تويت
#معرض_الرياض_الدولي_للكتاب
#المطرقة_والهدهد ?
كتاب المطرقة والهدهد عن الرواية الهويانيّة.
أيّةُ كينونة هذه الّتي تكتبُ لنا الرّوايات الهويانيّة؟ تقول الناقدة المغربية د. أسماء غريب، عن كتابة الروائية لينا هويان الحسن، في مقالة لها عن رواية أنطاكية وملوك الخفاء.
وتتابع بلغتها الخاصة: (يقولُ الوشمُ إنّهَا سلطانةٌ قادمة من الصّحراء، ومن الغبن أنْ أنسبَها إلى قبيلة واحدة، لأنّ تاريخَها يروي ما لا تستطيعُ أن تحويه المجلّداتُ القديمة ولا الحديثة. إنّها أرضٌ، وحضارة وعهد ووعد، وسماء ونجوم، ورمال ونخيل، وبيوت طينية مقبّبة ونوق وأحصنة وصقور وأفاعي وعقارب وجنّ ومردة، وذئاب وثعالب، وأنهار وسرابٌ وحرّ وقرّ وزمهرير وسقر. إنّ لينا باختصار صورة متجدّدة يتوالدُ فيها وبها الإنسانُ، لأجلِ هذا تراها حينما تكتبُ تتجزّأُ وتتشظّى، وتتوحّدُ وتَتَوَحْدَنُ، وتنعزلُ وتجتمِعُ. ولأجل هذا أيضاً لا يمكن لقارئ أن يؤطّرها في خانةٍ واحدة لأنها تستعصي على التأطير، فهي ليست روائية الصّحراء فقط، ولا روائية العرب فقط، وإنما هي روائية الإنسان الذي عليه أن يعودَ إلى تاريخه الأول ليستطيعَ تشكيل هويته الحقّة التي انطلقتْ من هناك، أي من الصحراء والبداوة والبداءة. ولأجل هذا ظهر الهدهدُ على شرفتها، لأنه يجسّدُ روح الإنسان الكونيّ . .)
يلفت الانتباه العنوان "المطرقة والهدهد، سحر السرد في روايات لينا هويان الحسن) مثلما تلفتنا اللغة النقدية التي تستخدمها د. أسماء غريب وهي لغة غير معتادة أقرب للشعرية، تتقنها الدكتورة أسماء غريب الشاعرة المغربية، والناقدة والمترجمة، والفنانة التشكيلية، المقيمة في إيطاليا.
ولقد بلغت نتاجات الدكتورة أسماء الأدبيّة ما يزيد عن أربعين إصداراً، بين ترجمة وحوار وشِعر ونقد ورواية.
وهي ترنو إلى وضع لبنات جديدة في البناء السّرديّ الصّوفيّ، عبر تقنيات تعتمد أسلوب المراسلات حينًا، والميتاسرد أحيانا أخرى، مع اللّجوء إلى الغوص في قضايا تراثيّة بأسلوب حديث فيه الكثير من الحفر الفلسفيّ والعرفانيّ الشّاهق. هذا يفسّر لنا لغتها الشعرية والبليغة التي تقدّم بها نتاجاتها، وها هي تضيف لنا نصًّا يبدو شائقًا وماتعًا عن ما سمتّه ( الكتابة الهويانيّة) وهو تعبير مستلهم من اسم الكاتبة التي اشتهرت أعمالها بقربها من التاريخي والاسطوري وملامسة عوالم الجان والسحر والصحراء.
تعليق