وشيد عقبة بن نافع في عهد معاوية أيضا جامع القيروان في تونس .
أما في عهد الوليد، فاضافة الى بناء جامع دمشق ، نم تجديد بناء جامع الفسطاط سنة ۹۲ / ۷۱۱ . وجدد جامع الرسول في المدينة وأصبح الحرم فيه مؤلفا من خمسة أروقة موازية للقبلة يقطعها رواق متعامد مع المحراب يدعى المجاز القاطع وأحيط الصحن بأروقة وزين بالرخام والفسيفساء . كما أعيد في عهد الوليد بناء جامع القيروان سنة ٧٦ / ٦٩٥ ، ثم أضيفت اليه في عهد هشام مئذنته المربعة ويرجح المؤرخون أن يكون المسجد الاقصى قد شيد في عهد الوليد أيضا . فبالرغم مما طرأ عليه من تجديد في العهود اللاحقة ، فان عناصره الاموية لا تزال ظاهرة متميزة .
وفي عهد سليمان بن عبد الملك بنبي جامع حلب على شاكلة جامع دمشق ولكنه احترق وتجدد أكثر من مرة بحيث لم يبق من أصله الاموي سوى مخططه العام . والى سليمان أيضا ينسب جامع الرملة في فلسطين الذي ما تزال معالمه باقية الى عصرنا .
هناك جامع أموي في بصرى وثان في درعا وثالث في حماه وكلها طرأ عليها تجديد ولم يبق من أصلها الاموي سوى مخططاتها وينسب الى العهد الأموي أيضا الجامع الذي بناه الحجاج في واسط بالعراق والجامع الذي بناه في قزوين محمد بن الحجاج الثقفي سنة ۷۱۰ للميلاد ، وجامع جران .
وأخيراً فان جامع قرطبة ( ٧٨٤/١٦٩ ) يعتبر من مباني الامويين بالرغم أن بناءه قد حدث بعد سقوط دولتهم في المشرق . فهو أموي بالنسبة لبناته وللفن المعماري الذي ينتمي اليه .
القصور :
الى جانب حركة بناء المساجد التي تمثل فن العمارة الدينية ، فهناك العديدة التي شيدها الامويون والتي تمثل الجانب المدني للعمارة القصور الاموية .
وعلى عكس المساجد فانا نجد القصور قد تهدمت، ذلك لان القصور تخص أشخاصا تذهب بذهابهم ويحل بها ما يحل بأصحابها . بينما تبقى المساجد لانها تخص الناس جميعا . والقصور في المدن أدعى للزوال والاندثار من قصور البادية، نظراً لحاجة الناس الماسة في المدن الى الارض ، يقومون بإعمارها وتجديد مبانيها من حين لآخر . ولذا فانا لا نجد من قصور الأمويين في المدن وحتى في العاصمة دمشق اي اثر . بل لا نعلم عنها أكثر ما تحدثنا عنه الكتب والروايات التاريخية ومن قصورهم في دمشق قصر معاوية » الخضراء (۱) ، وقصر هشام ودار عمر بن عبد العزيز ، وقصر الحجاج بن عبد الملك .
والذي نعرفه عن قصر معاوية أنه كان مقر الخلافة الأموية ، ثم هدمه العباسيون وتحول الى دار للشرطة وضرب للنقود ، ومكانه الى جوار الجامع الاموي عند جداره الجنوبي. وكان يدخل الامويون منه الى الجامع من باب خاص سد فيما بعد . وقد أطلق على هذا القصر اسم الخضراء نسبة الى قبة فيه كانت خضراء اللون . وقد عرفنا من أوصافه ما رواه ابن عساكر من أن معاوية بنى داره بالطوب فلما فرغ منها قدم عليه رسول ملك الروم فنظر اليها ، فقال معاوية : كيف ترى هذا البنيان ، قال : أما أعلاه فللعصافير ، وأما أسفله فللفأر . « قال فنقضها معاوية وبناها بالحجارة » .
لقد أجريت في السنوات الاخيرة حفريات في قسم من الارض التي كان يحتلها القصر فلم يظهر منه . شيء ذوبال .
أما قصور الامويين الاخرى التي شيدت خارج المدن في البادية السورية وفي الاردن وفلسطين فان أطلالها ما تزال قائمة تمدنا بمعلومات كاملة عن الهندسة والتخطيط والفن المعماري وفنون الزخرفة المتمثلة في النحت البارز والنقوش والرسوم الملونة ( الفريسك ) والفسيفساء .
