( خائنةُ الأب ) ! ::::::
كان ( الضَّيزن بن معاوية ) من قبيلة قُضاعة العربيَّة الجذور ، وكان ملكاً بين دجلة والفرات بجبال تكريت على ما كان يُسمَّى ( مملكة الحَضَر ) ، وكانت مدينتُهُ محميَّةً بالطَّلاسم، كما كان له قصرٌ عظيمٌ اسمُهُ ( الجوسق ) ، هاجَمَهُ الملكُ الفارسيُّ ( سابور ذو الأكتاف ) بِجيشٍ عظيمٍ ، وأقام على الحصن أربع سنوات لا يصل منه إلى شيءٍ ! ،وكانت لَهُ ابنةٌ اسمُها ( النَّضيرة) ، ثم أنَّ ( النَّضيرة بنت الضَّيزن ) خرجتْ لشأنها ، وقد كانتْ أجملَ نساء زمانها ، وتقول الروايةُ أن ( سابور ) _ أيضًا _ كان من أجمل أهل زمانهِ ، فرآها ورأتْهُ وَ عَشِقَها وَ عَشِقَتْهُ ، ثم أنَّها أرسَلَتْ إليهِ تقول : ما تَجعلُ لي إنْ دَللتُكَ على ما تَهدِمُ به هذه المدينةَ وَ تَقتُلُ أبي ؟ ، هل تَتَزوَّجُ بِي ؟! فقال : نعم ، وَ أجعلكِ الملكةَ ، فَأَعطَتْهُ طِلَّسْمًا لا يهدمُ المدينةَ إلَّا هو ، وَ سِرَّ الدُّخُول لِلحصن الَّذي لا يعرفُهُ إِلَّا هِيَ وَ أَبُوها ! ، ثُمَّ قالتْ : أما أنا فَسَأسقَي الحَرَسََ الخمرَ فإِذا ثملُوا فاقتُلهم ، وقد فعل ( سابور) كلَّ ذلك ، وتَداعَتِ المدينةُ وَ فَتَحَها ( سابور ) عُنوةً وقتلَ مَلِكَها ( الضَّيزن بن معاوية ) ، واحتملَ ابنتَهُ ( النَّضيرة ) وأعرسَ بها في مدينة (عين تمر) العراقيَّة ، ولما دخلَ بها لم تَزَلْ طوال ليلتَها تتضوَّر وتتضرَّر وتتململُ في فراشها ، وهو من حريرٍ مَحشُوٍّ بريش النَّعَام ، فالتمسَ (سابور ) ما كان يُؤذيها ، فإِذا هي ورقةُ ( آس ) التصقتْ بِعُكنَتِها وأثَّرتْ فيها ، والعُكْنة هي ما انطوى وتثنَّى من لحم البطن من السُّمنة ، و( الآس ) هو نبات الرَّيحان ، وهذا يدلُّ على نُعُومةَ جسدَها ورقَّتِه ؛ فَقالت ل(سابور) :
__لم أنَمْ قطُّ على فراشٍ أخشنَ من فِراشِك !
فقال (سابور) :
__ويلك ! وهل نامَ الملوكُ على فراشٍ أنعَمَ من فراشي ؟!
وأنه لمَّا رأى نُعُومَةَ جسدَها بَحيثُ تُؤذيها ورقةُ الرَّيحان سألها :
__ بماذا كان أبوكِ يغذيك وَ يُطعمُك ؟ !
قالت :
__بِالزُّبْد و المُخِّ و بَشهد الأبكار من النَّحل وصَفوِ الخَمر !
عندئذٍ قال الملك السَّاسانيُّ غاضبًّا :
__أنتِ ما وفيتَ لِأبيك مع حُسن هذا الصَّنيع لَهُ بِكِ ! فكيف لي إذنْ أنْ أثَقَ بك زَوجةً لِي ؟ ! ؛ أنا أَحَقُّ بِثأرِ أبيكِ منكِ !
ثم أمر بقتلها بِأنْ أمرً رجلاً فَرَكِبَ فَرَساً جَمُوحاً وَ ضَفَرَ غَدائِرَها ( جدائلها ) بِذَنَبَ الفَرَس ثم أركَضَها فقطَّعَها قِطعَةً قِطعَةً !!!
......................
وقد لامَهُ إخوتُهُ على قَتْلِ ( النَّضيرةِ) ، فأنشَدَ :
١ . أَلا يا إِخوَتي : لا تَعذِلُوني
عَلى ما قَد فَعَلْتُ ، بَلِ اعذُرُوني !
٢. فَمَنْ خانَتْ أَبًا ؛ سَتَخُونُ زَوْجًا !
وَهل يُرجَى وَفاءٌ مِنْ خَؤونِ ؟!!
٣. فَقَد أَعطَتْ طَلاسِمَها لِجَيشٍ
عَدُوٍّ ،يَبتَغي فَتْحَ الحُصُونِ !
٤. وَقد غَدَرتْ بِوالِدِها وَ باحَتْ
بِسِرِّ الوالِدِ البَرِّ الحَنُونِ !
٥. وَقَد جَحَدَتْ لَهُ فَضْلًا عَظيمًا
وكانَ مكانَها حَدَقُ العُيُونِ !
...............................
* الحكاية من كُتُبٍ التَّاريخ ، والأبيات على لسان الملٍكٍ السَّاسانيِّ ( سابُور ) مِن نَظمي ./ أخوكم د. فارس الحسيني .
