قصيدة: سردية شعرية ..بقلم الشاعرة اللبنانية: د. سمية عزام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة: سردية شعرية ..بقلم الشاعرة اللبنانية: د. سمية عزام

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1696549096805.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	75.0 كيلوبايت 
الهوية:	166282
    سردية شعرية
    د. سمية عزام / لبنان

    عندما كان الحبّ معلّقاً بغيمة
    عندما كان الحبّ معلّقاً بغيمة
    تحرّرتُ من تكرار لحظاتي
    فزارني الشّعر.
    يوم كان الحب غيمة، قلتُ لحبيبي:
    اخلع حزنكَ وامضِ،
    وارتجل الحياة صفعةً في وجه الحاقدين.
    يوم كان حبُّنا رواية، همستُ لحبيبي:
    سيكتبنا المطر
    وسيهرّبنا في المجاز
    لكن السماء صافية؛ وقد تأخّر القَطر.

    قَطْر أوّل: وشم بألوان الطّيف
    عالمك يزخر بالألوان
    وهوايتي بعثرة ألوانك وإعادة ترتيبها من جديد.
    سأشلح تاريخي الأبيض وأحلّق
    تقفز أحلامي جذلى
    فتتشظّى ألوانًا
    تبني ألف صورة لألف درب
    ودرب السماء طويل
    درب السماء يتّصل ببابِ الحكايات
    وباب الحكايات مفتاحه زنبقة
    وأوّل باب ينفتح على قمرك.
    ***
    قَطْر ثانٍ: يوم كان الحبّ .. وكنّا
    أنتظر البدر في اكتماله لتشرّع الحكاية بابها.
    وحديقتنا مفتاحها سحري
    تفكّ مغاليقها كلمة سرّيّة.
    ودرب الحكايات يتّصل
    بأوّل باب ينفتح على قصّة "لي"
    سأكتبها عنه.
    أكتب لطفل، لعاشق مجنون،
    هو الحلم لي
    والدّهشة لي
    والرحلة لي.
    أميرته الصغيرة معه تكبر
    ومفتاح الحكايات قُبلة.
    ***
    قَطْر ثالث: الحب في اكتمال بدره
    يوم كنتَ وكنّا، قلتَ لي:
    ما زلت أنتظر استيقاظ المفتاح لتشرّع الحكاية بابها.
    شوقي لا يهدأ
    وعشقكِ توّجني شاعراً.
    وقلتَ:
    القليل منك أروع من كثير العالم بأسره.
    زيدي سعير لهبي وانسحبي قليلاً.
    وقلتَ:
    لا أرغب في تقييد ليلي ببعض التعقّل
    وأنت تتقنين فنّ التحايل على التوصيفات.
    وقلتَ:
    الليل يغمض العين عن بعض الشياطين،
    فلا بأس ببعض الجنون كي يستقيم النهار.
    يوم كنت وكنّا، قلتُ لك:
    حين يكتمل بدري يأتي جنونه كاملاً
    فيغمر عالمَك من جميع الجهات.
    ***
    قطر رابع: الحياة... لسنا سوى حلمٍ بها
    حين أحببتكَ
    انسلّ الشِّعر من كلّ الأشياء حولي
    ولم أكن أعرف
    أنّ الجماد يرتعشْ
    والزهرَ يقبّل التراب،
    وأنّ الرّيح يعشق الشّجر
    واللحن يعانق اللّهَبْ.
    حين أحببتكَ
    استحال الضبابُ مطراً
    يغسل غلالة جسدي
    ولم أكن أعرف
    أنّني امرأةٌ تحترف الشغبْ.
    حين أحببتكَ وافترقنا
    استحالت كلّ الحقول أسرّةً
    تنام أنوثتي بين أثلامها
    تنتظرْ
    آلاف الكلمات والصّورْ تمرُّ
    بتَوق روحٍ واشتياقاتِ جسدْ.
    ***
    قطر خامس: زنبقي سعيد
    اليومَ أصمُتُ
    لأنّي أعيش متعة الحكاية.
    غابتي تحرسها جنّيّات الزنبق السعيد.
    اليومَ أصمتُ
    لأنّ غابتي عالم شهرزاد ما بعد شهريار.
    البدايات تخطّنا
    نحن اختزال الشخصيات والعوالم
    نحن الرواية
    فلنبدأ!
    هكذا قلنا
    ولنترك أمر النهايات للقلوب
    هكذا أيقنّا.
    ***
    قطر سادس: ما أجمل ما لم يكن!
    كيف وُلدتُ؟ خرجتِ من "ملفوفة".
    هكذا كان ظنّي حين كنتُ صغيرة.
    ولمّا كبِرتُ عشقتُ الحكايا،
    وآمنتُ بشهرزاد وبالخبايا
    التي أخرجت شهريار من تلك الملفوفة.
    هي صفحاتٌ تطوينا حين طويناها.
    تطوينا؛ فتنطوي الحديقة
    بين الدفاتر العتيقة
    وتزهر الدفاتر.
    ***
    قطْر سابع: حكايا الشُهُب
    قرأتك حدّ الامتلاء
    ثملت أنفاسي
    غبتُ فوق طاولتي
    طائرَ نور يتنقّل بين الكلمات
    وآثار خطوها.
    صار الطائر حلماً،
    والحلم نسمةً
    تذروني في انكسارات الأضواء المتنائية
    في اشتهاء ذاكرتي،
    تعود لتشكّلني وشاحاً لضوء القمر.
    بين عينيّ وطيفك غلالة
    امتدّت همسات السكون وأسقطتها
    عن إشراق حكايا الشُهُب.
    سكرتُ ونسيتُ
    لون الحبر وبتُّ
    ظلّ الكلمات
    ونبضي إيقاعات حنين
    تستلّني قلماً يرتعش
    فتنتشي أوراقي.
    حاكَ لي الفجر أرصفةً على مراياها
    أغرس فيها وجوهاً
    وكل الوجوه وجهك
    يملؤني
    أنت وحدك
    أملؤكَ.
    ***
    قطر ثامن: حين غدا وجهك معلّقاً في الأفق
    اختارتني الحياة حبيبتك،
    اختارك التاريخ كلمة في دفتره.
    أقرأ قصّتي في ذلك الدفتر،
    أشمّ عطر حبّ مرّ من هنا،
    تغلغل في الحبر واستقرّ.
    أنا من ينقّب في الذاكرة
    ويبحث عن الأوراق في تبعثرها
    أعرف تماماً
    أنّك
    ترعى المجد
    على حدود الشمس.
    ***
    (تمّت السرديّة الشعريّة)
يعمل...
X