"كيمار".. وآثار من عصور مختلفة
------------------------------------
قرية "كيمار" قرية جبلية بلغ عدد سكانها حوالي /3000/ نسمة يعمل سكانها اليوم بزراعة الزيتون والحبوب البعلية كالقمح والشعير وبعض انواع البقوليات إضافةً إلى تربية المواشي كالاغنام والأبقار، يعمل قسم كبير من سكانها في المدن مثل "دمشق" و"حلب" و"عفرين" وغيرها.
.
تقع قرية "كيمار" على "جبل ليلون" على بعد /15/ كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة "عفرين" وتتبعها إدارياً .. كما تقع إلى الشرق من قرية "الباسوطة" بنحو /5/ كم وتتبعها بلديا".. وترتفع /500 /م عن سطح البحر
.
ويتم الوصول إلى "كيمار" عبر عدة طرق هي:
- "طريق حلب – عفرين – الباسوطة – كيمار".
- "طريق حلب – قرية صوغانة – كيمار".
- "طريق حلب – باصوفان – براد – كيمار"
.
قرية "كيمار" التابعة لمنطقة "عفرين" هي إحدى أهم القرى الأثرية في محافظة "حلب" حيث تضم العديد من القصور ودور السكن وكنائس وصهاريج لجمع المياه، ولكن أهم ما يمّيز هذه القرية هو بقايا عمود لناسك مجهول يقع في جنوبها.
.
كانت القرية في العصور القديمة مركزاً هاماً لعصر الزيتون والعنب واستخراج الزيت والخمر ويدل على ذلك آثار المعاصر القديمة المحفورة في الصخور فيها وكذلك الأجران المنتشرة وأحجار الكبس المدوّرة التي كانت تُستخدم في العصر،
في القرية أيضاً مجموعة من آثار الأبنية الدينية (الكنائس) حيث توجد فيها آثار ثلاثة كنائس تعود واعتماداً على نقوشها إلى القرن الخامس الميلادي، إضافةً إلى أبنية أخرى هي على الأغلب مجمّعات سكنية.
.
تطل قرية "كيمار" من أعلى جبل "سمعان" على سهل "عفرين" وقرية "الباسوطة" الشهيرة، ولا يزال سكانها يستعملون صهاريج جمع مياه الأمطار المحفورة في الصخر منذ القرن السادس الميلادي كما تتميز القرية بهوائها العليل مما يجعلها مركز اصطياف ممتاز.
.
بالإضافة إلى الفيلات والدور السكنية الجميلة فإنّ فيها ثلاثة كنائس كما يوجد فيها عمود مجهول يتألف من قاعدة دائرية ضخمة تبعد /13,20/ م عن جدار الكنيسة وفيه ثقب بقطر /13/ سم كان يمر منه أنبوب التصريف النازل من مكان سكن الراهب المجهول في أعلى العمود.
ومن المعروف أنه كان من العار أن ينزل الناسك من على عموده قبل وفاته، ولم يبق من المعبد أو مكان استماع الصلاة سوى الحنية وتبدو من زخرفة طرف عتبة أنها من القرن السادس للميلاد، وإلى الشمال الشرقي من موقع قاعدة العمود كان يوجد دير بأبعاد /10,35×6,75/م تحيط به أروقة ويقع شمال قاعة الاستماع.
.
وفي أسفل الدير توجد مقبرة أرضية وقد توزعت النواويس المحفورة بالصخر، أربعة في الجهة الشرقية وأربعة في الجهة الغربية وقبران في الضلع الشمالي،
.
وللطبقة الأرضية مدخلان :
• الرئيسي من الشرق وأبعاده /1,70 × 0,9/ م، نجفته مزخرفة
• والثاني في الغرب يزيّن مدخله صليب مع الحرفين اليونانيين ألفا وأوميغا،
أما الطبقة العلوية والمؤلفة من غرفة كبيرة فلا شك أنها كانت تستعمل للنوم وقاعة للاجتماعات،
.
ولم يكن بجانب الدير كنيسة وربما كان رهبان الدير يصلون في الكنيسة الصغيرة القائمة قرب عمود الناسك مما يجعلنا نعتقد أنّ الدير يعود للقرن السادس الميلادي.
.
رُسم على الركائز التي تفصل بين معالف الحيوانات المستطيلة - في اصطبل شمال منطقة الآثار - شكل عمود فوقه صليب وشجرتان وفوقه رسم ناسك، وهناك أيضاً رمز للعمود إلى جانب نافذة في بيت غربي الكنيسة التي تعود للقرن السادس الميلادي،
أما في وسط القرية فيوجد برج في طبقته الأرضية حجرة عليها كتابة يونانية ضمن مستطيل وربما كانت الأرضية تضم رفات الناسك.
.
هناك كنيسة في شمال القرية لم يبق منها سوى الغرفة الجنوبية المجاورة للحنية الشرقية والبيما في وسط البهو الرئيسي ودرجات الهيكل مع قواعد الأعمدة التي كانت تفصل بين البهوين الجانبيين والبهو الأوسط وتعود الكنيسة للقرن الخامس الميلادي،
.
