ما هي المواقع الأثرية في الجزيرة العربية ( Archaeological sites in Arabia )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هي المواقع الأثرية في الجزيرة العربية ( Archaeological sites in Arabia )

    المواقع الأثرية في الجزيرة العربية ( Archaeological sites in Arabia )

    ☰ جدول المحتويات

    تاريخ البحث الآثاري في الجزيرة العربية
    المملكة العربية السعودية
    الجمهورية العربية اليمنية
    سلطنة عُمان
    الإمارات العربية المتحدة
    دولة قطر
    دولة البحرين
    دولة الكويت
    آثار الجزيرة العربية شواهد حضارية للمنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الإسلامية المتأخرة.
    المواقع الأثرية في الجزيرة العربية أماكن تاريخية وأثرية وشواهد مادية وفنية تقف دليلاً على المعالم الحضارية لهذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الإسلامية المتأخرة. فقد شكلت شبه الجزيرة العربية بموقعها الاستراتيجي نقطة التقاء بين قارات العالم القديم، كما هي حالها اليوم. ونظرًا لهذه المواقع، فقد أصبحت جزءًا من العالم مطروقًا على مدار تاريخها استيطانًا وهجرة. ولأن الملاحة لم تعرف إلا في وقت متأخر من تاريخ البشرية، فإن الطرق البرية كانت المعابر الرئيسية للانتقال عبر صحاري الجزيرة العربية ذهابًا وإيابًا من وإلى مستقرات الإنسان في جنوب الكرة الأرضية وشمالها. وإلى جانب الموقع كانت الجزيرة العربية، في عصورها القديمة، تنتج كثيرًا من السلع التي شكّلت حاجة الإنسان الضرورية في أوقات متفرقة ؛ فكانت في يوم من الأيام أهم مواطن إنتاج العطور ومن أهم معابره، سواء كان قادمًا من شبه القارة الهندية أو من شرق القارة الإفريقية باتجاه الشمال حيث قامت الإمبراطوريات العظيمة. كما كانت موقعًا مهمًا لإنتاج المعادن التي كانت تحتاج إليها الإمبراطوريات القائمة في بلاد الهلال الخصيب وبلاد النيل. وعلاوة على ما ذكر، فإن المناخ تقلّب مرات عديدة صارت فيها الجزيرة العربية ممطرة فكانت المياه فيها جارية بصفة شبه دائمة. وعليه فإن الجزيرة العربية شكّلت موضعًا ارتاده الإنسان في أيام لم يكن إبانها مستقرًا، ثم استقر فيها عندما اضُّطر أن يستقر ويعتمد على إنتاجه من أجل بقائه بدلاً من التجوال والجمع والصيد والالتقاط.



    جاء التعرف على ما كان في الجزيرة العربية عن طريق مصادر مختلفة وربما كان من أقدمها التوراة حيث توجد أخبار متفرقة تتحدث عن الإنسان في الأطراف الشمالية والشمالية الغربية للجزيرة العربية. ثم جاء كثير من المعلومات في كتابات الأمم القديمة، ومن أهمها كتابات الإمبراطورية الآشورية في بلاد الرافدين ابتداءً من القرن التاسع قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وبعدها ذُكر بعض الشيء في كتابات الإمبراطورية البابلية التي حلّت محل الإمبراطورية الآشورية.

    وقد اهتم اليونانيون بالجزيرة العربية. ومع بداية القرن السادس قبل الميلاد، بدأت تظهر إشارات عن بعض المظاهر المعمارية أو العناصر البشرية الموجودة فيها. ولكن مع بداية احتلال اليونانيين للعالم القديم ـ وبخاصة بعد اجتياحهم للشرق الأدنى عام 332 ق.م ـ برز اهتمامهم بالجزيرة العربية. واستمرت المعلومات تظهر في الكتابات الرومانية التي جاءت لتحلّ محلّ الكتابات اليونانية بعد أن حل الرومان عام 32 ق.م محل الإغريق، ثم تحول الشيء نفسه إلى مؤلفات الدولة البيزنطية بعد أن انسلخت عن الإمبراطورية الرومانية في الثلث الأول من القرن الرابع الميلادي مكونة إمبراطورية مستقلة في الشرق الأدنى.

