ج - مناقشة رأي الوضعيين
C - Discussing the opinion of the positivists
تلك هي الآراء التي يدور حولها اوغست كونت ، ويفتخر بها وبقانون الأحوال الثلاث . فهل وصل فيها صاحبها إلى قول فصل ، أم ترك العقل البشري حيث كان من البحث عن أشياء لا يستطيع العلم أن يجيء لها بحل ؟ ذلك ما نريد أن نبينه في مناقشة رأي الوضعيين
الأشياء ١ - مما لا شك فيه أن العقل البشري لم يتجه إلى إدراك قوانين الطبيعة إلا بالتدريج. فقد كانت عقلية الانسان الأول ابتدائية لا أثر للتقيد العلمي فيها . وكانت علائق في نظره غير ثابتة ، فارتقى بعد ذلك شيئاً فشيئاً إلى إيضاح الأشياء بصورة عالمية، وذلك بالكشف عن قوانينها الثابتة الضرورية . ۲ - ومما لا شك فيه أيضاً أن الفلسفة كانت عند القدماء مشتملة على جميع العلوم ، فكان العالم يدعى فيلسوفاً ، وكانت الفلسفة لا تختلف عن العلم . ٣ - فقد كان تالیس (۲) وفيثاغوروس رياضيين ، ويقال ان افلاطون أسس نظرية المحل الهندسي ، حتى لقد كتب على باب مدرسته : ( من لم يكن مهندساً فلا يدخل علينا ، (٣) وكان أرسطو محيط) بعلوم زمانه كلها ، فكان معنى الفلسفة عنده دالاً على
مستقلة ، بعد ب - إلا أن تقدم الفلسفة نفسها قد أدى الى انفصال العلوم عنها ، فصارت الفروع أن كانت مندمجة في أصل واحد (۱) ، لقد استقلت الرياضيات في القرون الأولى على عهد أقليدس ) ۳۰۰ ق م ( لا على عهد الفيثاغور بين الذين كانوا يضمونها الى الفلسفة ، وتحرر علم الميكانيك على عهد أرخميدس ) القرن الثالث ق.م ) ، ثم انفصل علم الفيزياء بعد ظهور المباحث التجريبية في عصر النهضة بتأثير غاليله ، واستقلت الكيمياء في أواخر القرن الثامن عشر بتأثير ) لافوازيه - avoisier (۲) ) الذي وضع قوانينها الأساسية . وأسس ) لامارك - Lamark (۳) ) و ( کلود برنار ) (Claude Bernard) علم الحياة في القرن التاسع عشر، وقرر كل واحد منها بطريقة مختلفة عن طريقه الآخر أن ظواهر الحياة خاضعة كغيرها من الظواهر لقوانين طبيعية خاصة ، ثم اتصل هذا الأمر في أيامنا هذه بعلم النفس وعلم الاجتماع فصار علم النفس علماً تجريبياً ، وصار علم الاجتماع شبيها بغيره من العلوم الطبيعية ، وكان الأوغست كونت في تأسيس علم الاجتماع الحديث الفضل الأول .
معنى العلم ، وأكثر فلاسفة العرب كانوا علماء وأطباء ، وكان فلاسفة القرن السابع عشر من أكابر العلماء ، حق لقد اخترع ديكارت الهندسة التحليلية، وكشف عن قوانين انكسار النور ، وكان ( ليبنز ( جامعاً لعلوم زمانه كلها ، فكان رياضياً ، ولغويا ، ومؤرخاً ، وحقوقياً ، ولاهوتيا ، وهو الذي اخترع مع ( نيوتن ( حساب اللانهايات .
