بقلم: حكيم جليل الصبّاغ..قصيدة ومقالة نقدية الصورة الشعرية - للشاعر: مسلم الطعان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم: حكيم جليل الصبّاغ..قصيدة ومقالة نقدية الصورة الشعرية - للشاعر: مسلم الطعان


    Muslim Al-ta'an

    قصيدة و مقالة نقدية
    الصورة الشعرية بوصفها إبداعاً و جرأةً و خصوبة:
    قراءة في المقطع الأول للقصيدة الموسومة
    ( جراح تغنّي خارج الزمن) للشاعر مسلم الطعان
    بقلم: حكيم جليل الصبّاغ
    المقطع الأول....
    جراحُنا أجراسٌ تقرعُها أكّفُ المدنْ
    قالَها ناسكٌ و إختفى..
    لمْ ننشغلْ برهةً:
    عن قراءةِ نهرِ الورد
    حيثُ التفاصيلُ ضفافٌ
    يعطرّنَ جدائلَ ماءِ القلبْ....!
    المقالة النقدية....
    الشعر هو اسلوب رفيع جداً للتعبير عن الواقع بطرق فنية جميلة، تنسجم مع المدرسة الإبداعية التي ينتمي اليها الشاعر ، او مع المدرسة الإبداعية التي تنتمي الى المبدع . الشاعر الدكتور مسلم الطعان : كما عرفته من زمن شعري قديم ، عرفته يمتلك جملة شعرية بثيمة خاصة ، لم تتغير بين انامله وما زالت تحكي لنا كيف يستقر الأسلوب في تلافيف روح الشاعر ويتشرّب في انفعالاته ، ويتساقى مع عاطفته المكتنزه في الوعي الأسلوبي الذي استوطنه واللاوعي المتراكم عبر تجربة عراقية جنوبية محضة ثرية - هما ( الوعي واللاوعي ) ، بوابتان نطلّ على حقيقته الشعرية خلالهما . المفكر والناقد الانجليزي هربت ريد ، يقول :
    (علينا ان نتهيأ دائماً للحكم على الشاعر بقوة المجاز في شعره واصالته ) ، وشاعرنا تغمره بامتياز هاتان الميزتان. هو حاور الواقع محاورة صادقة لكشفه واكتشافه منذ طفولة تجربته الشعرية وتلك اصالة عريقة وعملية ادراك تصاعدية عميقة المنحى ، ولغته الشعرية المتمسّكة بكافة انواع التشبيهات ، تلك التي تُخرجه من المباشرة هي ميزة المجاز وتجاوز الكائن التقليدي من الشعر في مراحله الشعرية كشاعر يسعى الى العبور الى الأجمل دائماً . نتأمّل : جراحنا اجراس تقرعها اكفّ المدن .... الرمز : دائما وابدا هو التعبير عن استثنائية الحدث واهميته باشارة لم ولن تكون عابرة مطلقا ، وهو يلخص محتوى يتّسع في ذهن المتلقي العاشق للشعر ، ويأخذ امتداداً احيانا مركّباً يعكس ثقافة المبدع والمتلّقي معا بمستويات من التفاهم غير المباشر والاختلاف احيانا ، و لكنه في كلّ الأحوال يخلق ردود فعل ترفع العمل الابداعي وتجبر عناية الذاكرة على استيعابه ، وهو اي الرمز يحمل طاقة ايحائية مفتوحة ، وقصدية مشاكسة احيانا تُديم تواصل المبدع بالمتلّقي تواصلا ايجابيا ، بعد ان يتوسع في ذهنه كجمال مجرد وفكرة تتمسّك بالإشارة الأكيدة الى الحدث ، وهو اي الرمز يجبرنا ان نقرأ وحدات النصّ بعيداً عن نمطيتها اللغوية وابعد كثيراً عن لغتها المعيارية . الأجراس تُقرع : استنفار جماعي ؟ للصلاة ؟ لخطر داهم المدن ؟ وحين تقفز كلمة ( جراحنا ) يتبلور المشهد التراجيدي الصاخب ( بدليل تقرع ، مشهد تراجيدي كثيف بدلالة ( اكفّ -جمع -المدن جمع ايضا ) ، ثمّ المدن ليست الشوارع ولا البنايات والجماد الكائن في زواياها، هي الناس ومشاعرها وشعورها وخوفها وقلقها المعلن والمخفي ، وضراوة الفراق فالجراح موت ، وحرارة الوداع ، فالموت رحيل ابدي من مكان يشغله الانسان ، (قالها ناسك واختفى) : هنا اكثر من باب للإيحاء ندخل منه وربّما نطيل الوقوف في صومعته: ناسكٌ : نكرة مقصودة قصدها الشاعر وفي النكرة لغوياً يكمن الاتّساع ، فهم اكثر من ناسك ، لأنَّ زمن الحدث متواصل على الأمة ، ومتشعب بمعنى لكلّ فترة جراح ، ولكل فترة اكفّ لمدن تقرع الأجراس : الجراح ، وهذا يلزم المتلّقي ان يقترح لكلّ حالة مأساوية ناسكاً جديراً بالاخبار ، يخبرنا ويتنبأ عن حزننا المتواصل مع مدننا : (قالها ناسك واختفى) -- القدرة على الإختفاء تعطي الناسك طاقة اضافية تجعله خارج الماديات ( الجراح ، الأجراس ، اكفّ ، المدن ) ، ولكنَّه يخبرنا فهو -اراد او لم يرد - جزء من المشهد ، ولون من ألوان التراجيديا، وفي مثيولوجيا الشعوب عموماً:جميع الذين يتصّدرون تبليغ شعوبهم ويختفون هم مقدّسون وصادقون ومخوّلون من قبل قوى عليا تدعمهم على نقل الحقيقة، وتطوي بهم المكان والزمان كي تخفيهم من شرّ الأشرار الرافضين لهذه الصراحة الكامنة في ضمير الشعوب التي تعيش مأساتها . سيسل دي لويس قال: ( الإبداع والجرأة والخصوبة في الصورة الشعرية كلّها تُعد مصدر قوة ) ---- تحياتي لاخي الشاعر المبدع وتحياتي للمتلقي --
    ******************************
    حسن عبد الغني الحمادي
    لكما الحب و السسسلامة ٠٠
    متالقان مبدعان عارفان في الصياغة والبناء ٠٠
    دمتما بعطاء و نقاء و بهاء ٠٠
    تحيات محبات ٠٠٠

    Muslim Al-ta'an
    حسن عبد الغني الحمادي حبيبي أبا طيبة المحترم.. أيها الأديب الجميل: شكراً من القلب لبهاء ونقاء محبتك..دامت عذوبتك.. تحياتي وأطيب أمنياتي
يعمل...
X