فيلم Shutter Island هو فيلم إثارة نفسي معقد يرتدي زخارف الأشباح والممرات المسكونة، ولا يمكن للمشاهدة الواحدة أن تمنحه حقه. خاصةً مع التقلبات التي لا تنته في الحبكة. فهو أحد أفلام التلاعب بالعقل التي تحمل نهاية صادمة غير متوقعة. يتأرجح الفيلم على التيارات المتقاطعة المحطمة للواقع والوهم ولا يقض أبداً مشهداً واحداً في المياه الهادئة. في هذا المنشور نتناول قصة فيلم Shutter Island وتحليل هذا العمل الرائع.
وهو أحد أفلام الإثارة النفسية التي تدرك فيها عظمة الفن السابع على يد أحد عظماء الإخراج مارتن سكورسيزي. حيث تتيح لك اللقطات الافتتاحية الأولى للفيلم – سفينة تبحر ببطء في الضباب وتهبط على جزيرة بالإضافة إلى محقق على متنها مصاب بدوار بحر قوي يلتقي بزميله الجديد – أن تتنفس أجواء السينما الرائعة. بينما في الجزيرة نجد ملاذاً عقلياً هائلاً ومخيفاً حيث يتعين على المحققين إجراء تحقيق عن اختفاء مريضة. وذلك على خلفية كابوسية في ماضي المحقق نفسه. الجو مثالي، بدءاً من الأضواء والألوان إلى الموسيقى التصويرية.
يعتمد الفيلم على رواية من قبل دينيس ليهان بطل الرواية تيدي دانيالز، الذي يبدو أنه مارشال الولايات المتحدة، تبين أنه أندرو ،ليدس قاتل مجنون مريض في مستشفى للأمراض العقلية.
يبدو أن العديد من رواد السينما افترضوا أنه يخبرنا بنفس القصة. ليوناردو دي كابريو بشخصية تيدي في الواقع يتحول إلى أندرو.
ومع ذلك، قبل أن يقع في براثن علماء الفصام، ينطق خطاً غیر موجود في الكتاب يتساءل «هذا المكان يجعلني أتساءل أيهما سيكون أسوأ أن أعيش كوحش أو أن أموت کرجل صالح؟
بالنسبة للبعض هو فقط شخص مجنون، بينما الآخرون وجدوا أنه فقط واجه نفسه والعلاج الذي تلقاه جعله يشعر بالذنب وينغمس فيه محاولاً التخلص والهروب منه.
هذان الإصداران مما يعنيه الفيلم بالكاد يمكن أن يكونا أكثر خلافاً. ذلك فإن المخرج لم يختار الإشارة إلى ما هو الصحيح بينهما. ولا دي كابريو حتى وقال «ليس لدي أي فكرة عن مكان عملي أو ما أفعلهُ"
بغض النظر عن النهاية والأحداث التي تسبقها ! إلا أن الفلم هذا عبارة عن رحلة محاكاة نفسية تُدخلك جو من الشك ويجعلك تخوض في براثن العقل البشرية من إضطرابات ذهنية وإضطرابات ما بعد الصدمة وعدم فصل الواقع عن الخيال وناهيكّ عن أخذك في رحلة ساعتين ونصف داخل عقل مريض نفسي يُعاني من ماضيهِ المُتكلل بكل ما هو بشع ويُدخلك في دوامة من الأفكار الغير متناهية أنا شخصياً دخلت في حالة إكتئاب لثلاث أيام بعد مشاهدتي لهذا الفلم فما بالك بالقائمين عليهِ .