مصطفى أبو المجد
آخر تحديث 3 أكتوبر 2023
استعد لها من الآن .. أهم 10 اتجاهات للذكاء الاصطناعي في 2024
يشهد ميدان الذكاء الاصطناعي تزايدًا مستمرًا في تقديم خدمات مفيدة للبشرية في المقام الأول، وهذا يجعله أمرًا ضروريًا لمتابعة كل التطورات الخاصة به، حتى إذا كنت لا تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، ففي الواقع يُستخدم الذكاء الاصطناعي في مجموعة واسعة من المجالات اليوم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال الأدوات المتاحة في السوق، وهذه الأدوات تمكن البشر من تحسين كفاءتهم وسهولة أداء مهامهم بفعالية أكثر.
لهذه الأسباب، من الضروري أن تكون على اطلاع دائم على هذه الأدوات وتتابع أحدث التطورات فيها حصريًا، إذ سوف يساعدك ذلك على مواكبة سوق العمل والتطورات المتوقعة في السنوات القادمة.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قادم - لماذا نتوقع ذلك الآن؟
في عام 2022، كانت واحدة من أروع الأدوات في مجال الذكاء الاصطناعي الحديثة هي CHATGPT، والتي تطورت فيما بعد لتصبح أكثر شمولية، أداة CHATGPT تمثل تقدمًا كبيرًا في سلسلة طويلة من البرامج التي طُورت من قبل مجموعة المطورين في OPEN AI، ويتمتع CHATGPT بشعبية كبيرة في فترة قصيرة بعد إطلاقه، مما يشير إلى أن الأجيال القادمة قد تعتمد بشدة على أدوات الذكاء الاصطناعي المبتكرة المتاحة.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر في بعض الوظائف؟
هذا السؤال يشكل موضوعًا مثيرًا للجدل، وسنقدم إجابة محايدة تستند إلى وجهات نظر لفئتين متناقضتين.
الفئة الأولى
يؤكدون على أن الذكاء الاصطناعي قد طُور لمساعدة البشر وليس لاستبدالهم، وهنا يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات مساعدة للبشر في العديد من المجالات، وعلى الرغم من تقدم التكنولوجيا، إلا أن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيدًا عن مطابقة الذكاء البشري في القدرة على فهم السياق البشري بالكامل، فعلى سبيل المثال، في مجال البرمجة يمكن للذكاء الاصطناعي كتابة الأكواد بسرعة، ولكنه يفتقر إلى القدرة على التمييز الأخلاقي والفهم الشامل لاحتياجات المستخدمين.
الفئة الثانية
بالنسبة للفئة الثانية، التي ترى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل البشر في بعض الوظائف بفضل كفاءته، فإنه يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أكثر كفاءة في بعض الوظائف مقارنة بالبشر، إذ يتميز الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تنفيذ المهام المتكررة بدقة وسرعة بدون انقطاع، ويمكنه أيضًا التعلم من البيانات بسرعة وتطوير مهاراته باستمرار، ومع ذلك لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدال البشر في جميع الوظائف، إذ تتطلب بعض الوظائف التفكير الإبداعي والتفاعل البشري والحس الاجتماعي الذي يعد خصوصية بشرية.
لذلك يمكن القول أن الذكاء الاصطناعي يأتي بأدوات تهدف في المقام الأول إلى مساعدة البشر وتحسين أدائهم في العديد من المجالات، ولكنه لا يمكن أن يحل محلهم بالكامل في الوظائف التي تعتمد بشدة على العوامل البشرية، والتوازن بين التكنولوجيا والإنسانية يبقى أمرًا حيويًا لضمان استفادة البشر من الذكاء الاصطناعي بالكامل.
أهم 10 اتجاهات للذكاء الاصطناعي في 2024
سوف نأخذكم في هذه الرحلة إلى عالم الذكاء الاصطناعي ونستعرض أهم 10 اتجاهات مثيرة ومبتكرة التي ستسيطر على المشهد التكنولوجي في 2024، وسوف تكتشفون كيف يمكن لهذه الاتجاهات أن تحدث تغييرات جذرية في مختلف جوانب حياتنا، بدءًا من الأعمال وصولًا إلى الترفيه والصحة.
