مفهوم القيادة
تعدّ القيادة من أهم عوامل نجاح أية منظمة إذ هي من يحدد الأهداف والرؤى، ووضع خريطة طريق للسير المؤسسات إلى النجاح والتفوق، وتشكل بوصلة لجميع العاملين لتحقيق أهداف المؤسسة بكل كفاءة وفاعلية ونمو وازدهار. وأصبح وجودها ضرورة لازمة في ظل التنافسية والقيمة المضافة، وتعقيد النظم والمؤسسات، وارتفاع سقف مطالب المؤسسات والعاملين والمجتمع.
وقد عرفها (الطويل) بأنها “مجموعة من المفاهيم المتكاملة المتناغمة والمهارات الإنسانية والإدراكية التي لا بد من توافرها، إضافة إلى عوامل متداخلة تتصل بالسبق البنيوي للفرد المتعلق بشخصيته وقيمه واتجاهاته ودوافعه، التي تسهم في مجملها في بناء القائد التربوي”.
وقد عرفها (غباين) بأنها “العملية التي يتم من خلالها التأثير في سلوك الأفراد والجماعات من أجل دفعهم للعمل برغبة واضحة لتحقيق أهداف محددة”. ومهما تختلف التعريفات والمفاهيم التي تناولها الباحثون والمهتمون حول القيادة فقد اتفقوا على اعتبارها المحرك الأساس وقاطرة النجاح لتحقيق الأهداف والتطلعات للنظم والمؤسسات.
ومن هنا يستنتج أن متطلبات القيادة أربعة عناصر أساسية هي:
1-القائد بمهاراته وحكمته.
2-التابعين: الأفراد المطلوب منهم تحقيق الأهداف.
3-الهدف المشترك المطلوب تحقيقه.
4-المواقف التي يمارس العاملون فيها أعمالهم..
ومع تعدد تعريفات القيادة فإنها بشكل عام تتفق بصورة عامة على مفهومين للقيادة: الأول، إن القيادة تتم في عمليات تفاعلية بين فردين أو أكثر، والثاني، يسعى القادة للتأثير على العاملين في المؤسسة أو المنظمة.
وللقيادة أبعاد ثلاثة، معرفي وفني وقيمي، يتصل البعد المعرفي بمجموعة من المفاهيم المعرفية والأطر المرجعية النظرية، أما البعد الفني فيتأثر بشخصية الإنسان، إذ القيادة عملية تفاعلية بين القائد والعاملين، فالموقف القيادي يتضمن القائد ومتغيرات الموقف والتابعين. والبعد القيمي وهو الذي يؤطر البعد المعرفي والبعد الفني، إذ تظهر أهمية الخلقية القيمية التي تكتنف هذين البعدين، وبالتالي تشكل القيم البعد الثالث للقيادة.
مكونات الشخصية القيادية
تتكون الشخصية القيادية من أربعة أعمدة رئيسية ويمكن تلخيصها على النحو الآتي:
1.محددات الشخصية الإنسانية:
ما مدى إدراك القائد ووعيه لذاته وللآخرين من حوله وكذلك البيئة المحيطة به. وكلما زادت درجات وعي القائد كلما زادت إمكانية تأثيره في الآخرين وكذلك إدراكه.
2.مصادر القوة القيادية:
القيادة الواعية هي التي تمتلك القدرة على إحداث التوازن المستمر مع مصادر قوتها.
3.الأدوار التي يلعبها القائد:
للقائد أدوار عديدة أهمها أن يمتلك الرؤية المستقبلية ومن أدواره العديدة (المدرب عامل التغيير، المقدم والمتحدث طليق اللسان، والمبدع قولاً وفعلاً).
4.أثر القيادة على التابعين:
القيادة تأثير والقيادة القادرة هي التي تمتلك التأثير على العاملين ويتفاوت هذا الأثر حسب قوة القائد والدور الذي يلعبه وكذلك شخصيته.
تعريف الإبداع والابتكار
تعددت تعريفات مفهوم الإبداع، وهنالك العديد من التعريفات الاصطلاحية لمفهوم الإبداع، فقد عرفته الموسوعة الفلسفية العربية على أنه إنتاج شيء جديد أو صياغة عناصر بصورة جديدة في أحد المجالات كالعلوم والفنون والآداب. أما الموسوعة البريطانية الجديدة فتعرف الإبداع على أنه القدرة على إيجاد شيء جديد كحل لمشكلة ما أو أداة جديدة، أو أثر فني أو أسلوب جديد. ويعرفه تورانس بأنه عملية تحسس للمشكلات والوعي بمواطن الضعف. والثغرات وعدم الانسجام والنقص في المعلومات، والبحث عن حلول والتنبؤ، وصياغة فرضيات جديدة، واختبار الفرضيات وإعادة صياغتها أو تعديلها من أجل التوصل إلى حلول أو ارتباطات جديدة باستخدام المعطيات المتوافرة، ونقل أو توصيل النتائج للآخرين. وقد عرفه جيلفورد بأنه سمات استعدادية تضم الطلاقة في التفكير والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات وإعادة تعريف المشكلة وإيضاحها بالتفصيلات والإسهام.
