"بيت الروبي": عن سطوة مواقع التواصل الاجتماعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "بيت الروبي": عن سطوة مواقع التواصل الاجتماعي

    "بيت الروبي": عن سطوة مواقع التواصل الاجتماعي
    إيهاب محمود
    سينما
    حقق الفيلم 21 مليون جنيه مصري خلال أول أسبوع
    شارك هذا المقال
    حجم الخط
    عزلة اختيارية فرضها إبراهيم الروبي على نفسه مصطحبًا أسرته إلى مدينة طابا المصرية بعيدًا عن زحمة العاصمة ومشكلاتها، غير أن زيارة أخيه المفاجأة تقلب هذه العزلة وهذا الاختيار ليجد نفسه مضطرًا للعودة إلى القاهرة بغرض التوقيع على أوراق تتعلق بالميراث. هنا تتبدل الأحوال.
    ينتمي فيلم "بيت الروبي" إلى أفلام الرحلة، إذ يخوض بطله مسارًا يبدّل مواقفه وقناعاته. فبعد سنوات من عزلة الأستاذ الجامعي إبراهيم الروبي (كريم عبد العزيز) في مدينة طابا بسيناء مع زوجته وطفليه، يزوره بشكل فجائي شقيقه إيهاب (كريم محمود عبد العزيز) وزوجته (تارا عماد) المفتونة بعالم مواقع التواصل، ويطالبه بالذهاب معه إلى القاهرة في مَهمّة لتوقيع أوراق تتعلق بميراث أبيهما.
    في القاهرة، وبصدفة بحتة، يجد الروبي نفسه نجمًا لمواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أصبح ترند بعد أدائه لأغنية سرعان ما تتصدر الترند فتطارده الكاميرات ويتحول إلى نجم شهير لتنقلب حياته وحياة أسرته، مما يدفع زوجته الطبيبة إلى نبش قضيتها السابقة سعيًا وراء ترند مشابه. بذلك يرصد الفيلم تغول مواقع التواصل في حياة الإنسان وتأجيجها كثيرًا من الأزمات التي من شأنها ربما ضرب السلام النفسي للإنسان في مقتل.
    يستعرض الفيلم المناظر الطبيعية الخلابة عبر البحر وسلاسل الجبال والهواء اللطيف والحياة الهادئة البسيطة، ليظهر التناقض الحاد بين ما تركه البطل وما هو مقدم عليه، حيث شوارع القاهرة بزحامها وفوضويتها.
    هذا التحول يكشف لنا كيف أثرت السوشيال ميديا في حياة الإنسان ربما للأسوأ على الرغم من منافع كثيرة لا يمكن غض الطرف عنها، غير أن فوضويتها والقلق المستمر المصاحب لها يعد من أبرز مشكلاتها، والتي نكتشفها ضمنيًا من خلال الرحلة من طابا إلى القاهرة، وعلى الرغم من المسحة الكوميدية التي تغلف الأحداث، غير أن المعاني الكامنة وراء الأحداث وفي قلبها تكشف ذلك.
    "يقدم فيلم "بيت الروبي" فكرة كوميدية إنسانية مع طرح قضية مهمة تشغل الجمهور حاليًا وهي تحكم السوشيال ميديا في عدد من الأمور، ومهنة الإنفلونسر التي انتشرت بقوة خلال السنوات الأخيرة"

    يلقي الفيلم الضوء على واحدة من أبرز القضايا المجتمعية في الوقت الحالي، وهي توغل منصات التواصل الاجتماعي في الحياة وسيطرتها على المتابعين، حيث لا يريد الزوجان الكشف عن مشكلتهما المتعلقة بالعقم وعدم إنجاب أطفال، ونجد مع تتابع الأحداث وحرص الزوجين على الاحتفاظ بقدر من الخصوصية، خاصة في مثل هذا الموضوع الشائك الذي يخصهما وحدهما، أن الطرفين يتفاجآن بأن مشكلتهما أصبحت حديثًا لمواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت!
    يقدم فيلم "بيت الروبي" فكرة كوميدية إنسانية مع طرح قضية مهمة تشغل الجمهور حاليًا وهي تحكم السوشيال ميديا في عدد من الأمور، ومهنة الإنفلونسر التي انتشرت بقوة خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال زوجين تسببت السوشيال ميديا في أزمة كبيرة في حياتهما جعلتهما يبتعدان عن القاهرة والعيش في طابا، وبعد عودتهما إلى القاهرة للانتهاء من بعض الأوراق يقرران مواجهة المجتمع وتخطي أزمتهما، ولكن تعود السوشيال ميديا للوقوف أمامهما في تحدٍ صريح لضرورة البحث عن حل جذري لهذه الأزمة.
    حقق الفيلم 21 مليون جنيه مصري خلال أسبوع عرضه الأول، كما تصدّر أعلى الإيرادات في السعودية ودول الخليج. وأشارت مجلة "فارايتي" الأميركية إلى أن الفيلم استطاع إحداث مفاجأة عربية في شباك التذاكر السعودي، محققًا خامس أعلى افتتاحية لفيلم عربي بمبلغ 1.1 مليون دولار أميركي في أسبوع عرضه الأول، ليطيح بفيلم "ذا فلاش" من المركز الأول، ويحتل مكانه حتى الآن.
    آراء أخرى عارضت الفيلم ووجدته يفقد المصداقية، ويقوم على الافتعال، بحجة أن المواقف الضاحكة فقيرة، ربما أنقذها محمد عبد الرحمن بحضوره المبهج. ورغم وجود كاتبين للسيناريو، لكنه يبقى أكثر جاذبية من أفلام أخرى، حيث جاءت عناصره الفنية، كالتصوير والموسيقى والديكور، مميزة، لكن صموده في شباك التذاكر يأتي بسبب ضعف المنافسة، وإيراداته ترتبط هنا بجاذبية بطليه، وليس لتميز الشريط السينمائي.
    يُذكَر أن الفيلم من بطولة كريم عبد العزيز، وكريم محمود عبد العزيز، ونور اللبنانية وغيرهم. وتدور أحداثه من خلال إبراهيم الروبي الذي تتعرض زوجته إلى أزمة في عملها، فيقرر الهروب من المدينة في عزلة اختيارية، ولكنه يعود إليها لظروف طارئة تشهد تغيّرًا في مسارات حياته وأسرته، والفيلم من إخراج بيتر ميمي.
يعمل...
X