كان أمراء بني أمية شديدي الصلة بالبادية يحنون اليها ويحرصون على الاقامة فيها من حين لآخر. وهذا ما دعاهم لتشييد قصورهم فيها يخرجون اليها في الربيع والخريف يتنسمون فيها هواء البادية النقي وينالون شيئا من متعة الصيد واللهو ، ويتخففون بهذا الارتحال أعباء من المدينة وتقاليدها الحازمة .
وقد عبرت عن جو القصور تلك المواضيع الزخرفية والرسوم ، كمناظر الصيد والموسيقا . وطبيعي أن لا يحيا هذه الحياة سائر الخانماء والامراء الامويين ، لا سيما من عرف منهم بالجد والدأب ، كمعاوية ومروان وعبد الملك وعمر بن عبد العزيز ، الذين صرفوا كل وقتهم لتوطيد أركان الدولة وواصلوا أعمال الفتوح أو مالوا للتقشف والزهد . ولذا فانا نرى أن أكثر القصور تنتسب الى الوليد وهشام ويزيد أولاد عبد الملك الذين طالت مدة حكمهم ، واشتهروا بميلهم للانشاء والتعمير .
و تنصف هندسة القصور الأموية بصفات عامة نجملها فيما يلي :
١ - المخطط : مخطط القصر أشبه بالحصون الصغيرة ، سور مرتفع مزود بالابراج ، هي على الغالب ذات مسقط دائري أو نصف دائري . ويتوسط القصر باحة سماوية محاطة بأروقة ، تليها أجنحة سكنية مستقلة ان هذه الهندسة مستوحاة حتما من العمارة الشرقية القديمة الرافدية المتطورة في الجهود اللاحقة الرومانية والساسانية ..
٢ - المادة المستعملة في البناء هي غالبا الحجر الكلسي الجيد النحت وأحيانا الحجر الغشيم والآجر ، مع . طلاء بالجص .
٣ - العناصر المعمارية : أقواس نصف دائرية أو متجاوزة ، سواكف فوق الابواب تعلوها أقواس عاتقة نصف دائرية، أقباء نصف اسطوانية ( قبو مهدي مقلوب ) ، قباب ، أعمدة وتيجان كورانتية ، أروقة . . وهذه العناصر مستوحاة من العمارة الكلاسيكية .
٤ - الزخارف : تعتمد على استخدام الفسيفساء والفريسك وهما عنصران كلاسيكيان ولكن المواضيع الزخرفية تتخللها تأثيرات
ساسانية ولا سيما في التفاصيل التي تشاهد على النقوش والتماثيل .
وتشتمل المواضيع الزخرفية على صور بشرية وحيوانية وزخارف نباتية وهندسية ، ومشاهد من الطبيعة والعمارة .
والشيء الجديد الذي يظهر في العمائر السورية لأول مرة هو النقوش الجصية ، والواجهات المغطاة بالزخارف .
عثر على العديد من القصور الاموية في سورية وهي على درجات مختلفة من التهدم : قصر الحير الغربي وقصر الحير الشرقي وقصر أسيس وقصر هشام في الرصافة ، وسنأتي على وصفها تفصيلا .
أما في جنوبي سورية في الاردن وفلسطين فأهمها قصر هشام (خربة المفجر ) قرب أريحا . وقصر الوليد في خربة المنيا عند طبريا ، وقصير عمرة شرقي عمان ( يبعد ٦٥ كم عنها ) وحمام الصرح شماليه و قصر وقصر المشتى ، ويقع على بعد ٢٥ كم الى الجنوب من عمان وقصر الطوبة في الجنوب الشرقي منها على بعد ٧٥ كيلو مترا .
وينسب علماء الآثار قصير عمرة الى الوليد الاول ، بينما يعتبرون قصور المشتى والحرانة والطوبة مبنية في أواخر العهد الأموي . وهناك في لبنان بالقرب من الحدود السورية آثار مدينة أموية كانت تدعى عين الجر ( عنجر حاليا ) .
٤ - آثار العمارة الأموية في سورية :
لم يبق من عمائر الأمويين الهامة في سورية سوى المنشآت التالية :
جامع دمشق – قصر الحير الغربي وملحقاته . - قصر الحير الشرقي وملحقاته - قصر أسيس - رصافة الشام .
سنتحدث في الصفحات التالية عن كل من هذه المباني بالقدر الذي تسمح به خطة الكتاب مع ايراد أهم المعلومات وخلاصة ما أوصلتنا إليه التحريات العلمية .
