تل جنديرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تل جنديرس


    تل جنديرس
    -------------------------
    يقع تل جنديرس Ganderis hbevd شمال-غربي سورية، في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة جنديرس الحالية , وهو الموقع الأكثر أهميةً فيها, وتم تسجيله تلاً أثرياً في محافظة حلب بموجب القرار (266).
    .
    ويتوسط هذا التل سهل العمق الذي يمثل معلماً جغرافياً أساسياً في هذا الجزء من سورية.
    ويمتد سهل العمق من الشمال- الشرقي إلى الجنوب- الغربي فيما بين جبل سمعان في الشرق وجبال الأمانوس في الغرب.
    .
    يغطي التل مساحة ( 400 × 500) متر مربع, او نحو 14 هكتارا", وياخذ هذا التل الأثري شكلاً شبه دائري. ويبلغ معدل طول قطر ما تبقى منه 450 م،
    .
    وأشارت الفخاريات واللقى الأثرية الأخرى إلى استيطان المنطقة من العصر الحلفي وحتى القرن السادس الميلادي.
    تولت بعثة سورية – ألمانية مشتركة التنقيب فيه بين العامين (1993 – 1996),
    .
    يقع التل في سهل يرتفع نحو 200م فوق مستوى سطح البحر، ويصل أعلى ارتفاع للتل، في الركن الشمالي – الشرقي إلى 31م فوق مستوى السهل المحيط به. ويليه في الارتفاع الركن الشمالي –الغربي الذي يصل ارتفاعه إلى 27,5 م.
    ويلاحظ وجود ثلاثة مواضع فقط يتدرج فيها ارتفاع التل مما يدل على وجود بوابات للمدينة فيها.
    .
    ونظراً لضخامة موقع جنديرس وأهميته قامت بعثة أثرية سورية- ألمانية مشتركة من عام 1992 حتى عام 2004م بالتنقيب في الركن الشرقي من التل، وبدءاً من عام 2006م تابعت بعثة وطنية التنقيب في الركن الغربي من التل بإدارة عمار عبد الرحمن.
    .
    أسفرت التنقيبات في الركن الشرقي عن وجود استيطان مهم يعود إلى العصر البرونزي الوسيط، فقد تم الكشف عن معبد يعود للعصر البرونزي الوسيط وهو مرصوف ببلاطات من القياسات الكبيرة، ويشاهد كذلك ثلاث قواعد بازلتية ضخمة لتحمل الأعمدة الخشبية في ساحة المعبد، كما يشار إلى وجود قصر في الجهة الشرقية من التل.
    .
    أما في الركن الغربي فقد بينت التحريات الأثرية وجود تسلسل أثري أوضح من الركن الشرقي لأنّه لم يتعرض إلى تخريب كبير جراء إشادة أساس للتحصينات الكبيرة في الطبقة الرومانية،
    .
    وما تم تحديده حتى عام 2012 هو أربع طبقات أثرية تعود للعصر الكلاسيكي. كما أنه ومن خلال سبر في المنحدر الشمالي من التل، تم تحديد ثلاث طبقات أقدم من الكلاسيكي:
    • الأولى تعود للعصر البرونزي القديم،
    • والثانية للعصر البرونزي الوسيط، في حين ضمت
    • الطبقة الثالثة استيطاناً كثيفاً يعود للعصر الحديدي .
    .
    ○ وتعود أقدم طبقات العصر الكلاسيكي للعصر السلوقي (القرن الثالث قبل الميلاد).
    وأهم ما كشف عنه في الطبقة العائدة إلى العصر السلوقي مقبرة عائلية وبجانبها غرفة لإقامة الطقوس والشعائر الدينية، فقد تم الكشف عن خمسة قبور أحدها لطفل صغير، وثلاثة منها ليافعين والأخير لشخص كبير. وبعض هذه القبور كان مغطى بأمفورات شبيهة بقبور من مواقع معاصرة مثل جبل خالد[ر] ودورا أوروبوس.
    .
    وقد عثر في الغرفة الملاصقة لهذه المقبرة على مذبح وقناة تنتهي في حفرة خصصت لرمي النفايات، وبجانب المذبح مجموعة من الأواني الفخارية المستخدمة في هذه الشعائر من كؤوس فخارية ذات قاعدة طويلة، ومساند لجرار كبيرة، وأهمها كأس كبيرة من البازلت بنقوش تزيينية، يرجح أنها مبخرة.
    .
