جديد السينما
محمد جميل خضر
سينما
شارك هذا المقال
حجم الخط
الفيلم الوثائقي "ملك الاستنساخ" King of Clones
سيناريو وإخراج: أديتاي ثاي.
(85) دقيقة.
يرصد الفيلم أهم الإنجازات العلمية العالمية على صعيد الاستنساخ، مركزًا على إنجازات وسيرة حياة العالِم الكوري الجنوبي هوانغ وو سوك، أشهر العلماء الكوريين، وربما أشهر علماء عصره.
كما يقيم الفيلم من خلال مقابلاته ومعلوماته التي يصل بعضها إلى حد الدهشة والعجب، مقارنة يترك الحكم فيها للمشاهدين بين الفتوحات العلمية والضوابط الأخلاقية.
في حالة الكوري هوانغ فإن استنساخ الجِمال والكلاب والقرود، وصولًا لاستنساخ الإنسان، تحوّل عنده إلى هَوَسٍ، ناهيك عن الجشع الذي أصابه في خضم انهماكه ببحوثه وغوصه في مختبراته. نهمٌ أعطاه حق وضع يده على أموال منحة حكومية، كان الهدف منها دعم بحوثه حول الاستنساخ والخلايا الجذعية.
يبدو أن أكثر من جهةٍ ودولةٍ أسهمت بإنتاج الفيلم المعروض على منصة نيتفليكس، ما جعلني أحتار في هويته؛ هل هو إنكليزي؟ هل هو كوريّ جنوبيّ؟
على كل حال بعد حبسه 18 شهرًا، ووضعه بالإقامة الجبرية ستة أشهر، عادت الحكومة الكورية الجنوبية ومنحت العالم الكوري المشاكس الإشكاليّ فرصة مواصلة بحوثه، وأرسلته على رأس بعثة إلى روسيا، حيث عثروا هناك على بقايا نوعٍ منقرضٍ من الفِيَلة، ليرى، المولع بكل خليةٍ يمكن استنساخها، أن كان هناك إمكانية لفعل ذلك مع عينة الكائن الغريب.
الفيلم الرومانيّ/ الفرنسيّ/ البلجيكيّ/ السويديّ "رنين مغناطيسيّ" R.M.N.
تأليف وإخراج: كريستيان مونغيو.
(122) دقيقة.
الفيلم عن سلامُ المجتمع، السّلم الأهلي، ضيقُ أفقِ أبناءِ قريةٍ حائرةٍ في هويّتها، ومع ذلك ترفض الهويّات الواضحة من آسيويينَ وملوّنينَ، حتّى وإنْ كانوا من أتباع دينهم.
عن سوء الفهم، والإحباطات والصراعات والعواطف، وعنِ القِشْرة الرقيقة من الهدوء الذي يسبق الانفجار.
في قرية يفترض أنها وديعة في مقاطعة ترانسلفانيا الرومانية، حيث تتلاطمُ أمواجُ أعراقٍ كثيرة، وتجْري ألسُن شخصيات الفيلم في عين المكان بِست لغات مختلفة (الرومانيّة والمجريّة والألمانيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة وغيرُها)، يُعاد تجسيدُ العنصريةَ ضد الآخرين من غجرٍ وآسيويين وغيرهم، كما لو أن هتلر لم يزل بين ظهرانيّي أوروبا بشرقِها وغربِها، بحجرِها وشجرِها وكنائسِها.
التصوير مُتقن. الموسيقى معقولة. تطلعاتُ منتجي الفيلم عالميّة، وإيقاعُه مضبوط، مع قليلٍ من بِطء الحركة، ورتابةِ النّقلات.
فيلم عن القُوى المحرّكة للسّلوك البشريّ، عن أوالياتِ البشر لحظةَ مواجهةِ المجهول، وعنِ الطريقة التي نتلمّس عبرَها الآخَر، ونحاولُ فهمَه، والتعرّف على اختلافِه عنّا، ومن ثمّ تقبّله لعلّ مستقبلنا ومستقبلَه يصبحُ أكثرَ استقرارًا.
الفيلم المكسيكي "سجلٌ كاذبٌ لِحفنةٍ من الحقائق"
Bardo: False Chronicle of a Handful of Truths
اسم الفيلم باللغة الإسبانية:
Bardo, falsa crónica de unas cuantas verdades
تأليف وإخراج: أليخاندرا غ. إنّاريتّو.
شارك في الكتابة: نيكولاس جياكوبوني.
(159) دقيقة.
عن التصالح مع الماضي والحاضر، على أمل تكهّن مفردات المستقبل.