له عن حقائق يقينية جديدة . ألم تكن مسألة تركيب المادة مسألة فلسفية غامضة ، تحير فيها العقل البشري منذ القدم، وتواردت على حلها انظار الفلاسفة من أهل الشرق والغرب قديماً وحديثاً ؟ لقد جاء العلم الحديث لها بحل جديد . وكل الاتجاهات الحاضرة
ونضيف إلى ما تقدم ان حظيرة العلم لا تزال في اتساع مستمر ، فكم مسألة كان
يعدها العلماء مستعصية على العلم ، حق إذا سلك العقل فيها طريقة تجريبية منظمة انكشفت
تدل على أن العلم سيرفع هذه الحجب الكثيفة التي تستر حقيقة المادة عن أعيننا ، وانه قد يتوصل إلى ادراك حقيقة الحياة والنفس . وكل حقيقة جديدة كما قال ( غوبلو ) (۱) لا بد من أن يهيء لها العلم في داخله مكاناً خاصاً ، تنضم فيه الحقائق الجديدة إلى الحقائق السابقة . وقد أخذت العلوم تتقارب اليوم بعضها من بعض حتى صارت كأنها علم واحد . وما الباعث على انقسام العلوم على هذه الصورة إذا كان الكون الذي تريد تعليله واحداً ؟
ان انقسام العلوم يدل على نقص قبيح في معارف الانسان . وسيؤدي تكاملها بالضرورة إلى تقاربها واتصالها ، لا بل واتحادها ، وعلى ذلك فانه من الخطأ أن نجعل موضوع الفلسفة شيئاً موقتاً . فلا مسائل ما بعد الطبيعة التي ذكرناها بمستعصية على العلم في المستقبل ، ولا المسائل العامة المشتركة بين العلوم بمستقلة عن العلوم نفسها . ولو فرضنا ان هذه المسائل ستبقى مستعصية على العلم في المستنبل ، فهل يجوز أن تقتصر الفلسفة على البحث في أشياء سيبقى العقل البشري حيث كان من الحيرة بها ، والشك في أمرها .
These are the opinions that Auguste Comte revolves around, and he is proud of them and the law of the three conditions. Did its author arrive at a final statement about it, or did he abandon the human mind where it was from searching for things for which science could not provide a solution? This is what we want to show in discussing the positivists’ opinion
Things 1 - There is no doubt that the human mind has come to realize the laws of nature only gradually. The mentality of the first man was elementary, with no trace of scientific restriction. In his view, relations were unstable, and after that he gradually rose to clarifying things in a global way, by revealing their necessary fixed laws. 2 - There is also no doubt that philosophy among the ancients included all the sciences, so the scientist was called a philosopher, and philosophy was no different from science. 3 - Thales (2) and Pythagoras were mathematicians, and it is said that Plato founded the theory of the geometric object, to the point that he wrote on the door of his school: (He who is not an engineer should not enter us. (3) Aristotle was familiar with all the sciences of his time, so the meaning of philosophy to him was Indicative of
Independent, after B - except that the progress of philosophy itself led to the separation of the sciences from it, so the branches became integrated into one origin (1). Mathematics became independent in the first centuries during the era of Euclid (300 BC) and not during the era of Pythagoras among those who were They included it in philosophy, and the science of mechanics was liberated during the reign of Archimedes (third century BC). Then the science of physics separated after the emergence of experimental investigations in the Renaissance era under the influence of Galileo, and chemistry became independent in the late eighteenth century under the influence of Lavoisier (2), who established Its basic laws. Lamarck (3) and Claude Bernard founded the science of life in the nineteenth century, and each of them decided in a different way from the other that the phenomena of life are subject, like other phenomena, to special natural laws. Then this matter continued in These days, with psychology and sociology, psychology has become an experimental science, and sociology has become similar to other natural sciences, and Auguste Comte was the first creditor in establishing modern sociology.
The meaning of science, and most of the Arab philosophers were scientists and doctors, and the philosophers of the seventeenth century were among the greatest scientists. It is true that Descartes invented analytical geometry and revealed the laws of refraction of light. Leibniz was a collector of all the sciences of his time. He was a mathematician, a linguist, a historian, and a jurist. Theologically, he was the one who invented, along with Newton, the calculation of infinities.
He has new certain facts. Wasn't the issue of the composition of matter a mysterious philosophical issue that has baffled the human mind since ancient times, and philosophers from the East and West, ancient and modern, have long sought to solve it? Modern science has come up with a new solution. And all current trends
We add to the above that the field of knowledge is still constantly expanding, so how many questions there have been
Scientists consider it difficult for science, and it is true that if the mind follows an organized experimental method, it will be revealed
It indicates that science will lift these dense veils that hide the reality of matter from our eyes, and that it may reach an understanding of the reality of life and the soul. And every new fact, as Goblo said (1), science must provide for it a special place within itself, in which the new facts join the previous facts. Today, the sciences have begun to converge with each other until they have become as if they are one science. What is the reason for the division of sciences in this way if the universe that you want to explain is one?
The division of sciences indicates an ugly deficiency in human knowledge. Their integration will necessarily lead to their rapprochement and connection, and even to their union, and therefore it is a mistake to make the subject of philosophy something temporary. Neither the post-natural issues we mentioned are intractable to science in the future, nor are the general issues common to the sciences independent of the sciences themselves. If we assume that these issues will remain difficult for science in the future, is it permissible for philosophy to be limited to researching things that the human mind will remain confused and doubtful about?
