ب - الفرق بين السيكولوجيا العلمية والسيكولوجيا العامية
B - The difference between scientific psychology and colloquial psychology
بعد أن بينا الغرض من الإشارة إلى مسألة الإحساس والتباس أمره ، نقول : إن هناك سيكولوجيا عامية ، عفوية ، يعتمد عليها الناس في حياتهم ، وعلاقاتهم ، وهي مزيج من التجربة والنظر لا يحجمون عن الإستناد اليها في أعمالهم اليومية . وحسبك نظرة الى رجال الإدارة والسياسة والتجار والقواد لتعلم أن في بعض الناس قدرة عالية على ادراك الحالات النفسية (١) ، وهذا سر نجاحهم في أعمالهم ، لأن معرفتهم بإحوال الناس تسهل لهم أمر قيادتهم. والحياة نفسها تقتضي أن يكون عند كل انسان إلمام بشيء من هذه السيكولوجيا العملية، وما من انسان إلا عليه أن يضع نفسه في هذه المعرفة ، وهذا ناتج عن التجربة ، والعادة ، والمشاهدة الشخصية ، والتأويل الحدسي لأحوال الأخرين . ولربما كانت هذه السيكولوجيا العملية سر نجاح معاوية بن ابي سفيان ، و عمر و بن العاص ، و نابليون بونابرت و غيرهم من العظماء في أعمالهم ، لأنهم كانوا يعرفون من أين تؤكل الكتف ، فيخاطبون شينا من
الناس على قدر عقولهم . وهذا نوع من الدهاء العملي ، أو هو كما يقول (باسكال) نوع من الفكر المرهف (۱) ، فلا يحتاج إلى درس منظم وتنقيح ، ولا إلى طريقة في البحث ، ولا علاقة له بالسيكولوجيا العلمية التي قدمنا ذكرها .
قال دوغاس :
ه قد نجد عالماً نفسيا عميق النظر ، حاد الذكاء، مؤكد الحكم ، ما دام ينظر في الاشياء المجردة ، ولكنه أعمى البصيرة عند اختلاطه بالناس ، وحكمه على أمورهم . وعكس ذلك صحيح أيضاً ، فان الذي يعرف بدقة أحوال الناس في الحياة ، قد إيضاح مبادىء تجربته فحسب، بل عن فهم تلك المبادىء التي لا اهتمام له بها والتي يطبقها من غير أن يدركها ، (٢) . يعجز ، لا عن
و لهذه السيكولوجيا العفوية جميع صفات المعرفة العامية ، فهي شخصية جزئية متشخصة نوازن فيها بين الاشخاص ، ونقادر بين أعمارهم ، ونحكم النظر في سلوكهم ، كأن لكل شخص في نظرنا صورة نفسية وخطأ بيانياً يدل عليه ، ونحن نعرف سلوكه به . إلا أن هذه المعرفة الجزئية هي كما ذكرنا نوع من المعرفة العامية ، وهي خاضعة لمعيار المنفعة والنجاح في العمل ، بعيدة كل البعد عن العلم النظري الذي يطلب الحقيقة لذاتها .
B - The difference between scientific psychology and colloquial psychology
بعد أن بينا الغرض من الإشارة إلى مسألة الإحساس والتباس أمره ، نقول : إن هناك سيكولوجيا عامية ، عفوية ، يعتمد عليها الناس في حياتهم ، وعلاقاتهم ، وهي مزيج من التجربة والنظر لا يحجمون عن الإستناد اليها في أعمالهم اليومية . وحسبك نظرة الى رجال الإدارة والسياسة والتجار والقواد لتعلم أن في بعض الناس قدرة عالية على ادراك الحالات النفسية (١) ، وهذا سر نجاحهم في أعمالهم ، لأن معرفتهم بإحوال الناس تسهل لهم أمر قيادتهم. والحياة نفسها تقتضي أن يكون عند كل انسان إلمام بشيء من هذه السيكولوجيا العملية، وما من انسان إلا عليه أن يضع نفسه في هذه المعرفة ، وهذا ناتج عن التجربة ، والعادة ، والمشاهدة الشخصية ، والتأويل الحدسي لأحوال الأخرين . ولربما كانت هذه السيكولوجيا العملية سر نجاح معاوية بن ابي سفيان ، و عمر و بن العاص ، و نابليون بونابرت و غيرهم من العظماء في أعمالهم ، لأنهم كانوا يعرفون من أين تؤكل الكتف ، فيخاطبون شينا من
الناس على قدر عقولهم . وهذا نوع من الدهاء العملي ، أو هو كما يقول (باسكال) نوع من الفكر المرهف (۱) ، فلا يحتاج إلى درس منظم وتنقيح ، ولا إلى طريقة في البحث ، ولا علاقة له بالسيكولوجيا العلمية التي قدمنا ذكرها .
قال دوغاس :
ه قد نجد عالماً نفسيا عميق النظر ، حاد الذكاء، مؤكد الحكم ، ما دام ينظر في الاشياء المجردة ، ولكنه أعمى البصيرة عند اختلاطه بالناس ، وحكمه على أمورهم . وعكس ذلك صحيح أيضاً ، فان الذي يعرف بدقة أحوال الناس في الحياة ، قد إيضاح مبادىء تجربته فحسب، بل عن فهم تلك المبادىء التي لا اهتمام له بها والتي يطبقها من غير أن يدركها ، (٢) . يعجز ، لا عن
و لهذه السيكولوجيا العفوية جميع صفات المعرفة العامية ، فهي شخصية جزئية متشخصة نوازن فيها بين الاشخاص ، ونقادر بين أعمارهم ، ونحكم النظر في سلوكهم ، كأن لكل شخص في نظرنا صورة نفسية وخطأ بيانياً يدل عليه ، ونحن نعرف سلوكه به . إلا أن هذه المعرفة الجزئية هي كما ذكرنا نوع من المعرفة العامية ، وهي خاضعة لمعيار المنفعة والنجاح في العمل ، بعيدة كل البعد عن العلم النظري الذي يطلب الحقيقة لذاتها .
تعليق