خصائص الإبداع والابتكار
إن هناك جملة خصائص في توفرها يتحقق الإبداع وهي:
1-الإبداع ظاهرة فردية وجماعية.
2-الإبداع ظاهرة إنسانية عامة.
3-الإبداع يمكن تنميته وتطويره، وهو كالشخصية يرتبط بالعوامل الوراثية.
عناصر الإبداع والابتكار
يرى من اهتموا بدراسة الإبداع أن العناصر الأساسية للإبداع هي:
-القدرة على التخطيط الاستراتيجي: قدرة المؤسسة على وضع الخطط المستقبلية للتطوير والتغيير ووسائل التعامل معها، ووجود الرؤية، وتوحيد جهود العاملين نحو تحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.
-بناء الثقافة المؤسسية: التأكيد على احتياجات العاملين، والنظر إليهم كأعضاء في أسرة يتوجب الاهتمام بهم وتدريبهم، وترسيخ معايير أداء متميزة لأدائهم، وإتاحة المجال لهم للمشاركة.
شروط الإبداع والابتكار
أشارت البحوث والدراسات العلمية والتربوية على أن للإبداع ستة شروط أساسية وهي:
1- الأصالة: هي قدرة الفرد على توليد أفكار جديدة، لم يسبق لها أحد، وكلما قل شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها.
2- الطلاقة: قدرة الفرد على إنتاج كمية كبيرة من الأفكار في فترة زمنية محددة، والطلاقة هي بنك القدرة الإبداعية، ومن أنواع الطلاقة ما يلي:
أ-الطلاقة اللفظية: هي السهولة في إنتاج كلمات تحت شروط تركيبية معينة.
ب-الطلاقة الارتباطية: هي القدرة على الإنتاج السريع للكلمات التي تشترك في المعنى أو في أي صفة أخرى.
ج-الطلاقة الفكرية: وهي القدرة على استدعاء أكبر قدر من الأفكار المناسبة في فترة زمنية محددة.
د-الطلاقة التعبيرية: وهي القدرة على التفكير السريع في تكوين كلام مترابط ومتصل، وصياغة التراكيب اللغوية.
3- المرونة:
وهي تنوع الأفكار في جوهرها، وعدم التصلب حول نوعية واحدة من الحلول أو الوقوف عند طريقة معينة لإيجاد الحلول.
4- الحساسية :
وهي القدرة على تحسس المشكلات وإدراك طبيعتها.
5- الاستنباطية:
الميل إلى التفاصيل، والقدرة على استنباطها بصورة مبدعة، والربط بين عدد من الأفكار ويفكر بها في الوقت ذاته.
6- القبول:
أهمية قبول الفكرة أو المنتج من الآخرين حتى يصبح عملاً إبداعياً.
معوقات الإبداع والابتكار
للإبداع معوقات كثيرة ومتنوعة تحول دون تنمية الإبداع أو الوصول به إلى نتاج أصيل وله قيمة علمية وعملية.
ولأهمية التعرف على هذه المعوقات من أجل العمل على إزالتها أو تحييدها سواء كانت متعلقة بالشخص أو المؤسسة التعليمية، مباشرة أو غير مباشرة، وسيتم التطرق لها وفقاً للتصنيف المتعارف عليه لدى معظم الباحثين، ويمكن إيجازها على النحو التالي:
أولاً: المعوقات الشخصية: ويقصد بها العقبات المتعلقة بالفرد نفسه، والتي تم تطويرها لديه بفعل خبراته الذاتية مع محيطه الأسري والمدرسي والاجتماعي، وأهمها ما يلي:
-ضعف الثقة بالنفس.
-الميل للمجاراة.
ثانياً: معوقات الإبداع في الأسرة: الأسرة هي أهم عوامل التنشئة الاجتماعية، وهي الأقوى تأثيرا في الشخصية، ومن أبرز معوقات الإبداع في الأسرة:
-تدني المستوى الاقتصادي.
-النسبة المرتفعة للأمية.
-أحادية المسؤولية في تربية الأبناء.
أما على مستوى المؤسسة، فأهم المعوقات:
-التركيز على الأبعاد النظامية والشكلية أكثر من التركيز على الأبعاد الإبداعية.
-عدم الفصل بين السياسة والإدارة في القطاع العام، وعدم الفصل بين الملكية والإدارة في القطاع الخاص وذلك فيما يخص تعيين الكفاءات.
-القيم الاجتماعية السائدة.
-محدودية الموارد والذي يؤثر على التجريب والتطوير.