من صاحب الفيلم السينمائي المنتج أم المخرج
النجاحات الكبرى للسينما العربية تارة تُنسب إلى جنسية مخرجين وتارة أخرى إلى جهة الإنتاج.
نجاحات نُسبت إلى دول عربية
كيف نحدد وجهة جائزة الفيلم؟ أيكون ذلك بنسبه إلى دولة – موطن المنتج؟ أم إلى الجهة المنتجة؟ أم إلى المخرج بشهرته وقيمته الفنية؟ أم إلى أبطاله الذين يكونون نجوما في سماء الشهرة والإعلام؟
يثار جدل دائم حول طرق تحديد جنسية الفيلم السينمائي، فريق يرى أن المعني بالأمر هو جنسية المنتج سواء كان شخصا طبيعيا أو اعتباريا (شركة تجارية)، وفريق آخر أقل عددا يرى أن المعيار هو جنسية المخرج، نظرا لخصوصية الوضع الإبداعي للفيلم الذي يرتبط بمن أخرجه إلى النور. لكل من الفريقين وجهات نظر في الموضوع يدعمانها بشواهد ووثائق مختلفة، لكن الثابت في الأمر والذي يحسمه المنطق القانوني أن جنسية الفيلم تحددها جنسية الطرف الإنتاجي كونه من يتحمل العبء المالي والمغامرة التجارية الاستثمارية التي تنجم عن تنفيذ الفيلم وتحمل مخاطر فشله التجاري.
ولا يهتم الجمهور العام عادة بتحديد جنسية منتج أو مخرج الفيلم، وينصرف اهتمامه إلى الأبطال المشاركين فيه أو موضوعه. وتظل مسألة تحديد جنسية منتج أو مخرج الفيلم أمرا يهتم به الخاصة، تحديدا فئة الباحثين في مجال السينما كونهم يرصدون من خلال تقصي هذه البيانات مؤشرات الإنتاج عند مخرج محدد أو بلد معين. كذلك فإن هذه الفكرة تهم المنتجين الذين يشكل لهم اسم إخراجي محدد فرصا ترويجية أكبر من فرص أخرى لما قد يتمتع به هذا المخرج أو ذاك من مواهب وقيمة خاصة تجعل أعماله مطلوبة من القنوات أو المنابر العارضة وبالتالي تحقيق فرص مشاهدة أكبر وتحقيق ربح مادي أكبر.
وتبدو المسألة أكثر تعقيدا في عصر العولمة والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. فسمة هذا العصر هو انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تذهب إلى مناطق أبعد في تجاوز حدود الجغرافية السياسية. فالشركة المنتجة في طرف من العالم والعارضة من طرف آخر والمشاركون في العمل فريق إنتاجي متعدد وكذلك فريق تقني يمكن أن يمتد لعشرات الدول خاصة في أفلام التحريك. وتنامت الحالة تعاقديا مع وجود صناديق الدعم الإنتاجي السينمائي التي تساهم في تقديم معونات مالية أو خدمية إنتاجية لإنتاج أفلام. وهذا ما يقدم بعض الأفلام التي ساهمت بإنتاجها عشرات الجهات الإنتاجية المنتمية إلى العديد من الجنسيات ويجعل تحديد جنسية الفيلم أمرا صعبا وغير واضح المعالم.
الجمهور العام عادة لا يهتم بتحديد جنسية منتج أو مخرج الفيلم، وينصرف اهتمامه إلى الأبطال المشاركين فيه أو موضوعه
كما تبدو مسألة تحديد جنسية الفيلم بالغة الحساسية عند الحديث عن منصات التتويج، فعندما يحوز فيلم على جائزة محددة سوف تنسب لمخرجه إبداعيا، لكن مسألة تحديد جنسية الدولة الرابحة ستكون مثار جدل لو كان المخرج مزدوج الجنسية أو أن تكون جنسية المخرج مختلفة عن المنتج. وهذا ما يدخل معيار جنسية الفيلم في متاهات عديدة، لتبدأ لغة العواطف الوطنية بالظهور على حساب لغة الحقيقة أحيانا.
