عاصمة مولدوفا ومحيطهها
تقع جمهوريّة مولدوفا في شرق أوروبا، بالقرب من البحر الأسود؛ كانت عرفت أحداثًا تاريخية عدة في تاريخها الحديث، الأمر الذي انعكس في عماراتها وأماكنها ولغة سكانها (المولدوفية الرسميّة، والروسية) ونتاجهم الثقافي... ربما لا تعد هذه الدولة الصغيرة (مساحتها أقل من 34 ألف كيلومتر مربع) بأنها وجهة من الوجهات السياحية من الطراز الأول في أوروبا غير أن من يزورها يشعر فيها بالاسترخاء، فهي تتمتع بمناظر خلابة تحملها المرتفعات الخضر والقرى والبحيرات... في الآتي، أماكن سياحية في "تشيسيناو"، عاصمة مولدوفا.
تقدّم "تشيسيناو"، عاصمة مولدوفا، وأكبر مدنها، مجموعةً من نقاط الجذب والنشاطات لزائرها، إذ تضمّ عددًا كبيرًا من أماكن السهر والمنتجعات والمطاعم والمعارض الفنّية، من دون الإغفال عن طبيعتها الخضراء، ووفرة مبانيها العائدة إلى الحقبة السوفياتية (محطة قطار "تشيسيناو" نموذجًا، حيث البناء الحالي الذي فرغ من بنائه بعد الحرب العالمية الثانية مباشرةً عبارة عن مزيج من النمط الاشتراكي الواقعي والتأثيرات من العمارة الرومانية، بالإضافة إلى مبنى رئاسة جمهورية مولدوفا ومبنى البرلمان...).
تتعدّد المحطّات السياحية في "تشيسيناو" ومنها: النصب التذكاري الخاصّ بالحرب العالمية الثانية حيث هرم برتقالي اللون يجذب إلى التقاط الصور له، أو في سوق الفنّ حيث مراسم الفنّانين المحلّيين المعاصرين، أو في كاتدرائية المهد التي يرجع تاريخها إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر ويتبع البناء الذي يضمّها الطراز الكلاسيكي الجديد، مع دواخل لافتة لناحية الأيقونات والأعمال المذهبة، أو في قوس النصر القريب من الكاتدرائيّة، أو في المتحف الوطني لتاريخ مولدوفا في وسط "تشيسيناو"، المتحف الذي يأويه مبنى جميل المعمار، ويضمّ أكثر من 250 ألف قطعة. وهذه الأخيرة موزّعة على أقسام عدة.
المتنزّه الأكثر قدمًا في مولدوفا
لا تستقيم زيارة العاصمة من دون المرور بـ"متنزّه بوشكين"، فهو الأقدم في مولدوفا؛ اسم المتنزّه الحقيقي هو "ستيفان سيل ماري"، ويرجع تاريخه إلى القرن التاسع عشر، وقد شهد تحسينات عدة. وفي عام 1884 ارتفع فيه نصب الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين، النصب الذي صنعه المهندس المعماري أوبيكوشين. راهنًا، يضمّ المتنزّه زقاقًا يعجّ بالمنحوتات والتماثيل التي تصوّر أشخاصًا بارزين في مولودفا، فضلاً عن تماثيل نصفية للشعراء والكتاب الرومانيين...
يسمّى المجمع الأثري المذكور أيضًا بـ"أورهي القديمة"، ويمتلك رمزيّة تاريخية وثقافيّة، ويشرف على نهر "بروت"، ويبعد ساعة بوساطة السيّارة من "تشيسيناو". كان ثراء المكان بالأحداث التاريخية التي شهدها (غزوات التتار والمغول في القرن الأول قبل الميلاد منها...) دفع إلى إنشاء متحف لتوفير المعلومات للزائر الذي يغرق في التاريخ عند الزيارة، إذ هو يمرّ بآثار باقية من الحضارات القديمة والعصور الوسطى من قلاع وحصون وكهوف وأديرة وحمّامات وتحصينات، بعضها يرجع إلى نحو ألفي عام، وتحديدًا إلى قبيلة داتشيان، ويتأمّل الجمال الطبيعي للمكان.
**************************************************