لدينا وثيقة الوقف الذي أوقفه الشيخ أحمد على نسائه الأربع ورد فيها : أما بعد فقد حضر لمجلس الشرع الشريف المطهر فخر الصلحاء والمكرمين الشيخ محمد بن المرحوم السيد عابد شمشم الوكيل الشرعي عن فخر العلماء وعمدة الانقياء والصلحاء الفخام السيد الشيخ أحمد الطوظقلي شيخ الطريقة النقشبندي ــة بحمص حالا ... وتحمل الوثيقة التاريخ / ٢٥ / من ذي الحجة الحرام ١٢٦٧هـ = ۲۲ تشرين الأول ١٨٥٤م ، فهو اذن كان حيا في تاريخ هذه الوثيقة، ولكن في أواخر عمره ثم سلم الوقف لتلميذه وخليفته الشيخ سليم بن خلف الوزان، وجعله شريكا مع وكيله الشـ یخ د عابد شمشم لقد رحل عن هذه الحياة ولم ينجب ذكورا بل أربع بنات هن: السيدة خديجة، والسيدة زينب ، والسيدة آمنة، والسيدة رقية .
في العام ١٢٥٠هـ - ١٨٣٤م أجاز الحاج أحمد الطوظقلي تلميذه الشيخ = سلیم بن خلف الوزان ( بتلقين الذكر والتوجه والارشاد في الطريقة العلية النقشبندية ـة ( ١ ) فأصبح خليفة لـــه . ثم خلف شيخه على سجادتها بعــــــد وفاته ، فمن هو الشيخ سليم خلف ؟؟
الشيخ سليم بن خلف الوزان : هذا هو اسمه بدون أي اضافة كما ورد في حجة الوقف المشار اليها آنفا . ولد في حمص ۱۲۳۲هـ = ١٨١٦م. وأخذ العلم عن كثير من أجلة العلماء في حمص ثم ألقى به والده الى الشيخ / أحمد الطوظقلي فكان له خير مرشد ومرّب، وقد توسم شيخه فيه أهلية الارشاد فأجازه ثمّ خلفه في مشيخة الطريقة والجلوس على سجادتهـــــا بعد وفاته، يساعده في ذلك عدد من المشايخ الذين وصلوا الى رتبة / الخليفة / في الطريقة مثل الشيخ سليم صافي والشيخ عبد اللطيف التلاوي . وبقي شيخا للطريقة حتى وفاته في نصف المحرّم عام ۱۳۲۸هـ = ۲۸ ۲ ۱۹۱۰م فامتد عمره الى ست وتسعين سنة. أمضى منها خمسين عاما ونيفا على سجادة الطريقة النقشبندية، وكان يرتزق من عائد وظيفته کامام و مدرس الجامع النوري الكبير كما كان في الوقت نفسه متوليا على وقف طاحونة السبعة ( حسب الوثائق المحفوظة لدينا ) .
محمد أبو النصر خلف : ۱۲۹۲ - ٥ رمضان ١٣٦٨ هـ = ١٨٧٥ – ١ تموز ١٩٤٩م ولد في حمص وترعرع في بيت والده الشيخ سليم، فنشأ محبـــــا عن والده علم التوحيد والفقه والتصوّف ، كما قرأ فقه الشافعية أخذ للعلم، على الشيخ عبد الغني السعدي، والشيخ عبد الستار الاناسي والشيخ عبد القادر الشيخة، وهذا الانصراف للعلم جعل والده بعد أن بلغ الحلم يجيزه اجازة كاملة للارشاد. وعندما استلم رئاسة الطريقة بعد وفاة والده ظهرت مواهب ــه في تسليك المريدين ، ويعود اليه الفضل في نشر الطريقة النقشبندية حماه على يد مريده وتلميذه / الشيخ . محمد الحامد / (١) كما شمل نشاطه محافظة حلب ، وأصبح له فيها مريدون .
ومما يذكر لــه أنه خصص غرفة في داره الواقعة في حي ظهر المغارة للنساء اللواتي كن يرغبن في اقامة الأذكار والأوراد على الطريقة النقشبندية، وهذه الحلقة من الذكر كانت تقام كل اثنين بعد صلاة العصر في الثلاثينات من هذا القرن .