مثال على ذلك، ظهر اسم دولة المغرب مبكرا في مهرجان كان السينمائي عام 1952 وفازت بالسعفة الذهبية من خلال إنتاجها فيلم “عطيل” الذي أخرجه الأميركي الشهير أورسون ويلز صاحب الفيلم الشهير “المواطن كين”. و”عطيل” فيلم يقدم شخصية عطيل الفارس المغربي الذي قدمه الكاتب الإنجليزي الشهير ولييم شكسبير في إحدى أهم مسرحياته وتحمل اسم الفيلم. معظم فريق عمل الفيلم المغربي كان من الولايات المتحدة وأوروبا، وساهمت في إنتاجه جهات فرنسية وإيطالية، وصور على مدار ثلاث سنوات في إيطاليا وقبرص والمغرب. لكن ظروفا إنتاجية أطاحت بالشريك الفرنسي وأفلس المنتج الإيطالي فما كان من ويلز إلا التوجه نحو بعض المنتجين الصغار من الأصدقاء ونقل التصوير إلى المغرب وتصويره باسم جهة إنتاجية مغربية لتجنب دفع ضرائب كبيرة. صور الفيلم في مدينة الصويرة وجزيرة موغادور وصار مغربيا وبه نال المغرب جائزة السعفة الذهبية في أكبر مهرجان سينمائي عالمي.
وسار فيلم “زد” الجزائري في اتجاه معاكس. فهو فيلم من إنتاج جزائري، وموضوعه أحداث سياسية جرت في قلب أوروبا وتحديدا عن فترة حرجة سياسيا وقعت في اليونان، عندما قام الجيش بانقلاب عسكري وقتلت عصابات فاشية معارضا سياسيا. أخرج الفيلم اليوناني كوستا غوفراس وصور في الجزائر العاصمة، وشارك في جائزة الأوسكار ونال عام 1970 أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وكانت الجائزة باسم الجزائر كونها الجهة المنتجة للفيلم.
العديد من المخرجين العرب حملوا جنسيات أوروبية، وقدموا أفلاما حاكت موضوعات هي في صميم حياة العرب المهاجرين
وحمل العديد من المخرجين العرب جنسيات أوروبية مختلفة، وقدموا من خلالها أفلاما حاكت مسائل متعلقة بموضوعات هي في صميم حياة العرب المهاجرين وما يعيشونه من تفاصيل في حيواتهم اليومية في بلاد المهجر. فقدموا أفكارا عن العنصرية ورفض المجتمعات الأوروبية لهم وفقدان فرص العمل والتهميش والتشدد العرقي أو الديني المتبادل وصعوبات الاندماج وغير ذلك من الأفكار.
استطاع هؤلاء المخرجون الأوروبيون ذوو الأصول العربية أن يحققوا أعلى الإنجازات السينمائية في المهرجانات العالمية. من أهم هؤلاء المخرجين الفرنسي من أصل تونسي عبداللطيف كشيش، وهو ابن عائلة تونسية مهاجرة، عاش طفولته في تونس ومعظم حياته في فرنسا، وهو يقدم أعماله من خلال إنتاجات أوروبية عالمية وحقق من خلالها أرفع الجوائز العالمية. قدم سلسلة من الأفلام منها “خطأ فولتير” و”المراوغة” و”الزهرة السوداء” و”كسكسي بالبوري” وفيلمه الأشهر “حياة آديل” الذي حقق به الجائزة الأرفع في السينما العالمية وهي السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2013.