كما سنتعرف على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على طريقة عمل الشركات، وكيف يمكنه تحسين أنماط حياتنا اليومية وجعلها أكثر سلاسة وفاعلية، وسنكشف عن تقنيات جديدة وتطبيقات مبتكرة ستغير كيف ننظر إلى العالم من حولنا.
الكتابة بأنواعها وإنشاء الصور والفيديوهات
الجيل القادم من أدوات الذكاء الاصطناعي سوف يتمكن من توليد المحتوى بطريقة أفضل من بوتات الدردشة الذكية ومُنتجات توليد الصور التي أدهشتنا وأحيانًا تُخيفنا في عام 2023، حينما بدأنا نرى مقاطع فيديو وموسيقى توليدية.
تمامًا كما رأينا ذلك مع تقنية ChatGPT هذا العام، سوف تظهر تطبيقات جديدة ومثيرة، مثل أدوات التصميم التوليدية ومزج الأصوات الاصطناعي، وهنا بلا شك ستكون الأداة القادرة على التفريق بين الواقع وما يُنتج عبر الحاسوب هي الأداة الأكثر قيمة بين مجموعة هذه المهارات الحاسمة!
الذكاء الاصطناعي والأمن العام
للذكاء الاصطناعي إمكانية محتملة ليكون مُخرِّب، وهنا يكون من الضروري تطويره واستخدامه بطريقة مسؤولة تقلل من إمكانية تسببه في الأذى، ونعلم بالفعل بعض العوامل الخطرة، مثل التحيز ونقص الشفافية والقدرة المحتملة على استبدال وظائف البشر وعدم قدرتنا على القول بنسبة 100% أنه لن يخرج عن السيطرة.
في عام 2024، سوف نشهد تركيزًا مستمرًا على التخفيف من هذه المشاكل والبقاء يقظين لمواجهة المشاكل الجديدة، كما ستزداد الحاجة إلى أخصائيي الأخلاق في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يبدو أن الشركات تُظهر أنها تلتزم بالمعايير الأخلاقية وتأخذ الخطوات اللازمة.
الذكاء الأصطناعي وخدمة العملاء
تقدم الشركات التي تقدم خدمات مثل خدمة الإنترنت العديد من الوسائل المساعدة لعملائها، والتي تُعرف عادة باسم "خدمة العملاء"، تشمل هذه الإجراءات الروتينية تلك المشكلات التي يمكن حلها سواءً بطريقة بسيطة أو معقدة، اعتمادًا على طبيعة المشكلة.
تنتمي هذه الأنشطة إلى الفئة التي يمكن استبدالها بواسطة الذكاء الاصطناعي بسبب تكرارها اليومي وارتباطها القوي بالروتين، إذ يحدث التفاعل بين المشكلة وحلها دون الحاجة إلى تدخل بشري، وقد بدأ استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال بالفعل.
أظهر استطلاع أجرته مجموعة بوسطن الاستشارية أن 95٪ من قادة خدمة العملاء يتوقعون أن تُقدم خدمة العملاء من خلال استخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي في غضون الثلاث سنوات المقبلة، وهذا يشير إلى التوجه المتزايد نحو استخدام التقنيات الذكية لتعزيز تجربة العملاء وتحسين كفاءة الخدمة.
تحسين كفاءة العمل
فهم كيفية زيادة ذكائنا وقدراتنا البشرية لتنفيذ أعمالنا بفعالية وأمان أكثر سوف يكون مهارة ضرورية في مكان العمل خلال عام 2024، فعلى سبيل المثال إذا كنت محاميًا، ستكون قادرًا على تلخيص السجلات القانونية ذات الصلة بسرعة لتسهيل صياغة العقود، والأطباء سيستفيدون منه لتسجيل ملاحظات المرضى وتحليل الصور الطبية، والمبرمجون سيستخدمونه لتسريع تطوير البرمجيات واختبارها وإصلاح الأخطاء، بالنسبة للطلاب سيكون له دور في تنظيم الملاحظات وإجراء الأبحاث، وأولئك الذين يبحثون عن وظيفة، سيساعده في كتابة سيرتهم الذاتية وصياغة رسائل التقديم.
