٢ - الطريقة السعدية :
تنسب الى مؤسسها سعد الدين بن مزيد بن يونس الشيباني وكان لوالده الشيخ مزيد طريقان في الخرقة الأول عن أبيه الشيخ يونس الكبير الشيباني، والثاني عن الامام القطب الشيخ أحمد الرفاعي مباشرة، أخذ عنه الطريقة وتشرف بتبعيته سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ذكر الامام الديريني . أخبرنا الشيخ صالح القدوة أبو سعد الدين مزيد بن الشيخ يونس الشيباني (۲) - القرشي الدمشقي بأشمون في جمع غفير من المسلمين أنه رأى رسول الله صلعم في المنام يقول : السيد أحمد الرفاعي ولدي وسيد أولي أمتى اليوم أقتدوا به تفلحو .
فعبد العزيز الدبريني المتوفى / ٦٩٧ / هـ كان معاصرا للشيخ مزيد أبي سعد الدين ، وهذا ما يجعلنا نرجح رأي من قال أن وفاة الشيخ سعد الدين الجباوي كانت حوالي / ۷۰۰ / للهجرة أو ٧٣٦هـ ، أي حوالي ١٣٣٥١٣٠٠م/ وليس خلاف ذلك .
ويبدو أن سعد الدين ندّ عن طاعة والده في شبابه، وتزعم طائفة من قطاع الطرق في حوران على أن الله من عليه بفضل دعاء والده، برؤيـــــــا كانت السبب في اصلاح حاله فتقشف، وأمعن في الزهد وحح الى مختلف المزارات بما فيها مكة ثم رجع الى الشام وأنشأ رواقا في قرية جبا/ أعمال دمشق أرشد فيه السالكين .
وقد انتشرت الطريقة السعدية من استمبول حتى مصر بما فيها بلاد الشام وكان لها في دمشق اكثر من زاوية لاقامة الأذكار والأوراد وتسليك المريدين ، وتكاد لا تختلف طريقة التسليك في البيعة واقامة الذكر وتلاوة الأوراد لدى السعدية عنها في الطريقة الرفاعية التي ذكرناها ، سوى أن بعض أسماء الله ، كانت تحوّل الى غير منطوقها ، فشلا كلمة الله/ كانت تلفظ هام - هام واستخدم أتباعها في أذكارهم موشحات ألفها الشيخ عبد الغني النابلسي. حتى جاء الشيخ . سعد الدين بن خالد الجبادي ، فنظم قصيدة أسماها /الفيض الأسنى في أسماء الله الحسنى . وكانوا ينشدونهـ l في الاذكار وفي موكب خميس المشايخ ، كما مر بناء ومما يميز فقـــــــراء السعدية، اکثارهم من ذكر الله حتى اذا طاب لهم الذكر تواجدوا واضطربوا واساقطوا على الأرض كالخشب المسندة، لا يقوون على النهوض ، بــ ــل لا يستطيعون حراكا حتى يقوم نقيب الشيخ بـ / كبس أيديهم وأرجلهم وانهاضهم على بركة شيخهم وكانت شارتهم اللون الأبيض في لباس الجسم والرأس السعدي الجباوي، وذلك في مخطوطه عن خميس المشايخ ـ ويقول عنه : نزيل حمص ۱۰۲۷هـ = ١٦١٨م ويذكر كتاب تاريخ حمص / لابن الخانقاه وفاة (الشيخ بركات السعدي ) - رحمه الله وعفى عنه، ودفنه في مسجده الذي كان يصلي به - ا الذي بقرب داره نهار الأحد بعد صلاة العصر) في ۱۱ / احدى عشر يوما خلت من شهر ربيع الثاني/ وذلك في أحداث ۱۱۱۷هـ .
ويقابل في التاريخ الميلادي على التقويم الغربي ( ۲ آب ١٧٠٥م) وتتضبــح سلسلة النسب بعد ذلك فالشيخ بركات هو ابن الشيخ مصطفى بن الشيخ علي نزيل حمص ۱۰۲۷هـ . والشيخ بركات أنجب الشيخ خالد والشيخ خالد أنجب الشيخ سليمان وهذا أنجب الشيخ خالد السعدي المتوفي ۱۲۸۹هـ . وهو والـ الشيخ سعد الدين آخر المشايخ البارزين في الطريقة السعدية، فلنقف عنــــده بعض الشيء :
الشيخ سعد الدين الجباوي (الحصي) : ولد في مدينة حمص ١٨٦٦م ، من أبيه الشيخ خالد وأمه حنيفة بنت سليم جنيد، توفي والده وعمـــــــوه سبع سنوات فربَّاه أكبر خلفاء أبيه الشيخ محمود بن أحمد الشيخة، وعين وصيا عليه من قبل الحاكم الشرعي بحمص لطفی زاده ، السيد محمد سعد الدين، وعندما جردت تركة والده في المحكمة الشرعية بلغت قيمـ متروکاته ٥١٤,٧٥ قرشا أخذت منها كل من زوجتي المرحوم خالد مؤخـ صداقها / ۲۰۰ / غرش ، كما ثبت وجود دين بذمة الشيخ خالد الى طليمات مقداره ۳٦٥ و بعد اقتطاع صداق الزوجين المؤجل وايفاء الدين بقي من المبلغ / ۷۸/ قرشا تنازلت الزوجتان والبنت البالغة فطمة عن حصصهن الصالح الطفلين القاصرين ، كما هو مذكور في وثيقة المحكمة الشرعية المؤرخة في الثالث من محرم ۱۲۹۰ هـ أي ۳ آذار ۱۸۷۳م ، فطفولته لم تكن اذن الناحية المادية ميسورة .
