تويت
البابليون سبقوا فيثاغورس
كنت في المرحلة الاعدادية (الفرع العلمي) عندما زرت متحف الناصرية الحضاري، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1969، حينما قامت ببنائه شركة (كولبنكيان) النفطية، وهو ثاني أكبر متحف بعد المتحف الوطني. جلبت انتباهي وقتذاك بعض القطع الاثرية السومرية والبابلية التي نُقشت عليها مرتسمات نظرية إقليدس، ونظرية فيثاغورس Pythagoras عن حسابات المثلث القائم الزاوية، تقول النظرية: (أن مساحة المربع المقام على الوتر. أي الضلع المقابل للزاوية القائمة، تساوي مجموع مساحتي مربعي الضلعين الآخرين). وها هي النظرية وصورتها معروضة أمامي ومنسوبة إلى العصر البابلي. فارتسمت على وجهي علامات الحيرة والدهشة. كيف يعلموننا في العراق ان صاحب هذه النظرية هو فيثاغورس ؟، بينما كان يعمل بها أجدادنا قبل ولادة فيثاغورس نفسه بنحو الف عام ؟. .
بات واضحاً ان هذا الفيلسوف اليوناني الكبير لم يكن أول من توصل إلى المعادلة. فقد عاش فيثاغورس من سنة 570 إلى سنة 490 قبل الميلاد، وكان بارعاً في الرياضيات والفلك والموسيقى. لكنه وعلى الرغم من نبوغه في تلك العلوم، إلا أنه لم يكن أول من اكتشف النظرية التي لا تزال تحمل اسمه. ويُعتقد أن النص البابلي القديم الموثق دولياً بالرقم IM 67118 يعود تاريخه إلى عام 1770 قبل الميلاد، وربما استخدامه البابليون وقتذاك في قياس المساحات الطوبوغرافية وفرز الأراضي الزراعية. ويظهر لوح آخر سابق، من 1800 إلى 1600 قبل الميلاد، مربعاً به مثلثات وبعض النسب المثلثية. .
وقد تبين لعلماء الآثار الآن، وبما لا يحتمل الشك، ان حضارة وادي الرافدين كانت على علم بالرياضيات المتقدمة قبل وقت طويل من ولادة علماء اليونان. فقد سبقهم البابليون في التعرف على العلاقة بين طول قطر المربع وأضلاعه. وتطرق عالم الرياضيات بروس راتنر Bruce Ratner في ورقته البحثية إلى الظروف والاسباب التي أصبحت فيها هذه الحسابات الذكية مرادفة لفيثاغورس. فاكتشف ان فيثاغورس أنشأ في حياته مدرسة، كان يدرس فيها طلابه الرياضيات، بالإضافة إلى المواد الأخرى. وعُرفت المدرسة باسمه، وقد تم تعليم تلك النظريات القديمة عن طريق الكلام الشفاهي، ثم نُسبت بالخطأ إلى فيثاغورس. ومع قلة المراجع المكتوبة، استمر هذا الخطأ عبر القرون اللاحقة، حتى أصبحت المعادلة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمدارس اليونانية لدرجة أن الناس اعتقدوا أنها ملك فيثاغورس. وربما كان طلابه يريدون تكريم معلمهم السابق، والذي ربما ساهم في سوء الفهم الملحمي هذا، فنسبوا العديد من الاكتشافات إلى معلمهم فيثاغورس. وأضاف رانتر: (هذا من شأنه أن يفسر مصطلح نظرية فيثاغورس). .
اللافت للنظر انك تجد هذه الاعترافات موثقة الآن في معظم المعاهد والجامعات الغربية، لكنك لن تجد لها أي أثر في جامعة بابل، أو في بقية الجامعات العراقية، على الرغم من اعترافات الغرب بمنجزات حضارة وادي الرافدين في علوم الرياضيات. .
كنت في المرحلة الاعدادية (الفرع العلمي) عندما زرت متحف الناصرية الحضاري، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1969، حينما قامت ببنائه شركة (كولبنكيان) النفطية، وهو ثاني أكبر متحف بعد المتحف الوطني. جلبت انتباهي وقتذاك بعض القطع الاثرية السومرية والبابلية التي نُقشت عليها مرتسمات نظرية إقليدس، ونظرية فيثاغورس Pythagoras عن حسابات المثلث القائم الزاوية، تقول النظرية: (أن مساحة المربع المقام على الوتر. أي الضلع المقابل للزاوية القائمة، تساوي مجموع مساحتي مربعي الضلعين الآخرين). وها هي النظرية وصورتها معروضة أمامي ومنسوبة إلى العصر البابلي. فارتسمت على وجهي علامات الحيرة والدهشة. كيف يعلموننا في العراق ان صاحب هذه النظرية هو فيثاغورس ؟، بينما كان يعمل بها أجدادنا قبل ولادة فيثاغورس نفسه بنحو الف عام ؟. .
بات واضحاً ان هذا الفيلسوف اليوناني الكبير لم يكن أول من توصل إلى المعادلة. فقد عاش فيثاغورس من سنة 570 إلى سنة 490 قبل الميلاد، وكان بارعاً في الرياضيات والفلك والموسيقى. لكنه وعلى الرغم من نبوغه في تلك العلوم، إلا أنه لم يكن أول من اكتشف النظرية التي لا تزال تحمل اسمه. ويُعتقد أن النص البابلي القديم الموثق دولياً بالرقم IM 67118 يعود تاريخه إلى عام 1770 قبل الميلاد، وربما استخدامه البابليون وقتذاك في قياس المساحات الطوبوغرافية وفرز الأراضي الزراعية. ويظهر لوح آخر سابق، من 1800 إلى 1600 قبل الميلاد، مربعاً به مثلثات وبعض النسب المثلثية. .
وقد تبين لعلماء الآثار الآن، وبما لا يحتمل الشك، ان حضارة وادي الرافدين كانت على علم بالرياضيات المتقدمة قبل وقت طويل من ولادة علماء اليونان. فقد سبقهم البابليون في التعرف على العلاقة بين طول قطر المربع وأضلاعه. وتطرق عالم الرياضيات بروس راتنر Bruce Ratner في ورقته البحثية إلى الظروف والاسباب التي أصبحت فيها هذه الحسابات الذكية مرادفة لفيثاغورس. فاكتشف ان فيثاغورس أنشأ في حياته مدرسة، كان يدرس فيها طلابه الرياضيات، بالإضافة إلى المواد الأخرى. وعُرفت المدرسة باسمه، وقد تم تعليم تلك النظريات القديمة عن طريق الكلام الشفاهي، ثم نُسبت بالخطأ إلى فيثاغورس. ومع قلة المراجع المكتوبة، استمر هذا الخطأ عبر القرون اللاحقة، حتى أصبحت المعادلة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمدارس اليونانية لدرجة أن الناس اعتقدوا أنها ملك فيثاغورس. وربما كان طلابه يريدون تكريم معلمهم السابق، والذي ربما ساهم في سوء الفهم الملحمي هذا، فنسبوا العديد من الاكتشافات إلى معلمهم فيثاغورس. وأضاف رانتر: (هذا من شأنه أن يفسر مصطلح نظرية فيثاغورس). .
اللافت للنظر انك تجد هذه الاعترافات موثقة الآن في معظم المعاهد والجامعات الغربية، لكنك لن تجد لها أي أثر في جامعة بابل، أو في بقية الجامعات العراقية، على الرغم من اعترافات الغرب بمنجزات حضارة وادي الرافدين في علوم الرياضيات. .