الأنوناكي ونواتج تهجينهم
_____________
كل ما بدءناه سابقاً فيبدو أن المواليد التي نتجت من التزاوج مع بنات الانسان كانت أحجامها عملاقة فعلاَ ... وربما يشكلون عرق العمالقة الذي جاب الأرض في إحدى الفترات الغابرة...
لقد تحدثت عن العمالقة كافة الشعوب في كافة القارات.. وحتى أكتشاف الكثير من البقايا والآثار لهم ..لكن هناك انواع مختلفة من أعراق العمالقة الذين جابوا الأرض في الماضي البعيد .. حيث كان بعضهم مظهرهم بشري تماماً ..بينما البعض الآخر كان من أشياه البشر ..(الزواحف).. وبالتالي لا تشمل هذه القصة كافة أنواع العمالقة الذين سادوا في الأرض...
النص الأثيوبي الحبشي المتناول للعهد القديم ويدعى ..(كبيرا ناكاست) - (KABERA NAGAST) يشير الى حجم العمالقة للاطفال النتي نتجت من التزاوج بين البشر والآلهة...
وتروى تفاصيل الولادة التي خاضت بها بنات الأنسان نتيجة تزاوجهن مع النيترو ..(الفضائيين).. حيث عجزن عن أخراج مواليدهن من بطونهن فماتت الواليد .. وقد وصف النص كيف أضطرت بعضهن الى أجراء عمليات لأخراج المواليد الضخمة ..(بعد بقر بطون الأمهات وفتحها- خرج الاطفال من منطقة الصرة)...
في المخطوط اليهودي القديم كتاب نوح :- (BOOK OF NOAH).. وكذلك المخطوط المشتق منه كتاب أخنوخ ..(BOOK OF ENOCH)..تم وصف عملية ولادة غريبة لطفل غير بشري..واصبح في ما بعد (نوح) المشهور والذي أرتبط أسمه بالطوفان العظيم...
وهناك أشارات لهذه الحادثة ظهرت أيضاً في مخطوطات البحر الميت ..(DEAD SEA SCROLL).. والمعروف بأسم ..(القُمران).. وهي عبارة عن سجلات تابعة لمجتمع ..(إِيسن) - (ESSENE)..الذي عاش في فلسطين قبل 2000 سنة ..
وهذا المخطوط أيضاً يحتوي على مراجع كثيرة تعود لكتاب (أنوخ) المولود الغريب الذي تصفه هذه النصوص بأنه أبن ..(لامخ - LAMECH).. وذكرالنص بأن الطفل لا يشبه الانسان العادي.. وهو أقرب للشبه بـ ..(أطفال الملائكة في السماء).. هكذا أشاروا إلى ..(نوح).. أبن (لامخ)...
حيث يسأل لامخ زوجته عن الوالد الحقيقي للطفل :-(لقد فكرت بأن الحَبَل كان من المراقبين وأولئك المقدسين ... ومن النيفليم ... وقلبي مؤبك وثقيل بداخلي بسبب هذا المولود)...
في ..("الشاهنامة" أو كتاب "الملوك")..وهو التاريخ الأسطوري لأيران والذي أكتملت كتابته عام ..( 1010) ..ميلادية على يد الشاعر العربي الفردوسي ..ورد وصف لولادة طفل يدعى "زال" وهو أبن "سام"..؟!
ومرة أخرى يصاب الملك بالرعب بسبب المظهر غير البشري لمولوده الذي حجمه ضخم جداً يشير الملك ..("سام").. إلة أبنه بأسم ..(الطفل الشيطاني).. أو بأسم الدايفاس ..(DEAVES) - (المراقبون)..
وكان وصفه قريب الشبه للأوصاف الواردة في قصص العهد القديم... بالأضافة إلى أنه كان لملوك أيران بُغض شديد لهؤلاء الأطفال بنفس البُغض الذي عبّر عنه بطارقة العهد القديم...
