عفرين؛ مدينة الورد والزيتون،
----------------------------------------------
مدينة الحضارة والآثار الخالدة في الذاكرة، يتلألأ اسمها عبر التاريخ، حيث أنها تحوي على حضارات قديمة وآثار تعود لآلاف السنين،
.
تقع منطقة عفرين في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من سوريا قرب الحدود التركية، وتتبع إداريًا لمحافظة حلب، ویبلغ طول المنطقة من الشمال إلى الجنوب حوالي (75) كم، ویبلغ عرضها مـن الشـرق إلـى الغـرب حـوالي (5) كـم،
وهي منطقة جبلية بمعدل ارتفاع 700 – 1269 متر عدد السكان ماقبل 2011 بحدود 500 ألف عدد قرى عفرين 360 قرية
تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 2% من إجمالي مساحة سوريا.
.
يحدها :
• مـن الغـرب سـهل (عَمْـق)، ولـواء إسـكندرون والنهـر الأسـود،الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود مع تركيا
• مـن الشـرق سهول منطقة (اعَزاز)،
• من جهة الشمال-الغربي جبال أمانوس،و خط سكة القطار المار من ميدان اكبس حتى كلس.
• وشمالاً جبال طوروس، والحدود التركية مع سورية
• ومن جهة الشمال الشرقي منطقة الشهباء،
• ومن الجنوب جبل سمعان، ويبعد عن مركز مدينة حلب 60 كيلو متر.
يتألف إقليم عفرين من ثلاثة مناطق رئيسية وهي جنديرس، راجو وعفرين وتتبع لهذه المناطق 656 قرية،
وتتبع لمنطقة عفرين نواحي شرا، ماباتا وميدانكي.
ومنطقة جندريس تضم ناحيتي جندريس وشييه،
وتتبع لمنطقة راجو ناحية راجو، ميدانا، بلبليه وبدينا.
جغرافية حُبلى بالجبال، لم يبخل الله عليها بفائض كرمه،و تتوارى خلف حراسها الجبال، كل جهة من جهاتها يحرسها جبل يقظ لا ينام،
مدينة تستقبلك جبالها وترحب بك أشجار الزيتون المرمية على جانبي الطريق، ففي أقصى الشمال يجلس الطُور الكهل جبل الأكرد (كُرداغ) ، الجبل العجوز بلحّيته الخضراء
أما في الجهة المقابلة للجبل الكهل فتتعثر بجبل ليلون (شيراوا) حارس بوابة الجنوب، ولكن ما أن سكنت في الجبل قلعة القديس (سمعان) ، وأقامت على كتفه حتى قام القديس، وألحق الجبل باسمه فسمي بجبل (سمعان) الجار اللطيف لِتّلّ (عين داره) الذي يصطاد الشمس من مشرقها، وقبل ذهابها غرباً باتجاه النهر المتمرد المرتفع
.
ثم نجد بحيرة (ميدانكي) البحيرة المحاصِرة لنهر عفرين النهر العنيد والمتمرد على الجغرافية
سميت المدينة (آفرين ـ عفرين) نسبة إلى أبيه العنيد النهر، والذاهب جنوباً في جريانه حيث منفاه. فكان للنبي (هوري) حصة من الإرواء،
.
عفرين منطقة معروفة من مناطق حلب الشمالية،
يذكر المؤرخ القس جرجس شلحت بأنَّ عُفْرين تعني التراب والغبار بالسريانية ، و يرى اخرون انها مأخوذة من اللفظ الآرامي الأقدم (عَفْرين)،
ومن الثابت أنها صيغة الجمع المذكر الآرامي المطلق من كلمة عفرا أي غبار، كما أن إحدى قرى جبل سمعان غرب حلب تحمل اسم عفرين أيضا، وهذا دلالة على شيوع الاسم. .
.
وفي آواخر العهد العثماني بُني جسر خشبي على نهر عفرين في عهد السلطان عبد الحميد الثاني حيث تم تأسيس نواة بلدة في عفرين في العهد الفرنسي إلى جانب النهر قبل أن تتحول إلى مركز قضاء ثم منطقة.
.
تأسست قصبة عفرين في حقبة الاحتلال الفرنسي، عام 1922 وألحقت به آنذاك أربع نواح هي: ( راجو، بلبل، الحمام، قطمة).
وكان القضاء تابعاً لولاية حلب في العهد العثماني، وتعريبه (جبل الأكراد). وقد أصدر الرئيس فوزي سلو في عام 1952م مرسوم تشريعي يقضي بإعادة تسمية بعض المحافظات والأقضية باسم مراكزها، ومنها قضاء جبل الأكراد الذي تم إعادة تسميته نسبة إلى المركز الجديد، فبات ( قضاء عفرين).
وقد أنشأت الحكومة السورية أول مدرسة ابتدائية في عفرين مؤلفة من ثمان غرف سنة 1928م، وفي العام ذاته تم إنشاء مخفر وسجون فنية صحية. وانشئت سنة 1929م فيها بلدية وأصبح لها ميزانية من مالية القضاء.
.
