‏‏ألين جوفروا فنانة رائدة تخرجت من محترفات الألبا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ‏‏ألين جوفروا فنانة رائدة تخرجت من محترفات الألبا


    ‏‏ألين جوفروا فنانة رائدة تخرجت من محترفات الألبا ..
    عرضت منذ مطلع الخمسينات، وبعد غياب تعود إلى الأضواء ..
    ـ أديب مخزوم ـ 17 / 9 / 2023


    ألين جوفروا Aline G. Nasri فنانة تشكيلية فرنسية ـ سورية رائدة ( ولدت في اللاذقية عام 1930من أب فرنسي وأم سورية ) ودرست الفن في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (ALBA ) ومن أساتذتها الفنان اللبناني الرائد قيصر الجميل ، كما تابعت دراستها في أكاديمية الفنون الجميلة في روما ، وأختصت بالمواضيع التي تمثل الأحياء والأثار والجدران القديمة ، وشاركت منذ مطلع الخمسينات بمعارض جماعية تحت رعاية اليونسكو في بيروت، وحازت على جائزة اليونسكو للتصوير المائي في منتصف الخمسينات . وتوزعت معارضها الفردية منذ مطلع الستينات وحتى نهاية الثمانينات بين بيروت واللاذقية ودمشق وحلب وباريس ( أقامت تسعة معارض فردية )، إضافة لمشاركاتها في بعض المعارض داخل سورية وخارجها. إلا أنها ومنذ مطلع التسعينات بدأت تعمل بصمت، بعيداً عن أضواء صالات العرض ، بسبب إنشغالها باسرتها ، وأيضاً بسبب إقامتها في اللاذقية، وبعدها عن دمشق ، علماً أنها لم تنقطع عن مرسمها ، ولا تزال تتردد عليه بشكل يومي ، رغم تجاوزها العقد التاسع من عمرها، وخطوتها القادمة تتمثل في العودة إلى إقامة المعارض الفردية والمشاركات ، وستكون لها لوحة في معرض الإحتفاء بالراحل الكبير عمر حمدي في 18 تشرين أول 2023 في ثقافي كفر سوسة .
    وأول ما يثير الإهتمام أنها كانت في مستهل مشوارها الفني تحمل لوحاتها وألوانها وتخرج إلى الطبيعة وترسم في الهواء الطلق ( وخاصة الأماكن القديمة والمشاهد البحرية ) وكان الناس يتجمعون حولها ويغموروها بالتقدير والاحترام ، بخلاف ما كانت تتصوره، وبعكس الإعتقاد السائد والقائل: أن الناس في مجتمعنا لايلتفتون إلى اللوحة وصاحبها، ولا يعيرونها إهتماماً. والرسم في الهواء الطلق كان يشكل خطوة ثورية ، وخاصة في تلك المرحلة، وهي تستحق عليه كل احترام وتقدير واعجاب .. وهذه خطوة ايضاً في اتجاه تحرير المرأة العربية من المألوف الاجتماعي .
    ولأن اللاذقية لا حراك فني فيها مثل دمشق، وخاصة في مراحل سابقة، كانت مغامرة الرسم أمام الجمهور ، أصعب وأكثر جرأة، وكانت تجربة مشوقة جدا ، وقادرة على كسر المألوف ، وقد تكون أول فتاة في اللاذقية ترسم المواضيع في الهواء الطلق.
    ورغم أنها نوعت في مواضيعها، وركزت على تقنية الألوان المائية المتخصصة بها، إلا أن مواضيع الأوابد الحضارية والعمارة القديمة والمشاهد البحرية والريفية هي أكثر المواضيع التي جسدتها، مع إضفاء عنصر التبسيط والأختصار، رغم أن إنطلاقتها كانت برسم الأجساد العارية، أو الموديلات الموجودة في المحترف الأكاديمي ( الألبا ـ بيروت ) .
    وعلى الصعيد التشكيلي والتقني نجد بعض العناصر المعمارية القديمة وصولاً الى معالجة الوجوه والزهور والمواضيع المختلفة، تتدرج من الواقعية التعبيرية إلى التشكيل الطفولي والفطري ، وهذا التنقل يعبر عن تموجات الحالة الداخلية ، التي كانت تعيشها أثناء إنجاز اللوحة، وكل ذلك في خطوات إيجاد القوة الإيحائية لعناصرها التعبيرية العفوية، بحركاتها المتنوعة، ومساحاتها المتجاورة والمتداخلة ، التي تحددها في أحيان كثيرة خطوط شاقولية وأفقية، مايؤكد النزعة الهندسية المعمارية في فراغ السطح التصويري ، رغم أن هذا الهاجس ليس نهائياً، كونها تخرج عن السياق التشكيلي الهندسي في بعض اللوحات الأخرى .