كما يوجد في الطرف الشرقي من القرية و قرب الدور السكنية وشمال موقع العمود وقاعدته. معبد ما زال قائماً بأغلب أساساته وحنيته ويوجد في أعلى قوسها صليب وقرص شمس يحيط بهما طاووسان،
يعود تاريخ هذا المعبد إلى العام /572/ م ويتضح ذلك من خلال الكتابة الموجودة قرب الباب، ويُرجّح أن يكون معبداً يزيدياً لأنّ المعابد اليزيدية توجد على أبوابها صلبان متساوية الأطراف وأقراص الشمس وصور لطائر الطاووس فالمعروف أنّ الطائفة اليزيدية تقدس الملك طاووس، علماً أنه توجد في القرية عائلة تعتنق الديانة اليزيدية حتى اليوم وقبل مائة عام كانت قرية "كيمار" كلها تعتنق الديانة اليزيدية ثم اعتنقوا الإسلام مؤخراً.
.
كيمار اليوم قرية كبيرة تتوزع دورها المتواضعة بين أطلال آثار قديمة رائعة ولايزال بعض سكانها يستعملون صهاريج جمع مياه المطر المحفورة منذ القرن السادس الميلادي. وهي تطل على قرية باسوطة مباشرة، وكانت مصيفا لسكان باسوطه فيما مضى، خاصة في العصرين الروماني والبيزنطي. وكان فيها قصور ودور سكن عديدة لاتزال بواباتها شاخصة إلى يومنا هذا. وكان فيها ثلاث كنائس،
◘ بنيت الأولى: في القرن الخامس الميلادي، ولم يبق منها الآن سوى المنبر( بيما ) ودرجات المذبح.
◘ أما الثانية: فقد بنيت في عام 573 م، ولم يبق منها سوى القبة القائمة فوق المذبح، وبعض درجات المذبح، وفي أعلى القمة رسم لطاووسين متقابلين، وهي تقع شرقي القرية حاليا.
◘ أما الثالثة: فهي جزء من المجمع الرهباني القائم حتى الآن خارج القرية،
ويعتبر هذا المجمع لؤلؤة كيمار. وهو يتألف من الكنيسة الموجودة جنوبي القرية، التي بنيت في القرن السادس للميلاد. والعمود الذي كان يقيم عليه (عمودي) للعبادة، وطوله نحو/ 15.68 / مترا، ولاتزال قطعه الكاملة موجودة من يوم سقوطه على الأرض، وعلى بعد 13 م عن الكنيسة.
أما الدير، فلا تزال غرفة واحدة منه موجودة، والباقي مطمور مع المقبرة في الأرض على بعد / 50 / م شمالي شرقي العمود . كما هناك برج للعبادة في وسط القرية.
============================================
مدونة وطن
=AZUKFgFvN-GrjrazIxeQpEZsjX1_cwj4Cepi4JdnV0p-wWYw1IFavZa9AkkqTDhqT0fmpQ51nIuremtfzzNXOJqMldmyjG gsxQyQMqVfg0LytGXKIyj6ARIn5RG5-kWy9BeqkxvnLPXqRlPX52LqPdlZ5BR902YRw27vOKoJFMMnAWd OHBS8IfTz-_IDV1iD33I&__tn__=*bH-R]
=AZUKFgFvN-GrjrazIxeQpEZsjX1_cwj4Cepi4JdnV0p-wWYw1IFavZa9AkkqTDhqT0fmpQ51nIuremtfzzNXOJqMldmyjG gsxQyQMqVfg0LytGXKIyj6ARIn5RG5-kWy9BeqkxvnLPXqRlPX52LqPdlZ5BR902YRw27vOKoJFMMnAWd OHBS8IfTz-_IDV1iD33I&__tn__=*bH-R]
=AZUKFgFvN-GrjrazIxeQpEZsjX1_cwj4Cepi4JdnV0p-wWYw1IFavZa9AkkqTDhqT0fmpQ51nIuremtfzzNXOJqMldmyjG gsxQyQMqVfg0LytGXKIyj6ARIn5RG5-kWy9BeqkxvnLPXqRlPX52LqPdlZ5BR902YRw27vOKoJFMMnAWd OHBS8IfTz-_IDV1iD33I&__tn__=*bH-R]
=AZUKFgFvN-GrjrazIxeQpEZsjX1_cwj4Cepi4JdnV0p-wWYw1IFavZa9AkkqTDhqT0fmpQ51nIuremtfzzNXOJqMldmyjG gsxQyQMqVfg0LytGXKIyj6ARIn5RG5-kWy9BeqkxvnLPXqRlPX52LqPdlZ5BR902YRw27vOKoJFMMnAWd OHBS8IfTz-_IDV1iD33I&__tn__=*bH-R]
=AZUKFgFvN-GrjrazIxeQpEZsjX1_cwj4Cepi4JdnV0p-wWYw1IFavZa9AkkqTDhqT0fmpQ51nIuremtfzzNXOJqMldmyjG gsxQyQMqVfg0LytGXKIyj6ARIn5RG5-kWy9BeqkxvnLPXqRlPX52LqPdlZ5BR902YRw27vOKoJFMMnAWd OHBS8IfTz-_IDV1iD33I&__tn__=*bH-R]