تطور الفنون المعمارية في سورية قبل الاسلام ٣_a .. كتاب العمارة العربية الاسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تطور الفنون المعمارية في سورية قبل الاسلام ٣_a .. كتاب العمارة العربية الاسلامية


    لم يبق أي أثر من آثار العمائر الهلنستية في سورية . الا أن آثار العمارة الرومانية التي تعتبر تطويراً للعمارة اليونانية كثيرة ، نشاهدها مكان من الأراضي السورية .

    لقد ورث الرومان في مجال الفنون المعمارية فنون الاتروسكيين واليونان وأدخلوا تطويرا كبيرا على هذه الفنون لا سيما في مجال التقنية واستخدام العناصر والمواد. وهذا أمر طبيعي اذا ما عرفنا الرقي الحضاري والازدهار الاقتصادي والسياسي الذي بلغته الدولة الرومانية لا سيما في عهدها الامبراطوي وما نتج عنه من انصراف لاقامة منشآت معمارية عديدة كالمعابد والمسارح والقصور والمنازل والحمامات والاقنية والجسور وأقواس النصر والمدافن والاسوار والحصون والشوارع وغيرها ( انظر الصورتين ٦ و ٧) .

    وقد تأثر الفن المعماري الروماني بالتقاليد السائدة في الشرق عن طريقين : الأول ماورثه عن الاتروسكيين الذين قدموا إلى ايطاليا في بداية الألف الأول قبل الميلاد قادمين من آسيا الصغرى ، وجلبوا معهم استخدام القباب والعقود والسقوف الجملونية ، وزخرفة الجدران بالرسوم الملونة (الفريسك) . والثاني ما أخذوه بعد احتلال الرومان لسورية من تقاليد العمارة الشرقية . ونلاحظ بأن المباني المشيدة وفق فن العمارة الروماني في سورية كانت لها خصائص فنية تميزها عن العمائر المشيدة في في اوربا الرومانية وفي ايطاليا نفسها . اننا نلمح في العمائر السورية شخصية محلية تنبع من تقاليدها العريقة في الفن والعمارة . وتتجلى هذه الخصائص في النواحي التالية :

    ۱) عناية في نحت الحجر واستخدامه والاعتماد عليه في أكثر أقسام البناء، وحتى في السقو لمستوية (الربد) وفي القباب. ونجد النوع الأول في مباني سورية الجنوبية ، فيما نجد النوع الثاني في شمالي سورية . لم يستخدم الآجر إلا نادراً ، عكس ما كان شائعاً في روما والولايات الأوربية التابعة لها .

    ٣ ) التوفيق بين التقاليد الشرقية والكلاسيكية في بناء المعابد ، فهي بشكل عام ذات مخطط شرقي وعناصر معمارية كلاسيكية ، وتتصف بالصفات التالية : باحة سماوية واسعة ضمن سور يحيط به من الداخل رواق ، وفي وسط الباحة معبد صغير أو هيكل ، وهذه المعابد كمعبد جوبيتر في دمشق ومعبد بل في تدمر ومعبد حصن سليمان قرب در یکیش ذات مساحة كبيرة لا يضاهيها أي معبد في اوربا الرومانية .

    وفي المرحلة الأخيرة من مراحل تطور الفن الكلاسيكي ظهر فن دعي بالفن البيزنطي. ويرتبط هذا الفن بظهور الديانة المسيحية، مع أن العمائر المسيحية أو البيزنطية لم تظهر إلا بعد قرابة أربعة قرون من ظهور الديانة المسيحية، حينما غدت دين الدولة الرسمي في عهد الامبراطور تيودوسيوس سنة ٣٩٥ م )

    يمكننا أن نعرف الفن البيزنطي بأنه الفن الروماني الممتزج بالروح المسيحية والتقاليد الشرقية ، السورية والساسانية . نشأ الفن البيزنطي في آسيا الصغرى ، وكانت سورية من أهم مراكزه وأرقاها ، وترجع أ أكثر العمائر البيزنطية إلى القرنين الخامس والسادس ، ويتجسد الفن البيرنطي بشكل خاص في البازيليكات أو الكنائس الكبيرة وفي الإديرة ، وأضرحة القديسين . المخطط العام للبناء يقوم على أساس الأروقة ذات الاعمدة . القناطر يتخللها أحياناً قباب عالية ، وكانت القناطر أو الأقواس نصف دائرية . وقد أصبحت الأقواس شائعة في الفن البيزنطي لأنها تساعد على زيادة ارتفاع البناء دونما حاجة لاستخدام أعمدة بالغة الارتفاع وحلت هذه الطريقة محل السواكف الحجرية التي كانت تصل بين الأعمدة في الفن الروماني ، ويلاحظ بأن تهيئة حجارة للقناطر أسهل من تأمين سواكف من : قطعة واحدة ، فضلاً. أن هذه تكون قابلة للتكسر أكثر الأحيان . وهناك الناحية الجمالية ، فمنظور الاقواس أجمل من منظور الخطوط المستقيمة في نضد المباني الرومانية ( الصرة رقم ٨) .