    ولاشك في أنها تعمل لإيجاد علاقة خاصة بين خط الرسم في تجلياته وإيقاعاته المتنوعة للوصول إلى لوحة تشكيلية حديثة ومعاصرة، لاتقع في هاوية الخطاب التقريري المباشر، وإنما تترك للعفوية اللونية مكاناً بارزاً، فهي تغوص في التلخيص والتبسيط باحثة في حركات الخطوط وإيقاعات اللون عن عوالمها الداخلية، فتتحول الأشكال المرسومة، إلى اختصارات تتألق فيها الأضواء والألوان الشفافة والشاعرية .‏
    وهذا يعني أن لوحاتها، تحمل مواصفات البحث عن لغة فنية مرتبطة بهواجسها الثقافية والفلسفية والمعرفية ، القائمة على أساس التمرد والرفض لمجمل الطروحات الصالونية الجاهزة، وبالتالي المجاهرة بالطروحات الثقافية الرافضة للنهج الإنموذجي الأكاديمي، والساعية لإيجاد ملامح لتنويعات تعبيرية جديدة متطورة من ذاتها ولذاتها، خارج إغراءات السوق الفني الاستهلاكي.
    هكذا تظهر رموز ألين جوفروا التعبيرية التلقائية، التي تروي من خلالها حكايتها مع مشاعرها ، القادمة من بقايا معطيات ذكرياتها الهاربة والضائعة والمنسية. وفي أعمالها نجد بعض الشفافية، والابتعاد عن الكثافة اللونية، كونها تتعامل مع ألوان مائية، كما تعود أحياناً إلى تشكيل بقايا معطيات أحلام طفولتها المستعادة، والمقروءة في بعض لوحاتها . وهكذا أبرزت في لوحاتها ، علاقتها المباشرة، وغير المباشرة، بجمالية اللوحة الفنية الحديثة، في حالات تجسيد المواضيع المختلفة والمشاهد المحيطة بمدينتها، وفي مقدمتها تركيزها لإظهار جمالية أقواس وقباب وأعمدة وجدران العمارة القديمة . وأبرزت تداخلات لونية وخطية مختلفة، في تحولاتها نحو أجواء التشكيل العفوي المتداخل مع خلفية اللوحة بألوان مدروسة ومحددة، كما تهتم بإبرازالمساحات والضربات المتتابعة والمتجاورة، والتي تظهر شاعريتها اللونية، مؤكدة حيوية انفتاحها على جمالية اللوحة الفنية الحديثة والمعاصرة، في تنويعاتها التعبيرية المتقاربة والمتداخلة مع هواجسها الطفولية الحية والمتجددة.‏‏
    ‏‏كل ذلك برؤية فنية حديثة، أتخدتها منطلقاً في خطوات الوصول الى التعبير الفني المطلوب، وهذا يعمل على التخفيف من حدة ظهور الصورة الواقعية التقليدية في فراغ السطح التصويري . والهاجس الطفولي يخفف من حدة المعاناة اليومية المعاشة في الزمن الراهن عبرلمسات الخطوط وفسحات اللون والضوء .‏‏
    هكذا يظهر الهاجس التلويني االعفوي، كعنصر رئيسي في مجمل لوحاتها، ولهذا فهي لا تعطي أهمية للون ذي المرجعية الواقعية . واللمسات والحركات والمناخات اللونية، تكشف في جوهرها عن هواجس البحث عن أسلوب فني يعكس إيقاعات التفاعل والانفتاح على الطروحات الثقافية الحديثة والمعاصرة، ولهذا جاءت التجربة التشكيلية والتقنية في لوحاتها، معتمدة على أسلوب التبسيط الشكلي العفوي، وعلى طريقة توليف العناصر التعبيرية في اكثر الاحيان، وهدا ساهم في أغناء اللوحة وإظهار قيمتها الفنية والتشكيلية الحديثة والمعاصرة .
    =AZXdqzlOFrTukO4HLV9lVX4pHHbD2y0DjM6hxS9z_HHRPhvSp mOFGlUlOM-zcK2_0nOR4f3i3Pw8BsIQLcuFfaCTePbXjs7FCWZhb0ZrUPMDz CsJ6-nFeTEQjYCsFCl2Ydc&__tn__=*bH-R]
    =AZXdqzlOFrTukO4HLV9lVX4pHHbD2y0DjM6hxS9z_HHRPhvSp mOFGlUlOM-zcK2_0nOR4f3i3Pw8BsIQLcuFfaCTePbXjs7FCWZhb0ZrUPMDz CsJ6-nFeTEQjYCsFCl2Ydc&__tn__=*bH-R]
    =AZXdqzlOFrTukO4HLV9lVX4pHHbD2y0DjM6hxS9z_HHRPhvSp mOFGlUlOM-zcK2_0nOR4f3i3Pw8BsIQLcuFfaCTePbXjs7FCWZhb0ZrUPMDz CsJ6-nFeTEQjYCsFCl2Ydc&__tn__=*bH-R]
    =AZXdqzlOFrTukO4HLV9lVX4pHHbD2y0DjM6hxS9z_HHRPhvSp mOFGlUlOM-zcK2_0nOR4f3i3Pw8BsIQLcuFfaCTePbXjs7FCWZhb0ZrUPMDz CsJ6-nFeTEQjYCsFCl2Ydc&__tn__=*bH-R]
    =AZXdqzlOFrTukO4HLV9lVX4pHHbD2y0DjM6hxS9z_HHRPhvSp mOFGlUlOM-zcK2_0nOR4f3i3Pw8BsIQLcuFfaCTePbXjs7FCWZhb0ZrUPMDz CsJ6-nFeTEQjYCsFCl2Ydc&__tn__=*bH-R]
    +4


يعمل...
X