كان ( الضَّيزن بن معاوية ) من قبيلة قُضاعة العربيَّة الجذور ، وكان ملكاً بين دجلة والفرات بجبال تكريت على ما كان يُسمَّى ( مملكة الحَضَر ) ، وكانت مدينتُهُ محميَّةً بالطَّلاسم، كما كان له قصرٌ عظيمٌ اسمُهُ ( الجوسق ) ، هاجَمَهُ الملكُ الفارسيُّ ( سابور ذو الأكتاف ) بِجيشٍ عظيمٍ ، وأقام على الحصن أربع سنوات لا يصل منه إلى شيءٍ ! ،وكانت لَهُ ابنةٌ اسمُها ( النَّضيرة) ، ثم أنَّ ( النَّضيرة بنت الضَّيزن ) خرجتْ لشأنها ، وقد كانتْ أجملَ نساء زمانها ، وتقول الروايةُ أن ( سابور ) _ أيضًا _ كان من أجمل أهل زمانهِ ، فرآها ورأتْهُ وَ عَشِقَها وَ عَشِقَتْهُ ، ثم أنَّها أرسَلَتْ إليهِ تقول : ما تَجعلُ لي إنْ دَللتُكَ على ما تَهدِمُ به هذه المدينةَ وَ تَقتُلُ أبي ؟ ، هل تَتَزوَّجُ بِي ؟! فقال : نعم ، وَ أجعلكِ الملكةَ ، فَأَعطَتْهُ طِلَّسْمًا لا يهدمُ المدينةَ إلَّا هو ، وَ سِرَّ الدُّخُول لِلحصن الَّذي لا يعرفُهُ إِلَّا هِيَ وَ أَبُوها ! ، ثُمَّ قالتْ : أما أنا فَسَأسقَي الحَرَسََ الخمرَ فإِذا ثملُوا فاقتُلهم ، وقد فعل ( سابور) كلَّ ذلك ، وتَداعَتِ المدينةُ وَ فَتَحَها ( سابور ) عُنوةً وقتلَ مَلِكَها ( الضَّيزن بن معاوية ) ، واحتملَ ابنتَهُ ( النَّضيرة ) وأعرسَ بها في مدينة (عين تمر) العراقيَّة ، ولما دخلَ بها لم تَزَلْ طوال ليلتَها تتضوَّر وتتضرَّر وتتململُ في فراشها ، وهو من حريرٍ مَحشُوٍّ بريش النَّعَام ، فالتمسَ (سابور ) ما كان يُؤذيها ، فإِذا هي ورقةُ ( آس ) التصقتْ بِعُكنَتِها وأثَّرتْ فيها ، والعُكْنة هي ما انطوى وتثنَّى من لحم البطن من السُّمنة ، و( الآس ) هو نبات الرَّيحان ، وهذا يدلُّ على نُعُومةَ جسدَها ورقَّتِه ؛ فَقالت ل(سابور) :
__لم أنَمْ قطُّ على فراشٍ أخشنَ من فِراشِك !
فقال (سابور) :
__ويلك ! وهل نامَ الملوكُ على فراشٍ أنعَمَ من فراشي ؟!
وأنه لمَّا رأى نُعُومَةَ جسدَها بَحيثُ تُؤذيها ورقةُ الرَّيحان سألها :
__ بماذا كان أبوكِ يغذيك وَ يُطعمُك ؟ !
قالت :
__بِالزُّبْد و المُخِّ و بَشهد الأبكار من النَّحل وصَفوِ الخَمر !
عندئذٍ قال الملك السَّاسانيُّ غاضبًّا :
__أنتِ ما وفيتَ لِأبيك مع حُسن هذا الصَّنيع لَهُ بِكِ ! فكيف لي إذنْ أنْ أثَقَ بك زَوجةً لِي ؟ ! ؛ أنا أَحَقُّ بِثأرِ أبيكِ منكِ !
ثم أمر بقتلها بِأنْ أمرً رجلاً فَرَكِبَ فَرَساً جَمُوحاً وَ ضَفَرَ غَدائِرَها ( جدائلها ) بِذَنَبَ الفَرَس ثم أركَضَها فقطَّعَها قِطعَةً قِطعَةً !!!
......................
وقد لامَهُ إخوتُهُ على قَتْلِ ( النَّضيرةِ) ، فأنشَدَ :
١ . أَلا يا إِخوَتي : لا تَعذِلُوني
عَلى ما قَد فَعَلْتُ ، بَلِ اعذُرُوني !
٢. فَمَنْ خانَتْ أَبًا ؛ سَتَخُونُ زَوْجًا !
وَهل يُرجَى وَفاءٌ مِنْ خَؤونِ ؟!!
٣. فَقَد أَعطَتْ طَلاسِمَها لِجَيشٍ
عَدُوٍّ ،يَبتَغي فَتْحَ الحُصُونِ !
٤. وَقد غَدَرتْ بِوالِدِها وَ باحَتْ
بِسِرِّ الوالِدِ البَرِّ الحَنُونِ !
٥. وَقَد جَحَدَتْ لَهُ فَضْلًا عَظيمًا
وكانَ مكانَها حَدَقُ العُيُونِ !
...............................
* الحكاية من كُتُبٍ التَّاريخ ، والأبيات على لسان الملٍكٍ السَّاسانيِّ ( سابُور ) مِن نَظمي ./ أخوكم د. فارس الحسيني .