وعلى التوازي معها حقق كشيش العشرات من الجوائز السينمائية العالمية في مهرجانات البندقية وسيزار وغيرهما. قدم كشيش في أفلامه مواضيع إنسانية عميقة تهم المهاجرين وتقدم معاناتهم. في فيلم “الزهرة السوداء” عالج موضوعا شديد الحساسية، وقدم حياة امرأة جيء بها من جنوب أفريقيا لكي تقدم عروض تسلية للجمهور الأوروبي في لندن ثم باريس. وكانت المرأة ذات شكل غريب يتميز بالضخامة، عاشت السيدة في أوروبا وهي تصنف ضمن شريحة العاهرات، ثم ماتت لتعامل جثتها بنفس المنطق، بل استحوذ الأطباء على مخها وبعض أعضائها لإثبات أنها تنتمي إلى مخلوقات تحدرت من أصول حيوانية وتحديدا القردة. الفيلم نال به كشيش جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2010 وكونه فرنسيا والإنتاج فرنسي سجلت الجائزة باسم فرنسا.
على النقيض من ذلك، نجد تجربة عربية متفردة استطاعت الوصول إبداعيا وإنتاجيا إلى السعفة الذهبية في كان عام 1975 وسجلت باسم دولة عربية هي الجزائر. من خلال فيلم “وقائع سنوات الجمر” للمخرج محمد الأخضر حامينا. الفيلم يحكي عن تاريخ الكفاح السياسي والعسكري الذي قدمه الشعب الجزائري في مقاومة الاحتلال الفرنسي. رصد الفيلم هذا الحراك في الفترة الأخيرة له وصولا إلى التحرير. عايش محمد الأخضر حامينا تلك الفترة، بل كان ممن عانوا بشكل مباشر من قسوتها كونه قد أجبر على دخول السلك العسكري والمحاربة مع القوات الفرنسية ضد النازية، لكنه استطاع الهرب من الخدمة القسرية والفرار إلى تونس حيث شارك في حرب التحرير الجزائرية ضد فرنسا.
نال الفيلم عام 1975 السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وكان إنجازا متفردا من حيث كونه من إنتاج عربي ومضمون عربي ومخرجه أيضا عربي. وهو أمر لم نشهده مجددا حتى الآن.
نضال قوشحة
كاتب سوري
النجاحات الكبرى للسينما العربية تارة تُنسب إلى جنسية مخرجين وتارة أخرى إلى جهة الإنتاج.
نجاحات نُسبت إلى دول عربية
كيف نحدد وجهة جائزة الفيلم؟ أيكون ذلك بنسبه إلى دولة – موطن المنتج؟ أم إلى الجهة المنتجة؟ أم إلى المخرج بشهرته وقيمته الفنية؟ أم إلى أبطاله الذين يكونون نجوما في سماء الشهرة والإعلام؟
يثار جدل دائم حول طرق تحديد جنسية الفيلم السينمائي، فريق يرى أن المعني بالأمر هو جنسية المنتج سواء كان شخصا طبيعيا أو اعتباريا (شركة تجارية)، وفريق آخر أقل عددا يرى أن المعيار هو جنسية المخرج، نظرا لخصوصية الوضع الإبداعي للفيلم الذي يرتبط بمن أخرجه إلى النور. لكل من الفريقين وجهات نظر في الموضوع يدعمانها بشواهد ووثائق مختلفة، لكن الثابت في الأمر والذي يحسمه المنطق القانوني أن جنسية الفيلم تحددها جنسية الطرف الإنتاجي كونه من يتحمل العبء المالي والمغامرة التجارية الاستثمارية التي تنجم عن تنفيذ الفيلم وتحمل مخاطر فشله التجاري.
ولا يهتم الجمهور العام عادة بتحديد جنسية منتج أو مخرج الفيلم، وينصرف اهتمامه إلى الأبطال المشاركين فيه أو موضوعه. وتظل مسألة تحديد جنسية منتج أو مخرج الفيلم أمرا يهتم به الخاصة، تحديدا فئة الباحثين في مجال السينما كونهم يرصدون من خلال تقصي هذه البيانات مؤشرات الإنتاج عند مخرج محدد أو بلد معين. كذلك فإن هذه الفكرة تهم المنتجين الذين يشكل لهم اسم إخراجي محدد فرصا ترويجية أكبر من فرص أخرى لما قد يتمتع به هذا المخرج أو ذاك من مواهب وقيمة خاصة تجعل أعماله مطلوبة من القنوات أو المنابر العارضة وبالتالي تحقيق فرص مشاهدة أكبر وتحقيق ربح مادي أكبر.
