طاحونة السبعة ومحيطها تاريخياً وسياحياً
-------------------------------------------
يتميز نهر العاصي بتدفقه المتوسط الثابت وندرة فيضاناته المدمرة، وهو يمتد على الحافة الغربية لمنطقة "الهلال الخصيب"
.
كان حوض هذا النهر موطن إشعاع تاريخي واقتصادي عبرآلاف السنين، واحتضن عددا
من المراكز الحضرية القديمة مثل:
• (إميسا ) حمص • ( وقطنا ) المشرفة • ( وأرثوسا ) الرستن • ( وحماث-إيبيفانيا )حماة
• ( وأفاميا وأنطاكيا).
.
إن تنوع تضاريس حوض العاصي وتعدد مصادره المائية واختلاف تربه من مكان إلى آخر، إلى جانب أمطاره الموسمية وانتشار الجفاف لا سيما في المناطق الجنوبية الشرقية، أكسبته سماته الطبيعية والبشرية المميزة بما فيها بساتينه الغناء ومنشآته المائية المبتكرة كالنواعير والطواحين. ومنها "طاحونة السبعة"
.
تتوضع طاحونة السبعة مع طاحونة الدنك على جزيرة صغيرة في العاصي يقابلها في الجنوب مسطح مائي يتلقى مياه النهر ويحجزها بين جدارين حجريين متقابلين شرقاً وغرباً. يمكن التحكم في تصريف المياه عبر الجدارين الحجرين سواء عن طريق الاسالة عند وصول النهر إلى المنسوب الاعلى أو عن طريق سكورة معدنية على شكل جارور تتخذ مكاناً لها في
جسمي الجدارين.
تقع طاحونة السبعة على نهر العاصي غربي مدينة حمص، غرب مدينة حمص في قرية "تل الشور" ويرجع بناؤها حسب نقش تأسيسي موجود على مدخلها إلى سنة 864 هجرية الموافقة لسنة 1459 ميلادية
.
الطاحونة مبنية بالحجر البازلتي، وهي لا تزال محافظةً على شكلها الخارجي وان كانت تعرضت لبعض التعديلات والاضافات الطفيفة نتيجة تغير في استخدامها.
وجرت تسمية الطاحونة بالسبعة لانها تضم سبعة أحجار رحى، في حين تضم طاحونة الدنك الملاصقة لها غربا حجري رحى فقط.
.
وتبلغ مساحة عقار طاحونة السبعة 277 مترا مربعا وهي في حالة جيدة حاليا
.
وتعد "طاحونة السبعة" من النماذج القليلة المتبقية بحالة سليمة عن الهياكل والمنشآت الهيدروليكية على نهر العاصي التي يبلغ تعدادها نحو 400 منشأة مائية تاريخية تضم الطواحين والنواعير والقنوات والسدود.
.
والى جانب وظيفتها الاقتصادية في طحن الحبوب، شكلت طاحونة السبعة ومحيطها المائي والز ارعي ملتقى اجتماعياً لاهالي حمص حيث كان متنزها "مرج البرغل" و"مرج المعدس" اللذين يجاور اها من أهم أماكن السياحة لسكان المدينة وزوارها عبر التاريخ.
.
لذلك ليس من المستغرب أن نجد أهم المنشآت السياحية الحالية على نهر العاصي تقع قريبا من موقع الطاحونة،
ونعني بذلك المطاعم والمتنزهات في منطقة "الميماس" ك"ديك الجن" و"عبارة الميماس" و"أميسا غاردن" وغيرها.
.
لم تكن طاحونة السبعة المنشأة المائية الوحيدة في هذه البقعة الصغيرة، فإلى جوارها تماماً كانت تتوضع ناعورة يبلغ قطرها نحو اثني عشر مترا ترفع الماء من نهر العاصي إلى زور الناعورة شرق الطاحونة.
وقد ورد ذكر هذه الناعورة في رحلة بدر الدين الغزي سنة 1577 ،كما تغنى بها الشاعر الشيخ عبد الهادي الوفائي سنة 1887.
.
زالت الناعورة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وشيد محلها لاحقاً بناء حجري بمثابة توسعة ل"طاحونة السبعة". ولا يزال يحافظ هذا البناء، الذي ييبلغ عمره اكثر من 100 سنة، على طرازه المعماري المميز بأبوابه ونوافذه ذات الاقواس الحجرية.
.
وقد جرى التوقف عن استثمار هذه الطواحين تدريجياً نتيجة تلوث النهر بمخلفات مصفاة النفط
وانتشار الآلات الكهربائية وتشتت الملكية بين المالكين وورثتهم، وذلك اعتبارا" من مطلع ستينيات القرن الماضي.
================================================
من دراسة للمهندس عبد الهادي النجار (بتصرف)
=AZWm0y9qqKwYMnJSEWs_iMffjYPbEvIQ81tKikbewHlr135pU tYE3TnUNSaUb5AhGzJ2egwoH_OO1rCIEJ-DXNrIMWO0sZg3PKwOCwYdwQ_2aDRdhvd0TEUalJbAteOElNRuN Y-Bj98WcXnq4xGc5e8kWTKtgAb_2GYm4X26d4eNTjjMuTDY-uO-68TL4FZdLZ8&__tn__=*bH-R]
=AZWm0y9qqKwYMnJSEWs_iMffjYPbEvIQ81tKikbewHlr135pU tYE3TnUNSaUb5AhGzJ2egwoH_OO1rCIEJ-DXNrIMWO0sZg3PKwOCwYdwQ_2aDRdhvd0TEUalJbAteOElNRuN Y-Bj98WcXnq4xGc5e8kWTKtgAb_2GYm4X26d4eNTjjMuTDY-uO-68TL4FZdLZ8&__tn__=*bH-R]
=AZWm0y9qqKwYMnJSEWs_iMffjYPbEvIQ81tKikbewHlr135pU tYE3TnUNSaUb5AhGzJ2egwoH_OO1rCIEJ-DXNrIMWO0sZg3PKwOCwYdwQ_2aDRdhvd0TEUalJbAteOElNRuN Y-Bj98WcXnq4xGc5e8kWTKtgAb_2GYm4X26d4eNTjjMuTDY-uO-68TL4FZdLZ8&__tn__=*bH-R]
=AZWm0y9qqKwYMnJSEWs_iMffjYPbEvIQ81tKikbewHlr135pU tYE3TnUNSaUb5AhGzJ2egwoH_OO1rCIEJ-DXNrIMWO0sZg3PKwOCwYdwQ_2aDRdhvd0TEUalJbAteOElNRuN Y-Bj98WcXnq4xGc5e8kWTKtgAb_2GYm4X26d4eNTjjMuTDY-uO-68TL4FZdLZ8&__tn__=*bH-R]
=AZWm0y9qqKwYMnJSEWs_iMffjYPbEvIQ81tKikbewHlr135pU tYE3TnUNSaUb5AhGzJ2egwoH_OO1rCIEJ-DXNrIMWO0sZg3PKwOCwYdwQ_2aDRdhvd0TEUalJbAteOElNRuN Y-Bj98WcXnq4xGc5e8kWTKtgAb_2GYm4X26d4eNTjjMuTDY-uO-68TL4FZdLZ8&__tn__=*bH-R]