هناك الكثير من النسخ غير المعترف بها للروايات الواردة في العهد القديم ..أشهرها كتاب "أخنوخ" الذي أُكتشِف عام 1773 ميلادية في ما يُعرف بأثيوبيا (الحبشة) ذلك من قِبَل المُكتشف الأستكلندي (جيمس بروس) لكن لم ينال الأهتمام اللازم قبل العام 1828 ميلادية حيث تمت ترجمته...
لقد مُنع تداول كتاب ..(أخنوخ).. وكتب كثيرة غيرهُ من قبل الكنيسة الرومانية ..حيث بقي مجهولاً ومُهمَلاً لأكثر من ..( 1500 ) ..سنة والهدف هو القضاء على الأعتقاد القديم السائد بين الرعايا والقائل بأن ..(الملائكة السماوية).. كانت حقيقية من لحم ودم ...؟!
وتزاوجت مع أبناء الانسان فعلاً .. لكن بنفس الوقت نرى أن الماسونيين الذين يسيطرون على الكنيسة من وراء الستار كانوا .. ولا زالوا ينظرون إلى ..("أخنوخ").. على أنه من المؤسسين الأسطوريين الأوائل لمحفلهم السري العريق حتى أن الأسم ..(أخنوخ).. (ENOCH) هو أصل كلمة "مُنتسب" بالنسبة لهم ..(ENOCHIN)...
مع ذلك أغلب الأساطير الدينية مأخوذة من حضارات سابقة كوادي النهرين والفراعنة...من معراج أخنوخ للطوفان .. وحتى الحياة بعد الموت.. وابن الآلهة والثواب والعقاب ....الخ وما نتج من معتقدات إبراهيمية كلها نتاج للفكر الإنساني بطفولته الأولى من تلك الحضارات لا أكثر..
في الأغاداه يقال إن أخنوخ كان ضمن التسعة الذين دخلوا الجنّة دون معاناة ضربات الموت ..( DEZ 1, end ):-" صعد إلى السماء بناء على أمر الربّ.. وأعطي اسم ميطاطرون.. الكاتب العظيم " ( Targ. Yer. To Gen 4:5 )...
يحتل أخنوخ مكانة بارزة في بعض المدراشات المتأخرة..مثل سفري حانوخ وحايي حانوخ... نلاحظ هنا تشابهاً ملفتاً مع ميثة الإمام الغائب الإسلامية.. حيث نجد أخنوخ يعيش في مكان خفي عن الأعين..ثم يدعوه ملاك.. كإنسان خيّر..أن يغادر مكانه كي يعلّم البشر السير في الصراط المستقيم.. فعلّمهم (243 ) سنة.. حيث عرف الناس أثناءها السلم والازدهار....
وكنوع من المكافأة.. قرر الله أن يعينه ملكاً على الملائكة في السماء...فصعد أخنوخ إلى السماء في عربة نارية تجرها أفراس ..( هل يمكن تصور البراق ؟ ).. قتال نارية....
وحين حط رحاله في السماء، صاحت الملائكة:- "كيف يأتي إنسان مولود من امرأة ضمن ملائكة يأكلون النار"..؟ أجاب الله على ذلك: - "لا تتضايقوا..لأن كل الناس أنكروني وأنكروا سطوتي وعبدوا الأوثان..
لذلك نقلت الشيخيناه ..( السكينة أو الحضور الإلهي ).. من الأرض إلى السماء.. وهذا الرجل.. أخنوخ.. هو المصطفى من بين البشر"...وألبسه الله زيّاً رائعاً وتاجاً منيراً.. وفتح له أبواب الحكمة.. وأعطاه الاسم ميطاطرون.. أي رئيس وزعيم جيوش السماء كافة.. وحوّل جسده إلى لهيب، وأحاطه بالعواصف والريح والرعد (1)...