C - Discussing the opinion of the positivists
تلك هي الآراء التي يدور حولها اوغست كونت ، ويفتخر بها وبقانون الأحوال الثلاث . فهل وصل فيها صاحبها إلى قول فصل ، أم ترك العقل البشري حيث كان من البحث عن أشياء لا يستطيع العلم أن يجيء لها بحل ؟ ذلك ما نريد أن نبينه في مناقشة رأي الوضعيين
الأشياء ١ - مما لا شك فيه أن العقل البشري لم يتجه إلى إدراك قوانين الطبيعة إلا بالتدريج. فقد كانت عقلية الانسان الأول ابتدائية لا أثر للتقيد العلمي فيها . وكانت علائق في نظره غير ثابتة ، فارتقى بعد ذلك شيئاً فشيئاً إلى إيضاح الأشياء بصورة عالمية، وذلك بالكشف عن قوانينها الثابتة الضرورية . ۲ - ومما لا شك فيه أيضاً أن الفلسفة كانت عند القدماء مشتملة على جميع العلوم ، فكان العالم يدعى فيلسوفاً ، وكانت الفلسفة لا تختلف عن العلم . ٣ - فقد كان تالیس (۲) وفيثاغوروس رياضيين ، ويقال ان افلاطون أسس نظرية المحل الهندسي ، حتى لقد كتب على باب مدرسته : ( من لم يكن مهندساً فلا يدخل علينا ، (٣) وكان أرسطو محيط) بعلوم زمانه كلها ، فكان معنى الفلسفة عنده دالاً على
مستقلة ، بعد ب - إلا أن تقدم الفلسفة نفسها قد أدى الى انفصال العلوم عنها ، فصارت الفروع أن كانت مندمجة في أصل واحد (۱) ، لقد استقلت الرياضيات في القرون الأولى على عهد أقليدس ) ۳۰۰ ق م ( لا على عهد الفيثاغور بين الذين كانوا يضمونها الى الفلسفة ، وتحرر علم الميكانيك على عهد أرخميدس ) القرن الثالث ق.م ) ، ثم انفصل علم الفيزياء بعد ظهور المباحث التجريبية في عصر النهضة بتأثير غاليله ، واستقلت الكيمياء في أواخر القرن الثامن عشر بتأثير ) لافوازيه - avoisier (۲) ) الذي وضع قوانينها الأساسية . وأسس ) لامارك - Lamark (۳) ) و ( کلود برنار ) (Claude Bernard) علم الحياة في القرن التاسع عشر، وقرر كل واحد منها بطريقة مختلفة عن طريقه الآخر أن ظواهر الحياة خاضعة كغيرها من الظواهر لقوانين طبيعية خاصة ، ثم اتصل هذا الأمر في أيامنا هذه بعلم النفس وعلم الاجتماع فصار علم النفس علماً تجريبياً ، وصار علم الاجتماع شبيها بغيره من العلوم الطبيعية ، وكان الأوغست كونت في تأسيس علم الاجتماع الحديث الفضل الأول .
معنى العلم ، وأكثر فلاسفة العرب كانوا علماء وأطباء ، وكان فلاسفة القرن السابع عشر من أكابر العلماء ، حق لقد اخترع ديكارت الهندسة التحليلية، وكشف عن قوانين انكسار النور ، وكان ( ليبنز ( جامعاً لعلوم زمانه كلها ، فكان رياضياً ، ولغويا ، ومؤرخاً ، وحقوقياً ، ولاهوتيا ، وهو الذي اخترع مع ( نيوتن ( حساب اللانهايات .
