تشكّل النّجوم النيوترونيّة إحدى المنتجات النّهائيّة المحتملة للمستعرات.
عندما تنتهي حياة النّجم، يتخلّص من طبقاته الخارجيّة في انفجار عظيم وينهار قلبه على بعضه ليصبح كثيفًا للغاية.
ويقع عليه اسم نجم نيوترونيّ، لا يتعدّى حجم مدينة، ولكن يملك كتلة أكبر من كتلة الشّمس.
وتجتمع النّجوم النيوترونيّة في بعض الأحيان على هيئة ثنائي مضغوط وقد ينتهي بهما الحال أن يندمجا في نجم واحد.
ويظنّ الباحثون أنّهم قد شاهدوا تكوّن هذه المنظومة الثّنائيّة لأوّل مرّة.
وقد نشرت نتائج هذا الحدث الّذي سُمّي بالمستعر iPTF 14gqr في مجلّة العلم-Science.
وقد لاحظ الفريق الذي تقوده جامعة كالتيك أنّ المستعر يقذف الموادّ بكمّيّات ضئيلة فقط وغير هائلة.
تستطيع هذه الانفجارات أن تقذف البلازما في الفضاء بكمّيّات توازي بضع أضعاف كتلة الشّمس، ولكنّ المستعر iPTF 14gqr قذف فقط ما يوازي خمس كتلة نجمتنا الشّمس على الأكثر.
وأدلى أحد مؤلّفي الورقة العلميّة والمحقّق الرّئيسيّ البروفسير مانسي كاسليوال ببيان قال فيه: «لقد رأينا قلب هذا النجم يتهاوى، ولكن رأينا أنّه قذف القليل من الكتلة فقط، ما كان ملفتًا للنّظر.
وندعو هذه الحادثة بالمستعر المغلّف شديد التجرّد، وكان قد تمّ التنبّؤ بوجود هذه المستعرات منذ زمن.
إنّها المرّة الأولى المقنعة الّتي نرى فيها انهيار قلب نجمٍ ضخم ويكون متجرّدًا من الموادّ».
ويتطلّب بدء المستعر أن يحوي النجم ثقلًا كبيرًا. فأين يذهب هذا الثقل إذا لم يكن يُقذف في الفضاء عبر النّجوم؟ وهنا يأتي دور الرّفيق شديد الكثافة.
لقد حظي النّجم المستعر برفيق امتصّ هذا الثقل الزّائد عند انفجاره.
ولا يحتاج هذا الرفيق أن يكون نجمًا نيوترونيًّا آخر على وجه التّحديد، ولكن بإمكانه أن يكون قزمًا أبيض أو ثقبًا أسود.
جلّ ما يحتاجه هذا الرّفيق أن يكون كثيفًا وقريبًا بما يكفي.
كان هذا الاكتشاف ممكنًا بفضل مصنع بالمور متعدّد الوسائط للأشياء العابرة، الّذي يمسح سماء اللّيل للبحث عن أحداث عابرة في السّماء مثل المستعرات.
وتمّ التقاط صورة iPTF 14gqr في غضون ساعة من الاستعار وقد ألحقت هذه الصورّة ببعض المعاينات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف المؤلّف الرّئيسيّ كيشالاي دي، وهو طالب دراسات عليا في جامعة كالتيك، شارحًا: «تحتاج إلى ماسح عابر سريع وشبكة عالميّة متناسقة من علماء الفلك لتلتقط المرحلة المبكرة من المستعر.
من دون البيانات في المرحلة المبكرة، لم يكن بإمكاننا استنتاج أنّ مصدر هذا الانفجار هو القلب المنهار لنجم ضخم بمغلّف أكبر من قطر الشمس بخمسين مرّة».
ويعمل مرصد بالمور على مسح عابر مختلف، يدعى بمنشأة زويكي العابرة، الّذي يفحص مساحة أكبر من السّماء. ويأمل الفريق بأن يلتقط عددًا أكبر من هذه الأحداث النّادرة.