    وفي منتصف القرن السابع الميلادي تمكنت الجيوش الإسلامية من إزالة الدولة البيزنطية من الشرق الأدنى، وكذا الدولة الساسانية في بلاد فارس واضعة بداية للدولة الإسلامية التي أمضت وقتًا طويلاً في الفتوحات ونشر الإسلام. وبعد أن استقرت الأمور ـ وبخاصة في عهد الدولة العباسية ـ بدأت تزدهر النهضة في مجالي الترجمة والتأليف وتأخذ مكانة مقدرة ومميزة ؛ فظهر العديد من المؤلفات، كما ظهرت أمهات كتب التاريخ الإسلامي التي عُنيت بتاريخ الأمم الغابرة من خلال استفادتها الجزئية مما جاء في الكتب السابقة لها، وما جاء في القرآن الكريم، وكتب التفاسير والأحاديث، والمصادر القديمة كالتوراة ـ بما احتوت عليه من أسفار ـ وكتب اليونان والرومان والبيزنطيين. وواكب ظهور الكتب التاريخية كتب أخرى عرفت باسم كتب البلدانيين التي تشتمل على كتب الجغرافيا والرحلات والمعاجم الجغرافية.


    تاريخ البحث الآثاري في الجزيرة العربية


    بدءًا بما اصطلح على تسميته في أوروبا بعصر النهضة، بدأت بوادر الاهتمام بعلوم الأمم السابقة، وبدأت الكشوف الجغرافية تأخذ طريق الإحياء، إلا أن ازدهارها غير المسبوق تمخض مع مولد عصر النهضة الصناعية (أو الثورة الصناعية) بدءًا بأواخر القرن الثامن عشر. فبعد أن دارت العجلة الصناعية التهمت جزءًا من المواد الخام في القارة الأوروبية مما نبه إلى أن الاستهلاك المستمر سوف يؤدي إلى التوقف يومًا ما، إلى جانب إدراك عدم استيعاب الأسواق المحلية الأوروبية لما تضخه العجلة الصناعية، ومن ثم تنبه المعنيون بأهمية البدائل، فانبعث البحث عن مصادر المواد الخام في بلدان العالم الأخرى جنبًا إلى جنب مع انبعاث الحاجة إلى أسواق جديدة لتلتهم ما تنتجه العجلة الصناعية الأوروبية. ولتحديد مصادر المواد الخام والأسواق، كان على الغرب معرفة بلدان العالم الآخر من واقع المشاهدة العينية، وكان من بين تلك البلدان أقطار الجزيرة العربية. وكانت أداة تحقيق ذلك آنذاك مجموعة من الرجال عرفوا باسم الرحالة على مختلف مشاربهم السياسية والتبشيرية والعلمية.



    واجهة إحدى المقابر في مغاير شعيب في البدع بالسعودية.
    أعمدة الرجاجيل في قرية القارة جنوب سكاكا بالمملكة العربية السعودية.
    مجموعة من الأواني الغنمارية من موقع الخريبة في العلا.
    رأس تمثال عثرعليه على بعد 8كم من مدينة مرات.
    موقع الربذة في منطقة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
    قصر المربع التاريخي في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
    أحد المقابر الركامية التي اكتشفت بجنوب الظهران.
    موقع الرجاجيل في جنوب سكاكا بالمملكة العربية السعودية.
    موقع الشويحيطية بالقرب من سكاكا في المملكة العربية السعودية.
    مجموعة من المسارج من موقع الخريبة الأثري في الإقليم الشمالي الغربي بالمملكة العربية السعودية.
    سور تيماء القديم في المملكة العربية السعودية.
    المملكة العربية السعودية:

