قسي المنايا مبا لأسهمها رد فما حيلتي والصبر قد دكــه البعد
ومنها :
نشا بحجور الخلوتية راضعا
هدانا لورد المنهل العذب منة
وهل مات من ألقى علينا كواكبا
رعى الله أمرا كان بالأمس صادرا
ولي منك وعــد آخـــري مقرر
يكاد له الانجاز يسبق بالوفا
لبان المعالي والكمال لـه مهـد
فيا حبذاك المنهل العذب والورد
من الهدي يزهو في مطالعها السعد
عن السيد البكري لم يحكه عهد
بحضرة سيف الله مافوقه عهد
نعم هو آس بالحقيق ة لاورد
ثم يؤرخ وفــاة استاذه بقوله :
لمن كان في العشر اصطفاه مؤرخا بياء بها حسن الختام به یبندو
وقد وضع السيد عبد الفتاح رواس القلعة جي في كتابه من شعـر أمين الجندي - حاشية ( 1 ) عن هذا البيت من الصفحة // ۲۰۱ وذكـ فيها (تاريخ وفاته ۱۲۳۳هـ ، في حين أن حساب الجمل لأحرف الشطر الثاني.يبلغ مجموعها / ۱۲۳۲ / وليس / ۰/۱۲۳۳ ويبدو أنه نقل تاريخ الوفاة عن ميخائيل بطرس معماري / في كتابه / الشيخ أمين الجندي الشاعر الحمـ الرقيق / دون أن يكلف نفسه عناء حسابه .
والتلميذ الثاني في حمص كان درويش الأخوان الذي خلف السيد عمر اليافي على سجادة الطريقة الخلوتية، وهـو درويش بن عبدالله بن أحمد كما ورد في سجل العائلة ص / ٧ / ولا يعلم تاريخ ولادته. تزوج من نفوس / بنت زيني المولودة في حمص .
وأعقب ثلاثة ذكور وابنتين احداهما / نزهة التي تزوجها الشيخ أبو النصر بن عمر اليافي وأنجبت له ابنه الشيخ /أبو السعود / . ويبدو أن السيد عمر اليافي لم يكتف بزرع الطريقة الخلوتية بحمص، بل غرس فيها أيضا فرعا من أسرته بزواج ابنه أبي النصر من بنت السيد درويــــــــش الاخوان تلميذه وخليفته على سجادة الطريقة .
ونرجح أن ولادة السيد درويش الاخوان كانت في العقد الأخير من القرن الثامن عشر نظرا لولادة ابنه البكر اسماعيل ۱۸۲۹م كما جاء في سجـ ل عائلة الاخوان . ونظرا لمجيء عمر اليافي الى حمص ١٨۰۵م ، أما وفاته فقد أرخها السيد / محمد عجم في الأبيات التالية :
بشوال قضی درویش حب بأبناء الطريق الخلوتي وأخوان الصفا كدرا تباكت بأجمعها على ذاك التقـى وقد ناداه مناح العطايا الى أعلا مقام أقدسي لهذا السيد المفضال أرخ قضى والسر يلهج بالهوي ( ١ )
فكانت اذن وفاته في شوال من العام ۱۳۰۸هـ = مایس ۱۸۹۰م فيكون عاش حوالي المائة عام ولا يكلف الخلوتية أتباعهم بما لا يطيقون .
ويمتاز فقراء الخلوتية في ذكرهم وأورادهم بكثرة الاستغفار والتسبيح والصلاة على النبي ولهم فى ذلك صيغ برددنها . أما طريقة تلقينهم للذكر فخــــــــير ما يميزها ترداد الأسماء السبعة على نمط مخصوص وفي فترات متقطعة، والأسماء ، السبعة الأولى في الأذن اليسرى وهي ( لا اله الا الله ) ثلاث مرات مع اغماض العينين . ثم الله هو، حق ، حي قيوم، أما الاسم السابع ففي الأذن اليمنى وهو (قمار) ، ويذكر عنهم الشيخ ، سعد الدين الجباوي: (أنهم أول من ابتدع الذكر في البيوت عند غسل الميت والذكر والانشاد في بيته حتى التربة، فكانوا يرفعون الاشارة أي العلم من بيت الشيخ حيث يخرجون بها، بالذكر والانشاد والنغم الى بيت المتوفى، ثمّ عند فراغهم من الدفن كذلك يرجعون بالاشارة الى مقرها بالذكر والانشاد واشارتهم لا تخرج الا لهـذه الغاية، ثمّ اضمحلت الطريقة، وهذه البدعة معها لاردهـا اللـه .. وسبب امه حلالها بهذه الديار عدم وجود نادي أي زاوية خاصة بها ، كان أبو النصر اليافي يقيم الذكر في جامع بازرباشی بعد صلاة العصر ، في كل يوم وفي يوم الجمعة بعد العصر بحضرة خالد بن الوليد ) .