    واستمر الاعتماد على الفريسك والفسيفساء في تزيين المباني وكسوة الجدران ، ولكن دخل تطور ملحوظ على الزخارف المنقوشة على الحجر ، فأصبحت أكثر نعومة ومنها المفرغة التي تشبه ( الدانتيل ) وتشاهد في التيجان والأقواس والأطاريف .

    وآثار الفن البيزنطي كثيرة في سورية ، ماتزال تؤلف قرى بكاملها، لكنها مهجورة ، في الرصافة وقلعة سمعان ، والبارة وفي كثير من قرى منطقتي المعرة وعفرين ، وفي قرى حوران وجبل العرب نجد فيها الأسوار والبوابات والكنائس والأديرة والفنادق والمنازل والمدافن مع اختلاف في التقنية وأسلوب البناء بين العمائر المشيدة في الشمال من سورية والعمائر المشيدة في الجنوب ، ففي المنطقة الأولى نجد السقوف على شكل جملونات من الخشب والقرميد ، والعمد الحجرية البيضاء المقطوعة من الصخر الكلسي ، بينما نجد المباني في الجنوب تسقف بواسطة الجسور الحجرية ( الربد ) محمولة على عقود ترتكز على عضائد مربعة غالباً وحجر البناء فيها هو الحجر البركاني ( البازلت ) .

    وتعتبر المدرسة السورية في فن العمارة البيزنطي من أرقى المدارس المعمارية ، امتد تأثيرها إلى أنحاء من الامبراطورية وإلى ايطاليا ( رافينا ) وأكثر بلدان حوض البحر المتوسط . واستمر إلى القرن العاشر ، وتأثر بها فن الرومانيسيك الأوربي .

    ٤ - فن العمارة الساساني :

    الأراضي السورية خالية من آثار العمارة الفارسية ، ولكن كانت هناك تأثيرات متبادلة بين فنون العمارة السورية وفنون العمارة الفارسية خلال قرون طويلة .

    لقد غدت سورية فترة من الزمن ولاية تابعة للفرس ، وذلك من عام ٥٣٨ وحتى عام ۳۳۳ قبل الميلاد، التاريخ الذي حدثت فيه فتوحات الاسكندر . واستمرت بعد هذا التاريخ الصلات التجارية والحروب طيلة قرون بين الفرس من جهة والرومان والبيزنطيين من جهة أخرى . كما تمكن الفرس الساسانيون من احتلال أجزاء من سورية أيام كسرى أنوشروان في عام ٥٤٠ للميلاد . وتجددت غارات الفرس على سورية في أوائل القرن السابع وقبيل الفتح الاسلامي .

    لقد كان الفن الساساني آخر مراحل تطور الفنون الفارسية ( الاخمينية والبارثية ) وارثة الحضارات الرافدية. وقد بلغ الفن الساساني أوجه في القرن الرابع للميلاد . ويعتبر ايوان كسرى الأول في المدائن ( كتيزيفون ) اره . والقصر مشيد باللبن ويمتاز بقنطرة ايوانه البالغة الارتفاع ، وواجهته ذات الزخارف المعمارية المؤلفة من محاريب يفصل بينها دعامات جدارية على شكل نصف عمود . وسقوف القاعات قبوات على شكل المهد المقلوب ، مدببة الرأس بينما تؤلف النقوش الجصية العنصر الرئيسي في


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.03 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	16 
الحجم:	75.4 كيلوبايت 
الهوية:	167194 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.04_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	57.1 كيلوبايت 
الهوية:	167195 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.04 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	75.5 كيلوبايت 
الهوية:	167196 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.05_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	75.1 كيلوبايت 
الهوية:	167197 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.05 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	75.3 كيلوبايت 
الهوية:	167198

  • #2

    No traces of Hellenistic buildings remain in Syria. However, there are many traces of Roman architecture, which is considered a development of Greek architecture, and we can see them anywhere in the Syrian territories.

    In the field of architectural arts, the Romans inherited the arts of the Etruscans and Greece and introduced great development to these arts, especially in the field of technology and the use of elements and materials. This is normal if we know the cultural advancement and economic and political prosperity that the Roman state achieved, especially during its imperial era, and the resulting dedication to erecting numerous architectural facilities such as temples, theatres, palaces, houses, baths, canals, bridges, triumphal arches, cemeteries, walls, fortresses, streets, etc. (see photos 6 and 7). .