    ظل الرحالة يتقاطرون إلى المملكة العربية السعودية على مدار ما يقرب من قرن ونصف القرن. وربما كان من أهم أولئك الرحالة المعنيين بالحديث أوجست والين، ووليم جيفورد بالجريف، وتشارلز داوتي، وتشارلز هوبر، وجوليس أويتنج، ورتشارد بورتن، وسيتزن، وسادلير، ولويس بلي، والليدي آن بلنت، وإدوارد جيرماني، ومورتز، وألويس موزل، وشكسبير، وهاملتون، وبول هارسون، وفيلبي الذي اختتم ذلك الدور، ومن ثم بدأ دور البعثات المنظمة.



    شكلت أعمال هؤلاء الرحالة القاعدة العريضة للأعمال اللاحقة التي تميزت بكونها أدق وأوفر معلومات. إضافة إلى ذلك هناك العمل الذي قامت به بعثة فرنسية قوامها الأبوان جوسين وسافناك اللذان قدما من القدس إلى شمال غربي المملكة العربية السعودية، وأمضيا وقتًا في دراسة النقوش والآثار في واحة العلا والمقابر المنحوتة في مدائن صالح، وكذا مواضع قديمة في تيماء وأماكن أخرى. وأسفر عمل هذه البعثة عن أربعة مجلدات نشرت تباعًا محتوية على دراسات البعثة والنتائج التي توصلت إليها، ووضعت قاعدة عريضة للدراسات الآثارية فيما يخص الأرض التي فيها أجرت أعمالها.

    وبعد توحيد المملكة العربية السعودية، بدأت حركة اهتمام علمي بفضل تشجيع الملك عبدالعزيز وإدراكه لأهمية العلم، فطال مجال الآثار جانب من ذلك الاهتمام تمثل في السماح بإجراء الكشوف الميدانية الجيولوجية والجغرافية والآثارية ؛ فظهرت مؤلفات عديدة تحكي عن مواقع مختلفة وجدت فيها مخلفات الإنسان القديم. وربما كان من أهم الأعمال خلال تلك الفترة الزمنية، أعمال هاري سنت جون برديجر فيلبي التي شملت جزئيات عديدة في حقل الدراسات الآثارية. كما جاء عمل مهم آخر وهو ما قامت به البعثة المعروفة باسم بعثة (ريكمان ـ فيليبي ـ ليبنز) سنة 1950 - 1951م التي شملت مسحًا لمواضع عديدة بدأت بها من جدة في الشمال الغربي حتى نجران في الجنوب مرورًا بالوسط، وسجلت نتائجها في عدد من المقالات والكتب التي شكلت القاعدة لعدد من المقالات اللاحقة.

    وبعد ذلك جاءت البعثة الكندية إلى الشمال الغربي عام 1962م وكانت تضم كلا من فردريك وينت ووليم ريد (عالم آثار وعالم كتابات على التوالي) وعاينت هذه البعثة عددًا كبيرًا من المواقع القديمة في شمالي وشمالي غرب المملكة العربية السعودية. ومن أهم تلك المواقع: كاف وأثرا وجبة وياطب وحائل وفيد ودومة الجندل وتيماء ومدائن صالح والعلا. وجاءت نتائج أعمال هذه البعثة في عدة مقالات سابقة للكتاب الرئيسي الذي رصدت فيه أعمالها ونتائجها ونشرته بعنوان مدونات قديمة من شمال وشمال غرب الجزيرة العربية، تورنتو، جامعة تورنتو، 1970م.

