عزالدين نجيب المثقف والرسام والكاتب المختلف يقف مثل علامة استفهام
نجيب الذي عاش الجزء الأكبر من حياته مرتحلا تعرف من خلال أسفاره على طبيعة مصر بكل تضاريسها.
الأحد 2023/10/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المعلم المصري في نزاهته
ما بين الكتابة والرسم استرسل في رحلته لاكتشاف الأعماق وفي طريقه إلى الأعماق كان يعرض نفسه لأسئلة المصير. رجل استفهامي عاش حياته بشعور عميق بالمسؤولية باعتباره نموذجا للمثقف العضوي الذي لا يتحقق وجوده إلا من خلال انتمائه إلى الشعب في مختلف حالاته.
فرض عزالدين نجيب الذي خطفه الموت قبل أيام قليلة مفهومه لشخصية المثقف من خلال سلوكه اليومي ولم يكن رجل نظريات عارضة أو مرتجلة. في كل ما فعله كان يستند إلى مرجعيات سياسية فتحت الباب على ما هو اجتماعي، بطريقة وضعت الفن والأدب في مواجهة قدر جمالي مختلف.
المقيم في زوال الأشياء
كانت حياته رحلة، مسافاتها أهلته لأن يقف في مقدمة المحتجين على ثقافة الاستهلاك والتبسيط والتفاهة والنفاق والسذاجة التي صارت تحاصر الوضع البشري بشروطها وتجلياتها. لا يزال كتابه “الصامتون” صادما ومفاجئا وعنيفا. كتاب هو أشبه بصرخة النرويجي إدفارد مونخ.
في كل ما كتبه ورسمه لم يكن رجل متعة. غير أنه كان جادا بطريقة ساحرة وأخاذة. صدقه في طرح قضيته يكشف عن فهم عميق لتفاصيلها وهو ما أبعد عنه شبهة السياسة. فنجيب يمثل قلة من المثقفين العرب الذين أدركوا أن تغيير المجتمع لا يتم إلا من داخله وليس من خلال الإملاءات الفوقية.
المؤرخ الموثق والمنقب والباحث كلهم كانوا في خدمة الرسام.
رسم عزالدين نجيب باعتباره سليل حضارة لم تنقطع. وهو ما كان له أثر في كتاباته النقدية التي لم ترُق للكثيرين بسبب صراحتها وعزوفها عن النفاق الثقافي. كرهه الكثيرون وهو الذي لم يكتب ليكون محبوبا.
كان هدفه أن يعيد لمفهوم “ابن الشعب” مزاجه الثقافي الرفيع. لذلك لم يكن شعبويا بل كان صارما في صنع المسافات التي يتحدد من خلالها دور المثقف في صياغة مستقبل مجتمعه.
لطالما حلم الفنانون التشكيليون بأن ينالوا لفتة منه بسبب نزاهته وعفته اللتين جعلتاه يقف وحيدا.
تبقى رحلته إلى بلاد النوبة أشبه بالرحلات الأسطورية إلى بلاد ستختفي ولن يعود لها وجود بعد أن تغمرها المياه. من خلال تلك الرحلة بقي صوت نجيب نقيا وصافيا وهو يخاطبنا من الأعماق مخترقا زمنين؛ زمنا يعود إلى بلاد غمرها الطوفان وآخر يتطلع إلى المستقبل.
لقد سحرته فكرة أن يكون موجودا في الأشياء الأصيلة الزائلة، فكان يرسم ويكتب كما لو أن كل شيء سيبقى في مكانه.
الباحث عن الحقيقة
ولد محمد عزالدين نجيب عام 1940 في مدينة مشتول سوق بمحافظة الشرقية. انتقل عام 1957 إلى القاهرة وهناك أكمل دراسته وتخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1962. بعدها بسنة بدأ حياته العملية في بعثة مرسم الأقصر. عام 1964 قام برحلة شخصية إلى النوبة القديمة كان الغرض منها توثيق مشاهد المنطقة التي ستختفي من الوجود بعد أن تغمرها مياه السد العالي. نال شهادة الدبلوم العليا عام 1975.
انتخب عام 1995 رئيسا لجمعية أتيليه القاهرة بعد أن كان سكرتيرا لها منذ عام 1976.
أصدر نجيب ثلاثة كتب قصصية هي “أيام العز” و”المثلث الفيروزي” و”أغنية الدمية”. أما كتابه القصصي الرابع وهو “عيش وملح” فقد كان مشتركا مع آخرين. كما أصدر رواية بعنوان “نداء الواحة”.
أسس جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة.
