من الآثار الإسلامية.. المنشآت المدنية..وهي من العمائر الإسلامية ذات الطابع المدني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الآثار الإسلامية.. المنشآت المدنية..وهي من العمائر الإسلامية ذات الطابع المدني


    المنشآت المدنية
    الخانات
    البيمارستانات
    الطرق والدروب
    القصور والدور
    المنشآت العسكرية
    قلعة حلب
    قلعة الجبل

    المنشآت المدنية


    تعتبر المنشآت المدنية من العمائر الإسلامية ذات الطابع المدني التي تختلف وظائفها بين التجارة ومباني الرعاية الاجتماعية. وقد تعددت هذه المنشآت، وبقيت آثارها في كثير من الأقطار الإسلامية، ومما بقي من هذه العمائر مجموعة كبيرة من الخانات والوكالات والبيمارستانات والقصور والدور والطرق والدروب وغيرها. ومن أهمها المباني التجارية وهي تضم : الوكالات والخانات والفنادق والقيساريات. وجميعها تؤدي وظيفة واحدة وهي أنها مآوي التجار والمسافرين والقوافل سواء في داخل المدن أو خارجها. يتكون التخطيط المعماري لكل منها من فناء داخلي أوسط مكشوف تحف به مبان من عدة طوابق أسفلها حجرات تلتف حول أضلاع الفناء من الداخل. وتُستغل هذه الحجرات لعرض وخزن بضائع المقيمين في هذه المنشآت، ويعلو الطابق السفلي غرف الإقامة. وتمتاز تلك المنشآت بمبانيها المتينة وأسوارها العالية المدعمة بأبراج ومداخلها الضخمة، وذلك للحفاظ على البضائع المخزونة أو المعروضة بها.


    الخانات:

    من المرجح أن طراز الخان بدأ ظهوره في إيران. وانتقل منها إلى مصر وآسيا الصغرى وسوريا.



    ومن أشهر الخانات في العالم الإسلامي خان عطشان. وهو يقع في منتصف الطريق بين الأخيضر والكوفة، وربما يرجع بناء خان عطشان إلى عصر بناء الأخيضر نفسه، أي إلى عام 161هـ، 778م. ويتكون التخطيط المعماري لخان عطشان من مربع يبلغ طول ضلعه 25م، تحيط به من الخارج أسوار ضخمة مدعمة بأبراج، ويقع المدخل في الجانب الشمالي. والخان من الداخل قد اندثرت معظم أجزائه المعمارية، وتدل الحجرات الباقية على أنها سقفت بأقبية نصف أسطوانية. ومن أشهر الخانات في آسيا الصغرى خان السلطان قونيه ويطلق عليه هناك سلطان خان ـ شيده السلطان علاء كيكياد الأول 630هـ، 1232م. ولعلاء الدين هذا خان آخر في مدينة قيصرية في سيواس. ومن الخانات السلجوقية في آسيا الصغرى خاتون خان، وهو يقع على الطريق بين مدينة أماسيا وتوقات. وقد شيد خان خاتون عام 636هـ، 1238م. ومن أشهر الخانات في سوريا خان جقمق، نسبة إلى الأمير سيف الدين جقمق نائب السلطنة بدمشق بين عامي 822هـ و 824هـ، و خان رستم باشا، الذي شيد عام 969هـ، 1561م بدمشق في وسط سوق المنصورية. أما في القاهرة فيعرف أشهر خاناتها باسم خان الخليلي الذي شيده الأمير المملوكي جهاركس الخليلي في القرن الثامن الهجري، الرابع عشر الميلادي، ويشتهر خان الخليلي الآن بتجارة العاديات والمصوغات العربية الدقيقة. وقد أعاد السلطان الغوري بناءه في أوائل القرن العاشر الهجري، السادس عشر الميلادي. ومن أشهر وكالات القاهرة وكالة السلطان الغوري 909هـ، 1504م، وهي تقع بحي الأزهر، وتصميمها المعماري يتبع التخطيط التقليدي لعمارة الخان، حيث تتكون الوكالة من فناء داخلي أوسط تحيط به مبانٍ متعددة الطوابق، السفلي منها يشتمل على حجرات. وللوكالة مدخل واحد.


    البيمارستانات:

    من بين المنشآت المدنية المهمة حيث عني الإسلام بصحة الأبدان، وحث على الاستشفاء ومعالجة الأمراض. وكان من مظاهر ذلك أن حرص المسلمون على إنشاء البيمارستانات (المستشفيات) والعناية بتزويدها بكل ما يلزمها من أطباء وأدوات طبية وتأمينية لاستمرارها في خدمة المرضى. أوقف عليها المسلمون الأوقاف الكثيرة من أجل توفير مصادر الإنفاق. ومن بين أشهر البيمارستانات في العالم الإسلامي بيمارستان السلطان المنصور قلاوون بمدينة القاهرة الذي بُني عام 684هـ، 1285م. وقد وظَّف السلطان قلاوون في بيمارستانه أطباء في جميع التخصصات، وكذلك الصيادلة والممرضين والسعاة، وزود عمارة البيمارستان بالأثاث والأدوات والأدوية اللازمة لعلاج المرضى. ومن أشهر بيمارستانات سوريا بيمارستان النوري الذي شيده السلطان نور الدين محمود في دمشق في القرن السادس الهجري، الثاني عشر الميلادي، كما شيد السلطان نور الدين بيمارستانًا آخر بمدينة حلب. وقد خططت عمارة البيمارستان من صحن أوسط وأربعة إيوانات متقابلة وأربع قاعات رئيسية موزعة في أركان البناء، وغطيت جميعها بأقبية. ومن أشهر البيمارستانات في آسيا الصغرى (تركيا) في العصر السلجوقي بيمارستان سيواس الذي يعد من أكبر البيمارستانات في منطقة الأناضول، وقد شيده السلطان عز الدين كايكاوس الأول عام 614هـ، 1217م، كما تنص على ذلك الكتابة الأثرية المنقوشة على المدخل الرئيسي.