    بعد ستة أعوام قامت بعثة من جامعة لندن عام 1968م مكونة من بيتر بار، ولنكستر هاردينج، وجون دايتون (عالم آثار وعالم كتابات ومهندس على التوالي) بتنفيذ مسح في شمال غرب الجزيرة العربية شمل معاينة سبعة عشر موقعًا من أهمها: قُريِّة وروافة والبدع ومغائر شعيب وتيماء ومدائن صالح والعلا والمابيات. وأوضحت البعثة ما قامت به في عدة مقالات أهمها مقالان ظهرا في نشرة معهد الآثار بجامعة لندن، الأعداد 8-9، 10 لسنتي 1970م و1972م على التوالي.

    في عام 1968م، أجرت بعثة دنماركية أعمالاً في شرقي المملكة العربية السعودية، شملت مسح مناطق تمتد من الحدود السعودية الكويتية في الشمال وحتى وادي الفاو في الجنوب، مع مسح بعض الجزر في الخليج العربي مثل جزيرة تاروت والمسلمية وجناة. وأجرت حفريات آثارية في كل من : ثاج وتل تاروت وواحة يبرين. ونشرت البعثة نتائج أعمالها في مقالات وتقرير أولي جاء على شكل كتاب نشرته جامعة أرهوس الدنماركية عام 1973م.

    في عام 1970م أوفدت هيئة الآثار فريقًا زار جميع أقاليم المملكة والتقط صورًا لبعض المواقع والآثار المهمة نُشرت عام 1975م مع تعليقات عليها في كتاب صدر بعنوان مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية. وفي عام 1975م وضعت الإدارة خطة خمسية لمسح أقاليم المملكة، ثم بدأت في تنفيذها عام 1976م منتهجة التقسيم الإداري المعتمد آنذاك الذي يقسم المملكة إلى ستة أقاليم هي: الإقليم الأوسط، والإقليم الشرقي، والإقليم الشمالي، والإقليم الشمالي الغربي، والإقليم الغربي، والإقليم الجنوبي الغربي.

    الإقليم الأوسط. ابتداءً من عام 1971م وحتى اليوم، يعمل فريق أثري إلى جانب عدد من الطلبة من جامعة الملك سعود في مستوطنة الفاو في وادي الدواسر. وابتداءً من عام 1979م وحتى اليوم، يعمل فريق آثار من جامعة الملك سعود إلى جانب عدد من الطلبة في موقع الربذة الإسلامي. وفي عام 1977م مسحت مواضع في الأجزاء الشمالية للإقليم اشتملت على مواقع في سدير، وعنيزة، وبريدة. وفي عام 1978م، مسحت مواضع في الأجزاء الجنوبية للإقليم ابتداءً من الرياض وحتى وادي الدواسر. وشمل المسح مواضع بالقرب من : الرياض، والخرج، والحوطة، والأفلاج، وليلى، والسليل، ووادي الدواسر، ومواضع أخرى واقعة شمال الرياض. وتم تحديد عدد من المواقع الأثرية يعود تاريخها إلى عصور مختلفة، تبدأ من العصور الحجرية وتستمر حتى العصر الإسلامي. وفي عام 1979م، قام فريق آخر بمسح المناطق الجنوبية الغربية للإقليم شمل كلا من: ضرماء، وشقراء، والدوادمي، والبجادية. وحدد عددًا من المواقع التي تعود إلى عصور مختلفة تبدأ بالعصور الحجرية وحتى العصر الإسلامي. وفي عام 1979م نفذ محمد صالح قزدر عددًا من الأسبار الاختبارية في موقع زبيدة الواقع بالقرب من مدينة بريدة في القصيم. وفي عام 1981م تم مسح منطقة في شرقي الإقليم تمتد من شرق الرياض وحتى نفود الدهناء. وتم تحديد عدد من المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة منها : العصور الحجرية، وفترة الممالك العربية، والعصر الإسلامي. وفي عام 1982م أجريت حفرية في موقع في وادي صفاقة ـ في محافظة الدوادمي ـ نتج عنها جمع مادة آثارية تعود للفترة الآشولية من العصر الحجري القديم. وفي عام 1982م أجري مسح لمنطقة الثمامة الواقعة على بعد حوالي تسعين كيلومترًا إلى الشمال من مدينة الرياض. وفي العام التالي نفذت حفرية في أحد المواقع الأثرية في المنطقة المذكورة، كشف على إثرها عن مستوطنة مهمة تعد من أقدم مستوطنات العصر الحجري الحديث.

