سارة سلهب
٢٧ أكتوبر ٢٠٢١ ·
كل الشكر للاستاذ الكبير حسن ابراهيم سمعون ولكل من ساهم بنجاح هذا العمل العظيم.. و يسرني أن يكون لي مشاركة متواضعة فيه...ألف مبروك لكل المشاركين
حسن سمعون مع حسن إبراهيم سمعون و
٢٠ أكتوبر ٢٠٢١ ·
((صدور الجزء الثاني من الديوان السوري المفتوح ...))
وبعد رحلة شاقة ومتعبة ومكلفة وصلني اليوم الجزء الثاني من الديوان السوري المفتوح صادرا من دار بعل في دمشق....
فجزيل الشكر للسيدات والسادة أعضاء هيئة الإشراف الذين ساعدوني بضبط النصوص وتنسيقها وتنقيحها وللسيد محمد عيسى صاحب الدار الذي طبع الديوان وانتظرني بقسم من ثمن الطباعة
وشكر موصول لكل المشاركين بنصوصهم ولكل من وقف معنا ولم يحبطنا وللجميع فائق محبتي وتقديري..20/10/2021
ملاحظة : أسماء السيدات والسادة أعضاء هيئة الإشراف على الجزء الثاني موجودة في التعليق الأول... ويلي هذا المنشور مباشرة منشور فيه أسماء السيدات والسادة المشاركين في الجزء الثاني .. محبتي وتقديري للجميع
**********************
- أحلام الآنسة أحلام–
كسرت الآنسة أحلام جدار الصمت الرهيب الذي يخيم على غرفة المدرسين قائلة:اشتقت لطلابي.. بدونهم الوقت ثقيل كالهمّ.. ومسحت دمعة انحدرت من عينها.. وغابت في أحلامها..قبل الأفعى.. عفواً(الثورة) كانت مدرستنا تعج بالحياة.. كانت حياتنا ممتلئة بالتفاؤل.. كانت أحلامنا تفيض أملاً..أما الآن!!فأحلامنا تفوح منها رائحة الموت والدماء.. أصبح أقصى حلم عندي أن أموت برصاصة قناص, ليس حباً بالموت,لكنها أسهل من الموت تحت ركام البناية التي أقطنها,أربع طوابق ثقيلة جداً,ولن يقوى جسدي على حملها,كما إني لن أستطيع لملمة بعضي لو حولتني قذيفة إلى أشلاء على الجدران..وأكره الموت اختناقاً بهذا الذي يدعونه الكيماوي..آهٍ.. لا أنسى ذاك اليوم وأنا في الصف السادس عندما وقفت أمام زملائي في المدرسة أجيب على سؤال المعلمة:
-أتمنى أن أصبح معلمة.. كي أرتدي ثياباً جميلة كثيابك.
ضحك الجميع..فالأحلام في قريتنا هزيلة. بحجم حلم فرحان زميلي في الصف الذي أجاب المعلمة بثقة:
-أتمنى أن أصبح راعي القرية.. ضحكت المعلمة..وتابعت سؤالها للجميع.. ولم يتحقق حلم في صفنا إلا حلمي وحلم فرحان.. تتابعت الأيام وأصبحنا في الثانوية..وتابعنا لعبة الأحلام من جديد, والسؤال:
-ماحلمك الآن يا أحلام؟
بهدوء وأنا أحلم : - أتمنى الحصول على كاميرا.. لأخلِّد جمال الطبيعة..
-وأنت يا حسام؟
عندها غاب حسام صديقي في حلمه:
-أتمنى أن أطير فوق السهول والجبال لأرى الأرض كيف تبدو من الأعلى.. وتحقق حلم حسام وأصبح طياراً.يقولون (تكاد الصدفة دائماً تخدم الذي يصرّ على أمر ما) فكم ضاعت مني أحلام يا جدتي عندما اقتنعت بكلامك: (ياستي احلموا على قدكم )..يومها كنا أطفالاً نجتمع حولها ونخترع ألعاباً مسلية وكانت لعبة الأحلام اليومية التي يفتتحها أخي الصغير (قصي) كالعادة:
-أرى نفسي في غابات الأمازون حيث الأنهار والشلالات, وفجأة يا شباب لمحت أفعى بطول مئة متر, أصارعها فيهجم عليها نمر.. و..ويزداد تنفسه ونحن نسرح معه في الحلم.
(ياستي أحلم على قدك).. وهكذا نستفيق على صوت جدتي وينتهي الحلم وننتقل للعبة أخرى.. لا أعلم ما سرّ العداوة بين جدتي و الأحلام ,ما أعلمه أنها خاضت حرباً ضروساً مع والدي عندما سماني أحلام, يومها استعانت بشيخ القرية وطبخت له دجاجة بالبرغل ليقنع أبي من خلال حساباته أن أنسب اسم لي هو محنة (فالمكتوب ظاهر من عنوانه) فقد ولدت في سنة قحط نسيت السماء فيها أن تنزل قطرة مطر على قريتنا, وهذا أكبر فأل سوء لقرية تنتظر قطرة الماء عاماً كاملاً.. لكن الشيخ بعد التهامه الدجاجة (كما حدثتني والدتي فيما بعد) فتح دفاتره وبدأ يجمع ويطرح, والجميع صامت ينتظر قرار الشيخ الذي اتسعت حدقتاه فجأة وحملق في أوراقه ثم جمعها وهو يتمتم الله يجيرنا, وهرول مسرعاً خارج البيت, لحقت به جدتي:
-ما هو الاسم الأنسب يا شيخ
-سموها ما شئتم, محنة,أحلام, جهنم الحمراء..هذه جزء من شيطان, أجارنا الله..
-شوفوا يا ناس أكل الدجاجة ولم نستفد منه شيء تمتمت جدتي خلف الشيخ الهارب..
آهٍ يا جدتي.. ألف رحمة ونور تتنزل على روحك.. هل مازال قصي يزعجك بأحلامه كالعادة..أتوسل إليك ياجدتي أتركيه يحلم.. فقد أصر والدي على دفنه إلى جوارك..فالأفعى أكلت أحلامه يوم صارعها.. وأنصحك ألا تقولي له (أحلم على قدك) لأن قده لو تعلمي يا جدتي صار (الشهيد قصي)
قصة الأديبة: سارة سلهب - المشاركة بالديوان السوري المفتوح - الجزء الثاني