لعبادتها، لكن المعابد والأضرحة توزعت في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين. أُطلق على الرجال المتحولين جنسيًا اسم «كورغارا»، والإناث المتحولات جنسيًا اسم «غالاتور». وكان يعتقد أن إنانا قد حولتهم بنفسها، أو أن الإله إنكي قد خلقهم لإنقاذ إنانا من العالم السفلي.
استمر تجسيد إنانا بمثابة إلهة قوية وذات شعبية، حتى تدهورت مكانة الآلهة الأنثوية في عهد حمورابي. ووفقًا للباحث صموئيل نوح كارمر، يتزامن ذلك مع فقدان مكانة المرأة وحقوقها في المجتمع. احتفظت إنانا بمكانتها المقدسة عند الآشوريين، الذين أطلقوا عليها اسم عشتار، وألهمت التصورات عن الآلهة المماثلة لها في الثقافات الأخرى للشرق الأدنى، وما بعده.
استمرار عبادة الإلهة إنانا
تُعد إنانا من بين أقدم الآلهة التي سُجلت أسمائهم في سومر القديمة ضمن أقدم سبع قوى إلهية، التي ضمت آنو، وإنليل، وإنكي، ونانا، وننهورساج، وأتو، وإنانا. شكّلت هذه القوى الإلهية السبعة أساسًا للعديد من خصائص الآلهة التي تبعتها. ألهمت إنانا الآلهة المماثلة لها في العديد من الثقافات الأخرى، بمثابة شخصية شابة، وصاخبة، ومستقلة، ومتهورة لكنها يقظة، ولطيفة، وفي بعض الأحيان غير مكترثة لمشاعر الآخرين، وحياتهم، وممتلكاتهم.
مثلت هذه الإلهة مفهوم السومريين عن الأنوثة، وقيمهم الثقافية. إذ اعتبرت النساء في الثقافة السومرية متساوية مع الرجال، فعند قيامنا بدراسة استقصائية سريعة لعقيدتهم، تبين لنا وجود عدد من الآلهة الأنثوية الهامة مثل غولا، وننهورساج، ونيسابا، ونينكاسي. فقدت هذه الآلهة مع مرور الوقت مكانتها على حساب الآلهة المُذكّرة.
استُبدلت في عهد الملك الأموري حمورابي ملك بابل (حوالي 1792-1750 ق.م) الآلهة، وبشكل متكرر، بينما احتفظت إنانا بمكانتها، فتبنتها الإمبراطورية الآشورية، والإمبراطورية الآشورية الجديدة بصفتها عشتار، إلهة الحرب والجنس. استُبدل «نسابا» في عهد حمورابي، الذي كان سابقًا كاتبًا وراعي كلمة الآلهة، بالإله «نابو»، وهو من بين الأمثلة لكثيرين غيره.
استمرت عبادة إنانا لفترة طويلة لسهولة الوصول إليها، والتعرف عليها، وخدمها الكهنة.
رغب الناس بعبادة وخدمة إنانا بسبب مكانتها، وليس لما كانت تقدمه لهم، وظل أتباعها مخلصين لها حتى بعد أن انتهت عبادتها في المعابد بفترة طويلة. ارتبطت إنانا بنجمة الصباح والمساء منذ القديم وحتى وقتنا الحاضر، حتى لو تذكر قلة من الناس اسمها.
مدونة سومر ..
برز عن طريق العمل الأدبي للشاعرة الأكادية والكاهنة العظمى «إنخيدوانا»، ابنة « سرجون الأكادي»، تحوّل إنانا من مجرد إلهة محلية للطبيعة، والحياة، والخصوبة، إلى ملكة السماء. فكانت الإلهة الأكثر شعبيةً في جميع بلاد ما بين النهرين، وعُرفت باسم عشتار.
تظهر إنانا في العديد من الأساطير والقصص القديمة لبلاد ما بين النهرين، أبرز هذه القصص هي أسطورة «إنانا وشجرة الهولوبو» التي تحكي أسطورة أول الخلق، وأسطورة «إنانا وإله الحكمة»، التي تحكي عن إنانا التي جلبت المعرفة، والثقافة إلى مدينة «أوروك» بعد تلقيها الهدايا من إله الحكمة «إنكي» وهو مخمور، وأسطورة «مغازلة إنانا وتموز» التي تحكي قصة زواج إنانا من إله الطبيعة والحياة. كانت أشهر هذه الأساطير هي قصيدة «نزول إنانا» والتي تعود إلى نحو 1900-1600 ق.م، إذ صوّرت القصيدة رحلة ملكة السماء إنانا إلى العالم السفلي.