عفرین اليوم هي مركز منطقة يتبع إدارياً لمحافظة حلب، تبلغ مساحة المنطقة 1,840.85 كم مربع، ويرتبط بها ست نواح هي ( بلبل، جنديرس، راجو، شران، الشيخ حديد، معبطلي)، وقد بلغ إجمالي عدد سكان عفرين جميعهم في كافة النواحي والقرى والمدن نحو 225 ألف نسمة،واغلب سكانها من الاكراد
.
ويشكل اليزيديون أحد أقدم مظاهر الوجود الكردي في منطقة كرداغ أو كلس، لا يعرف على وجه الدقة زمن وجودهم لكنه وفقاً لبعض المصادر يعود إلى آواخر العهد المملوكي وبداية العهد العثماني في ناحية القصير تحديداً، لكن الثابت هو أن الهجرات الكردية الى المنطقة حدثت من عدة مناطق تقع حالياً ضمن جغرافية تركيا،
ويمكن القول بأن المنطقة شهدت تنوعاً وتعايشاً سكانياً إثنياً ودينياً، فالعرب والأكراد إلى جانب أعداد من التركمان أيضاً، بالإضافة للوجود اليزيدي القديم أيضاً.
.
كانت القرى وما تزال في منطقة عفرين عبارة عن تجمعات صغيرة، تتراوح بين مزرعة يمكن أن تضم ما بين 1-10 منازل، أو قرى صغيرة 10- 100 بيت،
.
لكن القرى والنواحي بدأت تتطور على نحو كبير مع زيادة الاستقرار الزراعي. وكذلك الحال بالنسبة لعفرين، التي بدأت كقرية تضم بلدية، ثم مركز قضاء، ثم باتت منطقة تتبع لها عدة نواحٍ. توضح صور الأقمار الصناعية الملتقطة لمنطقة عفرين قبل 50 عام، بأن المساحة العمرانية للمدينة لم تتجاوز 0.5 كم مربع قبل خمسين عام، لكن مساحتها العمرانية ازدادت قرابة تسعة أضعاف خلال الخمسين سنة الماضية، لتصبح عام 2018 نحو 4.8 كم مربع اليوم، وهي أصغر من المساحة العمرانية لمدينة القامشلي مثلاً بخمس مرات.
.
كانت عفرين مركزاً للكثير من الإمبراطوريات والحضارات، وعاش الهوريين والميتانيين فيها في الفترة 1200 قبل الميلاد، وحكم المنطقة الإمبراطورية الآشورية، تلتها الميدية والفارسية وثم حَكَمَ المنطقة الاسكندر المقدوني (331 قبل الميلاد) وتحولت في عصر الاسكندر المقدوني إلى أهم مركز في المنطقة.
في سنة 64 للميلاد دخل الرومان المنطقة وحكموها، وفي سنة 637 وقعت المنطقة تحت حكم المسلمين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وحكمها العرب في عهد الخلافة الأموية، الأيوبية، العباسية والمملوكية.
في العام 1607 خضعت عفرين للاحتلال العثماني،حيث تم تشريد الكثير من العائلات وتعرض أبناءها إلى الكثير من المجازر على يد السلاطين العثمانيين، وبقيت المنطقة تحت الاحتلال العثماني إلى العام 1922، حيث دخل الفرنسيون المنطقة.
في عهد صلاح الدين الأيوبي كانت عفرين أحد أهم المراكز، لكن وبعد حكم العثمانيين للمنطقة الكثير من أهالي عفرين تركوها وتوزعوا على مختلف المناطق
كما وكانت عفرين ملجأ للكثير من الكرد الذين هجروا من قبل الدولة التركية، من مناطقهم بداية القرن العشرين أثناء الانتفاضات التي حصلت في شمال كردستان،
.
أكثر الشواهد على الحضارة الهورية والميتانية موجودة في إقليم عفرين، كذلك عثر في عفرين على :
• عظام الإنسان العاقل (ناندرتال) في إحدى كهوف عفرين أي إنها كانت مأهولة قبل آلاف السنين.
• وتوجد فيها قلعة النبي هورو (قلعة سيروس) والتي عثر فيها على الكثير من الآثار القديمة تعود لآلاف السنوات،
• وأيضا حصن عين دارا والذي شيد قبل نحو ثلاثة آلاف سنة،
• وقلعة سمعان المعلم التاريخي ذو الأهمية الكُبرى بالنسبة للمسيحيين.
.
كما تشتهر بمناطقها السياحية مثل شلالات جمروك، بحيرة ميدانكي، الباسوطة وغيرها من القرى.
.
المدينة ذات نسيج مزخرف من كافة الثقافات والطوائف،
تضمنت قائمة المواقع المهدمة من قبل الاحتلال التركي والتي أعلن عنها الناشطون:
معبد عين دارا، موقع براد الأثري، آثار منطقة خرابي رهزا، كنيسة علبسكي، آثار موقع النبي هوري/سيروس، مزارات دينية على امتداد عفرين، قبور وأضرحة لبعض الرموز مثل تمثال “كاوا الحداد”، وضريح القديس “مارمارون”، إضافة إلى العديد من الأماكن الأثرية الأخرى،
.