    الطرق والدروب:

    عني المسلمون بإصلاح الطرق والدروب التي تربط بين المدن، وبخاصة تلك التي تصل الأقطار الإسلامية بالمدينتين المقدستين مكة والمدينة، وذلك من باب التيسير على الحجاج. ومن أهم الآثار الإسلامية المدنية في الجزيرة العربية درب زبيدة، وهو طريق كان يسلكه الحجاج القادمون من العراق إلى مكة المكرمة. وقد عنيت بتمهيده السيدة زبيدة زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد، وذلك من أجل تيسير سبل الحج. وقد أنشأت على امتداد الطريق منازل زودتها بالمرافق اللازمة لخدمة المسافرين. وقد بلغت هذه المنازل نحو خمسين منزلاً، كما كانت لهذا الطريق أيضًا أهمية في تيسير سبل التجارة، وفي ازدهار بعض المواقع العمرانية الواقعة على امتداده.




    القصور والدور:

    إلى جانب حركة بناء المساجد، فإن هناك مشروعات معمارية أخرى كالقصور العديدة والدور التي شيدت على أيدي المسلمين في الأمصار الإسلامية ولم يكتب لها البقاء كما كتب للعمائر الدينية ؛ حيث إن مثل هذه العمائر المدنية التي تقع داخل المدن أدعى إلى الزوال والاندثار من القصور التي تُبنى في البادية. ومن أشهر القصور في الآثار الإسلامية مجموعة القصور الأموية والعباسية التي كشف عنها مؤخرًا في صحراء ببادية الشام، وأشهرها : قصر الأخيضر، وقصر الجوسق الخاقاني، وقصر العاشق.



    أما الأندلس فما زالت تحتفظ بأعظـم وأشهر القصور الإسلامية، ومن أشهرها قصر الحمراء الذي يقع بمدينة غرناطة، ويتكون تخطيطه المعماري من مجموعة عمائر مستقلة شيدت على مراحل متتابعة بدأها السلطان أبو الحجاج يوسف الأول من بني الأحمر عام 733هـ، 1333م. ومن أهم وحدات القصر المعمارية باب الشريعة وباب العدل وقصر البرطل وبرج قمارش وبهو السباع وقاعة السفراء وقصر جنة العريف وقصر السباع. وتتميز قصور غرناطة بالأعمدة الرشيقة والعقود المفصصة والقباب المقرنصة والأسطح الجمالونية.
    المنشآت العسكرية


    حرص الإسلام على إعداد القوة ومدافعة المعتدين والجهاد في سبيل الله، وذلك ببناء الاستحكامات الدفاعية من أربطة وقلاع وحصون وأسوار وأبراج ومداخل محصنة. وقد زودت تلك العمائر بالعناصر الدفاعية التي تعين على عملية الدفاع. ومن أهم تلك العناصر فتحات السهَّامة (المزاغل) والسقاطات التي تستخدم في رمي الزيوت والمواد الساخنة المنصهرة على المهاجمين. ومن العناصر الدفاعية أيضًا: الخنادق، والأبواب الحديدية الزلاقة. ومن أشهر القلاع في الآثار الإسلامية قلعة حلب وقلعة الجبل بالقاهرة وقلعة الحمراء في دلهي وقلعة فاتحبور سكري في أكرا وقلعة الحمراء بغرناطة وقلعة بني حماد بالجزائر.


    قلعة حلب:

    تقع فوق هضبة صخرية مرتفعة، وتعود أبنيتها الحالية إلى العصرين الأيوبي والمملوكي، ولقلعة حلب خندق واسع عرضه 26م تقريبًا. وتمتاز الهضبة الصخرية التي شيدت عليها القلعة بأنها ذات سطح منحوت، تنتهي من أسفل بالخندق، كما تمتاز القلعة بمداخلها الحصينة التي تعد من أرقى ما وصل إليه فن التحصين، وتتألف القلعة من برج أمامي يقع في مقدمة الخندق وبرج خلفي ضخم، يقع على السطح يصل بينهما جسر مائل. وللبرج الخلفي عدة أبواب مفتوحة على محاور متعددة لتعوق حركة المهاجمين. والقلعة من الداخل تمثل مدينة مستقلة إذ تحتوي على أسواق وقصور وحمامات ودور سكنية وصهاريج ومساجد.




    قلعة الجبل:

    تقع بمدينة القاهرة، وقد شيدها السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 614هـ، 1217م. واشتهرت بقلعة صلاح الدين. ولقلعة الجبل أسوار ضخمة وأبراج شيدت بالأحجار المقطوعة من جبل المقطم، وتتكون القلعة من مساحتين: الشمالية منها تمثل الحصن، والجنوبية تمثل المقر السكني لصاحب الحصن. والحصن محاط بعدد من الأبراج المختلفة في تصميماتها وأشكالها. ومن أضخم أبراج القلعة، تلك التي شيدت من قبل السلطان العادل. ولقلعة الجبل عدة أبواب، أهمها الباب المدرج وباب العرافة وباب المطار، ومن أشهر أبراج القلعة برج المبلط والرملة والحداد وبرج كيركيلان. وبالجزء السكني من القلعة توجد عدة مبان، أهمها بئر يوسف الحلزونية وجامع الناصر محمد بن قلاوون وجامع سليمان باشا (سيدي سارية الجبل) وجامع أحمد كتخدا وجامع محمد علي باشا، ودار المحفوظات، والمتحف الحربي ومتحف الشرطة.
يعمل...
X