بعد تسليم أبنائنا هواتف ذكية.. هل تصلح التكنولوجيا ما أفسده النت؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بعد تسليم أبنائنا هواتف ذكية.. هل تصلح التكنولوجيا ما أفسده النت؟!

    • بعد تسليم أبنائنا هواتف ذكية.. هل تصلح التكنولوجيا ما أفسده النت؟!

    آخر الأخبارميديا ومنوعاتبعد تسليم أبنائنا هواتف ذكية.. هل تصلح التكنولوجيا ما أفسده النت؟!

    تاريخ النشر: الأربعاء, 24-05-2023
    تشرين رصد:
    سؤال يتردد على أذهاننا كل يوم ونحن نلمس ردّات الفعل الغريبة لأبنائنا في تعاملاتهم الاجتماعية الواقعية ونتحسر على الساعات الطويلة التي يقضيها كلٌّ منهم أمام شاشات الهواتف الذكية..وأنتم هل تعانون من المشكلة نفسها مع أبنائكم ؟!هل أخطأنا في حق أبنائنا بتسليمهم هاتفاً ذكياً؟
    يقول الكاتب جيليان تيت: مازلت أفكر في المعضلة التي واجهتها عما إذا كنت سأعطي أطفالي هواتف ذكية، على الرغم من مضي عقد على ذلك.
    عندما كنّ في المدرسة الإعدادية، تلهفت بناتي لهذه الأجهزة السحرية. وزعمن أنهن ستصبحن منبوذات اجتماعياً من دون هواتف، لأن “الجميع يمتلكها”. حتى البالغين الآخرين بدوا إلى جانبهن. أصرّ بعض الآباء على أن الهواتف كانت أداة “أمان”، لكونها تمكن الأطفال الذين يواجهون مشكلات من طلب المساعدة. جاءت نقطة التحول عندما أشار محامٍ أعرفه إلى أنه من الجيد لأطفال مثل أطفالي، الذين انفصل والداهم، أن يكون بحوزتهم هاتف للبقاء على اتصال مع الوالد البعيد. في النهاية، نحيت ترددي واستسلمت.

    كثيراً ما تساءلت عمّا إذا كنت قد ارتكبت خطأ، واكتشفت هذا الأسبوع سبباً جديداً لأقلق. أجرت مجموعة تسمى سابين لابز، التي تدرس الصحة العقلية، استطلاع آراء لـ28 ألف شخص تقريباً تراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، جزء من الجيل زد. تصف “سابين” هذه الفئة بأنها “الجيل الأول الذي خاض مرحلة المراهقة برفقة هذه التكنولوجيا”.
    ليس من المستغرب أن يُظهر هذا البحث أن الحالة العقلية للجيل زد أسوأ من الأجيال السابقة. كما لاحظت جان توينج عالمة النفس في كتابها “أجيال” تدهور الصحة العقلية للمراهقين بشدة العقد الماضي، الفترة التي تلت شيوع الهواتف الذكية. أدى كوفيد – 19 إلى تفاقم المشكلة، وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
    لكن ما يثير الاهتمام أكثر هو أن “سابين” تتبعت العمر الذي امتلك فيه المشاركون الهواتف المحمولة أول مرة وقارنته بصحتهم العقلية المذكورة. أظهر هذا نمطاً واضحاً: الأطفال الذين تلقوا الهواتف في سن أصغر كانت صحتهم العقلية أسوأ، حتى بعد تنحية تأثير حوادث صدمة الطفولة التي ذكروها. راوحت نسبة الإناث اللواتي يعانين مشكلات في الصحة العقلية بين 74 في المئة للواتي تلقين أول هاتف ذكي في السادسة و46 في المئة ممن تلقته في الـ18، أما للذكور، فكانت الأرقام 42 في المئة و36 في المئة.