لكن حاخامات القرن الثالث للميلاد ينكرون الشراشيب العجائبية لأخنوخ.. ويقولون إنه تذبذب طيلة حياته بين الخير والشر حتى نقله الله من هذا العالم قبل يرتد ثانية إلى الإثم (2)... وهنا يمكننا أن نلحظ نوعاً من ردة الفعل على استخدام المسيحيين لأسطورة صعود أخنوخ إلى السماء. (3)....
إذن، سفر أخنوخ هو عمل ديني يهودي.. يعزا لأخنوخ.. الجد الأعلى لنوح بحسب التوراه... لكنه لا يعتبر جزءاً من الأسفار القانونية التي يستخدمها اليهود اليوم.. عدا جماعة بيتا إسرائيل...بين المسيحيين.. وحدهما كنيستا أثيوبيا وإرتيريا الأرثوذكسيتان تعتبرانه قانونياً...
ومن بحوثنا المتواصلة في اللاهوت المورموني وجدنا أن سفر موسى في كتاب مورمون فيه أشياء كثيرة تشبه سفر أخنوخ... ويلعب سفر أخنوخ دوراً هاماً في تاريخ التصوف اليهودي.. كتب الباحث الكبير غرشوم شوليم:- " الأغراض الرئيسة لصوفية المركابه المتأخرة تحتل موضعاً مركزيّاً في ألأدب السراني الأقدم.. وأفضل ما يمثله سفر أخنوخ"...(4)...
نص أخنوخ..كما تشير الوثائق قديم ومعروف للغاية...دليلنا على ذلك وجود بعض إشارات له في العهد الجديد...هنالك مقطع قصير مأخوذ من أخنوخ تستشهد به رسالة يهوذا ..( 1: 14-15 ).. من العهد الجديد...وهنالك من يؤكّد أن كتبة العهد الجديد كانوا على معرفة بأخنوخ بل تأثروا به فكرياً ونصاً...
ما يهمنا في سفر أخنوخ هو وصف زيارة النبي للسماء الذي نجده على شكل رحلات ورؤى وأحلام.. إضافة إلى الوحي. ..السفر يتألف من خمسة فصول متمايزة..مؤلفة من تسعة أقسام... يشترك معظم الباحثين في رأي مفاده أن فصول السفر الخمسة كانت أصلاً أعمالاً مستقلّة ..( تختلف فيما بينها بتواريخ توليفها )...
ويرى الباحثون الغربيون أن أقدم فصول هذا السفر كتبت عام (300) ق.م... في حين يرجع أحدث فصوله إلى القرن الأول للميلاد...وخارج أثيوبيا أعتبر سفر أخنوخ مفقوداً حتى بداية القرن السابع عشر..حين أُكِّد بثقة أن السفر موجود بترجمة جعزية....
فصل المراقبين:-
الفصل الأول من سفر أخنوخ يصف سقوط المراقبين، الذين يرعون النفيليم ..( قارن: بنيه إلوهيم؛ تك 6: 1-2 ).. النفيليم ..( جبابرة بالعبرية ).. هم نتيجة ...( زواج كائنات بشرية بكائنات سماوية)..بحسب الميثات القديمة...ويحكي الفصل عن رحلات أخنوخ في السماء... وهو مؤلّف في القرن الرابع أو الثالث ما قبل الميلاد...
الأقسام 12-14:- رؤيا-حلم لأخنوخ: تدخله لأجل أزازيل والملائكة الساقطين:- إعلانه عن قضائهم الأول والأخير...
الأقسام 14-36: رحلات أخنوخ في الأرض وشيئول...
14-19: الرحلة الأولى..
20: أسماء رؤساء الملائكة السبعة ووظائفهم..
21: العقاب البدئي والموضع الأخير للملائكة الساقطين..
22: شيئول أو العالم السفلي..
24-25: الجبال السبعة في الشمال الغربي وشجرة الحياة...