    Roman architectural art was influenced by the prevailing traditions in the East in two ways: the first was inherited from the Etruscans who came to Italy at the beginning of the first millennium BC from Asia Minor, and brought with them the use of domes, arches, and gabled roofs, and the decoration of the walls with colorful drawings (frescoes). The second is what they took after the Romans occupied Syria from the traditions of Eastern architecture. We note that the buildings built according to Roman architecture in Syria had artistic characteristics that distinguished them from buildings built in Roman Europe and Italy itself. We glimpse in Syrian buildings a local character stemming from its ancient traditions in art and architecture. These characteristics are evident in the following aspects:

    1) Care was taken in carving stone, using it, and relying on it in most parts of the building, even in the roofing of the level (rabad) and in the domes. We find the first type in buildings in southern Syria, while we find the second type in northern Syria. Brick was rarely used, contrary to what was common in Rome and its European states.

    3) Reconciling the Eastern and classical traditions in building temples, as they generally have an Eastern plan and classical architectural elements, and are characterized by the following characteristics: a wide heavenly courtyard within a wall surrounded from the inside by a portico, and in the middle of the courtyard is a small temple or temple, and these temples are like the Temple of Jupiter in Damascus. The Temple of Bel in Palmyra and the Temple of Hisn Solomon near Dar Yakish have a large area that is unmatched by any temple in Roman Europe.

    In the last stage of the development of classical art, an art called Byzantine art appeared. This art is linked to the emergence of the Christian religion, although Christian or Byzantine buildings did not appear until nearly four centuries after the emergence of the Christian religion, when it became the official state religion during the reign of Emperor Theodosius in the year 395 AD.)

    We can define Byzantine art as Roman art mixed with the Christian spirit and Eastern, Syrian and Sasanian traditions. Byzantine art originated in Asia Minor, and Syria was one of its most important and finest centers. Most of the Byzantine buildings date back to the fifth and sixth centuries, and Byzantine art is particularly embodied in basilicas or large churches, in monasteries, and in the shrines of saints. The general plan of the building is based on colonnaded porticoes. The arches were sometimes interspersed with high domes, and the arches or arches were semicircular. Arches became popular in Byzantine art because they help increase the height of the building without the need to use very high columns. This method replaced the stone lintels that used to connect the columns in Roman art. It is noted that preparing stones for arches is easier than providing lintels from: one piece, as well. This is often breakable. There is the aesthetic aspect, as the perspective of the arches is more beautiful than the perspective of the straight lines on the tops of Roman buildings (Pass No. 8).

    Reliance on frescoes and mosaics continued to decorate buildings and cover walls, but there was a noticeable development in the decorations engraved on stone, which became smoother, including the hollow ones that resemble “lace” and are seen in capitals, arches, and borders.

    There are many traces of Byzantine art in Syria, which still constitute entire villages, but they are abandoned, in Al-Rusafa, Samaan Castle, Al-Bara, and in many villages in the Maarrat and Afrin regions. In the villages of Hauran and Jabal Al-Arab, we find walls, gates, churches, monasteries, hotels, houses, and cemeteries, with differences in technology and style of construction between them. The buildings built in the north of Syria and the buildings built in the south. In the first area we find roofs in the form of gables made of wood and tiles, and white stone pillars cut from limestone rock, while in the south we find buildings roofed by stone bridges (rabds) carried on arches resting on square pillars. Mostly, the building stone is volcanic stone (basalt).

    The Syrian school of Byzantine architecture is considered one of the finest architectural schools, and its influence extended to parts of the empire and to Italy (Ravenna) and most countries of the Mediterranean basin. It continued until the tenth century, and was influenced by European Romanesque art.

    4- Sassanian architecture:

    The Syrian lands are devoid of traces of Persian architecture, but there were mutual influences between Syrian architecture and Persian architecture over many centuries.

    For a period of time, Syria became a state belonging to the Persians, from the year 538 until the year 333 BC, the date on which Alexander’s conquests took place. After this date, trade relations and wars continued for centuries between the Persians on the one hand and the Romans and Byzantines on the other hand. The Sasanian Persians were also able to occupy parts of Syria during the reign of Khosrau Anushirwan in the year 540 AD. The Persian raids on Syria were renewed in the early seventh century, before the Islamic conquest.

    Sassanid art was the last stage in the development of Persian arts (Achaemenid and Parthian), the legacy of the Mesopotamian civilizations. Sassanian art reached its peak in the fourth century AD. Iwan Khosrau is considered the first in Medina (Ktesiphon) to be his father. The palace was built of mud and is distinguished by its very high iwan arch, and its facade with architectural decoration consisting of niches separated by wall supports in the form of a half-column. The ceilings of the halls are vaulted in the shape of an inverted cradle, with a pointed top, while plaster reliefs constitute the main element of the hall.

    تعليق

    يعمل...
    X