    الإقليم الشرقي. في عام 1972م، قام عبدالله مصري بإجراء مسح شمل منطقة واسعة في الإقليم، وكان اهتمامه محصورًا في مواقع العصور الحجرية، وبخاصة العصر الحجري الحديث. كما قام بتنفيذ عدد من الأسبار الاختبارية في مواقع متعددة، من أهمها: موقع تل تاروت، والدوسرية، وعين قناص، وأبو خميس. ونشر ذلك عام 1974م. وقام عام 1975م هو ويوريس زارينس بزيارة الإقليم وإجراء بعض الأعمال الأثرية التنقيبية في جزيرة تاروت، ولم ينشر بخصوصها شيء، إلا أن يوريس زارينس نشر عام 1978م عملاً عن الأواني المصنوعة من الحجر الصابوني ـ كانت متوافرة لدى هيئة الآثار والمتاحف ـ التي سبق أن جمعت من مواضع في الجزيرة خلال فترات متقطعة، وضمّن تلك الدراسة مادة من النشاط سالف الذكر. وفي عام 1976م، قام فريق من هيئة الآثار والمتاحف بمسح مواضع في الأجزاء الجنوبية للإقليم. وعلى إثر ذلك، تم تحديد مواقع تعود للعصور الحجرية بمختلف حقبها، وفترة العُبيد (الألف السادس ـ الألف الرابع قبل الميلاد)، والألف الثالث قبل الميلاد، وفترة الممالك العربية (نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وحتى ظهور الإسلام)، والعصر الإسلامي. وفي عام 1977م، قام فريق آخر بمسح مواضع في الأجزاء الشمالية للإقليم ابتداءً من واحة القطيف جنوبًا حتى المنطقة المحايدة شمالاً، بالإضافة إلى السهل الساحلي للخليج العربي وبعض الجزر الواقعة في الخليج نفسه. وحُدِّد عدد آخر من المواقع الأثرية التي تعود للعصور الحجرية، والألف الثالث قبل الميلاد، وفترة الممالك العربية، والعصر الإسلامي. وفي عام 1982م قام فريق أثري بزيارة مقابر جنوب الظهران، وأجرى حصرًا لتلال المقابر الموجودة، ورسم خرائط أثرية لها. وفي عام 1983م قام فريق آخر بإجراء أعمال تنقيبية في المكان نفسه، ثم أجري موسم تنقيب آخر في العام اللاحق، وأتبع بموسمين تنقيبيين في العامين التاليين. وفي عام 1983م، قام فريق للآثار بتنفيذ أول المواسم التنقيبية في موقع ثاج، وأتبع ذلك الموسم بموسم آخر عام 1984م. ونُفذت بعد ذلك أسبار اختبارية في موقع ثاج والدفي والربيعية.

    الإقليم الشمالي. في عام 1976م، قام فريق للآثار بإجراء مسح في الأجزاء الجنوبية للإقليم شمل كلاً من: حائل، والجوف، وسكاكا. ونتج عن العمل المذكور اكتشاف عدد من المواقع التي تعود للعصور الحجرية، وفترة الممالك العربية، والعصر الإسلامي. وفي عام 1978م مُسح الجزء الجنوبي للإقليم ؛ حيث شمل مواضع واقعة بين المجمعة وسكاكا. وفي عام 1979م قام يوريس زارينس بنشر مادة استقاها من موقع الرجاجيل معتمدًا على المادة التي جمعت خلال المسحين سالفي الذكر. وفي عام 1980م، مُسح الجزء الغربي من وادي السرحان ومناطق الوديان، وكذلك حوض جبة. وفي عام 1981م مُسحت مواضع تقع بين الحدود السعودية العراقية وصحراء الدهناء. ونفذت عام 1985م هيئة الآثار والمتاحف أسبارًا اختبارية في موقع الشويحطية بالقرب من سكاكا، كما نفذت أسبارًا أخرى في دومة الجندل عامي 1985م و 1986م.