    كان النمط حاداً جداً تحديداً في إحدى فئات الصحة العقلية الست، المعروفة باسم “الذات الاجتماعية”، التي تتبع كيف ننظر إلى ذواتنا ونتعامل مع الآخرين. عزت “سابين” هذا النمط ليس إلى زيادة استخدام التكنولوجيا فحسب، بل أيضاً إلى قلة التفاعلات مع الآخرين. “بالنظر إلى الإحصاءات لمن يقضي خمس إلى ثماني ساعات يومياً على الإنترنت أثناء الطفولة، نقدر أنها قد تحلّ محل ما يصل إلى ألف إلى ألفي ساعة في العام كان من الممكن قضاؤها في مختلف التفاعلات الاجتماعية وجهاً لوجه”، كما كتبت المجموعة.

    هذا قبل أن نفكر في التأثيرات الأخرى للتكنولوجيا، من المحتوى الذي يمكن للأطفال مشاهدته عبر الإنترنت إلى التنمر الإلكتروني والضغط على مدار الساعة للتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي. “الهاتف ليس خطيراً في حدّ ذاته، بل الهاتف الذكي المحمّل بالتطبيقات الذي يصبح بوابة إلى ما الله به عليم”، كما يقول جوناثان هايدت، أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك الذي كتب باستفاضة عن هذه القضايا. “عندما يملك طفل هاتفه الذكي ويمكنه استخدامه متى شاء، فستواجه مشكلات خطيرة مع قلة النوم والإدمان”.

    ما الحلول؟ تم إحراز تقدم في المحتوى حيث تواجه شركات التكنولوجيا ضغوطاً متزايدة لتطبيق بعض الضوابط. تعاونت “يوتيوب” أخيراً مع الجمعية الوطنية الأمريكية لاضطرابات الأكل للحد من المحتوى الضار. كما يساعد على ذلك إيصال جيل جديد من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل ليندا صن وناتاشا أوسيان، رسائل تعزز بإيجابية تقبل أي نوع من الأجساد ومكافحة فقدان الشهية. لكن المواد السامة لا تزال منتشرة، وحتى الآن لا يوجد نقاش مطول عن السؤال الذي تصارعت معه ذات مرة: هل يجب علينا ببساطة منع الأطفال الصغار من استخدام الهواتف الذكية، أو على الأقل منع الأجهزة الموصولة بالإنترنت؟

    قد يقول بعض المراقبين إنّ هذا مستحيل، أو يزعمون أن أحد أسباب نتائج المسح الصادمة هو أن مستويات التشخيص والوعي بالصحة العقلية أعلى من ذي قبل. قد يرغب الآخرون في رؤية ضوابط. في كلتا الحالتين، يعتقد هايدت أنه توجد “مشكلة إجراء جماعي تقليدية” يصعب على الآباء أو المدارس فرض ضوابط أو قيود على استخدام الهاتف دون “قواعد مركزية”. وهو يعتقد، مثلاً، أن على المدارس الطلب من الأطفال ترك الهواتف في الخزائن أثناء وجودهم في الفصل، لكنه يعلم أن الآباء قد يعترضون لقلقهم من عدم قدرتهم على “الاتصال بأطفالهم إذا حدث خطب ما، مثل إطلاق النار في المدرسة”.
    هناك بوادر أمل صغيرة ، ظهرت حركة “انتظر حتى الصف الثاني المتوسط”، وسجلت فيها أكثر من 45 ألف عائلة. والعادات تتغير، رغم أنه مثلما يظهر تاريخ التدخين، يستغرق الأمر عقوداً حتى مع وجود أدلة دامغة على الضرر الذي تسببه السجائر.

    إذا كان لديك أطفال صغار، فاستعد للمعركة المقبلة، ليت بعض رواد الأعمال العباقرة يخترعون هاتفاً خلوياً تافهاً يجذب الأطفال، لكن من دون فتنة الإنترنت المسببة للإدمان، سيكون هذا ابتكاراً تكنولوجياً حقيقياً.
يعمل...
X