الممثل عماد رشاد: الدراما التلفزيونية أنصفتني وعوضت غيابي عن السينما
التلفزيون خلال الفترة الأخيرة أصبح هو أيضا يخلق نجوما كبارا في الفن ولهم مكانة وقيمة لا يستهان بهما.
السبت 2023/10/07
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الفنانون الجدد محظوظون جدا
بغداد - يعد الفنان المصري والعربي عماد رشاد أحد الممثلين الذين لهم مسيرة هادئة في عالم الفن، مسيرة لم تسلط عليها الأضواء كثيرا لكنها ثبتت اسمه كواحد من أهم الممثلين في الدراما العربية التي خاض أولى تجاربه فيها منذ ثمانينات القرن الماضي.
درس رشاد في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد التخرج تعرف على المخرج محمد فاضل واختاره للمشاركة للمرة الأولى في سهرة تلفزيونية بعنوان “البيانو”، كما رشحه كل من محمود ياسين ونيللي من أجل مشاركتهما في بطولة “مع تحياتي لأستاذي العزيز” وهو ما ساعد في تعريفه على نحو كبير بالجمهور المصري. واستمر في العمل بين المسرح والسينما والتلفزيون، فعمل في المسرح من خلال مسرحيات: “دبابيس”، “راقصة قطاع عام”، “على بلاطة” و”مرسي عاوز كرسي”. كما شارك في مسلسلات وفوازير “التمبوكا”، “ألف ليلة وليلة” و”عائلة الأستاذ شلش”. وفي السينما شارك في أفلام “الأستاذ يعرف أكثر”، “المحترفون”، “أمريكا شيكا بيكا” و”إشارة مرور”.
يقول الفنان المصري عن بداياته “أنا منحدر من أسرة تمتهن التجارة، فوالدي كان تاجرا وعملت معه لفترة من الزمن خلال الإجازات الصيفية، إلا أن هناك شيئا كان يسحبني نحو الفن لاسيما أنه كان في أسرتي من يعمل في مجال الفن كالمخرج الكبير أحمد ضياءالدين، وكان الفنانون يترددون على بيتنا كالفنان الراحل شكري سرحان، وعماد حمدي”.
يستهويني أن أجسد شخصية تستفزني لم أجسدها سابقا، لأخرج كل ما لدي من إمكانات فنية
وأضاف “لذلك لم أكن أريد أن أستمر في مجال التجارة، وكان لدي هاجس بأني سأكون فنانا، فدخلت الفن وتخليت عن عملي التجاري بسبب حبي وشغفي للفن، تاركاً وراء ظهري كل الامتيازات المالية والاجتماعية التي كنت أجنيها من التجارة”.
وتابع “كان أول عمل فني يجمعني مع الجمهور هو فوازير ‘التمبوكا’ عام 1980، مع الفنانة نيللي من خلال صوتي فقط قبل أن يراني أحد من الجمهور، فقدمت 29 حلقة من الفوازير التلفزيونية بالصوت فقط، وكان الجمهور متشوقا لرؤية صاحب الصوت فظهرت في الحلقة 30 الأخيرة بصوتي وشكلي أمام الجمهور، وكانت لحظة جميلة لم أتوقعها حين رأيت تفاعل الجمهور معي إلى درجة أن بعض الجماهير اتصلوا بمبنى التلفزيون المصري مطالبين ببث الحلقة الأخيرة من الفوازير مرة ثانية ليتسنى لمن لم يشاهد ظهوري في الحلقة الأخيرة من المسرحية، وفعلا تم بث الحلقة مرتين متتاليتين في ليلة العيد آنذاك، لذلك عرفني الجمهور بصوتي قبل أن يراني”.
وأردف بالقول “كانت لي حصة كبيرة من الفوازير التلفزيونية في الثمانينات، حيث كانت الشوارع تخلو من المارة حين تبث حلقة من الفوازير في التلفزيون، الفوازير كان لها الفضل الكبير عليّ فمن خلالها عرفني الجمهور وأصبحت وجهاً مألوفاً لدى الناس وهذا ما ساعدني لاحقاً في أعمالي الفنية، رغم أني لم أكن مهووساً بالنجومية والشهرة بل كان يشغلني كيف استمتع بمهنتي وأقدم كل ما هو جميل ومؤثر”.