كتابة الأكواد البرمجية
تنبأت شركة Gartner في عام 2019 أن 65% من تطوير التطبيقات سيحدث باستخدام أدوات برمجية ذات تعليمات منخفضة (مما يعني عدم الحاجة لكتابة سطور برمجية، بل ببساطة توجيه الأوامر المطلوبة وسيتولى البرنامج الباقي) أو حتى بدون تعليمات برمجية بحلول عام 2024.
وقد تبين أن هذا التوقع صحيحًا جدًا، إذ تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، مساعدة أي شخص من إنشاء التطبيقات واختبارها في غضون دقائق، وعلى الرغم من عدم توقع اختفاء وظائف البرمجة وهندسة البرمجيات بالكامل بحلول عام 2024 (فالشخص الذي سوف يُنشئ هذه الأدوات يحتاج إلى مهارات تقنية عميقة)، إلا أنه ستظهر فرصًا ملهمة لأولئك الذين يمتلكون أفكارًا رائعة وشغفًا بحل المشكلات، فقد لا تكون المهارات البرمجية الصعبة ضرورية.
مطورين الذكاء الاصطناعي
إذا كنت تطمح للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وترغب في تجنب أن تصبح خبيرًا في علوم الكمبيوتر، فإليك أخبار جيدة، إذ سوف يشهد عام 2024 فتح فرص عمل متعددة تناسب اهتماماتك ومهاراتك، بالإضافة إلى المهندسين والفنيين الذين يعملون على تصميم الأنظمة، ستتاح أيضًا فرصًا للأدوار الأخرى مثل مهندسي الأنظمة الذكية، الذين يبتكرون تعليمات لتوجيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومديري الذكاء الاصطناعي الذين يشرفون على فرق العمل الافتراضية.
بالإضافة إلى ذلك، سوف تتزايد الحاجة إلى مديري مشاريع الذكاء الاصطناعي، ومن ناحية أخرى إذا كنت تمتلك مهارات تقنية، ستتاح لك الكثير من الفرص الجديدة في مجالات مثل هندسة الذكاء الاصطناعي وتطوير البرمجيات (DevOps).
الذكاء الأصطناعي وعالم الكم
يبدو أن عالم الذكاء الاصطناعي وتطوراته لن يتأثرا بالتوجه نحو الحوسبة الكمومية على الفور، ومع ذلك يجد العلماء أن لديها إمكانيات متزايدة للتطبيق في هذا المجال، إذ تستطيع الحوسبة الكمومية معالجة الأعباء الحسابية الثقيلة جدًت، وبدأت تظهر تطبيقاتها المتزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتستند الخوارزميات الكمومية على مفهوم "الكيوبتات"، وهي وحدات تخزين تتواجد بأشكال متعددة في نفس الوقت، مما يعدل من تقنيات الأمن السيبراني وتتجاوزها.
هذه الخاصية تجعل الحوسبة الكمومية أكثر كفاءة من الخوارزميات التقليدية التي تعتمد على الصفر والواحد فقط، وبفضل هذه الميزة يمكن أن تكون الحوسبة الكمومية أكثر فعالية بكثير في حل المشكلات المعقدة مثل تحسين الأمور واختيار أفضل مجموعات من بين مجموعة متغيرات متعددة، ما يعالج غالبًا بواسطة التعلم الآلي.
من المتوقع أن نشهد مزيدًا من التقدم في تطبيق الحوسبة الكمومية خلال عام 2024، إذ ستُستخدم لتشغيل الشبكات العصبية والخوارزميات الأكبر حجمًا والمعقدة أكثر.
تطبيقات معززة بالذكاء الاصطناعي
في هذا العام، كان الجميع يسارعون إلى دمج وظائف الذكاء الاصطناعي في برامجهم وتطبيقاتهم، من محركات البحث مثل Bing وGoogle إلى أدوات الإنتاج مثل Office، وتطبيقات التواصل الاجتماعي مثل Snapchat، ومنصات متخصصة في صناعات معينة مثل Expedia (للسفر) وCoursera (للتعليم).