    الإقليم الشمالي الغربي. في عام 1978م، قام جارث بودن بإجراء مسح في واد معتدل في واحة العلا، ونفذ أسبارًا اختبارية في موقع خيف الزهرة الواقع بالقرب من موقع الخريبة الأثري. وفي عام 1979م قام فريق من هيئة الآثار والمتاحف، بإشراف جارث بودن، بإجراء مسح وأسبار اختبارية في تيماء القديمة. وفي عام 1980م، نفذ حامد أبو درك بعض الأسبار الاختبارية حول أسوار تيماء القديمة. وفي عام 1980م مسحت مواضع في الأجزاء الجنوبية من الإقليم، شملت الأودية والجزء الساحلي الغربي لجبال الحجاز، من شمال ينبع البحر حتى وادي شرما، والأجزاء الداخلية من شمال المدينة حتى واحة العلا بما فيها: وادي حامد، وجزل، وإقليم مدين، وحسمي، وتبوك. وفي عام 1981م مسح الجزء الشمالي للإقليم. وفي عام 1982م أنجز فريق من هيئة الآثار والمتاحف بعض الأعمال المسحية والأسبار الاختبارية في موقع تيماء. وابتداءً من عام 1984م استمرت أعمال التنقيب في تيماء القديمة ؛ حيث تم التنقيب في قصر الحمراء بأكمله، ونُفذ موسمان في المنطقة الصناعية، وموسم في موقع البجيدية الإسلامي، كما نُفذت ثلاثة مواسم تنقيب في خريبة مدائن صالح.

    الإقليم الغربي. في عام 1979م قام فريق من هيئة الآثار والمتاحف بمسح الأجزاء الداخلية للإقليم، وكشف عددًا من المواقع. وفي عام 1980م أنجز فريق آخر عملاً أثريًا في الوديان الواقعة في منطقة الباحة، وبالجرشي، وبعض المناطق الواقعة بين عسير والمدينة المنورة، والسهل الساحلي الواقع بمحاذاة البحر الأحمر من القنفذة حتى بدر حنين.

    الإقليم الجنوبي الغربي. في عام 1980م مسحت هيئة الآثار والمتاحف الجزء الشمالي للإقليم، وحددت عددًا من المواقع الأثرية التي تعود إلى أزمنة تبدأ بالعصور الحجرية وحتى العصر الإسلامي. وفي عام 1981م قام فريق آخر من الهيئة بمسح الأجزاء الجنوبية للإقليم، بما فيها جزر فرسان في البحر الأحمر، وتمكن من تحديد عدد من المواقع التي تعود لحقب مختلفة تبدأ بالعصور الحجرية وتستمر حتى العصر الإسلامي. وفي عام 1982م قام فريق آخر بإجراء حفريات أثرية في موقعي سهي وعثّر الواقعين بالقرب من مدينة جيزان. وفي عام 1984م قام فريق آخر بحفر أسبار اختبارية في موقعي سهي والشرجة.