ولمنطقة عفرين أهمية كبيرة على مستويات عدة، الأمر المرتبط بموقعها الجغرافي على الحدود السورية التركية، إضافة إلى طبيعتها التي تجعل منها مكانًا سياحيًا ومصيفًا مميزًا، فضلًا عن مواردها الطبيعية.
.
تضم منطقة عفرين سلاسل جبلية أعلاها الجبل الكبير (كري مازن)، ويمر منها نهر عفرين الذي يعتبر مصدرًا مهمًا للمياه في المنطقة.
.
اعتمدت عفرين على الزراعة والتجارة كموارد أساسية، وخاصة زراعة الزيتون وبيع زيت الزيتون.
ان خصوبة التربة ووفرة المياه في منطقة عفرين جعلها مناسبة لكل الزراعات المتوسطية تشتهر ويعتبر رمزًا فيها زراعة الزيتون . حيث يبلغ عدد أشجار الزيتون نحو 18 مليون، بينما إنتاج الزيت سنويا في الأعوام المثمرة يقدر ب270 ألف طن، وحوالي 75 ألف طن في السنوات الأخرى
كما يزرع فيها الحبوب قمح، عدس، شعير والخضار بأنواعها والقطن والشوندر السكري والحمضيات والتفاح والعنب
كما تزرع العنب، وبساتین التفاح والرمان وغیرها. تناجیهـا هنـا وهنـاك أشـجار السَّـرْ و والجَـوز واللَّـوز والصَّفصـاف والسِّـندیان، وكـروم التـین
وقد انتقلت مصانع ألبسة حلبية عدة إلى عفرين كمكان “لاستثمار آمن لرؤوس الأموال”.بعد احتلال حلب من قبل الارهابيين
كما انتشرت معامل البيرين الذي يمثل وقودًا حيويًا يعتمد على بقايا معاصر الزيتون، إضافة إلى معامل الفحم.
.
ونتيجة لطبيعتها الجبلية وغطائها النباتي الكثيف ووفرة المياه فيها، شكلت عفرين مكانًا سياحيًا مهمًا بالنسبة لسكان الشمال السوري، وبالتحديد سكان محافظتي حلب وإدلب.
ومن أبرز معالمها السياحية بحيرة الميدانكي، وجبل سمعان، ومصايف كفر جنة، لكن الحركة السياحية تراجعت بشكل كبير عقب 2011.
كما تحتوي أماكن أثرية مهمة مثل قلعة سمعان، تل عيندارا، قلعة نبي هوري.
.
يشكل الكرد غالبية سكان منطقة عفرين، مع الإشارة إلى وجود بعض القرى ذات الغالبية العربية في المنطقة
=AZUN9tCod0wAtVDsviAkx8_Vb_ZO2WcqRcFB1cs7ttOuv09jm NgSpL6aa8GVKsRiB2LWnPtoZ7oDDyUkUKP3M31glUNvFQGNVpW 4zaUPAeIij70-vIzRbna3x9frNkckAiMZR_bLtbUcbzf5MlDq59iXn-wCYzJf-QhxJBhkgArL5HqgoiXYZG9JETg03x5aXtY&__tn__=*bH-R]
=AZUN9tCod0wAtVDsviAkx8_Vb_ZO2WcqRcFB1cs7ttOuv09jm NgSpL6aa8GVKsRiB2LWnPtoZ7oDDyUkUKP3M31glUNvFQGNVpW 4zaUPAeIij70-vIzRbna3x9frNkckAiMZR_bLtbUcbzf5MlDq59iXn-wCYzJf-QhxJBhkgArL5HqgoiXYZG9JETg03x5aXtY&__tn__=*bH-R]
=AZUN9tCod0wAtVDsviAkx8_Vb_ZO2WcqRcFB1cs7ttOuv09jm NgSpL6aa8GVKsRiB2LWnPtoZ7oDDyUkUKP3M31glUNvFQGNVpW 4zaUPAeIij70-vIzRbna3x9frNkckAiMZR_bLtbUcbzf5MlDq59iXn-wCYzJf-QhxJBhkgArL5HqgoiXYZG9JETg03x5aXtY&__tn__=*bH-R]
=AZUN9tCod0wAtVDsviAkx8_Vb_ZO2WcqRcFB1cs7ttOuv09jm NgSpL6aa8GVKsRiB2LWnPtoZ7oDDyUkUKP3M31glUNvFQGNVpW 4zaUPAeIij70-vIzRbna3x9frNkckAiMZR_bLtbUcbzf5MlDq59iXn-wCYzJf-QhxJBhkgArL5HqgoiXYZG9JETg03x5aXtY&__tn__=*bH-R]
=AZUN9tCod0wAtVDsviAkx8_Vb_ZO2WcqRcFB1cs7ttOuv09jm NgSpL6aa8GVKsRiB2LWnPtoZ7oDDyUkUKP3M31glUNvFQGNVpW 4zaUPAeIij70-vIzRbna3x9frNkckAiMZR_bLtbUcbzf5MlDq59iXn-wCYzJf-QhxJBhkgArL5HqgoiXYZG9JETg03x5aXtY&__tn__=*bH-R]