تُعرّف إنانا، إلى جانب هذه الأعمال والترانيم القصيرة، عن طريق ترانيم أطول وأكثر تعقيدًا، التي كتبتها إنخيدوانا تكريمًا لإلهتها الشخصية، وراعية أوروك. كان من بين هذه الأعمال «العشيقة عظيمة القلب Inninsagurra»، و«تمجيد إنانا Ninmesarra»، و«إلهة القوى المُهابة Inninmehusa»، أثّرت جميع هذه الترانيم الثلاث القوية على أجيال من بلاد ما بين النهرين في فهمهم للقوة الإلهية العليا.
تظهر مساعي إنانا في العديد من القصص، ففي قصة «إنانا وشجرة الهولوبو»، تتلاعب إنانا بجلجامش، فعندما لم تستطع التعامل مع الآفات أصابت الشجرة، وفشلت في العثور على مساعدة من شقيقها شمش، جذبت انتباه جلجامش الذي يعالج الموقف بدلًا عنها.
ومع ذلك فإن نواياها المعلنة في هذه القصة صادقة، فهي تريد أن تزرع الشجرة من أجل الحصول على الخشب، لكنها لم تستطع التعامل مع الآفات الخطيرة، والمهددة التي تتخذ من الشجر موطنًا لها.
تظهر إنانا في القصيدة السومرية البابلية الشهيرة «ملحمة جلجامش» (حوالي 2700 – 1400 ق.م) باسم عشتار، وفي الأساطير الفينيقية باسم «أستارت». بالإضافة إلى ذلك ارتبطت الإلهة أفروديت بإنانا لجمالها العظيم وشهوانيتها. إذ تُصوَّر إنانا دائمًا على أنها امرأة شابة، تدرك تمامًا قوتها الأنثوية، وتواجه الحياة بجرأة دون خوف من نظرة الآخرين إليها، وخاصة الرجال.
تصوّر إنانا في ملحمة جلجامش، على أنها تمتلك علاقات جنسية عابرة، وعلى أنها غيورة، وحاقدة. عندما تحاول إغواء جلجامش يذكر لها العديد من عشاقها الآخرين الذين لقوا جميعًا نهايات سيئة لقصصهم على يديها. غضبت إنانا من رفض جلجامش لها، فأرسلت زوج أختها «غوغولانا» (ثور السماء) لتدمير مملكة جلجامش. قتل إنكيدو غوغولانا، الذي كان أفضل صديق لجلجامش، فحكمت إنانا عليه بالموت. يُعتبر موت إنكيدو حافزًا لمسعى جلجامش الشهير لاكتشاف معنى الحياة، ما يؤكد دور إنانا الرئيسي في أحداث واحدة من أعظم الملاحم الشعرية القديمة.
صور إنانا المتعددة
غالبًا ما تظهر إنانا بصحبة أسد للإشارة إلى شجاعتها، وأحيانًا تظهر وهي تمتطي الأسد للدلالة على علو سلطتها فوق ملك الوحوش. صوِّرت أيضًا بمثابة إلهة الحرب في درع ذكوري، وفي ثوب المعركة، وتظهر في تماثيلها غالبًا مسلحةً بجعبة وقوس الأمر الذي ربط بينها وبين إلهة الحرب اليونانية «أثينا نايكي».
ارتبطت أيضًا بإلهة الخصوبة «ديميتر»، وبـِ «بيرسيفوني» بمثابة رمز إلهي للحياة والموت. مما لا شك فيه هو ابتعادها عن تجسيدها الأصلي بمثابة إلهة ريفية للزراعة.
لم يُنظر إلى إنانا على أنها الإلهة الأم على عكس الآلهة الأخرى مثل «ننهورساج»، على الرغم من أن بعض الكُتّاب قد ادعوا خلاف ذلك.
صوِّرت إنانا عوضًا عن ذلك، بهيئة امرأة مستقلة تفعل ما تشاء دون اكتراث للعواقب. تتلاعب، وتهدد، وتحاول إغواء الآخرين لإصلاح العقبات الناجمة عن سلوكها. ولا تصوّر في أي قصائد، أو حكايات، أو أساطير بدور الإلهة الأم.
تختلف أصول إنانا في بلاد ما بين النهرين، باختلاف عصر الأسطورة والحكاية. فتارةً هي ابنة الإله الأعلى «أنو» وتارةً هي ابنة إله القمر «نانا» وقرينته «نينغال». فيما بعد أصبحت ابنة إله الحكمة «إنكي»، وأخت «إريشكيجال»، والأخت التوأم لإله الشمس «شمش»، وأخت «إشكور» أو «هدد» إله العواصف، ويشار إليها أحيانًا بأنها ابنة الإله الأعلى «إنليل».
