The Unlikely Pilgrimage of Harold Fry

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • The Unlikely Pilgrimage of Harold Fry



    جديد السينما
    محمد جميل خضر
    سينما
    لقطة من فيلم "حج هارولد فراي المضني"
    شارك هذا المقال
    حجم الخط

    الفيلم الإنكليزي "حج هارولد فراي المضني"

    The Unlikely Pilgrimage of Harold Fry

    تأليف: راشيل جويسي

    إخراج: هيتيي ماكدولاند

    ساعة و48 دقيقة

    "أخبري كويني هينيسي أن هارولد فراي في طريقه إليها... سأستمر في المسير، وعليها أن تستمر بالبقاء على قيد الحياة وانتظار وصولي... أخبريها أنني لن أخذلها هذه المرّة... ها أنا انطلقت إليها مشيًا على الأقدام"، بهذه الكلمات يفرض هارولد فراي (جيم برودبنت باقتدار وأداء استثنائي) على نفسه وعدًا مضنيًا يحتاج إنفاذه إلى قطع مئات الأميال مشيًا على الأقدام. هكذا فجأة نبتت الفكرة في رأس العجوز المتقاعد هارولد فراي، وقرر أن ينطلق في رحلة مجنونة سيرًا على الأقدام من أقصى جنوب بريطانيا إلى أقصى شمالها (من ديفون الجنوبية (ساوث ديفون) south devon، إلى مدينة بيرويك أبون تويد Berwick-upon-Tweed) وبما يصل إلى 500 ميل من المشي، أي ما يزيد على 800 كيلو متر سيرًا على الأقدام. هكذا فجأة يجد هارولد الذي يصر على وضع اسم الشهرة بين قوسين (فراي)، معنى لحياته التي انتظمت على مدار عمرٍ يدق أبواب الثمانين، بشكل رتيب عادي مهّمش، مجرّد موظف في مصنع بيرة، ليس لديه، حتى، ملكات إقناع ابنه ديفيد بقيمته كأب، وهو، إلى ذلك، محافظ، أقرب ما يكون لشخص قروي لا يجد ضرورة لأن يقتني ابنه كلبًا، على سبيل المثال، إن كان هذا الكلب سيرهق الميزانية المحسوبة بدقة متناهية. تصله رسالة ورقية في زمن اندثار هذا النوع من الرسائل، من زميلة عمله في المصنع الذي كان يعمل به حتى تقاعده، يبدو أنها في مركز رعايةٍ أبرشيٍّ خاص بحالات السرطان الميؤوس منها، هناك في أقصى الشمال. الرسالة كما لاحظ من كلماتها وداعية. يبدأ بكتابة رسالة رد أيضًا ورقية، يغادر بيته ليضع الرسالة في أحد صناديق البريد، ثم فجأة يخبره وجدانه أن الرسالة لا تكفي، يتصل بالأبرشية التي تأوي كويني، يخبروه أنها نائمة، فيخبرهم قراره الذي أوردناه أعلاه.

    فيلم عن وجع فقد الآباء أبناءهم. عن سحر الواقع الذي يبدو في الظاهر عاديًا وخاليًا من أي سحر. عن الروح الإنجليزية عندما تقرر أن تحلق فوق النمطية والخطوات المحسوبة والكلمات المنطوقة بدقة ووضوح وتراتبية مقيتة. عن الطاقة الكامنة داخل كل فرد منّا. عن تنوّع تفاصيل الدروب. عن الشخصيات التي نقابلها خلال رحلة وجودنا. عن قسوة أن نخرج من رحلة العمر بولد واحد، أو ابنة واحدة، والأقسى أن نفقدهما. عن لا محدودية قصص الأفلام، ولا محدودية الدهشة الثاوية داخل القصص العادية، أو التي تبدو للوهلة الأولى عادية. عن الأسرار التي يحتفظ بها العواجيز طيلة العمر الطويل. موسيقى أخّاذة متناغمة مع الحدوتة. أداء يصل مراتب التجلّي. مشهديات ريفية ساحرة. اعتماد إخراجيٌّ مدروس وعبقري على السهل الممتنع؛ قصة بسيطة حظيت في فيلم الحج الذي علمتْ به كل إنجلترا بسبب مقابلة هارولد صحفيًا خلال رحلته، بمعالجة ذكيّة منحتنا شريطًا استثنائيًا في زمن سينمائيٍّ تناقصت كثيرًا، بسبب تفاصيله جميعها، الأفلام الاستثنائية.




    الفيلم السويديّ "يوم ونصف يوم" A Day and a Half

    تأليف وإخراج ودور رئيسي في الفيلم: فارس فارس.

    شارك في الكتابة: بيتر سميرناكوس.

    (94) دقيقة.