    الجمهورية العربية اليمنية:

    لفتت المواقع الآثارية الموجودة في اليمن انتباه الغربيين وغيرهم منذ وقت مبكر، فقام بزيارتها كثير من الباحثين والرحالة، ومنهم: بوري، وستزن، وأرنود، وجوزيف هاليفي، وإدوارد جلازر، ووليستد، وبنتس، ولاندبرج، ورانيجنز، ووايزمان، وكاتون ثمبسون، وجاردنر، وفري ستارك، ومحمد توفيق، وأحمد فكري، وهاملتن، وجاكلين بيرين. ونتج عن نشاط هؤلاء مادة منشورة شجعت المؤسسات الأكاديمية الغربية على إرسال بعثات علمية متخصصة. وتُعدُّ بعثة المعهد الأمريكي لدراسة الإنسان الأولى، التي أشرف عليها ويندل فليبس واشترك فيها وليم ألبرايت وفان بيك وعدد آخر من الباحثين، أقدم البعثات الأثرية المنظمة التي عملت في الجمهورية العربية اليمنية. وأنجزت هذه البعثة أعمال مسح في عدد من المواقع، وقامت بتنفيذ حفريات أثرية في مواقع مختلفة من أهمها: هجر بن حميد، وشبوة، ومأرب، وظفار. وبعد ذلك نفذ هاردنج أعمال مسح غطت ما يقرب من أربعين موقعًا في جنوبي اليمن. كما قامت جاكلين بيرين بأعمال مسح مختلفة ركزت جلّها في مواقع النقوش والكتابات. ثم قام براين دو بدراسات في جنوبي اليمن وبعض الجزر الواقعة في بحر العرب مثل سومطرة. وقامت، فيما بعد، بعثة إيطالية بتنظيم المتحف القومي في صنعاء.




    صرواح من المواقع الأثرية في اليمن، وهي قلعة يعود تاريخها إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
    وفي عام 1980م بدأت بعثة المعهد الأمريكي لدراسة الإنسان الثانية ـ التي أشرف عليها جمس سور ـ أعمالها في وادي الجبة في الجزء الشمالي من اليمن ؛ حيث أنجزت حفريات أثرية في موقع تل التمرة ومواقع أخرى. وفي الفترة نفسها قامت بعثة ألمانية بدراسة العمارة القديمة في اليمن.



    كما نفذت بعثة فرنسية بإشراف برايتون أعمال مسح في وادي حضرموت ووادي ماسيلا. وبدأت عام 1980م، بعثة إيطالية أعمال مسح في وادي ياليل، ونفذت حفريات أثرية في عدد من المواقع من أهمها نقيض الأبيض. وفي عام 1982م، نفذت بعثة إنجليزية أعمال مسح في السهل الساحلي، المعروف بسهل تهامة. كما نفذت بعثة روسية أعمال مسح وحفريات أثرية في الجزء الجنوبي من اليمن.



    سلطنة عُمان:

    من أهم الأعمال الأثرية في سلطنة عمان عمل البعثة الأمريكية الأولى لدراسة الإنسان الذي نفذ في الأعوام 1952م، 1953م، 1958م، 1962م حيث قامت البعثة بتنقيب موقع خور روري في منطقة ظفار. وفيما بين عامي 1972 - 1973م قامت البعثة الدنماركية الثانية بمسح مناطق داخلية مثل واحة البريمي، وبات وأبري.



    وفي عام 1974م قامت بعثة إنجليزية بإجراء أعمال مسح في مناطق أبري، وأزكي، وغيرهما. وعاودت البعثة عملها في عامي 1974 ، 1975م بإشراف بترشا دي كاردي، فقامت بمسح مناطق منها : نزوا، وبهلا، وأبري، وجعلان، وأراضي قبائل الحارث. وبالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الأعمال الأثرية التي تم إنجازها بالتنسيق مع الإدارة المحلية.