رحلةٌ ملحميةٌ محتشدةٌ بصريًا يقطع خلالها سيلفيريو Silverio، الصحافي المكسيكي وصانع الأفلام الوثائقية المقيم في لوس أنجلوس (يؤدي دوره الممثل دانييل غيمينيس ساتشو)، الحد الفاصل بين الحقيقة والوَهم، بين الانعتاق من بقايا تأثير الاستعماريْن الإسباني والأميركي الشمالي على بلده المكسيك، وبين المعاناة مما تبقى من ذيول هذيْن الاستعماريْن، والانقيادِ لهما.
فيلم مفعمٌ بِالعاطفة والضحكِ الحزين، مشتعلٌ بالأسئلةِ والحواراتِ الصعبةِ المركّبة. على مهل تتحرّك كاميرته فهي ليست على عجلةٍ من أمرِها، تشبعُ كل مشهد عن آخره، كما لو أن كل مشهد هو فيلم مستقل بذاته. سيناريو يراوح بين الممكن وغير الممكن، بين الواقع والخيال، بين السوريالية التي لا تتوقف طيلة أحداث الفيلم، والرغبات المجنحة فوق عُرى الأرض الصلبة الممتدة كأنها صحراء العطش.
غرائبيةٌ يمعن فيها المخرج/ الكاتب حتى تصل حدود المبالغة غير المرغوبة، أو غير الضرورية. لوحات يرسمها من تقلّبات الطبيعة، وتبدّلات الليل والنهار، وتجاوراتِ القبيح مع الجميل.
عن حميميةِ العلاقات الأسرية، وجنون الواقع، وتشظيّات الوجود، وأسئلةِ الهويّة. عن لا إمكانية التسوية الكاملة بين المستعمِر والمستعمَر.
كان يمكن أن يكون فيلمًا من طرازٍ رفيعٍ لوْلا الإطالة غير المبرّرة تمامًا (المبرّرة نسبيًا)، والوقوع في براثنِ الرغبة بِحصد الجوائز (حصد الفيلم تسع جوائز منذ بداية العام)، ولولا الإصرار على بعض المشاهد الخاصة بين سيلفيريو وزوجته لوسيا (غريسيلدا سيسيلياني) غير المبرّرة دراميًا، أو الواقعة في منطقة الالتباس الدراميّ بين الضرورة وَالعبث.
محمد جميل خضر
سينما
شارك هذا المقال
حجم الخط
الفيلم الوثائقي "ملك الاستنساخ" King of Clones
سيناريو وإخراج: أديتاي ثاي.
(85) دقيقة.
يرصد الفيلم أهم الإنجازات العلمية العالمية على صعيد الاستنساخ، مركزًا على إنجازات وسيرة حياة العالِم الكوري الجنوبي هوانغ وو سوك، أشهر العلماء الكوريين، وربما أشهر علماء عصره.
كما يقيم الفيلم من خلال مقابلاته ومعلوماته التي يصل بعضها إلى حد الدهشة والعجب، مقارنة يترك الحكم فيها للمشاهدين بين الفتوحات العلمية والضوابط الأخلاقية.
في حالة الكوري هوانغ فإن استنساخ الجِمال والكلاب والقرود، وصولًا لاستنساخ الإنسان، تحوّل عنده إلى هَوَسٍ، ناهيك عن الجشع الذي أصابه في خضم انهماكه ببحوثه وغوصه في مختبراته. نهمٌ أعطاه حق وضع يده على أموال منحة حكومية، كان الهدف منها دعم بحوثه حول الاستنساخ والخلايا الجذعية.
يبدو أن أكثر من جهةٍ ودولةٍ أسهمت بإنتاج الفيلم المعروض على منصة نيتفليكس، ما جعلني أحتار في هويته؛ هل هو إنكليزي؟ هل هو كوريّ جنوبيّ؟
على كل حال بعد حبسه 18 شهرًا، ووضعه بالإقامة الجبرية ستة أشهر، عادت الحكومة الكورية الجنوبية ومنحت العالم الكوري المشاكس الإشكاليّ فرصة مواصلة بحوثه، وأرسلته على رأس بعثة إلى روسيا، حيث عثروا هناك على بقايا نوعٍ منقرضٍ من الفِيَلة، ليرى، المولع بكل خليةٍ يمكن استنساخها، أن كان هناك إمكانية لفعل ذلك مع عينة الكائن الغريب.
الفيلم الرومانيّ/ الفرنسيّ/ البلجيكيّ/ السويديّ "رنين مغناطيسيّ" R.M.N.
تأليف وإخراج: كريستيان مونغيو.
(122) دقيقة.