عندما بلغ السابعة عشر خلف والده باقامة الأذكار ، تلقى الفقـ والحديث على علماء عصره مثل الشيخ سليم ،خلف والشيخ عبد القادر الشيخة وغيرهم .
كان والده الشيخ خالد بلدن سليمان ليلا - قد حصل على اجازة من الشيخ ابراهيم السعدي شيخ مشايخ الطريقة السعدية في دمشق، تحمل التاريخ ۱۳ شعبان ۱۲٦٧هـ ، فشد الرحال الى دمشق، وحصل على اجازة من الشيخ حسن بن ابراهيم السعدي تحمل التاريخ ٩ رجبب ۱۳۰۱هـ = ٦ مايس ١٨٨٤م ، كما حصل على اجازة من الشيخ محمد تاج السعدي شيخ مشايخ السادة السعدية بدمشق الشام البهية ، ولم يكتف بذلك بل ذهب الى حلب وحصل فيها من الشيخ أبي الهدى الصيادي على اجازة في الطريقة الرفاعية مؤرخة في ٢٥ صفر ١٣٠٨هـ = ۱۸۹۰/۱۰/۱۰م .
ويذكر الشيخ محمود صبري بن السيد عبد الرحمن الداغستاني في الاجازة على الطريقة العيسوية التي منحها للشيخ محمد طه السكاف، وأن أراد الدخول في هذه الطريقة الشريفة شيخ سجادة السعدية بمدينة حمص من الشيخ سعد الدين بن الشيخ خالد السعدي نسباء فاستخرت الله عز وجل، ولقنته الطريقة الأهليتة لذلك وصلاحه ) .
ولما كانت الاستانة ، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، محط رحال العلماء ومشايخ الطرق الصوفية، فقد سافر اليها وقابل السلطان عبد الحميد فيها، فعين له راتبا كافيا، وعاد الى حمص وشيّد الزاوية السعدية على الأرض التي كانت من أوقاف (صفي الدين الحلي) في حي بني السباعي كما مر في ذكر الزوايا آنفا . وبقي يتابع عمله في زاويته الجديدة، متابعا أحداث البلد ومشاركا في مواكب خميس المشايخ حتى قامت الحـ العالمية الأولى ( ١٩١٤ - ۱۹۱۸م) فانقطعت تلك المواكب ، وانقطع الشيخ الى رب زاويته، لأن المشايخ وطلبة العلم كانوا معفيين من العسكرية – مشرفا على اقامة الذكر فيها مساء كل أربعاء حتى انتهت الحرب فعاد النشاط الى سابق عادته .
امتد عمر الشيخ سعد الدين الى ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وبدأ يرى نور خميس المشايخ يخبو بسبب الأهواء الحزبية والمصالح الشخصية، في السنوات الثلاث الأخيرة من عمره حتى لبى نداء ربه وأغمض عينيه الاغماضة الأخيرة ليلة الأربعاء ۲۹ جمادى الأول ۱۳۷۰هـ الموافق للسادس مــــــــــن آذار ١٩٥١م. بعد أن أمضى / ۶۸/ عاما على مشيخة السجادة السعدية .
* فروع الطريقة السعدية :
اذا رجعنا الى قصيدة المؤرخ الشيخ عبد الهادي الوفائي المتوفى في الثامن من آذار ۱۹۱۰ نجد أن الطريقة السعدية لها أربع مواكب :
١ - الشيخ خالد السعدي ، وأبناء عمه دامس السعدي .
٢ ـ آل الشيخ الضّرير - من خلفاء الطريقة السعدية وهو محمد
حامد السعدي بن ناصيف .
٣ - الشيخ يحيى بلبل ، من خلفاء الطريقة السعدية .
٤ ـ الشيخ سعدو سالمة ، من خلفاء الطريقة السعدية .
ويذكر الشيخ . سعد الدين في مخطوطه - مسامرة الجليس - تاريخ الخميس كيف انتسب كل منهم الى الطريقة السعدية - فالشيخ أحمد الضرير - أخـذ وی الطريقة عن قاسم السعدي وفي عام ۱۲۸۰هـ ، جاء رجل من جهة قـ الحولة التابعة لحمص ويدعى قاسم الحولاني ) فنزل عند الشيخ أحمد الضرير حيث أنه من بلادهم ثم تخلف على يديه، وخرج بالسيارة بثلاثة صناجق
تعليق