"أحياناً يتوجب عليكَ الدخول في عالم شخص آخر لتجد ما ينقص عالمك."

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أحياناً يتوجب عليكَ الدخول في عالم شخص آخر لتجد ما ينقص عالمك."

    اضغط على الصورة لعرض أكبر.   الإسم:	1696245625622.jpg  مشاهدات:	0  الحجم:	91.2 كيلوبايت  الهوية:	165252

    أسماء مصطفى
    يتطرق الفيلم الفرنسي “The Intouchables”، أو المنبوذون، لعالمين منفصلين جمع عينة عنهما، وعبّر عنهما بالعنوان.
    الفيلم من بطولة شخص مصاب بشلل رباعي، يفتقر للصحبة والصدقات، وآخر مهاجر من أصول إفريقية يعاني من العنصرية رغم إجادته الفرنسية، وولادته في تلك البلاد وامتلاكه جنسيتها.
    والقضية أن فيليب رجل فاحش الثراء أُصيب بالشلل الرباعي خلال إحدى مغامراته بالقفز المظلي، يعرض وظيفة لتعيين شخص يتولى رعايته، وبعد مقابلات كثيرة يفوز الشاب إدريس بالوظيفة
    فيلم " The Intouchables " كوميدي فرنسي بسيط، مثل ضوء النهار يتسرب إلى وجهك عبر نوافذ غرفتك في صباح مشرق، لعب بطولته باقتدار" فرانسوا كلوزيه" و"عمر سي".
    يُشرح الفيلم مشكلة الطبقية في فرنسا وهي مشكلة أزلية في كل مجتمعاتنا ، لكنه يتحدث بشكل خاص عن تلك الطبقية التي لا تنشأ عن فقر وغنى أو تعليم عالى وآخر حقير، أو ثقافة راقية وأخرى منحطة فحسب، بل هى تجمع كل ذلك، من خلال رصد النظرة السلبية تجاه المهاجرين الأفارقة والعرب الذين يسكنون الأحياء الفقيرة ويجمعون بين كل الأشكال السابقة من فقر وعوز.
    الفيلم يحاول ببساطة أن يضعك أمام تلك الصورة لترى زيف العادات التي تفرق بين البشر وبعضهم على أساس لون أو تعليم أو وضع اجتماعي، كرسالة لتغيير النظرة الاستعلائية الأوروبية تجاه المهاجرين، كما يفند الأفكار التقليدية الرائجة عن المهاجرين السود والعرب المُستغلة في الخطاب السياسي الفرنسي والأوروبي بوجه عام.
    الشيء الأروع في الفيلم بجانب السيناريو المليء بالكوميديا هو الحوار الجيد والواقعي الذي يحدث بين الإثنين بعيدًا عن المثالية المفرطة في العلاقات، فلا يلمس المشاهد أي تصنّع أو تكلّف ما بين إدريس وفيليب بل كلاهما يتعامل مع الآخر بناءً على العفوية التامة والصراحة، كما نجد في الفيلم كمية كبيرة من العاطفة المتمثلة في الصداقة كعلاقة متينة وقيمة اجتماعية تعتبر صورة من صور الإنسانية الراقية بعيدًا عن التأثير المادي من خلال الثنائي اللذان يستمتعان بوقتهما فيدخّنان معًا ويتجولان معًا في ليل باريس البارد ويلعبان بالثلج ويعيشان تجربة الطيران الشراعي كما يكمل كلاهما الآخر فحتى فيليب يوقظ في إدريس موهبة الرسم التي لم يكن الأخير يعلم بها ثم يبيع لوحته بمبلغٍ كبير.
    الفيلم كذلك يلعب على ذات الوتر، شخصان يرى كل منهما العالم بنظرة مختلفة، واحد يعيش بين نغمات الموسيقى الكلاسيكية واللوحات الفنية النادرة بينما يعيش الآخر في الشارع.
    الأول لديه كل مقومات الحياة لكنه يفتقد الحياة، الآخر ليس لديه أيا من مقومات الحياة لكنه يملك الحياة نفسها، مسافة كبيرة تفصلهما، وفي ثنايا تلك المسافة تنشأ قصة الفيلم.
    قد أكون ساذجا ربما لكنني ما زلت أؤمن أنَّ لدي شيئًا أهم من حسابي البنكي.
    – فيليب –
    تقييم الفيلم في موقع Imdb:8.5
    يصلح للمشاهدة العائلية .
يعمل...
X