في مجال الكتابة النقدية كان واحدا من أهم نقاد الفن العرب. نشر مئات المقالات في الصحف والمجلات المتخصصة كما أصدر الكتب التالية:
“فجر التصوير المصري” و”التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر” و”فنانون وشهداء” و”أنشودة الحجر” و”الإبداع والثورة” عن الفنان حامد عويس و”الكلمة – الريشة – الموقف” و”رسوم الزنزانة” الذي أصدره عام 2014. كما ألف نجيب كتبا عن عدد من رواد الفن التشكيلي في مصر إضافة إلى تأليفه موسوعة الفنون التشكيلية التي صدرت عام 1985 بثلاثة أجزاء.
يعتبر كتابه “الصامتون” الذي صدر عام 1985 واحدا من الكتب النادرة والعميقة التي عالجت مسألة الثقافة والديمقراطية في الريف المصري.
“صيادون وقوارب” هو عنوان معرضه الشخصي الأول الذي أقامه عام 1965 وكان قد أقام قبل سنة معرضا مشتركا مع الفنان زهران سلامة بعنوان “من وحي السد العالي”. بعد ذلك أقام الفنان 26 معرضا شخصيا كان آخرها بعنوان “60 عاما من المقاومة والبعث” الذي أقامه في قاعة ضي بالمهندسين في القاهرة.
تنقل عزالدين نجيب بين قرى مصر ومدنها مدفوعا بهاجس البحث عن جوهر الحياة الحقيقية الذي تعرض للاندثار بسبب انتشار ثقافة الاستهلاك المعولمة، بكل ما حملته معها من مظاهر غلبت بقوة نفوذها الطابع الأصيل لأداء الإنسان المصري في حياته اليومية. كان ذلك الصدام هو موضوعه الأثير الذي عمل عليه رساما وباحثا وقاصا. من خلاله تسلل إلى قضيته السياسية ذات الطابع الاجتماعي التي تهدف إلى الدفاع عن أصالة سبل العيش من خلال تكريس نوع نزيه من الوعي، صار يختفي تدريجيا من الجدل الثقافي.
المعادلات التي عمل نجيب على تفعيلها وتكريس تأثيرها على المجتمع هي معادلاته الشخصية التي وهبته مكانة خاصة في التاريخ الثقافي المصري المعاصر. فمَن يطلع على سيرته رساما وناقدا فنيا وباحثا لا بد أن يجمع ذلك التنوع في شخصية رجل الفكر المناضل الذي دخل إلى السجن لأسباب فكرية وليس لأسباب حزبية.
في كل ما فعله نجيب هناك جانب حيوي يتلخص في علاقة المثقف بالواقع. وهي علاقة ليست واقعية بالضرورة من جهة شروطها التي تمتد إلى أماكن خفية، يساهم الخيال في إثرائها.
نجيب الذي عاش الجزء الأكبر من حياته مرتحلا تعرف من خلال أسفاره على طبيعة مصر بكل تضاريسها ومن خلالها تسلل إلى الروح المصرية في غناها التعبيري. هناك حيث يقيم الواقع وما تحته من طبقات هي عبارة عن مجموعة من لغات التعبير التي تتصادم في ما بينها لتصل إلى انسجام إيقاعها.
المصري في خلاصاته
الرسام كتب والكاتب رسم. ولكن الواقع ليس كذلك. عزالدين تجده في رسومه كما في كتاباته القصصية والنقدية هو المثقف المعارض. تلك هي الدرجة التي يشعر فيها بالاطمئنان إلى نقاء سريرته ونزاهته الروحية.
يمكنك بيسر أن تتعرف على مصريته ما إن تلقي نظرة سريعة على واحدة من لوحاته. الأمر نفسه يحدث حين تقرأ سطرا من كتاب له. لغته في الحالين واحدة وهي تشير إلى مصريته التي تشرب بها وصارت جزءا من عاداته في الرسم كما في الكتابة.
إنه مصري بعمق وأصالة وتحد. غير أن ما يميز عزالدين ناقدا فنيا أنه لم يكن حكائيا. كان يعالج موضوعاته بما يفرضه النظر من خلاصات لا تخلو من أحكام متشددة.
غير أن ذلك المتشدد الذي أغضب الكثيرين والمعارض الذي انحاز إلى حريته كان يخفي بتواضع شخصية المعلم الذي لا يمكن إنكار أثره في الثقافة البصرية في مصر.
لا يحتاج عزالدين نجيب إلى أن يُستعاد رساما وكاتبا قصصيا وناقدا فنيا وإن كان فعلها حين أقام معرضا استعاديا لرسومه عام 2018. ذلك لأن كل ما تركه من صدمات في الثقافة المصرية المعاصرة سيذكّر به. فهو نموذج المثقف المختلف الذي يقف مثل علامة استفهام في مفترق الطرق.
