- لغز حيّر العلماء.. هل يتغير عمر الإنسان في الفضاء؟
آخر الأخبارميديا ومنوعاتلغز حيّر العلماء.. هل يتغير عمر الإنسان في الفضاء؟
تاريخ النشر: الإثنين, 05-06-2023
تشرين:
لطالما عدّ الإنسان الفضاء لغزاً لا بدّ من حلّه، وتطلّع إلى اكتشافه بشغف عبر العصور، كما خاض معترك إثبات الفرضيات بحجج قوية وقياسات ومعادلات حسابية وقوانين فيزيائية عبقرية، على أيدي أكثر العلماء ذكاءً.
وقد وسّع الإنسان النظريات التي أثبتها وطوّرها، حتى وصل إلى ما نعتقد أنه حقائق جازمة في وقتنا الحالي، ولعلّ إحدى هذه الحقائق المثيرة هي ما يتعلق بالوقت في الفضاء، والتي تدور الكثير من التساؤلات حول تأثيره في عمر رواد الفضاء.
فما أهم أسرار الوقت في الفضاء وتاريخ النظريات المتعلقة به؟
كان الفضاء والوقت مفهومين غير واقعيين قبل الميلاد، وبرأي الفيلسوف زينون الإيلي هما غير قابلين للقياس بشكل ملموس، وقد عدّت هذه الفرضيات ميتافيزيقيا بحتة، حيث إن زينون كان مقتنعاً بأن مصطلح «الفضاء الفارغ» ليس إلّا تناقضاً في الألفاظ، فكيف لشيء أن يكون فارغاً وموجوداً!
وسبق زينون في عام 450 قبل الميلاد أول علماء الذرة اليونانيين، ليوكيبوس، وهو مؤسس النظرية الذرية، والذي قال: إنّ الفضاء موجود لكن بصورة مستقلة عن المادة، ثم جاء أرسطو ليدحض ما تحدث عنه زينون، وأكد أن استخدام العلائقية «ربط المفاهيم والاستنتاج من دون التجربة» لم يضف أي شيء إلى مفاهيمنا للفضاء والوقت.
أما الفيلسوف لوكريتيوس وهو واحد من أكبر الفلاسفة الرومان، فكان أول من أثار بجدية فكرة الزمن المتعلق بالعلاقات في السنة الخمسين قبل الميلاد، حيث قال في كتابه «طبيعة الكون»: إنّ الزمان في حدّ ذاته غير موجود، لكنه يجب ألّا يكون كذلك، وأن أي شخص يمكنه أن يشعر بالزمن بنفسه بغضّ النظر عن حركة الأشياء.
وفي بداية القرن العشرين، قدم العالم الألماني ألبرت أينشتاين نظرية النسبية العامة. وبذلك حدّث فهمنا للزمكان، بدلاً من تصور الزمكان على أنه إطار ثابت، وأوضح أينشتاين أن الكتلة والطاقة تشوهان الزمكان وتؤثران في حركة الأشياء ، بحيث يمكننا تصور الزمكان على أنه قماش مرن يميل وينحني تحت تأثير الأشياء الموجودة فيه. هذا التشوه يؤثر في طريقة انتقال الضوء وحركة الأجسام في الفضاء.
وحول السؤال عما إذا كان الوقت يختلف في الأرض عن الفضاء؟ فالعوامل التي أوضحتها النظرية النسبية تجيبك عن هذا السؤال بـ«نعم»! تفسر النظرية النسبية العوامل التي جعلت الوقت يختلف في الفضاء عن الوقت في الأرض، بحيث قادت هذه النظرية إلى نظرية تمدد الزمن، أو الإبطاء الزمني، والتي توضح أن هناك اختلافاً في سريان الزمن بين الأرض والفضاء، وذلك بسبب التأثيرات الجاذبية والسرعة النسبية إضافة إلى القياس والتنسيق.
لكن هل يتغير عمر الإنسان في الفضاء؟ يمر الزمن على الفضاء أبطأ مما هو على الأرض، ولذلك يعود رواد الفضاء إلى الأرض ليكونوا أصغر سناً مما كان يفترض أن يكونوا عليه لو أمضوا المدة التي قضوها في الفضاء، على الأرض بدلاً من ذلك، ما يعني أن الوقت الذي مرّ عليهم في الفضاء كان أقل من الوقت الذي مضى على الأرض بمدة يتم قياسها حسب السرعة التي كانوا يتحركون بها في الفضاء.
لكن الوقت في الفضاء ليس محصوراً بالزمن فقط، بل بالإنجاز الذي أتمه رائد الفضاء عند صعوده في رحلة محفوفة بالمخاطر، ليسهم في رحلة اكتشاف اللغز الأكثر تشويقاً على الإطلاق: وهو الفضاء الخارجي.