وتبدو المسألة أكثر تعقيدا في عصر العولمة والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي. فسمة هذا العصر هو انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي تذهب إلى مناطق أبعد في تجاوز حدود الجغرافية السياسية. فالشركة المنتجة في طرف من العالم والعارضة من طرف آخر والمشاركون في العمل فريق إنتاجي متعدد وكذلك فريق تقني يمكن أن يمتد لعشرات الدول خاصة في أفلام التحريك. وتنامت الحالة تعاقديا مع وجود صناديق الدعم الإنتاجي السينمائي التي تساهم في تقديم معونات مالية أو خدمية إنتاجية لإنتاج أفلام. وهذا ما يقدم بعض الأفلام التي ساهمت بإنتاجها عشرات الجهات الإنتاجية المنتمية إلى العديد من الجنسيات ويجعل تحديد جنسية الفيلم أمرا صعبا وغير واضح المعالم.
الجمهور العام عادة لا يهتم بتحديد جنسية منتج أو مخرج الفيلم، وينصرف اهتمامه إلى الأبطال المشاركين فيه أو موضوعه
كما تبدو مسألة تحديد جنسية الفيلم بالغة الحساسية عند الحديث عن منصات التتويج، فعندما يحوز فيلم على جائزة محددة سوف تنسب لمخرجه إبداعيا، لكن مسألة تحديد جنسية الدولة الرابحة ستكون مثار جدل لو كان المخرج مزدوج الجنسية أو أن تكون جنسية المخرج مختلفة عن المنتج. وهذا ما يدخل معيار جنسية الفيلم في متاهات عديدة، لتبدأ لغة العواطف الوطنية بالظهور على حساب لغة الحقيقة أحيانا.
مثال على ذلك، ظهر اسم دولة المغرب مبكرا في مهرجان كان السينمائي عام 1952 وفازت بالسعفة الذهبية من خلال إنتاجها فيلم “عطيل” الذي أخرجه الأميركي الشهير أورسون ويلز صاحب الفيلم الشهير “المواطن كين”. و”عطيل” فيلم يقدم شخصية عطيل الفارس المغربي الذي قدمه الكاتب الإنجليزي الشهير ولييم شكسبير في إحدى أهم مسرحياته وتحمل اسم الفيلم. معظم فريق عمل الفيلم المغربي كان من الولايات المتحدة وأوروبا، وساهمت في إنتاجه جهات فرنسية وإيطالية، وصور على مدار ثلاث سنوات في إيطاليا وقبرص والمغرب. لكن ظروفا إنتاجية أطاحت بالشريك الفرنسي وأفلس المنتج الإيطالي فما كان من ويلز إلا التوجه نحو بعض المنتجين الصغار من الأصدقاء ونقل التصوير إلى المغرب وتصويره باسم جهة إنتاجية مغربية لتجنب دفع ضرائب كبيرة. صور الفيلم في مدينة الصويرة وجزيرة موغادور وصار مغربيا وبه نال المغرب جائزة السعفة الذهبية في أكبر مهرجان سينمائي عالمي.
وسار فيلم “زد” الجزائري في اتجاه معاكس. فهو فيلم من إنتاج جزائري، وموضوعه أحداث سياسية جرت في قلب أوروبا وتحديدا عن فترة حرجة سياسيا وقعت في اليونان، عندما قام الجيش بانقلاب عسكري وقتلت عصابات فاشية معارضا سياسيا. أخرج الفيلم اليوناني كوستا غوفراس وصور في الجزائر العاصمة، وشارك في جائزة الأوسكار ونال عام 1970 أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وكانت الجائزة باسم الجزائر كونها الجهة المنتجة للفيلم.