عزالدين نجيب هو معلم أجيال ستكتشف مصريتها من خلاله.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
فاروق يوسف
كاتب عراقي
نجيب الذي عاش الجزء الأكبر من حياته مرتحلا تعرف من خلال أسفاره على طبيعة مصر بكل تضاريسها.
الأحد 2023/10/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المعلم المصري في نزاهته
ما بين الكتابة والرسم استرسل في رحلته لاكتشاف الأعماق وفي طريقه إلى الأعماق كان يعرض نفسه لأسئلة المصير. رجل استفهامي عاش حياته بشعور عميق بالمسؤولية باعتباره نموذجا للمثقف العضوي الذي لا يتحقق وجوده إلا من خلال انتمائه إلى الشعب في مختلف حالاته.
فرض عزالدين نجيب الذي خطفه الموت قبل أيام قليلة مفهومه لشخصية المثقف من خلال سلوكه اليومي ولم يكن رجل نظريات عارضة أو مرتجلة. في كل ما فعله كان يستند إلى مرجعيات سياسية فتحت الباب على ما هو اجتماعي، بطريقة وضعت الفن والأدب في مواجهة قدر جمالي مختلف.
المقيم في زوال الأشياء
كانت حياته رحلة، مسافاتها أهلته لأن يقف في مقدمة المحتجين على ثقافة الاستهلاك والتبسيط والتفاهة والنفاق والسذاجة التي صارت تحاصر الوضع البشري بشروطها وتجلياتها. لا يزال كتابه “الصامتون” صادما ومفاجئا وعنيفا. كتاب هو أشبه بصرخة النرويجي إدفارد مونخ.
في كل ما كتبه ورسمه لم يكن رجل متعة. غير أنه كان جادا بطريقة ساحرة وأخاذة. صدقه في طرح قضيته يكشف عن فهم عميق لتفاصيلها وهو ما أبعد عنه شبهة السياسة. فنجيب يمثل قلة من المثقفين العرب الذين أدركوا أن تغيير المجتمع لا يتم إلا من داخله وليس من خلال الإملاءات الفوقية.
المؤرخ الموثق والمنقب والباحث كلهم كانوا في خدمة الرسام.
رسم عزالدين نجيب باعتباره سليل حضارة لم تنقطع. وهو ما كان له أثر في كتاباته النقدية التي لم ترُق للكثيرين بسبب صراحتها وعزوفها عن النفاق الثقافي. كرهه الكثيرون وهو الذي لم يكتب ليكون محبوبا.
كان هدفه أن يعيد لمفهوم “ابن الشعب” مزاجه الثقافي الرفيع. لذلك لم يكن شعبويا بل كان صارما في صنع المسافات التي يتحدد من خلالها دور المثقف في صياغة مستقبل مجتمعه.
لطالما حلم الفنانون التشكيليون بأن ينالوا لفتة منه بسبب نزاهته وعفته اللتين جعلتاه يقف وحيدا.
تبقى رحلته إلى بلاد النوبة أشبه بالرحلات الأسطورية إلى بلاد ستختفي ولن يعود لها وجود بعد أن تغمرها المياه. من خلال تلك الرحلة بقي صوت نجيب نقيا وصافيا وهو يخاطبنا من الأعماق مخترقا زمنين؛ زمنا يعود إلى بلاد غمرها الطوفان وآخر يتطلع إلى المستقبل.
لقد سحرته فكرة أن يكون موجودا في الأشياء الأصيلة الزائلة، فكان يرسم ويكتب كما لو أن كل شيء سيبقى في مكانه.
الباحث عن الحقيقة
ولد محمد عزالدين نجيب عام 1940 في مدينة مشتول سوق بمحافظة الشرقية. انتقل عام 1957 إلى القاهرة وهناك أكمل دراسته وتخرج من كلية الفنون الجميلة عام 1962. بعدها بسنة بدأ حياته العملية في بعثة مرسم الأقصر. عام 1964 قام برحلة شخصية إلى النوبة القديمة كان الغرض منها توثيق مشاهد المنطقة التي ستختفي من الوجود بعد أن تغمرها مياه السد العالي. نال شهادة الدبلوم العليا عام 1975.
انتخب عام 1995 رئيسا لجمعية أتيليه القاهرة بعد أن كان سكرتيرا لها منذ عام 1976.
أصدر نجيب ثلاثة كتب قصصية هي “أيام العز” و”المثلث الفيروزي” و”أغنية الدمية”. أما كتابه القصصي الرابع وهو “عيش وملح” فقد كان مشتركا مع آخرين. كما أصدر رواية بعنوان “نداء الواحة”.
أسس جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة.
