المريد تجاه شیخه ملاصقا ركبتيه بركبتي ،شيخه وواضعا يده اليمنى بيد شيخه اليمنى، ثم يقرأ الفاتحة لحضرة النبي صلعم والى أخوانه المرسلين والنبيين . ومشايخ السلاسل، خصوصا مشايخ السلسلة القادرية والاقطاب الأربعة المكرمين ... ثم يقول الشيخ لمريده : قل أستغفر اللـ أستغفر الله العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم وأتوب اليه : أشهد الله وملائكته ورسله وأنبياءه اني تائب الى الله تعالى منيب اليه. وان الطاعة تجمعنا، وأن المعصية تفرقنا وأن العهد عهد الله ورسوله ، وأن اليد يد شيخنا ، واستاذنا الشيخ محي الدين عبد القادر الكيلاني قدس سره، وعلى ذلك فاني أحل الحلال أي أعمل به، وأحرم الحرام أي أجتنبه ، وألازم الذكر والطاعة بقدر الاستطاعة، ورضيت بحضــ وة شيخنا المشار اليه شيخا لي . وطريقته طريقة لي والله على ما نقول وكيل . ثم يقول الشيخ سرا ثلاث مرات يا واحد يل ماجد انفحنـــــا بنفحة منك ، ثم يقرأ الشيخ آية المبايعة . ثم يقول لمريده (اسمع مني كلمة التوحيد ثلاث مرات وقل أنت مثلها :
وكيفيتها : أن يأخذ كلمة ( لا ) أولا من طرفه الأيمن ماذا بها الى جبهته، في كلمة (اله) ثم يفرغ الا الله في طرفه الأيسر، وهو محل الروح مغضا عينيه فاذا قالها صحيحا طبق المذكور يوصيه بالوصايا اللازمة، والاكثار من التلاوة لها قياما وقعودا أثناء الليل وأطراف النهـار ومراعاة حقوقها وحق اخوانه وملازمة الرابطة وقت القراءة وبعدها .
ومن جملة الوصايا تقوى الله وطاعته، وتحمل الأذى وتركه والصفح عن عثرات الأخوان ، وبذل الكف، وسخاوة النفس وترك الحقد والحسد، والكذب، والنميمة والغيبة والفحش في الكلام والاستقامة على الوضوء وعلى الاستغفار والصلاة على النبي صلعم ، من غير تعيين عـدد .
وبعد أن يقبل المريد هذه الشروط يقول له الشيخ (وأنا أيضا قبلتك لي ولدا وبايعتك على هذا المنوال ، ثم يدعوا الشيخ دعاء معينا، وبعد أن ينتهي من الدعاء يسقي الشيخ المريد الكأس ان شاء ماء قراحا وان شاء بسكر .. وان شاء زيتا ، ثم يدعو له دعاء آخر، ويلقنه الأسماء التي تتل في أوراد الطريقة القادرية وهي سبعة .
الأول : (لا اله الا الله) ، الثاني (الله)، الثالث (هو) ، الرابع ( حق ) ، الخامس ( حي ) ، السادس (قيوم) ، السابع (قهار) . ويشوح له معناها .
والذكر يقوم على ترديد أحد هذه الأسماء بعدد مربوط، ويبلغ العدد في بعض مراتب الطريق الأولى ، مائة ألف مرة مع بعض الأدعية ، والتوسلات المرافقة .
والدخول في الخلوة : من شعائر الطريقة القادرية وتتم على النحو التالي :
يبدأ في الدعاء التالي: (اللهم اني نويت الخلوة تبتلا اليك وابتغاء لمرضاتك ووجهك الكريم ) ( بفضلك وفيضك وجودك العميم يا أكرم الأكرمين ) ، يصوم في النهار، ويسير في الليل ولارخصة في الليل بالنوم، بل يشتغل بذكر يلقيه مستحضرا لمعنى الذكر ، وإن غليه النوم فقام فعليه حين الاستيقاظ أن يتوضأ على الفور، ويصلي ركعتين ويشتغل بالذكر ويجتهد في طرد النوم بالقيام والمشي وتجديد الوضوء .
ومن آداب الخلوة : أن لا يكلم أحدا ، فان احتاج الى خطاب الخـــــــادم فليكن ذلك بالاشارة أو بالكتابة، فان اضطر الى الكلام، فليتكلم بقدر الحاجة من غير زيادة، وأذا خرج الى الوضوء فليغط رأسه عن الهواء، وليكن المكان الذي يذكر فيه بعيدا عن الباب ويسد كل مايدخل ، من النور، ويستر الباب ان احتاج الى الستر لئلا يدخل النور، ويكون بعيدا عـــــن الأصوات فان لم يجد مكانا بين السكان بعيدا عن الأصوات، فليس ــد اذنيه بغطاء. وعند الذكر يغمض عينه، ويكون متربعا مستقبلا القبلة غير متكيء، وان الاتكاء يجلب النوم، وليقلل من شرب الماء فانه يجلب النوم وليتحفظ من افشاء الأسرار .