أخنوخ رجل صالح فتح الأقدس ..( الله )..عينيه فرأى رؤيا لله في السماء.. التي أراه إياها أبناء الله.. ومنهم سمع كل شيء....محتوى فصل الأمثال:-
64: رؤيا الملائكة الساقطين في موضع العقاب...
الفصل الأسطرولوجي:- يرجع إلى القرن الثالث ق.م. إن لم يكن أبكر...الكسرات الموجودة في قمران تتضمن مواداً غير موجودة في النسخ الأحدث من سفر أخنوخ...يتضمن هذا السفر وصفاً لحركات الأجرام السماوية وللسماء.. وذلك على أساس أنها معرفة أوحيت لأخنوخ في رحلاته إلى السماء يقوده أوريئيل...
رؤى الحلم:- مكتوب على الأرجح بين عامي 163-142 ق.م.
هنالك أيضاً سفر آخر لأخنوخ معروف باسم ..( "سفر أخنوخ السلافي" - أو " سفر أخنوخ الثاني- أو سفر أسرار أخنوخ")... وهذا النص غير محتوى في أية مجموعة قانونية من النصوص الكتابية..يهودية كانت أن مسيحية... وقد كتب عام 100 للميلاد تقريباً...
هنا أيضاً مجموعة صغيرة جداً من المقارنات بين القرآن ..("وسفر أسرار أخنوخ").. هنالك عدد ضخم من التشابهات في وصف سفر ..( أخنوخ الأبوكريفي ).. للسماء والجنة وروايات القرآن... فأخنوخ أيضاً..في النص الأبوكريفي.يصف رحلة إلى السماء بطريقة مشبهة جداً لما يرد في القرآن والحديث...
أخنوخ- مثل محمد- يصف رحلة إلى السماء يقودها ملك...في سفر أخنوخ ثمة حديث عن شجرة سماوية..وعن أنهار الجنة الأربعة (5). " كتاب أخنوخ " (فصل 14) فقد ورد فيه كلام على تلك الشجرة السماوية والأربعة الأنهر...
وقال اليهود عن شجرة الحياة التي كانت في جنة عدن إن مسافة ارتفاعها (500) سنة ..(ترجوم يوناثان)..ورووا أيضاً روايات أخرى عجيبة عنها... وبما أن المسلمين توهموا أن جنة عدن التي خُلق فيها آدم هي في السماء.. وجب أن نبحث عن منشأ هذا الخطأ والوهم .. فنقول إن مصدره الكتب الموضوعة ولا سيما "رؤيا بولس" ..(فصل 45)...
شجرة الحياة تعرف نفسها بها كل العناصر يلزم بإسهامها القوام مشكلا ضرورة لكل الأحياء ..فتدلي أغصانها للجائعين لا لأنها تحتاجهم بل بثمرها الشفاء والكلية...الرب شجرة الحياة لم يدع الناس لنفسه عن حاجة تمسه فكيف نستطيع الحياة من دون صفات الصلاح..
أما بالنسبة لتشابه الأديان مع الأساطير والذي لم يستطع الشيوخ الجهلة الذين دأبهم التكفير أن يجيبوا عليه فتلك انعكاس على المرآة الصافية للمرآة ...فالحقيقة بالزجاج لا بالصورة المرتدة عليه...
بموضوع وعد الرب لإسرائيل: لنسلك أعطي هذه الأرض من النهر الكبير إلى نهر مصر ...أحدهم يثبت أن نهر مصر هو نهر صغير يتشكل من السيول شرق مدينة العريش.. ولا علاقة للنيل بالوعد ..وذلك بإثباتات عدة ...
منها أن بني إسرائيل كانو قاطنين للدلتا أصلا".. وأن الرب قال لهم بالتوراة أنتم تسكنون أرضا غريبة فمن غير المنطقي يضعها ضمن الوعد .. أما نهر الفرات يقصد بأعالي النهر الساحل الشامي كله دون العراق...