ويبدو أن الأسماء السبعة التي كان الخلوتيون يستعطونها أثناء تلقين الفكر هي نفسها التي كان مشايخ الطريقة الأحمدية يذكرون بها. وهــــــنا التشابه في الطريقتين جعل الشيخ حامد الطيارة يضيف بعد وفاة درويش الاخوان اسم الخلوتية - الى الأحمدية - فصارت الطريقة على عهدهم تعــــــرف بـ الأحمدية الخلوتية وبهذه التسمية الجديدة أجاز الشيخ حامد الطيارة الشيخة الملاوية المشار اليها آنفا وأجاز غيره غيرها .
وكان للطريقة الأحمدية الخلوتية في الخمسينات من هذا القرن الفروع التالية في حمص فرع آل الطيارة في باب هود، وفرع آل الأسود في باب هود ، وفرع آل عبد المنعم في باب هود أيضا وآل شلار في باب الدريب وفرع آل الحاج يونس .
٧ - الطريقة المولوية :
تنسب الى الولي / جلال الدين الرومي/ ۱۲۰۷ ٢٢٧٣ /م ولد في بلخ من قرى أفغانستان الآن وتوفي في قونية/ ودفن فيها. شاعر ومتصوف فارســـي تـعــلم على أبيه بهاء الدين خليفة الشيخ نجم الدين كبري مؤسس الطريقة الكبروية، سافر الى بغداد ومكة ودمشق ومطية وحط أخيرا في قونية / حيث تعرف الى شمس الدين التبريزي، لــه /المثنوي / وهـ دیوان يضم ستين ألف بيت من الشعر باللغة الفارسية، ويعد أهم دواوين الشعر الصوفي الفارسي ومما يلاحظ في طريقته :
١ ـ أنه وحد أتباع مذهبه بلبس بسيط وملائم وألبسهم // الكلاة/ الطويل / أو السكة وهو طربوش طويل خاكي اللون .
۲ - جعل لاتباعه رؤساء ذوي مراتب برأسهم . م (۱) / الدادا / وهو شيخ الزاوية في البلدة ويتلقى تعليماته من المركز الرئيسى في قونيه/ ويعين منها ، وبعد الحرب العالمية الأولى، ووصول كمال أتاتورك الى السلطة ألغى كل الفرق الصوفية فانتقل المركز من قونيه الى حلب والشلبي رئيس مركز قونية هو سليل عائلة / الشلبيان / الذين كانوا يعينون مشايخ التكايا
المولوية أيام الدولة العثمانية .
٣ - جعل جلسة المراتب وسط حلقة الذكر على بساط كبير خاص يجلس فوق أدناهم رتبة، ثم فوقه بساط آخر أفخم من الأول وأصغر، يجلس عليـ من رتبته أكبر ، ثمّ بساط ثالث أفخم مما قبله وأصغر يجلس عليه / الدادا / .
٤ - جعل حركة الذكر القتلة كرقص ديني جليل الهيام .
ه ـ أدخل الناي والطنبور والطبل تعزف أروع الالحان الكلاسيكية العالمية. ويشرف / مولوي /خانه/ الملحن على نغم الصبا / يعد من تحف الموسيقا الكلاسيكية العالمية وهي الموسيقا التي تقتصر على العزف دون أن يصاحبها الغناء .
٦ - بنى في كل مدينة في تركية / دار / المولاً خانة، مأوى ومناما محط رجال السائحين منهم واذا أراد شخص ما السلوك في الطريقة، يطلب الى الشيخ ذلك فيقول له (تابع) أي يسمح له بمتابعة حلقات الذكر التي تعقد ليلة الاثنين وليلة الجمعة من كل اسبوع وفي هـ الاثناء يبحث الشاويش عن سلوك وسمعة المرشح في حيه وبين أصحابه ذه ومعارفه، فاذا تأكد من سلامة سمعته وطويته وسلوكه يعلن الشيخ القبول ويطلب منه احضار الجبة الخاصة بالمولوية و الكلاة . ثم يعين شيخ الطريقة موعدا للاحتفال بذلك، فيبلغ الشاويش والدراويش بهذا الموعد حيث يقلد الشيخ المرشح الكلاة ويعلن قبوله درويشا ( ۱ ) . الطريقة وبعد أيام بولـم الدرويش على سماط للدراويش يسمى القمـ ــة طعام وملح الطريقة ، كي يتعرف بالدراويش ، فيصبح أخا في الطريقة والممالحة .
أما عندما يتوفى /الدادا / في حمص مثلا فتجري الأمور التالية : يذهب الابن الاكبر لـ/ الدادا / المتوفى أو ولـ عهده الى مركز اقامة الشلبـي بعد أن يتزود بوثيقة الولاية مصدقة من المفتي ونقيب الاشراف والاعيـ ان والدراويش، فيأخذ وكيل /الشلبي/ العلم بوصوله، ويخبر الشلبي بذلك، وبعد ثلاثة أيام يقابله الشلبي ويحوله للخدمة في المطبخ لمدة تتراوح بين تسعة أيام وتسعة أشهر في وضع تقشف عندما يحل الاذن بالمقابلة، يرسل الى الحمـــام وترسل له البقجة الخاصة على حين يدعو الشلبي / الدراويش الى ميـ دان المولوية، بينما يكون الدادا / قد أعد / الدستار / العمامة بأمر من
تعليق