الفيلم عن سلامُ المجتمع، السّلم الأهلي، ضيقُ أفقِ أبناءِ قريةٍ حائرةٍ في هويّتها، ومع ذلك ترفض الهويّات الواضحة من آسيويينَ وملوّنينَ، حتّى وإنْ كانوا من أتباع دينهم.
عن سوء الفهم، والإحباطات والصراعات والعواطف، وعنِ القِشْرة الرقيقة من الهدوء الذي يسبق الانفجار.
في قرية يفترض أنها وديعة في مقاطعة ترانسلفانيا الرومانية، حيث تتلاطمُ أمواجُ أعراقٍ كثيرة، وتجْري ألسُن شخصيات الفيلم في عين المكان بِست لغات مختلفة (الرومانيّة والمجريّة والألمانيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة وغيرُها)، يُعاد تجسيدُ العنصريةَ ضد الآخرين من غجرٍ وآسيويين وغيرهم، كما لو أن هتلر لم يزل بين ظهرانيّي أوروبا بشرقِها وغربِها، بحجرِها وشجرِها وكنائسِها.
التصوير مُتقن. الموسيقى معقولة. تطلعاتُ منتجي الفيلم عالميّة، وإيقاعُه مضبوط، مع قليلٍ من بِطء الحركة، ورتابةِ النّقلات.
فيلم عن القُوى المحرّكة للسّلوك البشريّ، عن أوالياتِ البشر لحظةَ مواجهةِ المجهول، وعنِ الطريقة التي نتلمّس عبرَها الآخَر، ونحاولُ فهمَه، والتعرّف على اختلافِه عنّا، ومن ثمّ تقبّله لعلّ مستقبلنا ومستقبلَه يصبحُ أكثرَ استقرارًا.
الفيلم المكسيكي "سجلٌ كاذبٌ لِحفنةٍ من الحقائق"
Bardo: False Chronicle of a Handful of Truths
اسم الفيلم باللغة الإسبانية:
Bardo, falsa crónica de unas cuantas verdades
تأليف وإخراج: أليخاندرا غ. إنّاريتّو.
شارك في الكتابة: نيكولاس جياكوبوني.
(159) دقيقة.
عن التصالح مع الماضي والحاضر، على أمل تكهّن مفردات المستقبل.
رحلةٌ ملحميةٌ محتشدةٌ بصريًا يقطع خلالها سيلفيريو Silverio، الصحافي المكسيكي وصانع الأفلام الوثائقية المقيم في لوس أنجلوس (يؤدي دوره الممثل دانييل غيمينيس ساتشو)، الحد الفاصل بين الحقيقة والوَهم، بين الانعتاق من بقايا تأثير الاستعماريْن الإسباني والأميركي الشمالي على بلده المكسيك، وبين المعاناة مما تبقى من ذيول هذيْن الاستعماريْن، والانقيادِ لهما.
فيلم مفعمٌ بِالعاطفة والضحكِ الحزين، مشتعلٌ بالأسئلةِ والحواراتِ الصعبةِ المركّبة. على مهل تتحرّك كاميرته فهي ليست على عجلةٍ من أمرِها، تشبعُ كل مشهد عن آخره، كما لو أن كل مشهد هو فيلم مستقل بذاته. سيناريو يراوح بين الممكن وغير الممكن، بين الواقع والخيال، بين السوريالية التي لا تتوقف طيلة أحداث الفيلم، والرغبات المجنحة فوق عُرى الأرض الصلبة الممتدة كأنها صحراء العطش.
غرائبيةٌ يمعن فيها المخرج/ الكاتب حتى تصل حدود المبالغة غير المرغوبة، أو غير الضرورية. لوحات يرسمها من تقلّبات الطبيعة، وتبدّلات الليل والنهار، وتجاوراتِ القبيح مع الجميل.
عن حميميةِ العلاقات الأسرية، وجنون الواقع، وتشظيّات الوجود، وأسئلةِ الهويّة. عن لا إمكانية التسوية الكاملة بين المستعمِر والمستعمَر.
كان يمكن أن يكون فيلمًا من طرازٍ رفيعٍ لوْلا الإطالة غير المبرّرة تمامًا (المبرّرة نسبيًا)، والوقوع في براثنِ الرغبة بِحصد الجوائز (حصد الفيلم تسع جوائز منذ بداية العام)، ولولا الإصرار على بعض المشاهد الخاصة بين سيلفيريو وزوجته لوسيا (غريسيلدا سيسيلياني) غير المبرّرة دراميًا، أو الواقعة في منطقة الالتباس الدراميّ بين الضرورة وَالعبث.