الاستاذ خالد كروم ..
_____________
كل ما بدءناه سابقاً فيبدو أن المواليد التي نتجت من التزاوج مع بنات الانسان كانت أحجامها عملاقة فعلاَ ... وربما يشكلون عرق العمالقة الذي جاب الأرض في إحدى الفترات الغابرة...
لقد تحدثت عن العمالقة كافة الشعوب في كافة القارات.. وحتى أكتشاف الكثير من البقايا والآثار لهم ..لكن هناك انواع مختلفة من أعراق العمالقة الذين جابوا الأرض في الماضي البعيد .. حيث كان بعضهم مظهرهم بشري تماماً ..بينما البعض الآخر كان من أشياه البشر ..(الزواحف).. وبالتالي لا تشمل هذه القصة كافة أنواع العمالقة الذين سادوا في الأرض...
النص الأثيوبي الحبشي المتناول للعهد القديم ويدعى ..(كبيرا ناكاست) - (KABERA NAGAST) يشير الى حجم العمالقة للاطفال النتي نتجت من التزاوج بين البشر والآلهة...
وتروى تفاصيل الولادة التي خاضت بها بنات الأنسان نتيجة تزاوجهن مع النيترو ..(الفضائيين).. حيث عجزن عن أخراج مواليدهن من بطونهن فماتت الواليد .. وقد وصف النص كيف أضطرت بعضهن الى أجراء عمليات لأخراج المواليد الضخمة ..(بعد بقر بطون الأمهات وفتحها- خرج الاطفال من منطقة الصرة)...
في المخطوط اليهودي القديم كتاب نوح :- (BOOK OF NOAH).. وكذلك المخطوط المشتق منه كتاب أخنوخ ..(BOOK OF ENOCH)..تم وصف عملية ولادة غريبة لطفل غير بشري..واصبح في ما بعد (نوح) المشهور والذي أرتبط أسمه بالطوفان العظيم...
وهناك أشارات لهذه الحادثة ظهرت أيضاً في مخطوطات البحر الميت ..(DEAD SEA SCROLL).. والمعروف بأسم ..(القُمران).. وهي عبارة عن سجلات تابعة لمجتمع ..(إِيسن) - (ESSENE)..الذي عاش في فلسطين قبل 2000 سنة ..
وهذا المخطوط أيضاً يحتوي على مراجع كثيرة تعود لكتاب (أنوخ) المولود الغريب الذي تصفه هذه النصوص بأنه أبن ..(لامخ - LAMECH).. وذكرالنص بأن الطفل لا يشبه الانسان العادي.. وهو أقرب للشبه بـ ..(أطفال الملائكة في السماء).. هكذا أشاروا إلى ..(نوح).. أبن (لامخ)...
حيث يسأل لامخ زوجته عن الوالد الحقيقي للطفل :-(لقد فكرت بأن الحَبَل كان من المراقبين وأولئك المقدسين ... ومن النيفليم ... وقلبي مؤبك وثقيل بداخلي بسبب هذا المولود)...
في ..("الشاهنامة" أو كتاب "الملوك")..وهو التاريخ الأسطوري لأيران والذي أكتملت كتابته عام ..( 1010) ..ميلادية على يد الشاعر العربي الفردوسي ..ورد وصف لولادة طفل يدعى "زال" وهو أبن "سام"..؟!
ومرة أخرى يصاب الملك بالرعب بسبب المظهر غير البشري لمولوده الذي حجمه ضخم جداً يشير الملك ..("سام").. إلة أبنه بأسم ..(الطفل الشيطاني).. أو بأسم الدايفاس ..(DEAVES) - (المراقبون)..
وكان وصفه قريب الشبه للأوصاف الواردة في قصص العهد القديم... بالأضافة إلى أنه كان لملوك أيران بُغض شديد لهؤلاء الأطفال بنفس البُغض الذي عبّر عنه بطارقة العهد القديم...