ويكون ابتداء الخلوة من أول حلول الشمس في برج الجدي وهو أول الشتاء ويبقى في الخلوة بقدر ما يعين له الشيخ من الايام (١).
متى دخلت الطريقة الى حمص : وعلى يد من ؟
عند الكلام على الزوايا ذكرنا زاوية الشيخ / جمال الدين خمو/ في باب الدريب وفهمنا خلال الزيارة الميدانية للزاوية أنه هو الذي أدخــــــل الطريقة القادرية الى حمص، ولكن عند الرجوع الى الوقفية التي أوقفتهـ أخته / جليلة ، من عقارات تملكها على ولدي بنتها : الشيخ مصطف والشيخ عثمان خمو من بعدها، ثمّ على أولادها ذكورا وإناثا ، واذا انقرضت ذرياتهم والعياذ بالله تعالى عاد وقفا على زاوية سيدي الشيخ جمـ سال الدين خصو، قدس الله سره ) .
ويلاحظ في هذا النص عدم ورود أية اشارة تشير الى الطريقة التي يتبعها الشيخ جمال الدين، ومعنى ذلك أن الطريقة القادرية لم تكن موجودة في حمص في التاريخ الذي كتبت فيه الحجة الوقفية المؤرخة في النصف من شهر ذي القعدة الحرام الذي هو من شهور سنة تسعة وأربعين ومائتين وألـف اي / ١٢٤٩هـ = ٢٨ آذار ١٨٣٤م .
ويؤيد ذلك ما جاء في مخطوط ( مسامرة الجليس - تاريخ الخميـــــــــ) ، للشيخ سعد الدين الجباوي الحمصي يذكر مايلي في الصفحة / ٤٠/ أن الشيخ بكار الزعبي أتى الى حمص من حصن الاكراد ونزل في سوق الحشيش، وصار يطلع من باب السوق مثل ابن خمو. وتبعوهم بني خمو، فأخذوا الطريقة القادرية مع الشيخ عثمان خمو، وبالرجوع الى سلسلة النسب التي يملكها آل خمو، يتبين أن الشيخ عثمان عاصر الشيخ سعد الدين الجباوي، فيكون هو ي أول من اعتنق الطريقة القادرية في حمص . وللمؤرخ عبد الهادي الوفائ صاحب مخطوط (تاريخ حمص) قصيدة نظمها في العام / ١٣٠٥ هـ ، يذكـ فيها أسماء المشايخ الذين كانوا يشاركون في مواكب الخميس ومنها هذا البيت في موكب يوم الجمعة : اما مهم موكب البكار يتبعه محمد من غدا "خمو" له نسبا ومحمد هذا المذكور هو أخو عثمان بن أحمد حسب شجرة النسب المذكورة آنفا . أما بعد الحرب العالمية الأولى فكان الذي يخرج بالموكب الشيـ ــخ خالد خمو ، وبقي على ذلك حتى زال الخميس . وليس له ذكر في سلسلة النسب التي لدينا .
ه - الطريقة الأحمدية :
وتنسب هذه الطريقة الى أحمد البدوي ، أكبر أولياء, اء مصر ومحل تقديس أهلها منذ قرون • ولد بمدينة / فاس / في زقاق الحجر عام /٥٩٦/هـ = ١١٩٩ / ۱۲۰۰ ،م، على الأرجح من أم تدعى فاطمة وأب يدعى /علي/ فهو أحمد بن علي بن ابراهيم، لقب البدوي لانه كان يضع لثاما وجهه، حسب عادة بدو ،افريقية، وقد حج بيت الله مع أسرته، وهـو بعد طفل واستغرقت رحلة الحج أربعة أعوام / ٦٠٣- ٦٠٧هـ - ١٢٠٦-١٢١١م/ وتوفي أبوه بمكة
لما شب أحمد امتاز بالفروسية والفتوة ومن ثم لقب بـ / العطاب - وأبي الفتيان ، وفي الثلاثين من عمره حدث له ماغير مجرى حياته، فقرأ القرآن على الأحرف السبعة ودرس قليلا من الفقه الشافعي، واعتزل الناس وعاش في صمت لا يفصح عما يجول في نفسه الا بالاشارة، وفي السادسة والثلاثين من عمره رحل مع أخيه الأكبر حسين الى العراق وذلك في شوّال ٦٣٣هـ ، حزيران / تموز ١٢٣٦م حيث كان أحمد الرفاعي المتوفى عام ٥٧٠هـ الموافق ٧٥/١١٧٤م/ وعبد القادر الجيلاني المتوفى ٥٦١ هـ ، ٦٦/١١٦٥ / م موضـ تقديس الناس الذين ظلوا جيلين يعدونهما أعظم أولياء اللــــــــــه وزار
تعليق