أما في عهد الوليد، فاضافة الى بناء جامع دمشق ، نم تجديد بناء جامع الفسطاط سنة ۹۲ / ۷۱۱ . وجدد جامع الرسول في المدينة وأصبح الحرم فيه مؤلفا من خمسة أروقة موازية للقبلة يقطعها رواق متعامد مع المحراب يدعى المجاز القاطع وأحيط الصحن بأروقة وزين بالرخام والفسيفساء . كما أعيد في عهد الوليد بناء جامع القيروان سنة ٧٦ / ٦٩٥ ، ثم أضيفت اليه في عهد هشام مئذنته المربعة ويرجح المؤرخون أن يكون المسجد الاقصى قد شيد في عهد الوليد أيضا . فبالرغم مما طرأ عليه من تجديد في العهود اللاحقة ، فان عناصره الاموية لا تزال ظاهرة متميزة .
وفي عهد سليمان بن عبد الملك بنبي جامع حلب على شاكلة جامع دمشق ولكنه احترق وتجدد أكثر من مرة بحيث لم يبق من أصله الاموي سوى مخططه العام . والى سليمان أيضا ينسب جامع الرملة في فلسطين الذي ما تزال معالمه باقية الى عصرنا .
هناك جامع أموي في بصرى وثان في درعا وثالث في حماه وكلها طرأ عليها تجديد ولم يبق من أصلها الاموي سوى مخططاتها وينسب الى العهد الأموي أيضا الجامع الذي بناه الحجاج في واسط بالعراق والجامع الذي بناه في قزوين محمد بن الحجاج الثقفي سنة ۷۱۰ للميلاد ، وجامع جران .
وأخيراً فان جامع قرطبة ( ٧٨٤/١٦٩ ) يعتبر من مباني الامويين بالرغم أن بناءه قد حدث بعد سقوط دولتهم في المشرق . فهو أموي بالنسبة لبناته وللفن المعماري الذي ينتمي اليه .
القصور :
الى جانب حركة بناء المساجد التي تمثل فن العمارة الدينية ، فهناك العديدة التي شيدها الامويون والتي تمثل الجانب المدني للعمارة القصور الاموية .
وعلى عكس المساجد فانا نجد القصور قد تهدمت، ذلك لان القصور تخص أشخاصا تذهب بذهابهم ويحل بها ما يحل بأصحابها . بينما تبقى المساجد لانها تخص الناس جميعا . والقصور في المدن أدعى للزوال والاندثار من قصور البادية، نظراً لحاجة الناس الماسة في المدن الى الارض ، يقومون بإعمارها وتجديد مبانيها من حين لآخر . ولذا فانا لا نجد من قصور الأمويين في المدن وحتى في العاصمة دمشق اي اثر . بل لا نعلم عنها أكثر ما تحدثنا عنه الكتب والروايات التاريخية ومن قصورهم في دمشق قصر معاوية » الخضراء (۱) ، وقصر هشام ودار عمر بن عبد العزيز ، وقصر الحجاج بن عبد الملك .
والذي نعرفه عن قصر معاوية أنه كان مقر الخلافة الأموية ، ثم هدمه العباسيون وتحول الى دار للشرطة وضرب للنقود ، ومكانه الى جوار الجامع الاموي عند جداره الجنوبي. وكان يدخل الامويون منه الى الجامع من باب خاص سد فيما بعد . وقد أطلق على هذا القصر اسم الخضراء نسبة الى قبة فيه كانت خضراء اللون . وقد عرفنا من أوصافه ما رواه ابن عساكر من أن معاوية بنى داره بالطوب فلما فرغ منها قدم عليه رسول ملك الروم فنظر اليها ، فقال معاوية : كيف ترى هذا البنيان ، قال : أما أعلاه فللعصافير ، وأما أسفله فللفأر . « قال فنقضها معاوية وبناها بالحجارة » .
لقد أجريت في السنوات الاخيرة حفريات في قسم من الارض التي كان يحتلها القصر فلم يظهر منه . شيء ذوبال .
أما قصور الامويين الاخرى التي شيدت خارج المدن في البادية السورية وفي الاردن وفلسطين فان أطلالها ما تزال قائمة تمدنا بمعلومات كاملة عن الهندسة والتخطيط والفن المعماري وفنون الزخرفة المتمثلة في النحت البارز والنقوش والرسوم الملونة ( الفريسك ) والفسيفساء .