    الأكثر إشعاعًا في الفيلم الجديد للفنان السويدي اللبنانيّ فارس فارس، وبعد أكثر من 40 عملًا مسرحيًا وسينمائيًا وتلفزيونيًا تمثيلًا وإخراجًا وكتابة سيناريوهات، هو وضعه اليد على سوء الفهم الذي وصل مرحلة التأزّم بين الشرق والغرب. صحيح أن الزاوية التي طرق منها فارس أبواب هذا الموضوع الحساس والضخم، هي قصة حضانة عادية، أب شرقي يريد استعادة ابنته الرضيعة من أمها السويدية، ولكن فارس ينجح بتوسيع مَدَيات تلك الزاوية، بعد أن يبعدها عن العناوين الرنّانة والشعارات الفاقعة. سوء فهم ينخرط فيه الجميع، مع تعاطف لا يخفى منه بوصفه المخرج والكاتب في آن، مع الأب العربي (ربما تركي، ربما إيراني، ربما قوقازي لا يهم) المهم أنه شرقي مسلم، وهذه هي جريمته الكبرى بالنسبة لوالد زوجته ووالدتها. توتر آرتان الوالد المقهور (أدى دوره بإقناع أليكسيج مانفيلوف) وإحساسه بالضياع وانتزاع ليس ابنته فقط منه، بل أيضًا البيت الذي يدفع إيجاره، وكل موجبات حياته، يحوّله إلى كائن عنيف وسط بيئة كارهة له، ما يدفع بالإحداث إلى تطورات سريعة ومريعة، وإذا به فجأة، وبعد أن عجز عن مقابلة زوجته في مكان عملها، يتحوّل إلى خاطف ومستحوذٍ على رهائن، ليأتي تدخل الشرطيّ المتوازن الحكيم لوكاس (فارس فارس نفسه)، ما أكسب الفيلم قيافة ما، منتقلًا بنا من مطب احتماليات تحوّله إلى (أكشن ومغامرات وعنف)، إلى حوار عميق وصريح داخل سيارة الشرطي، وإلى إعادة بناء العلاقة بين أطراف النزاع، وفق شروطها الإنسانية الكبرى، الشفيفة، العابقة باللحظات المؤثرة. يركز الفيلم على الأداء وتحولاته أكثر من أي عنصر سينمائي آخر، مع عدم إنكار قيمة بعض العناصر الأُخرى في إيصال رسالة الشريط الذي يدفعنا بوجدانية عالية إلى التخلي عن الأحكام المُسبقة.

    الفيلم الصيني "ولد ليحلِّق" Born to Fly

    عنوان الفيلم باللغة الصينية: Chang kong zhi wang

    تأليف وإخراج: إكسايوشي لي يو.

    شارك في الكتابة: غوان غوي.

    (128) دقيقة.

    رغم اقتراب الفيلم من الروح الوثائقية وهو يستعرض لنا مراحل تطوّر صناعة الصين لطائرة الشبح الحربية ليكون سلاح الجو لديهم مؤهلًا لمواجهة أي هجوم جوي معاد، خصوصًا من أي دولة تملك طائرة من هذا القبيل، إلا أن البعد الدراميّ فيه يخلق لنفسه مكانة ما داخل أحداث الفيلم ودقائقه، خصوصًا ما يتعلق من تلك الدراما بالروح الوطنية، والإصرار، والتفاني، والعمل الدؤوب، وتقديم التضحيات وفقدان طيارين شباب خلال مراحل التطوير والتجريب وصولًا إلى نسخة منافسة ونوعية من تلك الطائرة الكفيلة بالذود عن أجواء الوطن، وصيانة منجزات أبنائه، وفرض توازن رعب مع أعدائه.

    لا يبتعد الفيلم، من ناحية أُخرى، عن روح الأفلام الحربية، رغم أنه لا يتضمن أي حروب، باستثناء مواجهتين بين الطائرات الصينية وطائرات معادية؛ مواجهة في مستهلّه يفشل فيها الطيارون الصينيون بسبب عدم امتلاكهم لطائرة شبح منافسة، ومواجهة في نهاية الفيلم بعد امتلاكهم لتلك الطائرة وإتقان عدد من الطيارين الصينيين التعامل معها وتوجيهها وترويض جموحها في سماء التفوّق. الروح الحربية تتجلى في أجواء معسكرات التدريب، والانضباطية العسكرية، والانخراط الكامل في الطاعة والالتزام وعلاقات رفاق السلاح.

    فيلم عن ضرورة تلك الروح الوثّابة العنيدة إن كنّا لا نرغب التفريط بالأوطان وكرامة الناس في الأوطان. عن دافعية التحدي، ورفض احتكار كائن من كان مدخلات العلم، وآفاق الصناعة الحربية منها والسلمية. فيلم عن الوفاء للشهداء، وإبقاء راية الأوطان خفّاقة في الأعالي والمعالي.


يعمل...
X