هناك الكثير من النسخ غير المعترف بها للروايات الواردة في العهد القديم ..أشهرها كتاب "أخنوخ" الذي أُكتشِف عام 1773 ميلادية في ما يُعرف بأثيوبيا (الحبشة) ذلك من قِبَل المُكتشف الأستكلندي (جيمس بروس) لكن لم ينال الأهتمام اللازم قبل العام 1828 ميلادية حيث تمت ترجمته...
لقد مُنع تداول كتاب ..(أخنوخ).. وكتب كثيرة غيرهُ من قبل الكنيسة الرومانية ..حيث بقي مجهولاً ومُهمَلاً لأكثر من ..( 1500 ) ..سنة والهدف هو القضاء على الأعتقاد القديم السائد بين الرعايا والقائل بأن ..(الملائكة السماوية).. كانت حقيقية من لحم ودم ...؟!
وتزاوجت مع أبناء الانسان فعلاً .. لكن بنفس الوقت نرى أن الماسونيين الذين يسيطرون على الكنيسة من وراء الستار كانوا .. ولا زالوا ينظرون إلى ..("أخنوخ").. على أنه من المؤسسين الأسطوريين الأوائل لمحفلهم السري العريق حتى أن الأسم ..(أخنوخ).. (ENOCH) هو أصل كلمة "مُنتسب" بالنسبة لهم ..(ENOCHIN)...
مع ذلك أغلب الأساطير الدينية مأخوذة من حضارات سابقة كوادي النهرين والفراعنة...من معراج أخنوخ للطوفان .. وحتى الحياة بعد الموت.. وابن الآلهة والثواب والعقاب ....الخ وما نتج من معتقدات إبراهيمية كلها نتاج للفكر الإنساني بطفولته الأولى من تلك الحضارات لا أكثر..
في الأغاداه يقال إن أخنوخ كان ضمن التسعة الذين دخلوا الجنّة دون معاناة ضربات الموت ..( DEZ 1, end ):-" صعد إلى السماء بناء على أمر الربّ.. وأعطي اسم ميطاطرون.. الكاتب العظيم " ( Targ. Yer. To Gen 4:5 )...
يحتل أخنوخ مكانة بارزة في بعض المدراشات المتأخرة..مثل سفري حانوخ وحايي حانوخ... نلاحظ هنا تشابهاً ملفتاً مع ميثة الإمام الغائب الإسلامية.. حيث نجد أخنوخ يعيش في مكان خفي عن الأعين..ثم يدعوه ملاك.. كإنسان خيّر..أن يغادر مكانه كي يعلّم البشر السير في الصراط المستقيم.. فعلّمهم (243 ) سنة.. حيث عرف الناس أثناءها السلم والازدهار....
وكنوع من المكافأة.. قرر الله أن يعينه ملكاً على الملائكة في السماء...فصعد أخنوخ إلى السماء في عربة نارية تجرها أفراس ..( هل يمكن تصور البراق ؟ ).. قتال نارية....
وحين حط رحاله في السماء، صاحت الملائكة:- "كيف يأتي إنسان مولود من امرأة ضمن ملائكة يأكلون النار"..؟ أجاب الله على ذلك: - "لا تتضايقوا..لأن كل الناس أنكروني وأنكروا سطوتي وعبدوا الأوثان..
لذلك نقلت الشيخيناه ..( السكينة أو الحضور الإلهي ).. من الأرض إلى السماء.. وهذا الرجل.. أخنوخ.. هو المصطفى من بين البشر"...وألبسه الله زيّاً رائعاً وتاجاً منيراً.. وفتح له أبواب الحكمة.. وأعطاه الاسم ميطاطرون.. أي رئيس وزعيم جيوش السماء كافة.. وحوّل جسده إلى لهيب، وأحاطه بالعواصف والريح والرعد (1)...
