موضوع علم النفس وتعريفه
ب - وجهة النظر الموضوعي
The subject of psychology and its definition
B - Objective point of view
بينما كان الفلاسفة الروحيون يؤسسون علم النفس على المشاهدة الداخلية، كان الفلاسفة الطبيعيون من أطباء وعلماء يستندون في مباحثهم النفسية إلى طريقة المشاهدة الخارجية ، لأن للحوادث النفسية آثاراً خارجية يمكننا مشاهدتها كما يمكننا مشاهدة الحوادث الطبيعية. وقد انقسموا في هذه الطريقة شيعاً ، فمنهم من اكتفى ببيان علاقة الحوادت النفسية بالحوادث الفيسيو يولوجية ، ومنهم من بحث في علاقة هذه الحوادث بالمؤثرات الطبيعية الخارجية. وقد وسعوا البحث في دراسة هذه الآثار حتى تناولوا الأطفال والحيوانات والأقوام الابتدائية و درسوا أمراض النفس ، وتأثير الحياة الاجتماعية في الحياة النفسية الفردية .
١ - الأطباء يبحثون غالباً في علاقة النفس بالجسد هذا ما يسمونه بالسيكو - فيسيولوجيا ) Psychophysiologie ( وأول من أشار إلى ذلك من فلاسفة العصر الحاضر ( دیکارت ( و ) مالبرانش ( والطبيب الانكليزي ( هارتلي ( عام ١٧٤٩ ( Hartley ) . ولكن المؤسس الحقيقي لعلم السيكو فيسيولوجيا هو ( كابانيس Cadanis) الذي كان لكتابه المسمى علاقة الجسد بالنفس أثر عظيم في علم النفس الحديث، ومنهم (لافاتر) Lavater و ) غال ( Gall و ) بروكا ( Broca و ( بروفن سيكار ) Brown Sequar وغيرهم من المتأخرين
٢ - أما علماء الطبيعة فقد أرادوا أن يطبقوا في علم النفس طريقة العلوم الطبيعية في التجريب والقياس، فأسسوا لهذه الغاية مخابر نفسية، واستبدلوا في مباحثهم بالطريقة الكيفية الطريقة الكمية . وويلهلم وندت (١) أول من أسس مخبراً نفسيا في اوروبا عام ۱۸۷۹ ثم ازدادت هذه المخابر بعد ذلك في المانيا والولايات المتحدة ، ويمكن ضم طريقة الروائز أو الاختبارات العقلية ( Méthode des tests ) ( المستعملة اليوم بكثرة ( إلى هذه الطريقة التجريبية،
وهي طريقة يوصل بها إلى معرفة قوة الملكات المقلية في الأفراد بالنسبة الى سلم معين أو مقاييس معينة
وأول من فكر في تأسيس علم نفسی کمی ) هربارت Herbert )) . فقد زعم أن ظواهر الحياة الداخلية خاضعة للقوانين النفس كخضوع ظواهر السماء لقوانين الفلك ، وأنه ينبغي أن تنطبق على دراستها طريقة العلوم الطبيعية ، وذلك بقياس مقاديرها وكمياتها . وقد نسج على هذا المنوال من بعده ) ويبر - Weber ( و ) فيشنر - Fecbner ( فوضع هذا الأخير طريقة لقياس الاحساس، وكان ) هيلمولتز - Helmoltz ) أيضا تأثير كبير في البحث عن حقيقة الاحساسات
(۲) وأول من فكر في تأسيس مخبر نفسي في فرنسا ) بونيس - Beaunis ) فأنشيء هذا المخبر في جامعة الصوربون ، وكان لالفرد بينه Alfred in t فيه شأن عظيم جمع إلى طريقة المخابر التجريبية طريقة التأمل الباطني ، وسميت طريقته هذه بطريقة التأمل الباطني التجريبية ، وهي تقوم على اهتمام الباحث النفسي بوصف الشخص لحالته النفسية اكثر من اهتمامه برد فعله أو جوابه عن سؤال من الأسئلة . فإذا طلب من الشخص أن يقارن بين وزنين مثلا انصرف إلى ما يجري في نفس هذا الشخص أكثر من اهتمامه بصحة مقارنته . وإذا بحث في تداعي الأفكار اهتم بكيفية حدوث التداعي اكثر من اهتمامه بالالفاظ المتداعية . فهذه الطريقة ترمي إذن إلى سبر الحياة الداخلية وهي في حالة النشاط . وقد طبقها ( الفردبينه ( في مباحث التربية . وحذا حذوه فيها علماء مدرسة فير زبورغ Warzbourg الالمانية ( Kulp. Bibler. Mare ) ثم وضع
ب - وجهة النظر الموضوعي
The subject of psychology and its definition
B - Objective point of view
بينما كان الفلاسفة الروحيون يؤسسون علم النفس على المشاهدة الداخلية، كان الفلاسفة الطبيعيون من أطباء وعلماء يستندون في مباحثهم النفسية إلى طريقة المشاهدة الخارجية ، لأن للحوادث النفسية آثاراً خارجية يمكننا مشاهدتها كما يمكننا مشاهدة الحوادث الطبيعية. وقد انقسموا في هذه الطريقة شيعاً ، فمنهم من اكتفى ببيان علاقة الحوادت النفسية بالحوادث الفيسيو يولوجية ، ومنهم من بحث في علاقة هذه الحوادث بالمؤثرات الطبيعية الخارجية. وقد وسعوا البحث في دراسة هذه الآثار حتى تناولوا الأطفال والحيوانات والأقوام الابتدائية و درسوا أمراض النفس ، وتأثير الحياة الاجتماعية في الحياة النفسية الفردية .