يبدو أن إضافة وظيفة روبوت الدردشة (Chatbot) تظهر كاستراتيجية فعّالة لتعزيز تجربة العملاء في الجيل القادم، وربما كان مقدمو الخدمة يترددون في التطبيق بسبب عدم وضوح الرؤية حول مسائل حماية البيانات وخصوصية العملاء، ولكن يُمكن أن يبدأ حل هذه المشاكل تدريجيًا بمعالجة مزودي الذكاء الاصطناعي لخدماتهم لتلبية متطلبات السوق.
على سبيل المثال، كاملت أدوبي مؤخرًا وظائف الذكاء الاصطناعي الإنشائي في أدوات تصميمها باستخدام تكنولوجيا Firefly، ودربت النموذج بالكامل على بيانات خاصة بالشركة، بهدف تخفيف المخاوف التي تتعلق بقضايا حقوق الملكية وحقوق النسخ التي قد تكون مشكلة في المستقبل.
التشريعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي
لم تكن السلطات التشريعية على مستوى العالم دائمًا على مستوى التكنولوجيا، ولكن طبيعة الذكاء الاصطناعي البارزة بوضوح بدأت تدفعها إلى الانتباه والعمل، بالفعل لدينا بعض القوانين في الصين، تمنع إنتاج مقاطع الفيديو العميقة دون موافقة مسبقة، كما توجد جهات قانونية أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والهند، التي تعمل على وضع تشريعاتها الخاصة.
بالنسبة للمملكة المتحدة، يوجد مشروع قانون مقترح قد يُنفذ اعتبارًا من عام 2024، ومن المتوقع أن يُنفذ قانون الاتحاد الأوروبي بحلول بداية عام 2025، كما سوف تسعى كل قطعة تشريع إلى إيجاد توازن بين حماية المواطنين من التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على الوظائف والخصوصية، وتمكين الابتكار والتجارة، ومن المرجح أن يكون النقاش حول حدود هذا التشريع عنصرًا بارزًا في الحوار السياسي خلال عام 2024.
رفع المهارات من أجل ثورة الذكاء الاصطناعي
يُشاع في هذه الأيام أن الذكاء الاصطناعي لن يأخذ الوظائف من البشر، بل سيكون الأمر على العكس تمامًا، إذ سيأخذ الأفراد الذين يستفيدون من تلك التكنولوجيا الوظائف من أولئك الذين لا يجيدون استخدامها، فإذا كنت ترغب في الاستفادة القصوى من هذا التطور، فإن فهم كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على وظيفتك أو مهنتك، وتطوير القدرة على اختيار الأداة المناسبة للمهمة، يعد فكرة ذكية للغاية.
يتوقع أن يكون أصحاب الأعمال الذين يتطلعون إلى المستقبل على استعداد لمساعدة قوتهم العاملة في هذه العملية التحويلية من خلال دمج مهارات الذكاء الاصطناعي في برامج التعليم والتدريب، وإذا لم يكن هذا هو الحال، فتوجد العديد من الموارد المتاحة عبر الإنترنت وكثير منها مجاني، لذلك يمكنك الاستفادة منها لزيادة فهمك ومهاراتك في هذا المجال، وسوف تجد نفسك قادرًا على العثور على فرص عمل أفضل بكثير في وقت قصير.
في ختام هذا الموضوع حول أهم 10 اتجاهات للذكاء الاصطناعي في عام 2024، يمكن القول بأن تطور هذا المجال يستمر بسرعة هائلة، ومعه تتطور أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساهم في تحقيق الكثير من الإنجازات والتطبيقات الرائعة، ولكن يجب على الباحثين والمطورين والشركات الاستفادة من هذه الأدوات لتطوير حلول أكثر ذكاءً وفعالية في مجموعة متنوعة من المجالات.
سوف يشهد عام 2024 مزيدًا من التطور والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وسيكون من المثير متابعة كيف ستتغير هذه القائمة، تذكروا دائمًا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون قوية جدًا عندما تُستخدم بطريقة صحيحة، وأنها يمكن أن تكون مفيدة في حل العديد من التحديات التي نواجهها في عصرنا الحديث، فلنستعد للمستقبل ونستمر في استكشاف واستخدام هذه الأدوات لتحسين حياتنا وأعمالنا والمساهمة في تقدم التكنولوجيا والعلوم.