في مجال الكتابة النقدية كان واحدا من أهم نقاد الفن العرب. نشر مئات المقالات في الصحف والمجلات المتخصصة كما أصدر الكتب التالية:
“فجر التصوير المصري” و”التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر” و”فنانون وشهداء” و”أنشودة الحجر” و”الإبداع والثورة” عن الفنان حامد عويس و”الكلمة – الريشة – الموقف” و”رسوم الزنزانة” الذي أصدره عام 2014. كما ألف نجيب كتبا عن عدد من رواد الفن التشكيلي في مصر إضافة إلى تأليفه موسوعة الفنون التشكيلية التي صدرت عام 1985 بثلاثة أجزاء.
يعتبر كتابه “الصامتون” الذي صدر عام 1985 واحدا من الكتب النادرة والعميقة التي عالجت مسألة الثقافة والديمقراطية في الريف المصري.
“صيادون وقوارب” هو عنوان معرضه الشخصي الأول الذي أقامه عام 1965 وكان قد أقام قبل سنة معرضا مشتركا مع الفنان زهران سلامة بعنوان “من وحي السد العالي”. بعد ذلك أقام الفنان 26 معرضا شخصيا كان آخرها بعنوان “60 عاما من المقاومة والبعث” الذي أقامه في قاعة ضي بالمهندسين في القاهرة.
تنقل عزالدين نجيب بين قرى مصر ومدنها مدفوعا بهاجس البحث عن جوهر الحياة الحقيقية الذي تعرض للاندثار بسبب انتشار ثقافة الاستهلاك المعولمة، بكل ما حملته معها من مظاهر غلبت بقوة نفوذها الطابع الأصيل لأداء الإنسان المصري في حياته اليومية. كان ذلك الصدام هو موضوعه الأثير الذي عمل عليه رساما وباحثا وقاصا. من خلاله تسلل إلى قضيته السياسية ذات الطابع الاجتماعي التي تهدف إلى الدفاع عن أصالة سبل العيش من خلال تكريس نوع نزيه من الوعي، صار يختفي تدريجيا من الجدل الثقافي.
المعادلات التي عمل نجيب على تفعيلها وتكريس تأثيرها على المجتمع هي معادلاته الشخصية التي وهبته مكانة خاصة في التاريخ الثقافي المصري المعاصر. فمَن يطلع على سيرته رساما وناقدا فنيا وباحثا لا بد أن يجمع ذلك التنوع في شخصية رجل الفكر المناضل الذي دخل إلى السجن لأسباب فكرية وليس لأسباب حزبية.
في كل ما فعله نجيب هناك جانب حيوي يتلخص في علاقة المثقف بالواقع. وهي علاقة ليست واقعية بالضرورة من جهة شروطها التي تمتد إلى أماكن خفية، يساهم الخيال في إثرائها.
نجيب الذي عاش الجزء الأكبر من حياته مرتحلا تعرف من خلال أسفاره على طبيعة مصر بكل تضاريسها ومن خلالها تسلل إلى الروح المصرية في غناها التعبيري. هناك حيث يقيم الواقع وما تحته من طبقات هي عبارة عن مجموعة من لغات التعبير التي تتصادم في ما بينها لتصل إلى انسجام إيقاعها.
المصري في خلاصاته
الرسام كتب والكاتب رسم. ولكن الواقع ليس كذلك. عزالدين تجده في رسومه كما في كتاباته القصصية والنقدية هو المثقف المعارض. تلك هي الدرجة التي يشعر فيها بالاطمئنان إلى نقاء سريرته ونزاهته الروحية.
يمكنك بيسر أن تتعرف على مصريته ما إن تلقي نظرة سريعة على واحدة من لوحاته. الأمر نفسه يحدث حين تقرأ سطرا من كتاب له. لغته في الحالين واحدة وهي تشير إلى مصريته التي تشرب بها وصارت جزءا من عاداته في الرسم كما في الكتابة.
إنه مصري بعمق وأصالة وتحد. غير أن ما يميز عزالدين ناقدا فنيا أنه لم يكن حكائيا. كان يعالج موضوعاته بما يفرضه النظر من خلاصات لا تخلو من أحكام متشددة.
غير أن ذلك المتشدد الذي أغضب الكثيرين والمعارض الذي انحاز إلى حريته كان يخفي بتواضع شخصية المعلم الذي لا يمكن إنكار أثره في الثقافة البصرية في مصر.
لا يحتاج عزالدين نجيب إلى أن يُستعاد رساما وكاتبا قصصيا وناقدا فنيا وإن كان فعلها حين أقام معرضا استعاديا لرسومه عام 2018. ذلك لأن كل ما تركه من صدمات في الثقافة المصرية المعاصرة سيذكّر به. فهو نموذج المثقف المختلف الذي يقف مثل علامة استفهام في مفترق الطرق.
عزالدين نجيب هو معلم أجيال ستكتشف مصريتها من خلاله.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
فاروق يوسف
كاتب عراقي