وقد حصل على اجازة بالطريقة السنوسية الأحمدية الادريسية من شيخها السيد أحمد الشريف السنوسي، تحمل التاريخ ١٣٦٥هـ = ١٩٤٦م. وأجاز بهــا الشيخ أحمد الكعكة من حمص .
ومن رجال الطريقة النقشبندية حمص المؤرخ عبد الهادي الوفائ صاحب مخطوط / تاريخ حمص / الذي لايزال قيد الأعداد حتى الآن. وقـد نظم قصيدة يمدح بها رجال الطريقة النقشبندية منها :
كما نظم قدا من نغم سيكاه كان ينشد في حلقات الأذكار وفي سهرات الطرب حتى الستينات من هذا القرن ، ومطلعه : دع طرق الغي فالدنيا قـ ما الكون الا القيوم الحي
وقد توفى في العام نفسه الذي توفي فيه شيخه السيد سليم خلف ۱۳۲۸هـ . ودفن الى جواره في المقبرة الواقعة في نهاية شارع الميدان عند التقائه بطريق دمشق ولا تفوتنا الاشارة الى المتصوفة النقشبندية المشهورة ( بأم محمد التلاوية والمتوفلة ١٣٣٥هـ في قرية تلبيسة ) .
أم محمد التلاوية : ١٣٣٥هـ = ١٧/١٩١٦ م .
أشهر المتصوفات على نطاق القطر كله في عصرها، انتشرت قدودها وأناشيدها وقصائدها وموالتها من دمشق الى حلب وأول اتصال لنا بتراثها الصوفي عندما عثرنا على كتاب بعنوان ( مجموعة قصائد ونشائد نبوية صوفية ) لجامعها (رشيد بن مصطفى الراشد التاذفي) .
٤- الطريقة القادرية :
تنسب هذه الطريقة ى الشيخ عبد القادر الجيلاني الدين وكنيته أبو محمد ، ولد في سنة / ٤٧٠هـ / = ١٠٧٧م ثم غــــــادر جيلان / الى بغداد ،٤٨٨هـ والتحق بالمدرسة النظامية حيث أخذ قسطا من الفقه الحنبلي، ثم ترك المدرسة وساح في بادية العراق زاهدا في الدنيا لمدة خمس وعشرين سنة كاملة. وفي العام / ٥٢١ / هـ . عاد الى بغداد وقـ جاوز الخمسين عاما، وبدأت شهرته تنتشر كزاهد حنبلي وليس كصوفي، وحافظ على زي العلماء ولم يلبس زي المتصوفين، وعمل أولاده من بعده على نشـ تعاليمه ، بجد وإخلاص، كما قام تلامذته في تدريس مذهبه في العالـ الاسلامي معتمدين في نشره على بركة الشيخ عبد القادر ، ونسبوا اليـ المعجزات والخوارق ، وجعلوه أحد الأقطاب الأربعة . الذين اقتسموا العالـــم فيما بينهم على سطح الكعبة . ورووا عنه أنه قال وهو في بغداد ( قدمي على عنق - كل ولي . فسمع أحمد الرفاعي يقول وهو في /أم عبيدة / (وعلى عنقي كذلك) ورد الرفاعيون على ذلك بأن جعلوا عبد القادر واحدا من الذين شاهدوا في مكة عام / 000 / هـ . معجزة النبي الفريدة وهي اخراج يـده مـــــن (۲) القبر ليقبلها الرفاعي .
طريقة أخذ البيعة : تجرى على النحو التالي :
۱ - يتوضأ المريد وضوءا جديدا ثم يصلي ركعتين نفلا لله تعالى، ثم يجلس ۱) نسبة الى / جيلان / بالجيم المصرية .. وهي منطقة تقع عند الزاوية الجنوبية الغربية من بحر قزوين ، قاعدتها بلدة / رشت / تنتج الأرز والفاكهة والحرير .
۲) محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي في كتابه : التاريخ الأوحد للغوث الرفاعي الأمجد ) ص ۵۱
تعليق