الشلبي فيأخذها الطريقجي/ ويقدمها الى الشلبي في الحفل، وفي هذه الأثناء يمثل الشيخ بين يدي الشلبي فيقعد على ركبتيه فيضع الشلبي الدستار على رأس الشيخ وينهضه ويقرأ الدعاء ويعلن اجازة الشيخ / دادا / لبسط تكية المولوية في حمص .
وكان لدروايش المولوية وظائف في تكيّتهم يقومون بها أثناء الذكـر والرقص وهي :
١ - الميدانجي ، وهو ما يعرف بالشاويش : ومهمته التحري عمن يريد الدخول في الطريقة .
٢ - النياظان - عازف الناي .
_ قدوم خان : ضارب القدوم - أي النقارات .
_ العشي باشي: ملاحظ الدراويش أثناء الدوران .
_ النعت خانه : قارىء الدعاء وهو باللغة الفارسية .
ومن المعلوم أن أول من أدخل الطريقة المولوية الى دمشق وأسس تكية لها هو الشيخ محمد قرطل دادا المولوي، وذلك في عهد الوزير العثماني حاكم ولاية الشام، وهو لالا مصطفى باشا / ٩٧١-٩٧٦هـ .. ١٥٦٣-١٥٦٩م ، أما في حمص فليس لدينا أية وثيقة تلقي الضوء على ذلك والمعلومات المتوافرة تشير الى بعض الأشخاص بأنهم مولويون ومنهم :
۱ - يوسف الدادا بن الشيخ محمد ، كان شيخا للمولوية في حمص ١٢٧٢هـ - ۱۲۹۷هـ ـ ۱۸۷۹م/ .
۲ ـ كامل بن يوسف شيخ المولوية ، من ۱۲۹۷-۱۳۲۸هـ . كما كان هناك من رجالها : الشيخ مصطفى بن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد السباعي الدرويش المولوي ۱۳۰۷ هـ .
٣ - عبد الرحمن بن كامل أصبح متوليا على وقف یحیی أحمد الدعاس بن المشيخ خليل الدعاس المولوي . وشمس الدين بن يوسف بن محمد المولوي ۱۳۱۸هـ ، وعبد الرؤوف العقاد الميلوي بن محمد ابن عبدالله السباعي، ۱۳۰۹هـ ، وكان آخر مشايخها في العام ١٩٤٦ ، الشيخ محمد نور عثمان المولوي (۱۸۸۸م - (١٩٧٤م ، وانتهت الطريقة بوفاتـــــه - ١٩٧٤م، بعد أن هدمت زاويتها واقتلعت مؤسساتها .
٨ - الطريقة الشاذلية :
تأسست هذه الطريقة في النصف الأول من القرن الثالث عشر للميلاد وأول من أسسها عبد السلام بن بشيش ، وسميت الشاذلية نسبة الى أبـ الحسن علي الشاذلي - أول أتباع ابن بشيش ولد أبوالحسن في : ارة بالقرب من سبتة في رواية وفي // شاذلية بتونس على رواية أخرى ، ـن بالغ في الدرس حتى فقد نظره بالمطالعة تعلم التصوف عن /الجنيد / وأســــــ الطريقة الشاذلية المنتشرة في شمال أفريقيا وفي أواخر حياته استوط الاسكندرية ٦٤٢هـ مع تلاميذه ومريديه وكونوا مدرسة صوفية مشهورة بها ، وكان من أبرز من وفد مع الشاذلي الى مصر ومن تلاميذه الشيخ أبـ العباس المرسي الذي خلفه في قيادة أتباع الطريقة، وظل قائما عليهـا حتى توفي في الاسكندرية ٦٨٦هـ ، وخلفه عليها بعد وفاته أبرزتلقى دعوته من تلاميذه المصريين وهو عطاالله الاسكندري .
والشاذلية تخالف مدرسة ابن عربي ( ١ ) ، ومذهبه في وحدة الوجود وهي متقيدة بالكتاب والسنة شأن الطرق الأخرى ( ١ ) .
والطريقة الشاذلية فرع هام من الرفاعية، وتتلخص تعاليمهـا في أصولها التالية :
۱ - تقوى الله سرا وعلنــا .
٢ - أتباع السنة قولا وعملا .
٣ ـ الاعراض عن الخلق .
٤ - الرضى عن الله .
لا نعلم متى دخلت الطريقة الشاذلية في حمص ، والوثائق المتوافرة تذكر الشيخ عبدالله بن محمد السعداوي - شيخ الطريقة الشاذلية في حمص /١٣٠٣ ۱۳۲۰هـ = ١٨٨٥ - ۱۹۰۲ م / - ، مرشد السالكين وكنز المحققين .
ومن تلاميذه الشيخ - حسن الدرويش - والشيخ محمد الياسين -والشيخ مان مصطفى السباعي ، ولم يكن للطريقة حضور في مواكب خميس المشايخ وكـ الشيخ محمد الطيّارة في أول أمره سعديا ثم انتقل الى الطريقة الشاذلية وأصبح شيخا عليها حتى وفاته. وتاريخ اجازته بالطريقة السعدية ٢٧ ربيـــــع الثاني ١٣٣٩هـ .
وهناك طرق أقل أهمية كانت موجودة في حمص في القرن التاسع عشر ، كالطريقة البكرية ولا نعلم لمن تنسب . وكل ماورد بشأن : الطريقة البكرية برئاسة الحاج عبدالله بن رضوان حاكمي ۱۲۷۷هـ = ١٨٦١/١٨٦٠م/ .
