محلة باب الطاق في بغداد
من المحلات المهمة في الجانب الشرقي من بغداد محلة باب الطاق، ومماورد عنها في كتاب بغداد دار السلام للدكتور حسين أمين وهو من الكتب المحفوظة في خزائن دار الكتب والوثائق :
إن هذه المحلة عرفت بهذا الاسم نسبة الى الطاق الذي كان في الأصل قسماً من قصر أسماء بنت المنصور،ثم صار في زمن الرشيد مجتمعا للشعراء، وكان جوار هذا الطاق سوق الصاغة ودار خزيمة صاحب شرطة المهدي، وقد أطلق اسم باب الطاق على المنطقة التي تمتد الى الشمال والشرق منه وصارت تعرف بمحلة باب الطاق، وقد وصف محلة باب الطاق ابو الوفاء علي بن عقيل وقد سكن آخر أيامه محلة الرصافة وتوفي سنة 513هـ/1119م قال: فاذكر لك محلتي وهي واحدة من عشر محال، كل محلة كبلد من بلاد الشام وهي المعروفة بباب الطاق.
ويبدو أن محلة باب الطاق كانت من أهم المحلات في أيامها، وكان في هذه المحلة طريق واسع هو السوق الرئيس للمحلة تباع في جانبيه مختلف السلع من منسوجات، ومصنوعات وكانت تتفرع من هذا الطريق الرئيس الشوارع المهمة من الجانبين.
ومحلة باب الطاق القديمة تشمل بشكل عام في الوقت الحاضر محلة السفينة حتى ثانوية الأعظمية للبنات وتنتهي الى ثانوية الاعظمية للبنين على وجه التقريب.
ومن الذين ذكروا محلة باب الطاق، ياقوت الحموي قال: باب الطاق محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي تعرف بطاقة أسماء ، وأجتاز عبد الله بن طاهر بها فرأى قمرية تنوح فأمر بشرائها واطلاقها، فامتنع صاحبها أن يبيعها بأقل من خمسمائة درهم.
فاشتراها بذلك وأطلقها وأنشد يقول:
ناحت مطـــــوقة ببـــاب الطــــاق فجرت سوابق دمعي المهراق
كانـــــت تـــغرد بالاراك وربـــما كانت تغرد في فروع الســــاق
فرمى الفراق بها العراق فاصبحت بعد الاراك تنوح في الاسـواق
فجـــعت بافراخـــــها فاسبل دمعها ان الدموع تبوح بالمشتـــــــاق
تعس الفراق وبت حبل وتيـــــــنه وسقاه من سم الاساود ســـــاق
مــــــاذا اراد بقصـــــده قمـــــرية لم تـــدر مابغداد في الافــــــاق
بي مثل مابك ياحمامة فاســــــالي من فك اسرك ان يحل وثاقـــي
ويضيف ياقوت فيقول: وقد روي أن صاحب القصة في إطلاق القمرية هو اليمان البندينجي الضرير مصنف كتاب التفقيه.
**************************************************