لكن حاخامات القرن الثالث للميلاد ينكرون الشراشيب العجائبية لأخنوخ.. ويقولون إنه تذبذب طيلة حياته بين الخير والشر حتى نقله الله من هذا العالم قبل يرتد ثانية إلى الإثم (2)... وهنا يمكننا أن نلحظ نوعاً من ردة الفعل على استخدام المسيحيين لأسطورة صعود أخنوخ إلى السماء. (3)....
إذن، سفر أخنوخ هو عمل ديني يهودي.. يعزا لأخنوخ.. الجد الأعلى لنوح بحسب التوراه... لكنه لا يعتبر جزءاً من الأسفار القانونية التي يستخدمها اليهود اليوم.. عدا جماعة بيتا إسرائيل...بين المسيحيين.. وحدهما كنيستا أثيوبيا وإرتيريا الأرثوذكسيتان تعتبرانه قانونياً...
ومن بحوثنا المتواصلة في اللاهوت المورموني وجدنا أن سفر موسى في كتاب مورمون فيه أشياء كثيرة تشبه سفر أخنوخ... ويلعب سفر أخنوخ دوراً هاماً في تاريخ التصوف اليهودي.. كتب الباحث الكبير غرشوم شوليم:- " الأغراض الرئيسة لصوفية المركابه المتأخرة تحتل موضعاً مركزيّاً في ألأدب السراني الأقدم.. وأفضل ما يمثله سفر أخنوخ"...(4)...
نص أخنوخ..كما تشير الوثائق قديم ومعروف للغاية...دليلنا على ذلك وجود بعض إشارات له في العهد الجديد...هنالك مقطع قصير مأخوذ من أخنوخ تستشهد به رسالة يهوذا ..( 1: 14-15 ).. من العهد الجديد...وهنالك من يؤكّد أن كتبة العهد الجديد كانوا على معرفة بأخنوخ بل تأثروا به فكرياً ونصاً...
ما يهمنا في سفر أخنوخ هو وصف زيارة النبي للسماء الذي نجده على شكل رحلات ورؤى وأحلام.. إضافة إلى الوحي. ..السفر يتألف من خمسة فصول متمايزة..مؤلفة من تسعة أقسام... يشترك معظم الباحثين في رأي مفاده أن فصول السفر الخمسة كانت أصلاً أعمالاً مستقلّة ..( تختلف فيما بينها بتواريخ توليفها )...
ويرى الباحثون الغربيون أن أقدم فصول هذا السفر كتبت عام (300) ق.م... في حين يرجع أحدث فصوله إلى القرن الأول للميلاد...وخارج أثيوبيا أعتبر سفر أخنوخ مفقوداً حتى بداية القرن السابع عشر..حين أُكِّد بثقة أن السفر موجود بترجمة جعزية....
فصل المراقبين:-
الفصل الأول من سفر أخنوخ يصف سقوط المراقبين، الذين يرعون النفيليم ..( قارن: بنيه إلوهيم؛ تك 6: 1-2 ).. النفيليم ..( جبابرة بالعبرية ).. هم نتيجة ...( زواج كائنات بشرية بكائنات سماوية)..بحسب الميثات القديمة...ويحكي الفصل عن رحلات أخنوخ في السماء... وهو مؤلّف في القرن الرابع أو الثالث ما قبل الميلاد...
الأقسام 12-14:- رؤيا-حلم لأخنوخ: تدخله لأجل أزازيل والملائكة الساقطين:- إعلانه عن قضائهم الأول والأخير...
الأقسام 14-36: رحلات أخنوخ في الأرض وشيئول...
14-19: الرحلة الأولى..
20: أسماء رؤساء الملائكة السبعة ووظائفهم..
21: العقاب البدئي والموضع الأخير للملائكة الساقطين..
22: شيئول أو العالم السفلي..
24-25: الجبال السبعة في الشمال الغربي وشجرة الحياة...