وأشار إلى أن “أعمالي في السينما كانت نوعا وليست كما فلم يكن لدي رصيد كبير في السينما كوني اشتركت بعدد من الأفلام التي كانت تسمى بأفلام (المقاولات) السيئة في بداية الثمانينات، فكانت تلك الأفلام قاتلة لأي فنان يشترك فيها كونها أفلام غير احترافية وضعيفة فنياً لذلك كنت غير راض على نفسي لاشتراكي بهذه الأفلام، لكن كانت لدي أفلام أفتخر بها كفيلم ‘لا تدمرني معك’ وفيلم ‘أمريكا شيكا بيكا’ وغيرها”.
وأوضح “أعمالي التلفزيونية أنصفتني نفسيا وفنيا وعوضت عن ظهوري القليل في السينما، كوني من الفنانين الذين ينتمون إلى التلفزيون وأستمتع كثيرا بأعمالي التلفزيونية، على الرغم من أن العمل في السينما يحقق حضورا طاغيا إلا أن التلفزيون خلال الفترة الأخيرة أصبح أيضا يخلق نجوما كبارا في الفن ولهم مكانة وقيمة لا يستهان بهما، بدليل أن نجوم السينما بدؤوا يتعاملون مع الأعمال التلفزيونية إلى جانب أعمالهم السينمائية بصورة متوازية”.
"جيلنا من الفنانين لم يظهر بسهولة إلى الساحة الفنية إلا بعد جهد وعمل دؤوب، خلافاً للمعايير الفنية السائدة اليوم، فممكن من خلال عمل واحد يولد نجم بكل سهولة"
وأضاف “أهم محطاتي الفنية التي قدمتها كانت من خلال الفوازير، وأيضا مسلسل ‘الأيام’ الذي يروي سيرة الراحل طه حسين من بطولة الفنان الراحل أحمد زكي، ولعبت في المسلسل شخصية محمود أخ الراحل طه حسين الذي توفي بمرض الكوليرا”.
وعن تقييمه للفنانين الشباب، أكد رشاد أن “جيلنا من الفنانين لم يظهر بسهولة إلى الساحة الفنية إلا بعد جهد وعمل دؤوب، خلافاً للمعايير الفنية السائدة اليوم، فممكن من خلال عمل واحد يولد نجم بكل سهولة”.
وأضاف “المجال الفني اليوم، أصبح أوسع عما كان في السابق، فمثلاً في مصر كان ينتج مسلسلان فقط، أما الآن فينتج 35 مسلسلا في شهر واحد وهو شهر رمضان، لذا إيقاع الحياة تغير كثيرا، فضلاً عن التزام الفنانين وحبهم لمهنتهم سابقا كان واضحا أكثر من اليوم، في الجيل الجديد ولا أقصد أن الفنانين الجدد غير ملتزمين ولا يحبون مهنتهم إطلاقاً بل الحياة أصبحت صعبة وشاقة بتفاصيلها”.
وتابع “أنا أعتقد أن الفنانين الجدد هم من المحظوظين جدا كونهم عاصروا زمن التكنولوجيا الحديثة واطلعوا على أحدث الأعمال الفنية والنتاجات الإبداعية ما جعلهم ينفتحون على آفاق فنية عديدة، خلافاً لزمننا حيث لا وجود للتكنولوجيا المتطورة الموجودة حالياً، لذا أصبح العالم بين أيدي الجيل الجديد من الفنانين ويستطيعون أن يتعرفوا على الأعمال الفنية في العالم بكل سهولة”.
وأضاف “أستطيع القول إن لدي حالة إشباع للأدوار الفنية المختلفة التي لعبتها سواء في السينما أو التلفزيون خلال مسيرتي الفنية، إلا أنه يستهويني بشغف أن أجسد شخصية تتحداني وتستفزني لم أجسدها سابقا، لأخرج كل ما لدي من إمكانات فنية لأداء هذه الشخصية”.
وتابع “ما يشغلني حاليا هو أنني كنت قد كتبت مسلسلاً من إخراج عمر عبدالعزيز، وكان من المقرر أن يجسد بطولته صديق عمري الراحل الفنان فاروق الفيشاوي، إلا أنه بعد رحيله قد توقف المشروع، وأحاول أن أحييه مجدداً، وأن يظهر إلى النور، وسوف أهدي المسلسل إلى روح الفقيد. وسوف أبحث مستقبلاً عن المحطة الفنية الكبرى ما دمت على قيد الحياة”.