والطريقة السنوسية : الأحمدية الادريسية التي أجيز بها محمد أبو النصر خلف ١٩٤٦م. من قبل أحمد الشريف السنوسي . والطريقة العيسوية نسبة الى محمد بن عيسى، وكان على سجادتها بحمص :
محمود صبري بسن عبد الرحمن الداغستاني ، وقد أجاز بهذه الطريقة الحاج محمد طه بن السيد محمد طه السكاف والشيخ سعد الدين الجباوي ، والاجازة لا تحمل تاريخا .
٩ - الطريقة الجنيدية :
تنسب هذه الطريقة الى أبي القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي أصله من انهوند / ومنشؤه ومولده في العراق وأبوه كان يبيع الزجاج فلذلك يقال له (القواريري ) ، وكان فقيها على مذهب أبي ثور / وكان يفتي بحضرته في حلقته وهو ابن عشرين سنة، صحب خاله السري السقطي / وأخذ عنه . مات سنة / ٢٩٧/هـ .
بلغ منزلة رفيعة بين متصوفي عصره، حتى لقب بسيد الطائفة / وطلووس الفقراء، وشيخ المشايخ . والتصوف، عنده ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع أتباع، ويرى أن العارفين أخذو الأعمال عن الله تعالى واليه رجعوا فيها ، وأن الطرق كلها مسدودة الأعلى من اقتفى أثر الرسول صلعم / ويتميز مذهبه الصوفي بايثاره / الصحو على السكر / الذي آثره أبو يزيد البسطامي، والصحو عنده حال خير من حال السكر، لأن العبد في الصحو يكون مميزا بين الاشياء فيعرف المؤلم وذا اللذة، ويختار المؤلم في موافقة الحق بخلافه في حالة السكر، اذ يكون غائبا لا يستطيع تمـ بيزا ولا اختيارا .
والطريقة الجنيدية تنتهي بالامام علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه، والذكر فيها جهرا، يبدأ بدق نوبة بالمزاهر والطبل والنحاس مع الاناشيد ثم تعقب ذلك فترة استراحة بالصلاة على الرسول وتلاوة ربع قرآن : ثم تبدأ الحضرة بالقيام ويتراوح بين ثلاثة فصول وأربعة ولا وجود للخلوة فيها .
لم نعثر على أثر للطريقة الجنيدية في دمشق ولافي حلب، ومن المتواتر لدى آل الجنيد في تلبيسة أن أول وافد منهم الى تلبيسة كان سليمان قرقماز / وأنه جاء بالطريقة معه من الأردن . بينما يجعل الشيخ . سعد الدين " في سنـة الجباوي محمدا الجنيدي أول الوافدين الى تلبيسة فيقول ه. "جاء من بلاد حلب ومن قراها الشيخ محمد الجنيدي، رجـ ١٢٣٥ كفيف البصر ومعه زوجته جاء الى تلبيسة فأحبوه أهل القرية، وعمروا له قبة، كقباب التل ، على البيدر، وكانت القرية ضمن السور على التل ولم يكن هذا البناء قائما . فكانوا يحضرون الى عنده أهل التل للذكر ، وقطن فيها ودفن في : قبته، وأعقب الشيخ سليمان ، وسليمان أعقب محمودا أما أحمد وأحمد توفي سليمان بالتل ودفن بها، ومحمد توفي بحمص ، فقد سافر بالتجميع الجيري، أي فى الحرب العالمية الأولى، ولم يرجع ومازال أما أولادهم موجودين . الشيخ محمد المقدم ذكره، عندما قطن بالتل صار يطلع بالسيارة أيام العيدين حوالي القرية، ثم في أول مرة، كان رجل من بيت عكاش / اسمه ،خضر، وكان يشتغل نعال، وفي كل سنة يذهب الى التل لأجل كسب المعيشة، وقد أخذ الطريقة من الشيخ محمـ د، بمنعه، وحسن له في النزول الى حمص - بناء يطلع بالسيارة خلف بني جندل . وقد استقام يلح عليه حتى أطاعه، فنزل يوم الأربعاء من التل بالأعلام والصناحق الى بيت خضر عكاش، فبلغ بني جندل أمره ، وعظم القيل والقال ، وادعت الجنادلة أن هذا اليوم لنا فقط ثم بواسطة . الجندي أطلقوا سبيله وتابعهم حيث أن الجندي له علاقة مع أهل القرية، ولم يزل ينزلون يوم الأربعاء ويخرجون خلف الجنادلة يوم الخميس .
ومحمد بن سليمان قرقماز أعقب / سليمان / ونرجّح أنه هو الذي ذكـــــره عبد الهادي الوفائي في قصيدة خميس المشايخ في قوله عند وصف موكب يـــــوم الخميس :
امامهم جندل كالقطب يتبعه ابن الجنيد الذي تخشاه لو ركبا
وسليمان أعقب أحمد المستشهد على ضفاف البحر الأسود وأحمد خلف سليمان الثاني الذي عاصر مواكب الخميس بعد الحرب العالمية الأولى وذكره الشيخ سعـــــد الدين في مسامرة الجليس . وقد خلف سليمان أخوه محمد السايح وفي عهده لفظ الخميس . أنفاسه الأخيرة ١٩٥٤م .
تعليق