العديد من المخرجين العرب حملوا جنسيات أوروبية، وقدموا أفلاما حاكت موضوعات هي في صميم حياة العرب المهاجرين
وحمل العديد من المخرجين العرب جنسيات أوروبية مختلفة، وقدموا من خلالها أفلاما حاكت مسائل متعلقة بموضوعات هي في صميم حياة العرب المهاجرين وما يعيشونه من تفاصيل في حيواتهم اليومية في بلاد المهجر. فقدموا أفكارا عن العنصرية ورفض المجتمعات الأوروبية لهم وفقدان فرص العمل والتهميش والتشدد العرقي أو الديني المتبادل وصعوبات الاندماج وغير ذلك من الأفكار.
استطاع هؤلاء المخرجون الأوروبيون ذوو الأصول العربية أن يحققوا أعلى الإنجازات السينمائية في المهرجانات العالمية. من أهم هؤلاء المخرجين الفرنسي من أصل تونسي عبداللطيف كشيش، وهو ابن عائلة تونسية مهاجرة، عاش طفولته في تونس ومعظم حياته في فرنسا، وهو يقدم أعماله من خلال إنتاجات أوروبية عالمية وحقق من خلالها أرفع الجوائز العالمية. قدم سلسلة من الأفلام منها “خطأ فولتير” و”المراوغة” و”الزهرة السوداء” و”كسكسي بالبوري” وفيلمه الأشهر “حياة آديل” الذي حقق به الجائزة الأرفع في السينما العالمية وهي السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2013.
وعلى التوازي معها حقق كشيش العشرات من الجوائز السينمائية العالمية في مهرجانات البندقية وسيزار وغيرهما. قدم كشيش في أفلامه مواضيع إنسانية عميقة تهم المهاجرين وتقدم معاناتهم. في فيلم “الزهرة السوداء” عالج موضوعا شديد الحساسية، وقدم حياة امرأة جيء بها من جنوب أفريقيا لكي تقدم عروض تسلية للجمهور الأوروبي في لندن ثم باريس. وكانت المرأة ذات شكل غريب يتميز بالضخامة، عاشت السيدة في أوروبا وهي تصنف ضمن شريحة العاهرات، ثم ماتت لتعامل جثتها بنفس المنطق، بل استحوذ الأطباء على مخها وبعض أعضائها لإثبات أنها تنتمي إلى مخلوقات تحدرت من أصول حيوانية وتحديدا القردة. الفيلم نال به كشيش جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2010 وكونه فرنسيا والإنتاج فرنسي سجلت الجائزة باسم فرنسا.
على النقيض من ذلك، نجد تجربة عربية متفردة استطاعت الوصول إبداعيا وإنتاجيا إلى السعفة الذهبية في كان عام 1975 وسجلت باسم دولة عربية هي الجزائر. من خلال فيلم “وقائع سنوات الجمر” للمخرج محمد الأخضر حامينا. الفيلم يحكي عن تاريخ الكفاح السياسي والعسكري الذي قدمه الشعب الجزائري في مقاومة الاحتلال الفرنسي. رصد الفيلم هذا الحراك في الفترة الأخيرة له وصولا إلى التحرير. عايش محمد الأخضر حامينا تلك الفترة، بل كان ممن عانوا بشكل مباشر من قسوتها كونه قد أجبر على دخول السلك العسكري والمحاربة مع القوات الفرنسية ضد النازية، لكنه استطاع الهرب من الخدمة القسرية والفرار إلى تونس حيث شارك في حرب التحرير الجزائرية ضد فرنسا.
نال الفيلم عام 1975 السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. وكان إنجازا متفردا من حيث كونه من إنتاج عربي ومضمون عربي ومخرجه أيضا عربي. وهو أمر لم نشهده مجددا حتى الآن.
نضال قوشحة
كاتب سوري