التلفزيون خلال الفترة الأخيرة أصبح هو أيضا يخلق نجوما كبارا في الفن ولهم مكانة وقيمة لا يستهان بهما.
السبت 2023/10/07
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الفنانون الجدد محظوظون جدا
بغداد - يعد الفنان المصري والعربي عماد رشاد أحد الممثلين الذين لهم مسيرة هادئة في عالم الفن، مسيرة لم تسلط عليها الأضواء كثيرا لكنها ثبتت اسمه كواحد من أهم الممثلين في الدراما العربية التي خاض أولى تجاربه فيها منذ ثمانينات القرن الماضي.
درس رشاد في قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد التخرج تعرف على المخرج محمد فاضل واختاره للمشاركة للمرة الأولى في سهرة تلفزيونية بعنوان “البيانو”، كما رشحه كل من محمود ياسين ونيللي من أجل مشاركتهما في بطولة “مع تحياتي لأستاذي العزيز” وهو ما ساعد في تعريفه على نحو كبير بالجمهور المصري. واستمر في العمل بين المسرح والسينما والتلفزيون، فعمل في المسرح من خلال مسرحيات: “دبابيس”، “راقصة قطاع عام”، “على بلاطة” و”مرسي عاوز كرسي”. كما شارك في مسلسلات وفوازير “التمبوكا”، “ألف ليلة وليلة” و”عائلة الأستاذ شلش”. وفي السينما شارك في أفلام “الأستاذ يعرف أكثر”، “المحترفون”، “أمريكا شيكا بيكا” و”إشارة مرور”.
يقول الفنان المصري عن بداياته “أنا منحدر من أسرة تمتهن التجارة، فوالدي كان تاجرا وعملت معه لفترة من الزمن خلال الإجازات الصيفية، إلا أن هناك شيئا كان يسحبني نحو الفن لاسيما أنه كان في أسرتي من يعمل في مجال الفن كالمخرج الكبير أحمد ضياءالدين، وكان الفنانون يترددون على بيتنا كالفنان الراحل شكري سرحان، وعماد حمدي”.
يستهويني أن أجسد شخصية تستفزني لم أجسدها سابقا، لأخرج كل ما لدي من إمكانات فنية
وأضاف “لذلك لم أكن أريد أن أستمر في مجال التجارة، وكان لدي هاجس بأني سأكون فنانا، فدخلت الفن وتخليت عن عملي التجاري بسبب حبي وشغفي للفن، تاركاً وراء ظهري كل الامتيازات المالية والاجتماعية التي كنت أجنيها من التجارة”.
وتابع “كان أول عمل فني يجمعني مع الجمهور هو فوازير ‘التمبوكا’ عام 1980، مع الفنانة نيللي من خلال صوتي فقط قبل أن يراني أحد من الجمهور، فقدمت 29 حلقة من الفوازير التلفزيونية بالصوت فقط، وكان الجمهور متشوقا لرؤية صاحب الصوت فظهرت في الحلقة 30 الأخيرة بصوتي وشكلي أمام الجمهور، وكانت لحظة جميلة لم أتوقعها حين رأيت تفاعل الجمهور معي إلى درجة أن بعض الجماهير اتصلوا بمبنى التلفزيون المصري مطالبين ببث الحلقة الأخيرة من الفوازير مرة ثانية ليتسنى لمن لم يشاهد ظهوري في الحلقة الأخيرة من المسرحية، وفعلا تم بث الحلقة مرتين متتاليتين في ليلة العيد آنذاك، لذلك عرفني الجمهور بصوتي قبل أن يراني”.
وأردف بالقول “كانت لي حصة كبيرة من الفوازير التلفزيونية في الثمانينات، حيث كانت الشوارع تخلو من المارة حين تبث حلقة من الفوازير في التلفزيون، الفوازير كان لها الفضل الكبير عليّ فمن خلالها عرفني الجمهور وأصبحت وجهاً مألوفاً لدى الناس وهذا ما ساعدني لاحقاً في أعمالي الفنية، رغم أني لم أكن مهووساً بالنجومية والشهرة بل كان يشغلني كيف استمتع بمهنتي وأقدم كل ما هو جميل ومؤثر”.