يعاني زوجها «تموز» في قصيدة «نزول إنانا»، بسبب قراراتها المتهورة. يتحول تموز بمرور الوقت إلى إله الحياة والموت. يحتفل الناس سنويًا في الاعتدال الخريفي بطقوس الزواج المقدسة بين إنانا وتموز، عندما عاد من العالم السفلي للتزاوج معها مرة أخرى، وإعادة الحياة على الأرض.
يعتبر الزواج المقدس لإنانا وتموز، عاملًا مهمًا لخصوبة الأرض. أُعيد تمثيل هذا الزواج في المهرجانات المهمة مثل مهرجان «أكيتو» في بابل، إذ يتزاوج فيه الملك والكاهنة، أو ينفذ ذلك رمزيًا بشكل تمثيل إيمائي.
عبادة إنانا وطقوسها
يمثل معبدها في مدينة «أوروك» مكانًا رئيسيًا لعبادتها، لكن المعابد والأضرحة توزعت في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين. أُطلق على الرجال المتحولين جنسيًا اسم «كورغارا»، والإناث المتحولات جنسيًا اسم «غالاتور». وكان يعتقد أن إنانا قد حولتهم بنفسها، أو أن الإله إنكي قد خلقهم لإنقاذ إنانا من العالم السفلي.
استمر تجسيد إنانا بمثابة إلهة قوية وذات شعبية، حتى تدهورت مكانة الآلهة الأنثوية في عهد حمورابي. ووفقًا للباحث صموئيل نوح كارمر، يتزامن ذلك مع فقدان مكانة المرأة وحقوقها في المجتمع. احتفظت إنانا بمكانتها المقدسة عند الآشوريين، الذين أطلقوا عليها اسم عشتار، وألهمت التصورات عن الآلهة المماثلة لها في الثقافات الأخرى للشرق الأدنى، وما بعده.
استمرار عبادة الإلهة إنانا
تُعد إنانا من بين أقدم الآلهة التي سُجلت أسمائهم في سومر القديمة ضمن أقدم سبع قوى إلهية، التي ضمت آنو، وإنليل، وإنكي، ونانا، وننهورساج، وأتو، وإنانا. شكّلت هذه القوى الإلهية السبعة أساسًا للعديد من خصائص الآلهة التي تبعتها. ألهمت إنانا الآلهة المماثلة لها في العديد من الثقافات الأخرى، بمثابة شخصية شابة، وصاخبة، ومستقلة، ومتهورة لكنها يقظة، ولطيفة، وفي بعض الأحيان غير مكترثة لمشاعر الآخرين، وحياتهم، وممتلكاتهم.
مثلت هذه الإلهة مفهوم السومريين عن الأنوثة، وقيمهم الثقافية. إذ اعتبرت النساء في الثقافة السومرية متساوية مع الرجال، فعند قيامنا بدراسة استقصائية سريعة لعقيدتهم، تبين لنا وجود عدد من الآلهة الأنثوية الهامة مثل غولا، وننهورساج، ونيسابا، ونينكاسي. فقدت هذه الآلهة مع مرور الوقت مكانتها على حساب الآلهة المُذكّرة.
استُبدلت في عهد الملك الأموري حمورابي ملك بابل (حوالي 1792-1750 ق.م) الآلهة، وبشكل متكرر، بينما احتفظت إنانا بمكانتها، فتبنتها الإمبراطورية الآشورية، والإمبراطورية الآشورية الجديدة بصفتها عشتار، إلهة الحرب والجنس. استُبدل «نسابا» في عهد حمورابي، الذي كان سابقًا كاتبًا وراعي كلمة الآلهة، بالإله «نابو»، وهو من بين الأمثلة لكثيرين غيره.
استمرت عبادة إنانا لفترة طويلة لسهولة الوصول إليها، والتعرف عليها، وخدمها الكهنة.
رغب الناس بعبادة وخدمة إنانا بسبب مكانتها، وليس لما كانت تقدمه لهم، وظل أتباعها مخلصين لها حتى بعد أن انتهت عبادتها في المعابد بفترة طويلة. ارتبطت إنانا بنجمة الصباح والمساء منذ القديم وحتى وقتنا الحاضر، حتى لو تذكر قلة من الناس اسمها.
مدونة سومر ..