كان أمراء بني أمية شديدي الصلة بالبادية يحنون اليها ويحرصون على الاقامة فيها من حين لآخر. وهذا ما دعاهم لتشييد قصورهم فيها يخرجون اليها في الربيع والخريف يتنسمون فيها هواء البادية النقي وينالون شيئا من متعة الصيد واللهو ، ويتخففون بهذا الارتحال أعباء من المدينة وتقاليدها الحازمة .
وقد عبرت عن جو القصور تلك المواضيع الزخرفية والرسوم ، كمناظر الصيد والموسيقا . وطبيعي أن لا يحيا هذه الحياة سائر الخانماء والامراء الامويين ، لا سيما من عرف منهم بالجد والدأب ، كمعاوية ومروان وعبد الملك وعمر بن عبد العزيز ، الذين صرفوا كل وقتهم لتوطيد أركان الدولة وواصلوا أعمال الفتوح أو مالوا للتقشف والزهد . ولذا فانا نرى أن أكثر القصور تنتسب الى الوليد وهشام ويزيد أولاد عبد الملك الذين طالت مدة حكمهم ، واشتهروا بميلهم للانشاء والتعمير .
و تنصف هندسة القصور الأموية بصفات عامة نجملها فيما يلي :
١ - المخطط : مخطط القصر أشبه بالحصون الصغيرة ، سور مرتفع مزود بالابراج ، هي على الغالب ذات مسقط دائري أو نصف دائري . ويتوسط القصر باحة سماوية محاطة بأروقة ، تليها أجنحة سكنية مستقلة ان هذه الهندسة مستوحاة حتما من العمارة الشرقية القديمة الرافدية المتطورة في الجهود اللاحقة الرومانية والساسانية ..
٢ - المادة المستعملة في البناء هي غالبا الحجر الكلسي الجيد النحت وأحيانا الحجر الغشيم والآجر ، مع . طلاء بالجص .
٣ - العناصر المعمارية : أقواس نصف دائرية أو متجاوزة ، سواكف فوق الابواب تعلوها أقواس عاتقة نصف دائرية، أقباء نصف اسطوانية ( قبو مهدي مقلوب ) ، قباب ، أعمدة وتيجان كورانتية ، أروقة . . وهذه العناصر مستوحاة من العمارة الكلاسيكية .
٤ - الزخارف : تعتمد على استخدام الفسيفساء والفريسك وهما عنصران كلاسيكيان ولكن المواضيع الزخرفية تتخللها تأثيرات
ساسانية ولا سيما في التفاصيل التي تشاهد على النقوش والتماثيل .
وتشتمل المواضيع الزخرفية على صور بشرية وحيوانية وزخارف نباتية وهندسية ، ومشاهد من الطبيعة والعمارة .
والشيء الجديد الذي يظهر في العمائر السورية لأول مرة هو النقوش الجصية ، والواجهات المغطاة بالزخارف .
عثر على العديد من القصور الاموية في سورية وهي على درجات مختلفة من التهدم : قصر الحير الغربي وقصر الحير الشرقي وقصر أسيس وقصر هشام في الرصافة ، وسنأتي على وصفها تفصيلا .
أما في جنوبي سورية في الاردن وفلسطين فأهمها قصر هشام (خربة المفجر ) قرب أريحا . وقصر الوليد في خربة المنيا عند طبريا ، وقصير عمرة شرقي عمان ( يبعد ٦٥ كم عنها ) وحمام الصرح شماليه و قصر وقصر المشتى ، ويقع على بعد ٢٥ كم الى الجنوب من عمان وقصر الطوبة في الجنوب الشرقي منها على بعد ٧٥ كيلو مترا .
وينسب علماء الآثار قصير عمرة الى الوليد الاول ، بينما يعتبرون قصور المشتى والحرانة والطوبة مبنية في أواخر العهد الأموي . وهناك في لبنان بالقرب من الحدود السورية آثار مدينة أموية كانت تدعى عين الجر ( عنجر حاليا ) .
٤ - آثار العمارة الأموية في سورية :
لم يبق من عمائر الأمويين الهامة في سورية سوى المنشآت التالية :
جامع دمشق – قصر الحير الغربي وملحقاته . - قصر الحير الشرقي وملحقاته - قصر أسيس - رصافة الشام .
سنتحدث في الصفحات التالية عن كل من هذه المباني بالقدر الذي تسمح به خطة الكتاب مع ايراد أهم المعلومات وخلاصة ما أوصلتنا إليه التحريات العلمية .
تعليق