له عن حقائق يقينية جديدة . ألم تكن مسألة تركيب المادة مسألة فلسفية غامضة ، تحير فيها العقل البشري منذ القدم، وتواردت على حلها انظار الفلاسفة من أهل الشرق والغرب قديماً وحديثاً ؟ لقد جاء العلم الحديث لها بحل جديد . وكل الاتجاهات الحاضرة
ونضيف إلى ما تقدم ان حظيرة العلم لا تزال في اتساع مستمر ، فكم مسألة كان
يعدها العلماء مستعصية على العلم ، حق إذا سلك العقل فيها طريقة تجريبية منظمة انكشفت
تدل على أن العلم سيرفع هذه الحجب الكثيفة التي تستر حقيقة المادة عن أعيننا ، وانه قد يتوصل إلى ادراك حقيقة الحياة والنفس . وكل حقيقة جديدة كما قال ( غوبلو ) (۱) لا بد من أن يهيء لها العلم في داخله مكاناً خاصاً ، تنضم فيه الحقائق الجديدة إلى الحقائق السابقة . وقد أخذت العلوم تتقارب اليوم بعضها من بعض حتى صارت كأنها علم واحد . وما الباعث على انقسام العلوم على هذه الصورة إذا كان الكون الذي تريد تعليله واحداً ؟
ان انقسام العلوم يدل على نقص قبيح في معارف الانسان . وسيؤدي تكاملها بالضرورة إلى تقاربها واتصالها ، لا بل واتحادها ، وعلى ذلك فانه من الخطأ أن نجعل موضوع الفلسفة شيئاً موقتاً . فلا مسائل ما بعد الطبيعة التي ذكرناها بمستعصية على العلم في المستقبل ، ولا المسائل العامة المشتركة بين العلوم بمستقلة عن العلوم نفسها . ولو فرضنا ان هذه المسائل ستبقى مستعصية على العلم في المستنبل ، فهل يجوز أن تقتصر الفلسفة على البحث في أشياء سيبقى العقل البشري حيث كان من الحيرة بها ، والشك في أمرها .
These are the opinions that Auguste Comte revolves around, and he is proud of them and the law of the three conditions. Did its author arrive at a final statement about it, or did he abandon the human mind where it was from searching for things for which science could not provide a solution? This is what we want to show in discussing the positivists’ opinion
Things 1 - There is no doubt that the human mind has come to realize the laws of nature only gradually. The mentality of the first man was elementary, with no trace of scientific restriction. In his view, relations were unstable, and after that he gradually rose to clarifying things in a global way, by revealing their necessary fixed laws. 2 - There is also no doubt that philosophy among the ancients included all the sciences, so the scientist was called a philosopher, and philosophy was no different from science. 3 - Thales (2) and Pythagoras were mathematicians, and it is said that Plato founded the theory of the geometric object, to the point that he wrote on the door of his school: (He who is not an engineer should not enter us. (3) Aristotle was familiar with all the sciences of his time, so the meaning of philosophy to him was Indicative of
Independent, after B - except that the progress of philosophy itself led to the separation of the sciences from it, so the branches became integrated into one origin (1). Mathematics became independent in the first centuries during the era of Euclid (300 BC) and not during the era of Pythagoras among those who were They included it in philosophy, and the science of mechanics was liberated during the reign of Archimedes (third century BC). Then the science of physics separated after the emergence of experimental investigations in the Renaissance era under the influence of Galileo, and chemistry became independent in the late eighteenth century under the influence of Lavoisier (2), who established Its basic laws. Lamarck (3) and Claude Bernard founded the science of life in the nineteenth century, and each of them decided in a different way from the other that the phenomena of life are subject, like other phenomena, to special natural laws. Then this matter continued in These days, with psychology and sociology, psychology has become an experimental science, and sociology has become similar to other natural sciences, and Auguste Comte was the first creditor in establishing modern sociology.
The meaning of science, and most of the Arab philosophers were scientists and doctors, and the philosophers of the seventeenth century were among the greatest scientists. It is true that Descartes invented analytical geometry and revealed the laws of refraction of light. Leibniz was a collector of all the sciences of his time. He was a mathematician, a linguist, a historian, and a jurist. Theologically, he was the one who invented, along with Newton, the calculation of infinities.
He has new certain facts. Wasn't the issue of the composition of matter a mysterious philosophical issue that has baffled the human mind since ancient times, and philosophers from the East and West, ancient and modern, have long sought to solve it? Modern science has come up with a new solution. And all current trends
We add to the above that the field of knowledge is still constantly expanding, so how many questions there have been
Scientists consider it difficult for science, and it is true that if the mind follows an organized experimental method, it will be revealed
It indicates that science will lift these dense veils that hide the reality of matter from our eyes, and that it may reach an understanding of the reality of life and the soul. And every new fact, as Goblo said (1), science must provide for it a special place within itself, in which the new facts join the previous facts. Today, the sciences have begun to converge with each other until they have become as if they are one science. What is the reason for the division of sciences in this way if the universe that you want to explain is one?
The division of sciences indicates an ugly deficiency in human knowledge. Their integration will necessarily lead to their rapprochement and connection, and even to their union, and therefore it is a mistake to make the subject of philosophy something temporary. Neither the post-natural issues we mentioned are intractable to science in the future, nor are the general issues common to the sciences independent of the sciences themselves. If we assume that these issues will remain difficult for science in the future, is it permissible for philosophy to be limited to researching things that the human mind will remain confused and doubtful about?
تعليق