شاهر جوهر
من إثارة البدايات إلى ملل النهايات .. منتجو the Expendables يسيرون على خطا محمد قبنض
مرة أخرى اجتمع مرتزقة ”سيلفستر ستالون“ في حارة الضبع، بعضلات مجدولة يمارسون بلطجة ونكاتاً وبصاقاً من فرجتي الأسنان لعدو جديد، لكن كل ذلك بأسلوب الثمانينيات.
ورغم الإضرابات المستمرة من قبل كتّاب السيناريو والممثلين على مدى السنوات العشر الفائتة حول سلسلة أفلام The Expendables .تماماً كما حدث مع “مروان قاووق”، كمال مرة، عباس النوري” وغيرهم.
إلا أن ”ستالون“ وشركة الإنتاج استمرا في طرح جزئه الرابع. وعلى هذا ووراء الكواليس جلس المنتجان ”كيفن كينج تمبلتون“. و”ليه ويلدون“ أمام مراسلة ديلي إكسبريس الجميلة قبل عرض الجزء الأخير The Expendables 4. وقالا على غرار منطق زميلهما ”محمد قبنض“. منتج سلسلة باب الحارة الشهير: «إنهما لا يستبعدان المزيد من الأفلام في السلسلة. طالما كان هناك طلب» وأضافا «يعتمد الأمر تماماً على المعجبين فيما إذا كانت سلسلة الأفلام ستستمر».
"لن أخرج من باب الحارة، وسأوصله للجزء الثلاثين، حتى زمن الهاتف الخليوي "محمد قبنض
وعلى هذا يبدو أن نسبة 14% فقط للجزء الرابع على منصة تصنيف الأفلام «Rotten Tomatoes». تخبرنا أنه على الأرجح لن يكون هناك جزء خامس من السلسلة. فنتائج شباك التذاكر سيئة إلى أن يقال أنها مخزية في أيام عرضه الأولى. مقابل ميزانية تجاوزت الـ 100 مليون دولار.
الفرق بين ”قبنض“ و”تمبلتون“ و”ويلدون“ أن ”قبنض” مُصر أن باب الحارة بكل خيباته هو مطلب جماهيري. فخلال لقاء سابق له مع صحيفة “الوطن” قال «لن أخرج من باب الحارة، وسأوصله للجزء الثلاثين. حتى زمن الهاتف الخليوي»، وجاء هذا التأكيد لأن «الملايين يريدون استمرار باب الحارة» وفق قوله.
ممتع فممل فمثير للكآبة
الأمر تماماً ينطبق على متابعي “باب الحارة”، على الأقل فيما يتعلق بمستوى الانتقاد، فقد تقصّد ”ستالون“ في سلسلته أن يجنّد مجموعة من أبطال الحركة المميزين عبر الأجيال. حتى «يتعاونوا في حمام دم على طراز الثمانينيات كل بضع سنوات».
وبناء على هذا نال الجزء الأول شغف المتابعين لمشاهدة فيلم يضم كل هؤلاء الأبطال لأول مرة يلتقون في فيلم واحد. وكانت القصة على استهلاكها ممتعة. وتدور حول موظف في وكالة المخابرات المركزية يقوم باستئجار فريق من المرتزقة للقضاء على ديكتاتور لا يرحم يحكم جزيرة صغيرة “وهمية”. في أمريكا الجنوبية، فجاء الفيلم ممتعاً وحصد عدة جوائز.
حافظ الفيلم في جزئه الثاني على ثباته ونال ثقة الجمهور. فقد تفاعل المشاهد مع ما يقوم به أحد أفراد العصابات التي كانت من المفترض أن تكون مهمة المرتزقه معه سهله. لكنه يقوم بقتل أحد أفراد المرتزقة فتتسارع الأحداث في السعي للانتقام. لكن ذلك يضعهم في عمق أراضي العدو ضد تهديدات لم يتوقعوها.
أما الجزء الثالث فأقل ما يقال عنه أنه ممل حين يسعى عضو سابق في المرتزقة للانتقام من خليته. وأمام هذا الملل والتراجع يسقط الفيلم وصنّاعه في الحادي والعشرون من سبتمبر الجاري، وقت عرض الجزء الرابع، سقوط مدوي أفضل ما يقال عنه أنه تجاري يبحث عن المال لا المتعة.
لربما الخطيئة الكبرى لستالون اعتقاده أن حركة كثيرة في الفيلم قد تكون كفيلة لتغطية فضائح سيناريو ضعيف، لهذا واقع الأكشن في الفيلم جعله نوعاً من أنواع الفانتازية المملة.
فأن يرمي البطل خصومه كما الريشة المعلقة في الهواء وهم يضحكون ويتبادلون النكات. أو أن يجدل عنق آخر فتتدحرج عيناه بمؤثرات هندية، أو أن يضرب بيده جداراً ليعبر الآخرون فهو أمر لم يعد محبباً لمحبي الأكشن
سيلفستر ستالون وقع بفخ باب الحارة
علّق أحد المتابعين على الفيلم بجزئه الأخير بالقول: «للأسف كنت أتابع مسلسل باب الحارة، كنت متشوقاً للفيلم، لكن اعتماد المنتجين في هذه السلسلة على أفلام الأكشن كما لو في الثمانينيات أساء للفيلم. كما فكرة الرجل القوي صاحب العضلات الذي يقضي على الأشرار بسهولة أصبحت فكرة مستهلكة وصبيانية».
ورأى آخر أنه كان «من الأفضل للشركة المنتجة استبدال ستالون بمخرجين جدد. حتى يخلقوا دماء جديدة في السلسة تخرج الأبطال القدامى من عقدة الثمانينيات».بينما قال آخر «كبرت يا ستالون ولازلت تقع في أخطاء باب الحارة».
بناءً على ذلك. تلقى الفيلم آراء سلبية وقاسية إلى حد كبير من النقاد، مع تركز جل الانتقادات على طاقم الممثلين المكرر والعنف المكرر وحتى الوجوه المكررة بالإضافة إلى المؤثرات البصرية الضعيفة.
لهذا فشلت كل التوقعات بأن يحصد الفيلم في افتتاحيته ما بين 15 إلى 17 مليون دولار في شباك التذاكر المحلي. لكن الصفعة كانت موجعة وكبيرة إذ لم يحقق العمل في أول أيامه بدور العرض السينمائي. وعددها 3.518 قاعة، سوى 4.3 مليون دولار بما في ذلك 750 ألف دولار.
لذا وبعد 13 سنة على عرض السلسلة يجعل ما جاء بها يبدو وكأنها سلسلة مستهلكة عن ”باب الحارة“ السوري. لهذا علق أحد محبي الدراما السورية: «لكن أنتم تحبون الأجانب».