    الإمارات العربية المتحدة:

    شمل الإمارات العربية المتحدة عمل البعثة الدنماركية الثانية، ولعل من أهم أعمالها اكتشافها عام 1959م مستوطنة ومقابر في جزيرة أم النار الواقعة على بعد 20كم من أبو ظبي. وفي عام 1974م، قامت بعثة من جامعة هارفارد بأعمال مسح في بعض المناطق في واحة البريمي. وفي عام 1976م قامت بعثة عراقية بإنجاز أعمال مسح وحفريات أثرية في الإمارات العربية المتحدة. وبعد ذلك وقبيله بدأت الباحثة الإنجليزية بترشا دي كاردي بإجراء أعمال مسح متوالية في مناطق مختلفة في الإمارات العربية المتحدة. وفيما بين عامي 1977 - 1978م، قامت بعثة إنجليزية بأعمال مسح وحفريات أثرية في إمارة رأس الخيمة، وأجرت حفريات أثرية في موقع جلفار الإسلامي. وفي عام 1985م، نشرت بعثة إنجليزية نتائج أعمالها بخصوص بعض المقابر في نفس الإمارة. وعملت بعثة إنجليزية أخرى بإشراف كارل فليبس في الإمارات العربية المتحدة لفترة طويلة من الزمن. وبالإضافة إلى ما ذكر، هناك نشاطات كثيرة قامت ولازالت تقوم بها بعثات محلية، وفرنسية، وألمانية، ويابانية، وإنجليزية، وإيطالية. وركزت تلك البعثات أعمالها على التنقيب في مواقع معينة.





    قلعة مروب في قطر. صورة من الجو للقلعة التقطتها البعثة الفرنسية.
    دولة قطر:

    كانت شبه جزيرة قطر من بين الأراضي التي أجرت البعثة الدنماركية الثانية أعمال مسح وحفريات أثرية فيها بدأت عام 1956م واستمرت حتى عام 1965م. وفي عام 1973م قامت بعثة إنجليزية بإشراف بترشا دي كاردي بأعمال مسح وحفريات أثرية في مناطق واسعة من شبه الجزيرة القطرية. وقامت بعثة فرنسية عام 1976م بأعمال مسح وحفريات أثرية في موقعي الزبارة ومروب. وعثرت هذه البعثات على 131 موقعًا من مواقع العصور الحجرية المختلفة. وعثرت على آثار تدل على وصول ثقافة العُبيد حيث يمثل تل الدعسة الأثري جنوبي مدينة دخان أبعد ما وصلت إليه حضارة العبيد ؛ من الشمال.






    المدافن المنقبة في دولة البحرين
    دولة البحرين:

    زار جزيرة البحرين عدد من الرحالة منذ وقت مبكر، وقام بعض منهم بعمل غير منظم في مقابرها الركامية بغرض الكشف عن كنوزها وإرسالها إلى المتاحف الغربية. وجميع تلك النشاطات سجلها مايكل رايس في دراسة نشرها بعنوان "Dilmun Discovered" وكانت جزيرة البحرين أول الأماكن التي حلّت بها البعثة الدنماركية عام 1954م، واستمرت في العمل فيها حتى عام 1968م. ركزت البعثة أعمالها في موقع قلعة البحرين، وعدد من التلال الركامية، ومعبد باربارا. وفي الفترة من عام 1977م إلى عام 1978 - 1979م قامت بعثة عربية بتنقيب عدد من المدافن الركامية في موقع سار الجسر. ثم قامت بعثة فرنسية بأعمال مسح وحفريات في هضبة جنوسان. وبالإضافة إلى ذلك هناك بعثات محلية وأخرى أجنبية لازالت تمارس أعمالها.





    دولة الكويت:

    ربما كان أقدم الأعمال الأثرية في الكويت هي أعمال المسح التي قامت بها بعثة عراقية. وفي عام 1958م بدأت البعثة الدنماركية الثانية أعمال مسح وحفريات أثرية في عدد من المواقع في جزيرة فيلكة واستمرت في العمل حتى عام 1963م. وبعد ذلك بفترة من الزمن، بدأت بعثة فرنسية ـ بإشراف سال ـ أعمال مسح وتنقيبات أثرية في جزيرة فيلكة، واستمرت تلك الأعمال لعدة سنوات، ونشر عدد من الكتب والمقالات. وبعد ذلك عملت بعثة إيطالية في الجزيرة نفسها لعدة سنوات أخرى.
يعمل...
X