    ○ أما الاستيطان اللاحق فيعود إلى الفترة البارثية- الرومانية الباكرة (القرن الأول قبل الميلاد)، و تميزت هذه الطبقة بعمارة فقيرة على العموم، وعثر فيها على عدة نماذج من الفارس البارثي، ويبدو أن هذه الفترة قد انتهت نهاية عنيفة ، فقد ظهرت طبقة حريق في بعض أنحاء الموقع، ويرجح أن تكون نتيجة النزاع مع البارثيين الذين استطاعوا الوصول في عام 38 ق.م إلى هذه المنطقة والانتصار على الرومان والاستقرار فيها لفترة.
    .
    ○ وأما الاستيطان الثالث فيعود إلى العصر الروماني المتأخر (القرن الثالث الميلادي)،
    والطبقة التي تعود إلى العهد الروماني فقيرة من الناحية المعمارية، وتأخذ طابعاً سكنياً، وأبرز ما تم العثور عليه هو منشأة لتخمير عصير العنب للحصول على النبيذ.
    وتتألف هذه المنشأة من عدة أحواض من الطين تتصل مع بعضها بقنوات من الطين أيضاً، وهي مصممة بحيث تترسب الشوائب التي تبقى في العصير وفقاً لقنوات تنساب من جرن كبير عبر خطوط متعرجة من الطين، لتنتهي بحوضين عميقين أحدهما أقل عمقاً. وهناك جرة ملونة باللونين البني والأحمر وبجانبها قمع لصب الخمر، وقمع يأخذ شكل رأس الحصان مفتوح من الأعلى وله ثقب في أسفله، وعلى الأرجح هو لقياس نسبة التخمر.
    ○ وعلى السطح او مايسمى الطبقة الاولى فهناك استيطان من العصر البيزنطي من القرن السادس الميلادي، في بعض القطاعات (القرنين الرابع والخامس الميلاديين).
    وأهم ما كشف بالقرب من الطبقة السطحية، بناء كبير تبين أنه على الأرجح حمام. ويضم عدة فراغات أرضياتها مفروشة بلوحات فسيفسائية،
    وأكمل هذه القطع (الفسيفساء الجنوبية) وأبعادها 2 × 3م. وهي ذات نمط هندسي ملون باللونين الأسود والأبيض، وقد أخذت أشكال مربعات يحيط بها ثلاثة أشرطة زخرفية من الحجر البازلتي الأسود علاوة على زخارف أخرى هندسية بداخل الإطار الداخلي.
    أما (الفسيفساء الثانية والثالثة) فهي غير كاملة ولكنها تحمل تصميماً مغايراً، فهي مصنوعة من لون واحد هو الأبيض ولكنها أظهرت زخارف من خلال طريقة تشكيل الأحجار الصغيرة لتعطي أشكالاً نباتية لورود. ويرتبط هذا البناء بقناة مرصوفة حجرية تمتد حتى طرف التل حيث تصرف المياه إلى خارج الموقع، وقد عثر في الركن الشرقي على بناء لحمام مشابه، ولكنه من دون قناة تصريف واضحة.
    .
    ومن اللقى المهمة في تل جنديرس ختم أسطواني من حجر الستياتيت الأسود steatite مثقوب بشكل طولاني نقش عليه مشهد لرجل واقف وهو مشابه لشكل الإله بعل، ومما لا شك فيه أن هذا الختم يعود لعصور أقدم من العصور الكلاسيكية.
    .
    كما عثر على جعران يحمل مشهداً لفهد وشجرة ولكن من دون كتابة وهو يعود لعصور قديمة أيضاً.
    ومن اللقى النادرة التي تم العثور عليها في سويات العصر الروماني قطعة كبيرة مصنعة من الرصاص.
    .
    أما عن اسم جنديرس القديم في الألف الثاني ق.م فمن المرجح أنه أُنِقا Uniqa ، فقد ذكر هذا الاسم في نصوص ألالاخ من الطبقة الرابعة والطبقة السابعة في 15 نصاً.
    وفي ذلك الوقت كانت ألالاخ هي العاصمة لسهل العمق، وعندما هجرت ألالاخ في الألف الأول أصبحت مدينة "أُنِقا" هي العاصمة، وغدا اسم المدينة "كينالوا"،
    .
    وحافظ سهل العمق بوجه عام على الاسم القديم له وهو أُنِق . ولذلك نرجح هنا ان يكون موقع مدينة "أُنِقا"، في الألف الثاني قبل الميلاد، هو موقع مدينة "كينالوا" نفسه في الألف الأول قبل الميلاد، أي "تل جنديرس".
    اسم المدينة في الفترة الكلاسيكية، وكما هو وارد في النصوص والنقوش الهلنستية ومن ثم الرومانية، وكان "جَنداروس"، وهو أصل الاسم الحالي لبلدة جنديرس والتل نفسه.