١ - الأطباء يبحثون غالباً في علاقة النفس بالجسد هذا ما يسمونه بالسيكو - فيسيولوجيا ) Psychophysiologie ( وأول من أشار إلى ذلك من فلاسفة العصر الحاضر ( دیکارت ( و ) مالبرانش ( والطبيب الانكليزي ( هارتلي ( عام ١٧٤٩ ( Hartley ) . ولكن المؤسس الحقيقي لعلم السيكو فيسيولوجيا هو ( كابانيس Cadanis) الذي كان لكتابه المسمى علاقة الجسد بالنفس أثر عظيم في علم النفس الحديث، ومنهم (لافاتر) Lavater و ) غال ( Gall و ) بروكا ( Broca و ( بروفن سيكار ) Brown Sequar وغيرهم من المتأخرين
٢ - أما علماء الطبيعة فقد أرادوا أن يطبقوا في علم النفس طريقة العلوم الطبيعية في التجريب والقياس، فأسسوا لهذه الغاية مخابر نفسية، واستبدلوا في مباحثهم بالطريقة الكيفية الطريقة الكمية . وويلهلم وندت (١) أول من أسس مخبراً نفسيا في اوروبا عام ۱۸۷۹ ثم ازدادت هذه المخابر بعد ذلك في المانيا والولايات المتحدة ، ويمكن ضم طريقة الروائز أو الاختبارات العقلية ( Méthode des tests ) ( المستعملة اليوم بكثرة ( إلى هذه الطريقة التجريبية،
وهي طريقة يوصل بها إلى معرفة قوة الملكات المقلية في الأفراد بالنسبة الى سلم معين أو مقاييس معينة
وأول من فكر في تأسيس علم نفسی کمی ) هربارت Herbert )) . فقد زعم أن ظواهر الحياة الداخلية خاضعة للقوانين النفس كخضوع ظواهر السماء لقوانين الفلك ، وأنه ينبغي أن تنطبق على دراستها طريقة العلوم الطبيعية ، وذلك بقياس مقاديرها وكمياتها . وقد نسج على هذا المنوال من بعده ) ويبر - Weber ( و ) فيشنر - Fecbner ( فوضع هذا الأخير طريقة لقياس الاحساس، وكان ) هيلمولتز - Helmoltz ) أيضا تأثير كبير في البحث عن حقيقة الاحساسات
(۲) وأول من فكر في تأسيس مخبر نفسي في فرنسا ) بونيس - Beaunis ) فأنشيء هذا المخبر في جامعة الصوربون ، وكان لالفرد بينه Alfred in t فيه شأن عظيم جمع إلى طريقة المخابر التجريبية طريقة التأمل الباطني ، وسميت طريقته هذه بطريقة التأمل الباطني التجريبية ، وهي تقوم على اهتمام الباحث النفسي بوصف الشخص لحالته النفسية اكثر من اهتمامه برد فعله أو جوابه عن سؤال من الأسئلة . فإذا طلب من الشخص أن يقارن بين وزنين مثلا انصرف إلى ما يجري في نفس هذا الشخص أكثر من اهتمامه بصحة مقارنته . وإذا بحث في تداعي الأفكار اهتم بكيفية حدوث التداعي اكثر من اهتمامه بالالفاظ المتداعية . فهذه الطريقة ترمي إذن إلى سبر الحياة الداخلية وهي في حالة النشاط . وقد طبقها ( الفردبينه ( في مباحث التربية . وحذا حذوه فيها علماء مدرسة فير زبورغ Warzbourg الالمانية ( Kulp. Bibler. Mare ) ثم وضع
تعليق