أخنوخ رجل صالح فتح الأقدس ..( الله )..عينيه فرأى رؤيا لله في السماء.. التي أراه إياها أبناء الله.. ومنهم سمع كل شيء....محتوى فصل الأمثال:-
64: رؤيا الملائكة الساقطين في موضع العقاب...
الفصل الأسطرولوجي:- يرجع إلى القرن الثالث ق.م. إن لم يكن أبكر...الكسرات الموجودة في قمران تتضمن مواداً غير موجودة في النسخ الأحدث من سفر أخنوخ...يتضمن هذا السفر وصفاً لحركات الأجرام السماوية وللسماء.. وذلك على أساس أنها معرفة أوحيت لأخنوخ في رحلاته إلى السماء يقوده أوريئيل...
رؤى الحلم:- مكتوب على الأرجح بين عامي 163-142 ق.م.
هنالك أيضاً سفر آخر لأخنوخ معروف باسم ..( "سفر أخنوخ السلافي" - أو " سفر أخنوخ الثاني- أو سفر أسرار أخنوخ")... وهذا النص غير محتوى في أية مجموعة قانونية من النصوص الكتابية..يهودية كانت أن مسيحية... وقد كتب عام 100 للميلاد تقريباً...
هنا أيضاً مجموعة صغيرة جداً من المقارنات بين القرآن ..("وسفر أسرار أخنوخ").. هنالك عدد ضخم من التشابهات في وصف سفر ..( أخنوخ الأبوكريفي ).. للسماء والجنة وروايات القرآن... فأخنوخ أيضاً..في النص الأبوكريفي.يصف رحلة إلى السماء بطريقة مشبهة جداً لما يرد في القرآن والحديث...
أخنوخ- مثل محمد- يصف رحلة إلى السماء يقودها ملك...في سفر أخنوخ ثمة حديث عن شجرة سماوية..وعن أنهار الجنة الأربعة (5). " كتاب أخنوخ " (فصل 14) فقد ورد فيه كلام على تلك الشجرة السماوية والأربعة الأنهر...
وقال اليهود عن شجرة الحياة التي كانت في جنة عدن إن مسافة ارتفاعها (500) سنة ..(ترجوم يوناثان)..ورووا أيضاً روايات أخرى عجيبة عنها... وبما أن المسلمين توهموا أن جنة عدن التي خُلق فيها آدم هي في السماء.. وجب أن نبحث عن منشأ هذا الخطأ والوهم .. فنقول إن مصدره الكتب الموضوعة ولا سيما "رؤيا بولس" ..(فصل 45)...
شجرة الحياة تعرف نفسها بها كل العناصر يلزم بإسهامها القوام مشكلا ضرورة لكل الأحياء ..فتدلي أغصانها للجائعين لا لأنها تحتاجهم بل بثمرها الشفاء والكلية...الرب شجرة الحياة لم يدع الناس لنفسه عن حاجة تمسه فكيف نستطيع الحياة من دون صفات الصلاح..
أما بالنسبة لتشابه الأديان مع الأساطير والذي لم يستطع الشيوخ الجهلة الذين دأبهم التكفير أن يجيبوا عليه فتلك انعكاس على المرآة الصافية للمرآة ...فالحقيقة بالزجاج لا بالصورة المرتدة عليه...
بموضوع وعد الرب لإسرائيل: لنسلك أعطي هذه الأرض من النهر الكبير إلى نهر مصر ...أحدهم يثبت أن نهر مصر هو نهر صغير يتشكل من السيول شرق مدينة العريش.. ولا علاقة للنيل بالوعد ..وذلك بإثباتات عدة ...
منها أن بني إسرائيل كانو قاطنين للدلتا أصلا".. وأن الرب قال لهم بالتوراة أنتم تسكنون أرضا غريبة فمن غير المنطقي يضعها ضمن الوعد .. أما نهر الفرات يقصد بأعالي النهر الساحل الشامي كله دون العراق...
الاستاذ خالد كروم ..