    .
    ويمكن استعراض تاريخ هذه المدينة خلال العصور الكلاسيكية من خلال مطابقة الدلائل الأثرية والنقوش الكتابية المكتشفة. ففي العصر السلوقي – البارثي احتلت جنديرس بموقعها الجغرافي مكاناً مهماً كونها تتوسط الطريق الواصل بين أنطاكية وسيروس (النبي هوري)، وهو نفسه الطريق الواصل إلى المعبر الرئيس على الفرات زويغما.
    وخلال هذه المرحلة كانت جنديرس نقطة عسكرية وسكانها في غالبيتهم من الجنود اليونانيين والمقدونيين، وتمول كل المواقع العسكرية القريبة بما تحتاج إليه من مواد تموينية.
    .
    وفي العصر الهلنستي المتأخر والروماني الباكر بقيت جنديرس محايدة في الصراع بين البارثيين والسلوقيين، بعد الاتفاق الذي تم بعد عام 131 ق.م بين الطرفين على أن يصبح نهر الفرات هو الحد الفصل بن الدولتين، ولكن هذا الحال لم يستمر، ففي عام 38ق.م تمكن البارثيون من السيطرة على جنديرس وقتل حاكمها باكوروس خلال محاولتهم السيطرة على الشمال.
    وفي العصر الروماني المتأخر ظهر النفوذ الساساني الأكثر طموحاً في السيطرة على المنطقة، فقد ذكرت مدينة جنديريس في نقش من عهد الملك شابور خلال توجهه إلى أنطاكية وسيروس حيث تمت السيطرة عليها في عام 255 أو 256 م، وهذا ما تؤكده طبقة الحريق الضخمة في الطبقة الثالثة في جنديرس. أما في العصر البيزنطي فقد أصبحت جنديرس مركزاً مهماً حتى إنها أصبحت في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي مقر أسقفية.
    ========================================
    مدونة وطن - عمار عبد الرحمن
    مع اضافات من مصادر اخرى
    =AZWHiQmpyXqSfAz2Ioa5cGfV1-34OS64y3mL3YYWOToHUkdLMKuaGV863kbK5Ky97huMKxbDmsfy BGcI1liW4o65ExVxu9W51VXyTfOD__nn1mBsWo3D571NgkXkHX BBfwg9_Dj-2HJkTsWQZagP-woNqwnUl-M6edvYwYIZmrCdmovdlhDJ67sU0Jxm8rBsKPU&__tn__=*bH-R]
    =AZWHiQmpyXqSfAz2Ioa5cGfV1-34OS64y3mL3YYWOToHUkdLMKuaGV863kbK5Ky97huMKxbDmsfy BGcI1liW4o65ExVxu9W51VXyTfOD__nn1mBsWo3D571NgkXkHX BBfwg9_Dj-2HJkTsWQZagP-woNqwnUl-M6edvYwYIZmrCdmovdlhDJ67sU0Jxm8rBsKPU&__tn__=*bH-R]
    =AZWHiQmpyXqSfAz2Ioa5cGfV1-34OS64y3mL3YYWOToHUkdLMKuaGV863kbK5Ky97huMKxbDmsfy BGcI1liW4o65ExVxu9W51VXyTfOD__nn1mBsWo3D571NgkXkHX BBfwg9_Dj-2HJkTsWQZagP-woNqwnUl-M6edvYwYIZmrCdmovdlhDJ67sU0Jxm8rBsKPU&__tn__=*bH-R]
    =AZWHiQmpyXqSfAz2Ioa5cGfV1-34OS64y3mL3YYWOToHUkdLMKuaGV863kbK5Ky97huMKxbDmsfy BGcI1liW4o65ExVxu9W51VXyTfOD__nn1mBsWo3D571NgkXkHX BBfwg9_Dj-2HJkTsWQZagP-woNqwnUl-M6edvYwYIZmrCdmovdlhDJ67sU0Jxm8rBsKPU&__tn__=*bH-R]
    =AZWHiQmpyXqSfAz2Ioa5cGfV1-34OS64y3mL3YYWOToHUkdLMKuaGV863kbK5Ky97huMKxbDmsfy BGcI1liW4o65ExVxu9W51VXyTfOD__nn1mBsWo3D571NgkXkHX BBfwg9_Dj-2HJkTsWQZagP-woNqwnUl-M6edvYwYIZmrCdmovdlhDJ67sU0Jxm8rBsKPU&__tn__=*bH-R]
    +14


    كل التفاعلات:
    ٣٠٣٠
يعمل...
X