وأشار إلى أن “أعمالي في السينما كانت نوعا وليست كما فلم يكن لدي رصيد كبير في السينما كوني اشتركت بعدد من الأفلام التي كانت تسمى بأفلام (المقاولات) السيئة في بداية الثمانينات، فكانت تلك الأفلام قاتلة لأي فنان يشترك فيها كونها أفلام غير احترافية وضعيفة فنياً لذلك كنت غير راض على نفسي لاشتراكي بهذه الأفلام، لكن كانت لدي أفلام أفتخر بها كفيلم ‘لا تدمرني معك’ وفيلم ‘أمريكا شيكا بيكا’ وغيرها”.
وأوضح “أعمالي التلفزيونية أنصفتني نفسيا وفنيا وعوضت عن ظهوري القليل في السينما، كوني من الفنانين الذين ينتمون إلى التلفزيون وأستمتع كثيرا بأعمالي التلفزيونية، على الرغم من أن العمل في السينما يحقق حضورا طاغيا إلا أن التلفزيون خلال الفترة الأخيرة أصبح أيضا يخلق نجوما كبارا في الفن ولهم مكانة وقيمة لا يستهان بهما، بدليل أن نجوم السينما بدؤوا يتعاملون مع الأعمال التلفزيونية إلى جانب أعمالهم السينمائية بصورة متوازية”.
"جيلنا من الفنانين لم يظهر بسهولة إلى الساحة الفنية إلا بعد جهد وعمل دؤوب، خلافاً للمعايير الفنية السائدة اليوم، فممكن من خلال عمل واحد يولد نجم بكل سهولة"
وأضاف “أهم محطاتي الفنية التي قدمتها كانت من خلال الفوازير، وأيضا مسلسل ‘الأيام’ الذي يروي سيرة الراحل طه حسين من بطولة الفنان الراحل أحمد زكي، ولعبت في المسلسل شخصية محمود أخ الراحل طه حسين الذي توفي بمرض الكوليرا”.
وعن تقييمه للفنانين الشباب، أكد رشاد أن “جيلنا من الفنانين لم يظهر بسهولة إلى الساحة الفنية إلا بعد جهد وعمل دؤوب، خلافاً للمعايير الفنية السائدة اليوم، فممكن من خلال عمل واحد يولد نجم بكل سهولة”.
وأضاف “المجال الفني اليوم، أصبح أوسع عما كان في السابق، فمثلاً في مصر كان ينتج مسلسلان فقط، أما الآن فينتج 35 مسلسلا في شهر واحد وهو شهر رمضان، لذا إيقاع الحياة تغير كثيرا، فضلاً عن التزام الفنانين وحبهم لمهنتهم سابقا كان واضحا أكثر من اليوم، في الجيل الجديد ولا أقصد أن الفنانين الجدد غير ملتزمين ولا يحبون مهنتهم إطلاقاً بل الحياة أصبحت صعبة وشاقة بتفاصيلها”.
وتابع “أنا أعتقد أن الفنانين الجدد هم من المحظوظين جدا كونهم عاصروا زمن التكنولوجيا الحديثة واطلعوا على أحدث الأعمال الفنية والنتاجات الإبداعية ما جعلهم ينفتحون على آفاق فنية عديدة، خلافاً لزمننا حيث لا وجود للتكنولوجيا المتطورة الموجودة حالياً، لذا أصبح العالم بين أيدي الجيل الجديد من الفنانين ويستطيعون أن يتعرفوا على الأعمال الفنية في العالم بكل سهولة”.
وأضاف “أستطيع القول إن لدي حالة إشباع للأدوار الفنية المختلفة التي لعبتها سواء في السينما أو التلفزيون خلال مسيرتي الفنية، إلا أنه يستهويني بشغف أن أجسد شخصية تتحداني وتستفزني لم أجسدها سابقا، لأخرج كل ما لدي من إمكانات فنية لأداء هذه الشخصية”.
وتابع “ما يشغلني حاليا هو أنني كنت قد كتبت مسلسلاً من إخراج عمر عبدالعزيز، وكان من المقرر أن يجسد بطولته صديق عمري الراحل الفنان فاروق الفيشاوي، إلا أنه بعد رحيله قد توقف المشروع، وأحاول أن أحييه مجدداً، وأن يظهر إلى النور، وسوف أهدي المسلسل إلى روح الفقيد. وسوف أبحث مستقبلاً عن المحطة الفنية الكبرى ما دمت على قيد الحياة”.